أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد غني جعفر - صدق الوطنية ... ووحدة الإرادة















المزيد.....

صدق الوطنية ... ووحدة الإرادة


حميد غني جعفر

الحوار المتمدن-العدد: 3945 - 2012 / 12 / 18 - 15:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وحدة الإرادة تكمن في صدق الوطنية ونكران الذات وهي عوامل أساسية متلازمة ... تحققت وتتحقق كل الإنتصارات والإنجازات للقوى الوطنية الديمقراطية المناضلة والمضحية من أجل قضايا ومصالح شعوبها من أجل العيش الكريم الآمن المستقر ، فعندما تكون هذه السمات أو المزايا النبيلة حاضرة في عقول ونفوس الوطنيين الحقيقيين المضحين ... لم تعد هناك أية معضلة مهما استعصت ... إلا ولها الحل وهو ممكن وميسور – لو خلصت النوايا – وهو أن تذوب – الأنا – المقيتة وحب الذات والمصالح الأنانية الضيقة في بوتقة الصالح العام للمجتمع ... فالسياسة فن الممكنات .
ولنا في ذالك الكثير من تجارب التأريخ ، ودون الخوض في الـتأريخ البعيد وعلى سبيل المثال ، نأخذ تجربة شعب جمهورية جنوب افريقيا ، كمثال حي وواقع ملموس ... كيف كان يعيش شعب جنوب افريقيا بالأمس القريب ... وكيف يعيش اليوم ... مالسبب في هذا التغير الجذري في واقع حياته ومستقبله ؟
السبب بسيط واضح يدركه السياسيين من المناضلين الأصلاء المتتبعين لنضال هذا الشعب المكافح ومعانته القاسية على مدى قرن أو يزيد في ظل نظام عنصري بغيض – لا مثيل له – قائم على التمييز في تعامله مع سكان البلاد – الأصليين – على أساس الجنس أو العرق والتمييز بين السود – سكان البلاد الأصليين – وبين البيض الذين هم أصلا من بقايا الإستعمار الأوربي - وليسوا من سكان البلاد – استطاعوا الهيمنة على بلاد جنوب افريقيا ليذيقوا شعبها مر العذاب وتعاملوا مع شعبها بوحشية وامتهنوا كرامته ، بل و الإنسانية ذاتها ... بفصل البيض عن السود بكل مفاصل الحياة ... المدارس – المستشفيات – الشوارع – الحقوق المدنية – كل هذه المفاصل الأولوية فيها للبيض ، ولا يحق للأسود الدخول في مدارس البيض ولا المعالجة في مستشفيات البيض ولا حتى السير في شارع للبيض ولا حرية للأسود ... ويتعاملون مع السود كحيوانات ،ناهيك عن السجون والمعتقلات والإعدامات ضد السود ، هذا بإيجاز ما عاناه شعب جنوب افريقيا ، فكيف تغير هذا الواقع وتتحول جنوب افريقيا إلى نظام ديمقراطي تقدمي يعيش شعبه اليوم بحرية وكرامة ورفاهية وعيش كريم آمن ومستقر .
صدق الوطنية وصدق النوايا والاخلاص لقضية شعبهم ووطنهم ووحدة الارادة ، إلى جانب القيم الإنسانية النبيلة والعقل الراجح والفكر المتنور لقياداته السياسية الوطنية – البعيدة عن الأنا المقيتة وحب الذات – بوضع مصلحة شعبهم وبلادهم نصب أعينهم وفوق أي اعتبار آخر – بهذه العوامل السامية اتسمت كل قيادات هذا الشعب المكافح وهو سر نجاح شعب جنوب افريقيا ... بلا عنف ولا دماء ولا انقلاب عسكري ... أنه الحوار ... نعم الحوار البناء بين قياداته الوطنية المخلصة ... ففي أواسط تسعينات القرن الماضي كان تحالف حزب المؤتمر الوطني الافريقي الذي يقوده– نيلسون