أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بيرم ناجي - الرفيق بشير الحامدي : -حول مواصلة تنفيذ المهام الثورية و دور النقابات- .















المزيد.....



الرفيق بشير الحامدي : -حول مواصلة تنفيذ المهام الثورية و دور النقابات- .


بيرم ناجي

الحوار المتمدن-العدد: 3945 - 2012 / 12 / 18 - 07:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



شكرا للرفيق بشير على رده المحترم ،مثله، و الذي يختلف عن ما صرنا نقرأه في بعض المنشورات اليسارية الالكترونية المتشنجة حد الاسفاف أحيانا.
رفيقي بشير،
في البداية أود ان أبدأ بما يمكن أن يكون قاسما مشتركا، نسبيا، بيننا كنت قد ذكرته في خاتمة مقالك حين كتبت " ... إنها أطروحات منحازة لحقوق الأغلبية ضد كل أنظمة الإستبداد و الإستغلال .أطروحات لا تدين بأي أيديولوجيا ولا باي مقدس .أطروحات تتأسس على المشترك الثوري الإنساني وعلى خط المقاومة الثورية التاريخي وتعمل على مواصلته."
أنا أثمن هذه الفكرة و أشاركك الرأي فيها عموما.و لكنني لا أزعم ، من ناحيتي، أن أطروحاتي " لا تدين بأي ايديولوجيا" مثلما تقول أنت. فأنا أدين بايديولوجيا اشتراكية ديمقراطية انسانية – و أعرف الايديولوجيا "كنظام أفكار" و ليس" كوعي زائف"- و أحاول الاستفادة من كل النظريات و التجارب الاشتراكية – و ليس الشيوعية لأنني أرفض الوهم بتحقق "الجنة الأرضية" ولذلك أحاول مثلك أن لا أدين " بأي مقدس" و من أجل ذلك ، جزئيا، كنت قد ذكرتك بجوزيف برودون و رسالته الى ماركس التي سأعود اليها لاحقا.

أعود الآن الى الملاحظات المباشرة على ردك:

1- كتبت :" يتساءل السيد بيرم ناجي ردا على توجيهي الرسالة إلى النقابيين فيقول

[" هل المهام الثورية هي مهام النقابيين و النقابات؟
هل المنظمة النقابية هي من سيقوم باستكمال مهام الثورة ؟ و ضد من ؟ ضد ". كل ممثلي رأس المال".
فهل الثورة التونسية ثورة نقابية - اشتراكية ؟
و بعد اتهام اليسار بالانتهازية و الاصلاحية و اتهام القادة النقابيين ب" المتسلقين والقوادة و الانتهازيين والبيوعة والسماسرة في الإتحاد العام التونسي للشغل " مع من ستواصل" تنفيذ المهمات الثورية المطروحة"؟

أولا :أجدني مضطرا لتذكير السيد بيرم، وهو الذي دعاني في آخر مناقشته لأتذكر دعوة ماركس برودون الى عمل مشترك ورد برودون على ماركس، ببعض أطروحات ماركس حول العمل النقابي وهي أطروحات للأسف الشديد يمر عليها اليساريون ،والسيد بيرم واحد منهم، مرّ الكرام ويغضون الطرف عنها مستبدلين جوهرها الثوري بأطروحات نقابوية إصلاحية لا ترى في العمل النقابي غير عمل إصلاحي ولا ترى في تنظيم العمال النقابي غير تنظيم لتأبيد عملية إستغلال رأس المال للعمل وتفصل بين العمل النقابي والعمل السياسي أي بين مهمات الخدامة ونضالهم النقابي لتحسين وضعهم المادي في ظل نظام العمل المأجور وبين مهامهم في الأصل والتي هي القضاء على نظام العمل المأجور ذاته.
ورد في الإيديولوجيا الألمانية لماركس:
" حتى إذا اشترك أقلية من العمال وأضربوا سيجدون أنفسهم سريعا مضطرين للتصرف بشكل ثوري، وكان من الممكن أن نتعلم ذلك من انتفاضة 1842 في إنجلترا والانتفاضة السابقة في ويلز 1839 ذلك العام الذي وجد فيه الهياج الثوري للعمال أول تعبير كامل له في "الشهر المقدس" والذي أعلن بشكل متزامن مع التسليح العام للجماهير"

كما جاء كذلك في مؤلفه الأجور والأسعار والأرباح في عام 1865
" يجب على الطبقة العاملة ألا تضخم من هذه النضالات اليومية، يجب ألا ينسوا أنهم يحاربون ضد نتائج ولكن ليس ضد أسباب تلك النتائج. وأنهم يؤخرون الحركة المتجهة إلى أسفل ولكنهم لا يغيرون مسارها وأنهم يقدمون مسكنات ولا يعالجون المرض. يجب إذا ألا يغرقوا في هذه النضالات ... والتي تنشأ بشكل متكرر من الهجمات الدائمة لرأس المال ومن التغييرات في السوق. وبدلا من الشعار المحافظ القائل "أجر يوم عادل مقابل يوم عمل عادل" يجب أن يحفروا على رايتهم الشعار الثوري: القضاء على نظام العمل المأجور"
ولا يفوتني ان أذكر السيد أكرم ناجي أن شعار سوفييت بيتروجراد سنة 1905 كان" "ثمان ساعات عمل وبندقية."

