أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - في الحديث عن أسباب تخلّف العالم العربي الإسلامي















المزيد.....

في الحديث عن أسباب تخلّف العالم العربي الإسلامي


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 3945 - 2012 / 12 / 18 - 09:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الحديث عن أسباب تخلّف العالم العربي الإسلامي

يتعجّب المسلمون من تخلّفهم ويحدث أن يتساءل البعض منهم عن أسبابه ولكن الإجابة تأتي دائما بطرقة مسقطة فتمحي السّؤال وتحوّل الإهتمام إلى إتّجاهات أخرى بعد سدّ المنافذ التي يدخل منها الشّكّ لعقول الرّعيّة بتفاهات لا علاقة لها بالمنطق ولا تمتّ بصلة للواقع ومظاهره. والإجابة التي تعطى دائما كردّ على سؤال: لماذا تخلّف المسلمون؟ تتلخّص في القول: لأنّهم إبتعدوا عن تطبيق الإسلام وشريعته والقرآن وضعف إيمانهم وألهتهم الدّنيا عن الله... وهي إجابة تحمل الكثير من الكذب والنّفاق واللامنطق والإستبلاه، ولكنّها تكفي لإقناع المسلم (المبرمج مسبقا) وجعله يطرد السّؤال ويسدّ كلّ المنافذ التي قد يعود منها، خاصّة عندما تأتي هذه الإجابة من طرف شيخ جليل من شيوخه أو داعية أو إمام خطيب... فهؤلاء هم الصّادقون في نظره، ولو أثبت العالم كلّه كذبهم، وكلامهم مسلّمات لا نقاش فيها، ولو كان الواقع يبيّن العكس. إذ هم عقل المسلم ووجدانه، وهم الذين حفظوا القرآن والسّنّة ومن أدرى منهم بإرادة الله وبمعنى هذا القول هنا أو هذا الحديث هناك؟
الواقع اليومي الذي يعيشه المسلمون اليوم يبيّن أنّ هؤلاء الذين يتصدّون بإجابات باهتة وكاذبة ولامنطقيّة لكلّ الأسئلة التي تطرح – ويجب أن تطرح – حول الإسلام وعلاقته بالعالم وبالإنسان وبالزّمن وبالقيم هم الجزء الأكبر من المشكلة. فهم سبب خراب العقل العربي وتحوّله إلى صحراء قاحلة مليئة بكثبان الأوهام والأفكار الميّتة والغرائز المكبوتة، وهم سبب توقّف الزّمن العربي عند ما يسمّى بـ"الجاهليّة" وعدم مواكبته للمسار العادي للزّمن، وهم سبب إحتقار العالم لهذه الملايين من الرؤوس المليئة بالخرافات والتّرّهات والإدعاءات والمغالطات، وهم سبب إنحراف الإنسان العربي عن إنسانيّته واكتفائه بحيوانيّة مشوّهة بغيضة لا نفع منها وتحوّله إلى كائن مغيّب العقل.
قلت أنّ هؤلاء الشّيوخ والأئمّة والدّعاة هم أكبر جزء من المشكلة، لأنّهم أكملوا الخطّة المحمّديّة لجعل العرب مجرّد حيوانات بلا أدمغة ولا إرادة يسوقها بكلمة "قال الله تعالى" فأجهزوا على ما تبقّى فيهم من إنسانيّة وعقل وجعلوهم مجرّد أشياء هامشيّة تسير على الأرض وتعيش من إنتاج الشّعوب الأخرى وتكره الأسئلة وتكره الذين يطرحونها وتكره الآخر إلى درجة لا توصف وتتغذّى على نفايات عقول شيوخ أعقلهم يفكّر بنصفه السّفلي. هؤلاء هم أكبر جزء من المشكلة، ومن خلفهم الإسلام كعقيدة تكرّس الدّيكتاتوريّة بإسم اللامرئيّات وتحرّم التّفكير (ألم يقل ربّهم في الآية 101 من سورة المائدة: "يا أيّها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسوؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم"؟) وتسعى لتعميم الفوضى والهمجيّة والإجرام والإرهاب بإسم الجهاد وتجعل من المسلم مجرّد آلة مبرمجة على أداء الفرائض والتقرّب لإلهه بغية الفوز بالجنّة وحور العين...
منذ مدّة (كان ذلك يوم 15 سبتمبر 2012، وهناك من حسن حظنا، تسجيل على موقع اليوتيوب على الرّابط: http://chez-malek-baroudi.blogspot.com/2012/12/15-09-2012.html)، شاهدت حلقة من برنامج "العاشرة مساء" الذي يقدّمه الإعلامي "وائل الأبراشي" علي قناة "دريم 2" إستضاف فيها الدّكتور "زغلول النّجّار"، المفكّر الإسلامي المعروف بدجله وكذبه على المسلمين، للحديث عن قضيّة الإعجاز العلمي في القرآن وهي قضيّة تحظى باهتمام الكثيرين وتختلف فيها الآراء. وقام الباحث "سيّد القمني" بمداخلة هاتفيّة سخر فيها من فكرة العلاج ببول الإبل فقاطعه الدّكتور "زغلول النّجّار" مؤكّدا صحّة العلاج بهذا البول، ثمّ فجّر "مفاجأة من العيار الثّقيل" بوجود مركز طبّي متخصّص للعلاج به حقق نتائج مذهلة في علاج بعض الأمراض. وهنا طالب "سيّد القمني" الأجهزة المسؤولة ووزارة الصّحّة بالتّحقيق في الأمر حفاظا على صحّة النّاس، فردّ عليه الدّكتور "زغلول