مانديلا – والحزب الشيوعي في جنوب افريقيا واتحاد نقابات العمال ، هذه القوى السياسية المناضلة – الرئيسية في البلاد و بهذا التحالف المتين ووحدة الإرادة جرى الحوار مع الأقلية البيضاء وعلى أساس شروط محددة في مقدمتها اطلاق سراح المناضل الكبير نيلسون مانديلا من السجن الذي كان قد قضى فيه سبعة وعشرون عاما – انهاء سياسة التمييز العنصري – اجراء انتخابات ديمقراطية – وكان الحوار بقيادة الحزب الشيوعي كون قائده من الأقلية البيضاء لكنه ضد بني قومه العنصريين - كإنسان وكشيوعي يرفض العنصرية –وكان مانديلا في السجن...وهكذا اطلق سراح مانديلا وجرت الانتخابات الديمقراطية ... فكان الفوزلقوى التحالف الوطني وحزب المؤتمر الوطني الافريقي وزعيمه المناضل الكبير مانديلا الذي أصبح رمزا كبيرا لشعب جنوب افريقيا وانتصرت ارادة الشعب في جنوب افريقيا وهزم إلى غير رجعة ذالك النظام العنصري المقيت ، فكان مانديلا رئيسا لدولة جنوب افريقيا ولدورة واحدة فقط و لم يتشبث بكرسي الحكم ، كما لم يفكر قط بنزعات الثأر والانتقام من الذين أذاقوه و شعبه سوء العذاب والمهانة وزجوا به في السجن سبعة وعشرون عاما لم يقول للبيض أننا جئنا لنثأر أو ننتقم منكم - كما قالها صاحبنا عند زيارته للامام الحسين قبل سنوات ها نحن جئنا لنأخذ بثأرك - لم يفكر بكل ذالك ، - كل تفكيره ومن معه من المخلصين هو بناء بلده واسعاد شعبه ، وغرز روح المحبة والاخاء والتسامح بين أبناء شعبه – بما في ذالك البيض – وبهذه السجايا والاخلاق الانسانية الرفيعة أصبح مانديلا رمزا كبيرا لشعب جنوب افريقيا حتى البيض – أعداء الامس – باتوا من المحبين لهذا القائد المناضل والانسان ... وها هم جميعا البيض والسود يحتشدون سوية في باب المستشفى الذي يرقد فيه على فراش المرض ليتفقدوا وليطمأنوا على صحته وهم يصلون ويدعون له بالشفاء فأي مجد وشرف عظيم لهذا الانسان والمناضل الكبير ... فأين ساسة اليوم من هذا الشرف والمجد ؟ انهم يتهربون منذ عام من الحوار ، بنزعات حب الذات والأنا المقيتة وتغليب مصالحهم الانانية الضيقة الدنيئة على مصالح الشعب والوطن .
لكن وعلى ما يبدو ... ان هذه النزعات المريضة متأصلة بمجتمعاتنا العربية عموما – ولا نقصد هنا الشعوب ذاتها – بل أولي الامر منهم أي الحكومات العربية قاطبة – بلا استثناء – القديم منهم والجديد على حد سواء ... لانهم لا زالوا يعيشوا قيم البداوة وعاداتها المتخلفة المتعفنة بهذه النزعات التي ذكرناها ... من حب الذات إلى التسلط والاستئثار والانتقام والثأر والتشبث بكرسي الحكم بأي وسيلة ... وما عانته و تعانيه مجتمعاتنا العربية اليوم من فقر وبؤس ومرض وجهل وتخلف وظلم واستبداد إلا بفعل تلك النزعات والقيم البدوية المتجذرة في عقولهم وسلوكياتهم وهم يسعون جاهدين بكل الوسائل الخسيسة لتغييب وتزييف الوعي السياسي الوطني لشعوبهم من خلال الايحاء لشعوبهم خصوصا الأجيال الصاعدة من الشبيبة وكأن الصراعات اليوم هي من أجل الدين والمذهب والطائفية والقومية لتشويه الحقيقة بهدف اشغال شعوبهم بهذه الصراعات ولصرف انظارهم عن حقيقة وجوهر الصراع للتغطية