تعليق 1:

من ناحية أولى وبالنسبة لرسالة برودون الى ماركس. لقد ذكرتك يا رفيقي بهذه الرسالة لأنها دعوة لرفض تحويل النظريات الثورية (و التنظيمات الثورية) الى نظريات (و تنظيمات) دينية بل وأصولية وضعية.
كما ان هذه الرسالة هي دعوة للتواضع العلمي و السياسي بين أنصار العمال و الفقراء بحيث لا يزعم أحد منهم انه هو ممثلهم "العلمي و السياسي" الوحيد. و لقد فعلت ذلك لأدعوك ، بصورة غير مباشرة، الى تطبيق ذلك على رفضك الايديولوجيا و المقدس بحيث لا يصبح الرفض نفسه مقدسا و لا يصبح عدم التقديس نفسه قدس الأقداس. اننا كثيرا ما نسقط في الايديولوجيا ونحن نعلن رفض الايديولوجيا و كثيرا ما نبني مقدسا جديدا و نحن نقاوم المقدس الناجز و أول ما قد يدل على ذلك أن نعتبر كل المخالفين لنا انتهازيين و اصلاحيين و متسلقين ووفاقيين و غيرها من النعوت التي استعملتها أنت مع الأسف.
يا رفيقي هنالك فرق بين أن نظن اننا على حق ، وهذا أمر مشروع، و أن نستنتج من ذلك أن الجميع خائن للحق و الخير، وهنا مشكل المشاكل.
من ناحية ثانية: اعتبرتني، أعلاه، من الذين يتناسون أطروحات ماركس حول العمل النقابي و انني اسقط في تصور اصلاحي يفصل بين النضال النقابي و النضال السياسي من ناحية و بين الاصلاحات و الثورة من ناحية ثانية.
أعتقد ان كل يساري يدرك هذه العلاقة بين النقابي و السياسي و بين الاصلاح و الثورة ، نظريا على الأقل. و لكن المشكل في تطبيق هذا المبدأ في النضال الواقعي التونسي الحالي من زاويتين.
الأولى : هل النضال السياسي المباشر هو الآن نضال اشتراكي في تونس؟
الثانية: هل ان هذا النضال السياسي هو مهمة الأحزاب و الجبهات السياسية في المقام الأول أم لا؟
أنا لا أعتقد صراحة ان اللحظة الثورية التونسية الحالية هي لحظة اشتراكية بل هي ديمقراطية من أجل "الشغل و الحرية و الكرامة" و ليس من أجل "تحرير الشغل" و "تجاوز الحرية"و"الكرامة" الديمقراطيتين. وانني لا أعتبر الأمر كذلك بسبب "طبيعة المجتمع" كما قد تتسرع. أنا اعتبر ان الحديث عن "شبه الاقطاعية" في تونس هو هراء لا غير و لكنني أرى الى درجة وعي و تنظيم الشعب و علاقة ذلك بالنظام السياسي الاستبدادي القديم و المتجدد باسم الدين.
كما انني لا أعتقد ان النقابة هي الهيكل الأساسي الذي على كاهله تقع تلك المهمات السياسية بل الأحزاب و الجبهات السياسية.و لكنني لآ ارفض انخراط النقابة في ذلك وفق برنامج سياسي ديمقراطي في المستوى المباشر.
المشكلة، أذن، ليست في الفصل بين النقابي و السياسي و بين الاصلاحي و الثوري بل في تحديد السياسي و الثوري في المسار التاريخي الراهن في تونس.
هنا أصل الاختلاف معك يا رفيقي ، و للنقاش بقية.

2- كتبت أيضا :

إن إجابتي وبكل بساطة على تساؤلات السيد بيرم ناجي "
" هل المهام الثورية هي مهام النقابيين و النقابات؟
هل المنظمة النقابية هي من سيقوم باستكمال مهام الثورة ؟ و ضد من ؟
ضد ". كل ممثلي رأس المال". وبكل بساطة هو نعم .
ولكن قبل ذلك لابد أن أوضح أن المهام الثورية هي مهام كل قطاعات الجماهير المستغلة والمفقرة والتي تتناقض مصالحها مع مصالح رأس المال وبالتالي فهي ليست مهام يختص بها جزء من الجماهير أو قطاع أو فئة دون سواها . فالحركة الثورية يجب النظر إليها في كليتها دون تجزئة. وكل هيئاتها وقطاعاتها تتكامل في فعلها النضالي لما تكون مستقلة فالهدف واحد لذلك فليس لها أن تكون إلا ثورية وفي صف الثورة تماشيا مع مصلحة منتسبيها."