النّجّار" بأنّ هناك شركة أدوية عالميّة تنتج أدوية من بول المرأة الحامل، فصرخ "سيّد القمني" رافضا أن يشرب بول زوجته. وفي النّهاية اقترح "القمني" على "النّجّار" بصفته متخصّصا في الجيولوجيا السّفر إلي الأراضي المقدّسة للبحث عن بول محمّد لأنّه – في رأيه – سيكون أفضل من بول الإبل والمرأة الحامل، مشيرا إلى ما قاله مفتي الدّيار المصريّة "علي جمعة" سنة 2007 من أنّ الصّحابة كانوا يشربون بول الرّسول. فكان ردّ "زغلول النجار" على الإعلامي "خالد منتصر" والكاتب "سيّد القمني" أن "هؤلاء ناس لا تقدّر قيمة العلم في القرآن الكريم ولا تقدّر قيمة العلم في أحاديث الرّسول"... لكنّه ردّ لا يثبت إلا عجزه.
كانت حصّة رائعة إنتصر فيها العقل ممثّلا في "سيّد القمني" ومن سبقه في التّدخّل عبر الهاتف على حماقة الحمار "زغلول النّجّار" الذي وجد نفسه وجها لوجه مع أسئلة لم يتعوّد على سماعها، ذلك أنّها نادرا ما تطرح علنا في وجه من يدّعون معرفة القرآن والسّنّة ويحلّلون ويحرّمون من تجّار الدّين، لأسباب كثيرة لعلّ أهمّها النّزعة التكفيريّة التي يتميّز بها هؤلاء والتي يلجؤون إليها عندما يستوفون ما في جعبتهم من أكاذيب وترّهات.
مأساة العرب تبدأ من هنا، من تواصل وجود هؤلاء الأحمرة التي تدّعي العلم والتّقوى وتتزيّن بألقاب "الشيخ" و"الدّاعية" و"المفتي" و"الإمام" و"الدّكتور" لتزيد من تخلّف شعوبهم بالحديث عن خرافات لا يقبلها حتّى الأطفال، بشرط أن لا يكون قد تمّ غسل أدمغتهم بشعارات الإسلام الزّائفة وخزعبلاته وتاريخه المحرّف من ألفه إلى يائه... سرّ تخلّف العرب أنّهم ألغوا عقولهم وفتحوا آذانهم لنهيق هؤلاء دون تفكير أو حتّى مجرّد شكّ في إمكانيّة أن يكون كلامهم خطأ ولامنطقيّا. سرّ تخلّف العرب أنّهم باعوا إنسانيّتهم مقابل وهم وأنّهم صدّقوا ما قيل لهم من أنّهم "خير أمّة أخرجت للنّاس"، فإكتفوا بلعب دور هو في حقيقة الأمر خليط من غرائز الحيوانات وبرمجة الآلات وجمود الأشياء فأصبحوا يعيشون "في الهامش".
كلّ الدّول التي تقدّمت وتطوّرت لم تعوّل على الدّين بل على الإنسان وعقله، لذلك سيبقى المسلمون متأخّرين متخلّفين إلى أن ينقرضوا... مثلما إنقرضت كائنات كثيرة لأنّ الطّبيعة لا تسمح إلاّ بتواجد الكائنات التي تواكب تقدّم الزّمن وتتطوّر حسب الظروف وتسعى للبقاء، سينقرض المسلمون إن عاجلا أو آجلا. إلاّ إذا حدثت معجزة (ولست ممّن يؤمنون بوجود المعجزات، بطبيعة الحال) ففتح العرب عقولهم وطرحوا الأسئلة وألغوا الإسلام (أو على الأقلّ إستطاعوا إرجاعه إلى طبيعته التي يجب أن يكون عليها: إعتقاد شخصي لا علاقة له لا بالعلم ولا بالسّياسة ولا بالإقتصاد ولا يتدخّل في شيء في الواقع ولا يهتمّ بمعتقدات الآخرين) وسحبوا ثقتهم من الشّيوخ والدّعاة والأئمّة وكلّ الدّجّالين والمشعوذين وحاولوا التّفكير والعمل بمجهودهم الخاصّ وإستخدموا ما لديهم من ثروات لتطوير أنفسهم، بدل أن يصرفوا المليارات على المظاهر من قصور ومآدب عظيمة وعلى مراكز البحوث في الإعجاز القرآني وعلى هيئة علماء المسلمين والمسترزقين منها من تجّار دين ولصوص ملتحين من أمثال "يوسف القرضاوي" وعلى قنوات إسلاميّة تلفزيونيّة وإذاعيّة لا تكرّس إلاّ الحماقة والتّفاهة...





#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبتسمي...
- حول خطر الإسلام الوهابي والطّريقة الوحيدة للقضاء عليه
- جوابا على ردّ أحد القرّاء لمقالي: هل نكون على موعد جديد مع ا ...
- إقتراح لتصحيح مسار الثّورة والعدالة الإنتقاليّة في تونس: وجو ...
- هل نكون على موعد جديد مع الهمجيّة الإسلاميّة من أجل فيلم -عم ...
- نهضة، يا نكبة تونس
- لم تقم القيامة...
- سؤال
- قصيدة حبّ متجدّدة
- حلم عاشق
- نظرة على الإتهامات المتداولة التي يستعملها بعض المسلمين في م ...
- كيف خاننا الوقت...؟
- رسالة مفتوحة إلى النّساء، منبع الحياة وسرّ جمالها، حول مكانت ...
- الجمهورية التونسية، من الثورة إلى الهاوية؟
- صباح الخير، يا سكّر
- بين الحلم واليقظة
- دين الخراب
- إحياء التعليم الزيتوني في تونس الإخوانجية دفع صريح إلى التخل ...
- ديانات العقول المخصيّة والخطوط الحمراء
- هكذا أريدك...


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - في الحديث عن أسباب تخلّف العالم العربي الإسلامي