على مطامعهم في الحصول على المال والنفوذ و ليتسنى لهم البقاء في كرسي الحكم على انهم مسلمون ومن اتباع أهل البيت – ع – وينبغي الخضوع والطاعة لهم ... برفع شعارات زائفة ومظللة مثل – الاسلام هو الحل – وواقع الحال ليس كذالك لان الاسلام يؤمن بالملكية الخاصة لوسائل الانتاج وهذا لوحده هو مصدر البلاء لكل المجتمعات لانه يقوم على الاستغلال البشع للطبقات الفقيرة الكادحة وأيضا لا يؤمن بالتطور العلمي والثقافي والتنور الفكري للمجتمعات بدليل انه يرفض او بالاحرى يحرم الفنون بكل اشكالها – المسرح – الغناء - ... الخ من الفنون المختلفة – ولا نريد الدخول في تفاصيل أكثر ، فما نحن بصدده هو قول صاحبنا الذي ذكرناه آنفا – جئنا لنأخذ بثأرك – إلا الدليل على صحة ما قلناه ، بغية زرع الفتنة الطائفية ، وقد نجح الطائفيون إلى حد كبير باستغلال عواطف البسطاء من الناس اتجاه اهل البيت وترسيخ الحقد الطائفي ... فكانت المجازر الرهيبة والقتل على الهوية عامي 2006 – 2007 – ولا زالت آثارها واحتمالات عودتها قائمة ، وهؤلاء الطائفيون يدركون جيدا أن ليس لهم من رصيد أو قاعدة جماهيرية أو تأريخ يؤهلهم للفوز في الانتخابات ... ولذا اتخذوا من الدين والطائفة ومن المراجع الدينية ستارا لاخفاء نواياهم ومطامعهم التي باتت اليوم معروفة ومكشوفة للمرجعية ذاتها ويؤكد ذالك موقفها في رفض استقبال اي من المسؤولين وتوجيه النقد اللاذع لهم وكذالك لكل الشارع العراقي ... فالفضائح المخزية تتوالى يوميا وعلى لسان المسؤولين انفسهم – بلا حياء – وفي كل وسائل الاعلام ... لكن الشعب لن يظل صامتا إلى ما لا نهاية ... ومن هنا وما دامت هذه العقليات وهذه النزعات متأصلة في نفوس وعقول وسلوكيات هؤلاء الحاكمين ، فإن محنة ومعاناة شعوبنا المقهورة تظل قائمة ، وليس من حل أمام شعوبنا العربية ومنها شعبنا العراقي المبتلى ... إلا التحرك والنزول إلى الشارع بتظاهرات واعتصامات سلمية مدنية لاجبار الحاكمين على الرضوخ لارادتهم وتحقيق مطالبهم العادلة ولنا في ثورة الشعب المصري الشقيق المثال الحي في تواصلحراكه لانتزاع حقوقه وحرياته فهو ومنذ عام كامل تتواصل تظاهرته واعتصاماته ولا زال ولابد أن يحقق إرادته ... ولابد لشعبنا العراقي أن يصحوا من غيبوبته التي دفع به اليها هؤلاء الدجالون و أن يفيق من سباته ... وان غدا لناظره قريب .



#حميد_غني_جعفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوفان ...!!
- سوق التنكجبة السياسي
- مسرحية وأدوار
- السياسة بين الامس ... واليوم
- ذكرى مأثرة نفق سجن الحلة عام 1967
- وماذا بعد
- حول لقاء المالكي بالحزب الشيوعي العراقي
- الموت في الحياة-4-
- سياسة ..ام ارتزاق ؟
- الموت في الحياة -5- الآخيرة
- الموت في الحياة -3-
- الموت في الحياة -2-
- الموت في الحياة 1
- مغالطات الحجي
- وضوح ما بعده من وضوح
- ناموا لا تستيقضوا 000 !!
- رب البيت
- الدين ... والسياسة – 2 –
- الدين ... والسياسة
- خياران ... لا ثالث لهما


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد غني جعفر - صدق الوطنية ... ووحدة الإرادة