تعليق 2:

في مقالي السابق كنت قد اهتممت فقط بتصورك عن النقابة لأنك انت من ركزت عليه و لكنني ذكرتك أيضا بالمجالس الثورية.
و في ردك علي لم تذكر غيرهما و بحثت في مقالك عن الأحزاب و الجبهات السياسية فلم أجد لها أثرا ، الا سلبيا سأعود اليه بعد قليل.
أنت يا رفيقي لا تتحدث سوى عن " هيئات و قطاعات " الحركة الثورية و لكنك لا تذكر من هيئاتها سوى النقابات و المجالس المواطنية الثورية.
انك في الواقع ، ان كنت احسنت فهمك ، تهمل الأحزاب السياسية و الجبهات و هذا ما جعلك تبالغ في دور النقابات في المشهد السياسي التونسي الراهن المرتبط بالاضراب العام يوم 13 ديسمبر. و اني أعتقد ، مع الأسف ، انك تؤكد لي نفس الفكرة في ردك الحالي.

3- تقول :

" لا أدري على ماذا اعتمد السيد بيرم ناجي في إسناد المهام الثورية لجزء من الجماهير و أبعد جزء آخر عنها ومنحها لهيئات وتنظيمات جماهيرية و منعها عن أخرى ومنها النقابات.
لاشك أن مرجعية أفكار السيد بيرم ناجي في ذلك هي تلك المرجعية التي أعتبرها شخصيا مرجعية أصبحت أحد العوائق الموضوعية أمام تحرر جمهور المنتجين والمستغلين فنظرية الحزب الممثل للطبقة والقائد لها والباث للوعي من الخارج للجماهير العاملة والذي عليه أن يصوغ لها مطالبها وتكتيكاتها ويستولي على السلطة باسمها ويقودها إلى الاشتراكية والدولة العمالية وووو لم يكن وفي كل التجارب التي عرفناها إلا شكلا من التنظيم البيروقراطي التسلطي الذي استبدل إرادة وسيادة الطبقة أو الجماهير وإمكانية المشاركة الواسعة الجماهيرية في بناء السياسات ورسم الخطط بكل ديمقراطية بسلطة أقلية من المتحزبين في أعلى هرم الحزب بيدهم كل مقاليد و ادواة الهيمنة على الأغلبية ولنا في التاريخ القريب تاريخ الثورات ما يؤكد ما نقول وهو موضوع آخر للنقاش والجدل ليس هذا مجال التوسع فيه بإفاضة."

تعليق3:

هنالك فرق يا رفيقي بين نقد التصور الكلاسيكسي عن الحزب الماركسي اللينيني الستاليني الذي أدى فعلا الى ما قلته وبين اهمال دور الحزب تماما.
أنا اتفق معك تماما عندما كتبت "... فنظرية الحزب الممثل للطبقة والقائد لها والباث للوعي من الخارج للجماهير العاملة والذي عليه أن يصوغ لها مطالبها وتكتيكاتها ويستولي على السلطة باسمها ويقودها إلى الاشتراكية والدولة العمالية وووو لم يكن وفي كل التجارب التي عرفناها إلا شكلا من التنظيم البيروقراطي التسلطي الذي استبدل إرادة وسيادة الطبقة أو الجماهير وإمكانية المشاركة الواسعة الجماهيرية في بناء السياسات ورسم الخطط بكل ديمقراطية بسلطة أقلية من المتحزبين في أعلى هرم الحزب بيدهم كل مقاليد و ادواة الهيمنة على الأغلبية ولنا في التاريخ القريب تاريخ الثورات ما يؤكد ما نقول.".
و لكنني لا أستنتج من ذلك ما تستنتجه أنت. أنا مع تصور جديد للحزب السياسي الاشتراكي الديمقراطي الذي يقبل الاختلاف داخله -بين تياراته - وخارجه -مع الأحزاب العمالية و الاشتراكية الأخرى بل و الديمقراطية الأخرى- أيضا .
أنا ضد دكتاتورية البروليتاريا التي يحكمها حزب واحد له خط واحد تتحكم فيه ، في الأخير ، أقلية بيرقراطية، الخ . لكنني لا أستنتج من ذلك التخلي عن الأحزاب كليا و تعويضها بالنقابات و المجالس.
تقول في أول الفقرة أعلاه :" لاشك أن مرجعية أفكار السيد بيرم ناجي في ذلك هي تلك المرجعية التي أعتبرها شخصيا مرجعية أصبحت أحد العوائق الموضوعية أمام تحرر جمهور المنتجين والمستغلين..."
ان عبارة "لا شك عندي..." هي يقينية زائدة يا رفيقي. و خوفي هو أن تكون دالة على"مرجعية" مقابلة لها ، دوغمائية مثلها ،و لكن في الاتجاه المعاكس لا غير، و ترفض وجود الأحزاب السياسية العمالية و الاشتراكية و الديمقراطية تماما و تعتبرها كلها اصلاحية وانتهازية و تدخل كلها ضمن "العوائق الموضوعية أمام تحرر جمهور المنتجين و المستغلين".
ان صح هذا فهو اعادة انتاج عمالية عربية لعبارات "من تحزب خان" و"عصر الجماهير" وهي قد تفتح الباب لشكل جديد من الدكتاتورية العمالية لا غير.
هنا أعيد تذكيرك برسالة برودون الى ماركس التي قال فيها: "... فلنبحث معا، اذا أردتم، عن قوانين المجتمع و عن طريقة تحققها و عن المسار الذي علينا اتباعه لاكتشافها...لكن يجب علينا ان نبقى علماء منفتحين و متسامحين ...ولايجب ان نقوم بما قام به لوثر مع الكاثوليكية، أي تأسيس تيولوجيا بروتستانتية دينة دوغمائية جديدة على أنقاض التي انتقدها.. انه لا يجب تحويل فكرنا الى دين دوغمائي ...ان البروليتاريا ليست في حاجة الى دين جديد، حتى لو كان دين المنطق و العقل..." و انني ادعوك الآ تكون دوغمائيا بحجة رفض البيرقراطية العمالية ، الا تعوض "التسلطية البيرقراطية" بما يمكن ان يصبح" تسلطية معادية للبيروقراطية" لا غير.

