أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى عجب - كائنات البحر.. كائنات الليل














المزيد.....

كائنات البحر.. كائنات الليل


مصطفى عجب

الحوار المتمدن-العدد: 3945 - 2012 / 12 / 18 - 15:13
المحور: الادب والفن
    


الوقت تقضمه جنادب الخيبة
وهو ممعن في التلكؤ

إني أشذب نتوءات القلب وأسهو قليلا
فالمرعى مجدب، ولمثلي أن يبكي طويلا،
فرُبَّ قلب كضفدع خلع موسمه فباغته البيات..
ضحك بكاءه وتنحى عن ضجيج الأسئلة.

قالت ذات دمي:
لا تمطّ رهافتك كثيرا .. كانت أنثى،
وقد رتّبت طيرها على قفزات
وعلّمت ريشه المشرئب طأطأة النعام.
على قميصها الوردي ارتعش فنار لمركب كان على قبطانه أن يخفض قليلاً قبعته ويعيد المسار إلى خيّاطه الأول.
تحت لونها تنفس المحار وتبخر الليل
فوق لونها تيه الصحراء الكبرى ونجمتان من ملح الكفاف.

أفقأ البحر لأوقن أن الطقس حي، وأن:
أشهق موتي مبكراً هو أن أؤجل المستقبل مقدار شهقة.
أسطر الماء بعيني، وأقرأ:
للدوائر أن تنفض قليلاً
و للنوارس أن تشد إزار الموج.
قعدت على إلياتها كائنات البحر
وتحركت في هدأة كائنات الليل.
كانت الأجساد ركاماً من البرد والقشعريرة
وكل المسام شفاه تمص الموت من الهواء.
قعدنا
على جنب من حاشية التاريخ مددنا أفولنا باتجاه تماسك الأشياء
شرَّدْنا حنينَ التشرد عن أطرافنا
نفضنا خيبة العمر
كان التأويل:
رُبّ كاهن أحباره انصرفوا إلى مشاعل في أخضرَ باطنيٍ لم يعوا منه حَضْرَةً ولم
يدركهم إيقاع طبل .. رُبَّه انصرف إلى تضاريس يديه يكرع كأساً من ظلام العمر
أولها بصاق سابلة من الصابئة، آخرها ارتباك بوصلة على معبد لإله لم تستقر قبلته.
و رُبَّنا تفيأنا فناء الأحذية فلم نقدِّر حجمَ بصمةٍ من الهواء على أنوفنا ونحن بين موجٍ
وسواحلَ من أجلٍ عصيٍ كي نحدد:
أول البدء فينا فعلنا
أم ما سيأتي من تضاؤل.

أنا، (بين قوسيَّ)
والجنادب ترفع من أزيزها تضرب في الأرض
قلت: في شعرك بحر لا تنضب كائناته وفي ابتسامتك برق بطئ ودافئ.. ما هذا الأرنب الرابض تحت حلمة أذنك ؟

غنَّت ..
ارفع قليلا طحين البدء في ضفتي وصعِّد تيار الموت في دمي ..
إني أشق مياه الكون وراءه
قدامه
فيه
ألمُّ خرابَ الوعي في غيبوبتي لأصحو فيك
صعِّدني إليك
ها أتسلق غمامة عطرك .. يرف مكاني في اللا مكوث ..
أدق طبل بقائك فيَّ
أدق
أدق.



يتحرك الليل
يتحرك البحر
كانت، ذات دمي، حينها تعض بالنواجذ على سطوة الأنثى
تنتصب على قمة الماء .. تستشرف:
أيا أميبيا البعيد
ويا أطرافاً انعقدت على حواسها
من يرضاك طاغيةً على حيزه المستطيل ليحشد فيك رهاله، أو يمتص
منك عنت الزحاف الدائري.
ثم تشد على جنزيرٍ من أخُف الجهات
نافخٍ في الثقل
ينهك الخطى
يخنق الأفق
ويحشر البال في خرم إبرة.

من لهذا الفقد؟
من يرضاك طاغيا؟
من يبتغيك بلا رجاء؟
أيا ضئيلاً شيَّد الدرب واحتمى بموتٍ راكدٍ في الآتي
.. كل الطوابير التي مرت والتنانير هي كائنٌ فيك
يبكيك.
لم تُسمِّ الغيب
و اسمُكَ لم يغب
فالفعل يُقرأ في الأثر.
لم يكن التكوين سوى حُب.

قلت، وأنا أرتق جرحاً بحرياً أدركه ملح المرافئ الآفلة:
على الطائرات التي تنفث الأمنيات أن تعلم أنّا
ندق
ندق

وأن:
لا أحد يسمِّ الحنين حتى يسِمْهُ أفول المعاني
ألطير لا يرتبه الفضاء
والمسافة هي المسافة بين أطراف الأنف
ونتح العرق.
قد يأتي من الآتي ما مضى
فزجاجة التاريخ لم تحص عتمتها
ولن تنفك عن ركلة الغيب
طالما الفضاءُ مكانٌ
والزمانُ أنينُ ريحٍ
على فوهتها.

حرضني البقاء على الغناء
وإني أدق على كل وترٍ في دائرة طمي
وقفزة طير،
رتبت الفضاء ولم أبك،
إذ باغتني،على غرة، إلهٌ من يدي لم يلحس جبيني حصاه
ولم تفك عيناي طيفَ تفاحته
لا يعني لي التفاح شيئا
ولكني
أمط رهافتي فوق مكاني.

الخرطوم 1997



#مصطفى_عجب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بياض
- هيكل المنى


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى عجب - كائنات البحر.. كائنات الليل