هذا ما أخشاه عليك يا رفيقي و لنعد الى النقابات الآن.

4- قلت في ردك علي:

" لنترك كل هذا جانبا ولنهتم بالوضع النقابي التونسي الراهن ولنبين كيف أن المهام الثورية من مهام النقابة و النقابيين وأنه مطروح على المنظمة النقابية بوصفها أحد منضمات الخدامة أن تكون أحد مكونات الحركة الثورية وتنخرط في مواصلة تنفيذ المهام الثورية حتى إسقاط النظام.

لاشك أن الصيرورة الثورية ومنذ 17 ديسمبر قد أحدثت فرزا داخل المجتمع بين قطبين قطب الجماهير الواسعة المستغلة والمفقرة والتي لم ينقطع فعل نضالها منذ 17 ديسمبر وقطب قوى الانقلاب على الحركة الثورية. وبقدر التنوع الذي عليه القطب الأول والذي يشمل الخدامة والمعطلين ومستخدمي الدولة من الأجراء وشريحة واسعة من الباعة والحرفيين و أصحاب الدكاكين والمزارعين الفقراء والعمال الفلاحيين إلا أن هذه الشرائح جميعا تلتقي موضوعيا على مشترك ألا وهو أن لا مصلحة لها في تواصل سياسات التفقير والاستغلال والتهميش و أنها تطمح إلى تغيير جذري للمجتمع وللنظام القائم على قاعدة حقها في موارد البلاد وثرواتها والذي يتطلب أن تكون لها السيادة الكاملة على التصرف في هذه الموارد والثروات والقطع مع سيطرة الأقلية على ذلك. لقد كان هذا هو السبب الحقيقي الذي دفع الجماهير في 17 و بعد 17 إلى الانتفاض على نظام بن علي و الاستمرار في ذلك حتى أحداث سليانة الأخيرة ولكن ولئن كان هذا الهدف لا يظهر في كل مرة بالشكل الواضح فإن ذلك لا يعني بالمرة انتفاؤه وغيابه فكل انتفاضات الجماهير بعد 14 جانفي وبعد 23 أكتوبر كانت تعبيرا مكثفا عن هذه المهمة و ممارسة ملموسة لتنفيذها إلا أن ظروفا كثيرة حالت دون تحول هذه الانتفاضات المتواترة والمتباعدة زمنيا ولكنها غير المنقطعة إلى انتفاضة شاملة تقدر أثناءها الجماهير على تغيير شروط صراعها مع قوى الانقلاب على حركتها و الإطاحة بها. فعل المقاومة هذا والذي بدا بعد 14 جانفي مشتتا هو المطروح اليوم صهره والارتقاء به إلى عمل مقاومة متواصل لا يتوقف إلا بتحقيق الهدف النهائي وهذا هو دور كل الثوريين وكل الهيئات الثورية وكل الهيئات أينما كانت الجماهير منتظمة ومن هذه الهيئات النقابة والتي لها دور محوري باعتبار منتسبيها والذين هم في الأساس قلب هذه الكتلة وهذا القطب الثوري لذلك يتوجب على الخط النقابي الجذري المناضل داخل النقابات أن ينقل المعركة مع قوى الانقلاب على الحركة الثورية إلى الساحة النقابية وضد البيروقراطية ليس كمعركة منفصلة عن معركته من أجل إسقاط النظام ككل ". وكما قلت في المقال موضوع متابعة السيد بيرم ناجي "المطلوب هو خوض المعركة مع البيروقراطية المتنفذة في الإتحاد لتصحيح مسار هذه المنظمة النقابية ودفعها في الاتجاه الذي يجب أن تكون فيه . اتجاه يضع مصلحة العمال والكادحين والمفقرين والمهمشين قاعدة لكل سياساته و يتبنى صراحة مطالب الجماهير ويدافع عنها و يقطع مع السياسة الانتهازية سياسة الوفاق. اتجاه مناضل بسياسة مستقلة عن كل ممثلي رأس المال يتبنى صراحة ويعمل على مواصلة تنفيذ المهمات الثورية المطروحة".

تعليق 4:

لا حظ جيدا يا رفيقي بشير:
في بداية فقرتك هذه كتبت " أن المهام الثورية من مهام النقابة و النقابيين وأنه مطروح على المنظمة النقابية بوصفها أحدى منظمات الخدامة أن تكون أحدى مكونات الحركة الثورية وتنخرط في مواصلة تنفيذ المهام الثورية حتى إسقاط النظام."
هنا قد لا يوجد مشكل كبير لأنك تعتقد المهام الثورية "من مهام" النقابة و النقابيين و أنت تذكرني هنا بنقاش قديم بين لينين و تروتسكي حول دور النقابات في الاشتراكية –هل هي مدرسة الشيوعية أم مدرسة للشيوعية- و لكن بعد ذلك تكتب ما يلي:
" ...وهذا هو دور كل الثوريين وكل الهيئات الثورية وكل الهيئات أينما كانت الجماهير منتظمة ومن هذه الهيئات النقابة والتي لها دور محوري باعتبار منتسبيها والذين هم في الأساس قلب هذه الكتلة وهذا القطب الثوري لذلك يتوجب على الخط النقابي الجذري المناضل داخل النقابات أن ينقل المعركة مع قوى الانقلاب على الحركة الثورية إلى الساحة النقابية وضد البيروقراطية ليس كمعركة منفصلة عن معركته من أجل إسقاط النظام ككل ".
هنا تتحدث عن النقابة " ...التي لها دور محوري باعتبار منتسبيها و الذين هم في الأساس قلب هذه الكتلة و هذا القطب الثوري...".
هذا هو السبب في توصيفي لتصورك " بالنقابية الثورية" يا رفيق.
انك تعتبر النقابة هي التي لها "الدور المحوري" ..." من أجل إسقاط النظام ككل ". و ليس الأحزاب العمالية- ولاحظ انني أعتمد صيغة الجمع- والديمقراطية و الجبهات السياسية.


5- تتابع بعد ذلك كاتبا:

"نعم المعركة مع البيروقراطية هي مهمة مباشرة من ضمن المهام المباشرة الأخرى والتي منها إسقاط حكومة النهضة. كما أن المسالة يا سيد بيرم ناجي ليست في تخيّر حكومة على حكومة أخرى لا تختلف عنها إلا في رموز القمع ومعتلي الكراسي ومن سيكون مسيطرا على أجهزة النظام. المسالة ليست في شكل ومظهر السلطة بل في طبيعة السلطة المسالة ليست شكل الحكم بل في الحكم نفسه.
الديمقراطية البرجوازية يا سيد بيرم ناجي ومهما كان شكلها هي ديكتاتورية الأقلية ضد الأغلبية ديكتاتورية رأس المال وأصحاب النفوذ من المالكين على كل مجريات الشأن السياسي و الاقتصادي وغيره بواسطة المال والسلاح والإعلام. المعركة كلها هنا."

تعليق 5:

من " الطبيعي" يا رفيق ان من يضع على المسار الثوري التونسي مهمة اسقاط " الديمقراطية البورجوازية" سواء كان حاكمها النهضة أو " "حكومة أخرى" يمكن ان يطرح على نفسه معركة اسقاط "البيرقراطية النقابية" على نفس المستوى مع " اسقاط حكومة النهضة" .
لكن المشكل يا رفيقي ليس في التناسق الداخلي للخطاب السياسي بل في الواقع السياسي العيني.
هل الشعب التونسي ثار من أجل الاشتراكية وضد كل الحكومات البورجوازية و ضد الديمقراطية البورجوازية مهما كان شكلها؟
أنا لا أعتقد في ذلك و لك الحرية في الاجابة بعكس هذا. و لكن تذكر فقط ان أخطر الأخطاء السياسية التي يرتكبها السياسيون في حق الشعوب هي عدم فهم مطالبها الواقعية و مزاجها الفعلي و محاولة اسقاط التصورات المثالية الخاصة للزعماء على وعي و ارادة تلك الشعوب مما يؤدي الى الانعزال عنها و تركها لأعدائها و خطاباتهم و تنظيماتهم .


6- بعد ذلك تواصل منسجما مع نفسك و لكن في انفصال عن الواقع، حسب رأيي ، فتقول:

"من هنا كانت رؤيتنا للإضراب وكان موقفنا في الدعوة لتحويله إلى معركة طبقية تتجاوز الحدود التي رسمتها له البيروقراطية والدوائر اللبرالية و الإصلاحية التي تحركها.

من هنا دعونا لتحويل الإضراب إلى إضراب سياسي وطني شامل و إلى عصيان اجتماعي يكون بداية انتفاضة شاملة جديدة لمواصلة تنفيذ المهام الثورية حتى إسقاط النظام لإدراكنا أن دورنا ودور كل الثوريين هو الدفاع والنضال مع الجماهير وفي صلبها من أجل مصلحتها النهائية. ومصلحتها النهائية هي الإطاحة بالنظام .وهذا منطق وصيرورة بالضرورة مختلفة عن المسار الذي يعمل من 14 جانفي على تعويم الوضع الثوري و إخماد جذوته وركوب مطالب الجماهير و اختزالها في الأخير في عملية تحشيد لانتخابات لن يكسب منها غير رأس المال."

تعليق 6:

المشكلة يا رفيقي هي انك تذهب رأسا الى ما تسميه " المصلحة النهائية" للجماهير.
ان هذا التمشي السياسي ، ذي النية الجذرية الحسنة، يتجاهل وعي و استعداد و قدرة الجماهير نفسها على الذهاب رأسا الى " مصلحتها النهائية".
الجماهير الشعبية في عمومها ليست مثل المثقف الطلائعي يا رفيق.
انها تتعلم من تجربتها الطويلة أحيانا و السريعة أحيانا أخرى. و ان وعيها و عملها على تحقيق "المصلحة النهائية" يتبلور عندها في أرقى مراحل النضج السياسي التاريخي عند شعب ما.
فهل تعتقد فعليا ان الجماهير الشعبية التونسية الآن مستعدة لتحقيق ما تسميه "المصلحة النهائية" للعمال و الفقراء؟
هل تعتقد ان تصويت الملايين للنهضة والعريضة الشعبية و التكتل و المؤتمرو عزوف الملايين الأخرى حتى عن التصويت لمن تسميهم الاصلاحيين و الانتهازيين هو من باب "الوعي النهائي" الراغب في تحقيق
" المصلحة النهائية"؟
هل تعتقد في أن من يتبع من تسميهم الاصلاحيين و الانتهازيين و التوافقيين و من يحترم "البيرقراطية النقابية" و من تنفس الصعداء بالغاء الاضراب و غيرهم أقل عددا ممن يريدون "المصلحة النهائية"؟
أنا لا أعتقد ذلك بل و أدعي- و اتمنى ان اكون على خطأ- ان الأغلبية الساحقة من التونسيين يأملون في اصلاحا ت اقتصادية و اجتماعية عميقة و لا يهمهم حتى أمر الاصلاحات السياسية التي هي شغل النخبة و الشرائح المتوسطة لا غير.
ان المسار الثوري التونسي سيحقق انجازا مباشرا عظيما لو حقق الانتقال الديمقراطي "اليبيرالي البورجوازي" نفسه و تجنب الانحراف نحو الدكتاتورية السياسية الدينية.
فعن أية "مصلحة نهائية" اشتراكية مباشرة تتحدث يا رفيقي؟


7- أخيرا ، تكتب يا رفيقي:

" إن دعوتنا لتنظم الجماهير في مجالس ثورية مواطنية ديمقراطية وقاعدية هو أيضا الإجابة الثورية الراهنة والمباشرة لمسالة التنظم ولمواصلة المعركة ضد قوى الإنقلاب على الحركة الثورية. إن أطروحاتنا يا سيد بيرم ناجي لا علاقة لها لا بـ" النزعة النقابية " ولا بـ " النقابية الثورية الحمراء"؟
إنها أطروحات منحازة لحقوق الأغلبية ضد كل أنظمة الإستبداد و الإستغلال أطروحات لا تدين بأي أيديولوجيا ولا باي مقدس .أطروحات تتأسس على المشترك الثوري الإنساني وعلى خط المقاومة الثورية التاريخي وتعمل على مواصلته."

تعليق 7:

تقول يا رفيقي ان أطروحاتك لا علاقة لها بالنزعة النقابية الثورية و لكني اعتمدت هذا التوصيف في مجال محدد هو العلاقة باتحاد الشغل و الاضراب العام.
من ناحية أخرى أجدك "تضيف الآن" فكرة "المجالس المواطنيةالثورية الديمقراطية القاعدية" و أنا أخاف ان تتحول عندك هذه المجالس الى أطروحة مناقضة حتى للعمل النقابي الذي كنت تريد تثويره.
أنت ترفض "الأحزاب السياسية" بحجة انها تؤدي الى " البيرقراطية الحزبية" و من الممكن أيضا أن ترفض النقابات التي تؤدي الى سيطرة "البيرقراطية النقابية" لتعوضها بالمجالس الثورية الديمقراطية القاعدية.
هنا أجد نفسي مضطرا الى ملاحظتين قد تبدوان غريبتين لأول وهلة.
أولا: ان اليساريين التونسيين يكررون منذ عشرات السنين مصطلح البيرقراطية النقابية و لكنهم لم يفرقوا يوما بين دور هذه البيرقراطية المختلف في الحركة النقابية عنه في الحركة الديمقراطية.
ان البيرقراطية النقابية مضرة نقابيا وعماليا و لكنها قد تلعب دورا ايجابيا في النضال الديمقراطي على صعيد المجتمع ككل مهما كان ذلك الدور مترددا غير حازم مثلها مثل الأحزاب الديمقراطية المتعارف على تسميتها "بورجوازية صغيرة" و غيرها.
ان الحالة القصوى التي نفهم فيها هذه الفكرة هي التالية: لو نجحت الحركة الاسلامية في بسط نفوذها التام على الحكم و المجتمع فانها قد تلغي النقابات تماما مثلما هو الأمر في ايران و في دول الخليج.في هذه الحالة القصوى يصبح وجود النقابة نفسه ، مهما كانت مهنية اصلاحية، مرفوضا من الحكم و في حالة وجود خطر من هذا النوع فان البيرقراطية النقابية تنخرط موضوعيا وربما غصبا عنها في النضال الديمقراطي للمحافظة على الهيكل النقابي الذي تتمعش منه.
ثانيا: ان اليساريين التونسيين يكررون فقط توصيفهم السلبي للبيرقراطية و لكنهم مطالبون بالانفتاح عن التصورات السوسيولوجية الحديثة التي تعتبر البيرقراطية مظهرا من مظاهر العقلنة لتجنب الحكم الطفولي عن كل ماهو اداري و رفضهم التقسيم المراتبي الهرمي للادارة و ردهم الفعل بتصورات طوباوية عن "ادارة المستقبل" أحيانا.

من جانب آخر ، و هنا ننتقل الى أمر ثان، ان المشكلة عندي مع المجالس ليست مبدئية بل عملية تحديدا. شعار المجالس كان قد ارتبط تاريخيا بفكرة رفض الديمقراطية البورجوازية ذات الطابع التمثيلي و رافعوه سقطوا حسب رأيي في نزعة متطرفة بحجة القطع مع "الطابع الشكلي للديمقراطية البورجوازية" مما أدى بهم الى رفض فكرة الفصل بين السلط و الدعوة الى قيام المجالس بدمج السلط التشريعية و التنفيذية خاصة.
من ناحية أخرى ، يبدو لي ان المتحمسين كثيرا للمجالس ردوا الفعل على دور الأحزاب و المثقفين "البيرقراطي" بعبادة دور الجماهير "الديمقراطي" و أنا أعتقد انه لا توجد بيرقراطية حزبية حتمية و لا ديمقراطية جماهيرية حتمية.
ان الحزب يمكن ان يكون ديمقراطيا و ان الجماهير قد تكون غوغائية و فوضوية – بالمعنى السلبي للكلمة- و لنا في "اللجان الشعبية" و "المؤتمرات الشعبية الليبية" مثال ليس هو الأحسن و لكنني أذكره لقربه من المزاج الجماهيري العربي و التونسي.
هنا أعود معك الى ما قلته لي أعلاه عندما اتهمتني بالاصلاحية النقابية. كتبت: "ولا يفوتني ان أذكر السيد بيرم ناجي أن شعار سوفييت بيتروجراد سنة 1905 كان" "ثمان ساعات عمل وبندقية."
بعد ذلك كتبت عن الاضراب ما يلي: " من هنا دعونا لتحويل الإضراب إلى إضراب سياسي وطني شامل و إلى عصيان اجتماعي يكون بداية انتفاضة شاملة جديدة لمواصلة تنفيذ المهام الثورية حتى إسقاط النظام."
هل تطلب من العمال و الفقراء في تونس الآن تكوين "مجالس مواطنية..." تطالب "باسقاط النظام و بندقية"؟
لا تفهمني خطأ...فأنا لا أريدك الا ان تفكر في ما يلي:
أنا مع مبدأ امكانية اللجوء الى الاضراب السياسي العام و العصيان المدني السلمي لقلب الأنظمة ان عجزت الجماهير عن التغيير الانتخابي. و لكنني أرفض "البندقية الثورية" سواء كانت في يد الحزب أو المجالس لسبب أخطر من الذي جعلك ترفض الأحزاب.
الأحزاب الكلاسيكية ادت الى البيرقراطية الحزبية والجيوش الثورية ادت الى البيرقراطية العسكرية و الأمنية و المخابراتية باسم الثورة و الشعب و أعتقد ان البيرقراطية الحزبية أقل شرا من البيرقراطية العسكرية لأن الموت أشد من التسلط وبالتالي يفرق بينهما فأن تظلم انسانا أرحم من أن تقتله.
أنا من أنصار الانتخاب والاضراب السياسي العام و العصيان المدني السلمي طرقا لتغيير الحكم و أعتقد ان الشعب التونسي عبر عن هذا من خلال اصراره على حياد الجيش و دمقرطة المؤسسة الأمنية و هو لا يطلب أكثر من ذلك طريقة للتغيير الثوري لأنه يعرف معنى أن تمتلك أحزاب أو مجالس السلاح بدل الدولة.
ستقول لي ان الجماهير المنتظمة في مجالس لا يمكن أن تمارس لا البيرقراطية ولا العنف ضد نفسها و لكني أخالفك الرأي : الجماهير المسلحة قد تصبح أخطر على نفسها من الدولة المسلحة لأن السلاح بيد الجماهير قد يؤدي الى الفوضى العارمة و الى غياب التنظيم الاجتماعي تماما بينما الدولة المسلحة ، وان استعملتها القوى المسيطرة لمصلحتها، تبقى أرحم من الفوضى المسلحة.
لن أواصل النقاش حول هذا و لا أطلب منك اجابة حول مسألة السلاح هذه لاعتبارات أنت تدركها و أعود الى أمر سياسي.
في تعليق لك على "منصف تونس" على هامش مقالك كتبت:


" اهلا منصف . النتظيم الحزبي شيئ والتنظيم الذاتي المجالسي الثوري المواطني القاعدي الديمقراطي شيئ. سؤال فقط يا منصف: ما ضرورة القيادة في هيئة تتخذ كل قراراتها بشكل مباشر وديمقراطي بعد مشاركة واسعة في النقاش و إقتناع وإتفاق . ما ضرورة قيادة بالمعنى الحزبي لهكذا تنظيمات. بعد القرار يا منصف لا يبقى غير تنفيذه والتنفيذ بطبيعة الحال يتطلب من سيلتزم به في اطار تنفيذ المهمات داخل هذه الهيئة. يعني في الأخير أن الجميع مقررون ومشاركون في تنفيذ المهمات التي يقع الإتفاق على تنفيذها. فما ضرورة قيادة في هكذا هيئة الجميع فيها يقرر وينفذ ويمارس. هنا فقط لا مجال لإنتجاج الفئة البيروقراطية ..."
نعم ، قد لا يكون هنا مجال للبيرقراطية و لكن مجال الفوضى الجماعية قد يصبح عاما و قد يؤدي الى الخراب.
أولا، أنت تصور المسألة و كأنها تصير في قرية صغيرة بانكانها ممارسة الديمقراطية المباشرة الأثينية. لكن لو فكرت في تونس و مدنها و ملايينها الاثنى عشرة لاضطررت للحديث عن القيادة الوطنية و الجهوية للمجالس.
ثانيا ،أنت تعطي لهذه المجالس مهمة "القرار" و "التنفيذ" و بالتالي لن تفصل بين مهمتي التشريع و التنفيذ و هذا قد يركز السلطة في يد المجالس و يمكنها من الاستبداد.
من ناحية أخرى يمكن التساؤل : ماذا لو رفض البعض الانصياع لقرارات المجالس ، خاصة اذا كان الرافضون عندهم "بندقية"؟
هل سننظم لهم "محكمة شعبية مجالسية"؟
هنا أنت قد تفتح باب الجحيم على مصراعيه أمام الجماهير.
يا رفيقي ، في اطار ما قلته انت عن " ... أطروحات منحازة لحقوق الأغلبية ضد كل أنظمة الإستبداد و الإستغلال .أطروحات لا تدين بأي أيديولوجيا ولا باي مقدس .أطروحات تتأسس على المشترك الثوري الإنساني وعلى خط المقاومة الثورية التاريخي وتعمل على مواصلته." أقترح عليك ألا تقع في فخ "الايديولوجيا المجالسية" و " المقدس المجالسي" بحجة النضال ضد البيرقراطية.
أعتقد انه حان الوقت ، في تونس، للتعقل و التأمل في اشكالية "الدولة و الثورة" برمتها.

من ناحيتي لم أعد اعتبر الدولة جهازا طبقيا بل جهازا اجتماعيا تحاول الطبقات التأثير عليه في عملية دينامية و خاضعة لموازين القوى ...و لذلك لم أعد أقدس البندقية الثورية، و لا أبرر استعمالها الا عند الدولة ضد المعارضة المسلحة أو ضد عدوان خارجي مسلح، و لا أعتبر الثورة بالضرورة هي ذلك "الفعل الجماهري العنيف" لأنني أعتقد ان ارادة الشعب أقوى من الجيش و الشرطة في أكثر الأنظمة استبدادا...المهم ان يوجد الوعي و التنظيم و النضال ويمكن للشعب ان يحقق ما يريد سلميا...و لتتأخر الثورة السلمية مقارنة بالثورة المسلحة فالرابح هم الأحياء الذين كانوا سيعدون ضمن قائمات الموتى..و لن يغير من الأمر شيئا لو سميناهم شهداء.
ان اليسار الثوري التونسي في ورطة الآن: من ناحية لا زال يعرف الدولة كجهاز طبقي و الثورة كفعل شعبي عنيف بالضرورة و لكنه من ناحية أخرى يتحدث عن "حياد الجيش" و "نقابات الأمن" و "النضال السلمي المدني" لاستكمال "المسار الثوري".

ان الذي لا يزال يعتقد ان الدولة هي جهاز طبقة وأن الجيش و الأمن أدواتها الطبقية العنيفة و ان الذي لا زال يعتبر ان الثورة عنيفة مسلحة أو لا تكون عليه أن لا يطالب لا بحياد الجيش و لا بدمقرطة الأمن بل ان يعد الجيش الثوري لاستكمال مهام الثورة التي لن تكتمل الا اذا تحولت الى ثورة شعبية مسلحة.
اعذرني يا رفيقي- و هنا لا أتوجه اليك شخصيا بل الى اليسار برمته- فهذا اما "تقية" و "ازدواج خطاب" أو "انفصام شخصية" .
أما من تخلى عن هذا فعليه اعلان ذلك جهرا و استنتاج ما يجب استنتاجه نظريا و سياسيا و تنظيميا و الاستفادة من تجربة اليسار الأمريكي اللاتيني الناجح حاليا.
ان اليسار الثوري التونسي و العربي اليوم بحاجة الى خيال ثوري جديد، لا يقطع مع المخيال الشعبي، لاستكمال المسار الثوري بطريقة جديدة و الا فانه سينقرض.
و اني أزعم ان أطروحاتي تطمح ، مثل أطروحاتك ،الى أن " ... تتأسس على المشترك الثوري الإنساني وعلى خط المقاومة الثورية التاريخي وتعمل على مواصلته." رغم الاختلاف بيننا و مع رفاقنا اليساريين و أصدقائنا و اخوتنا القوميين و الديمقراطيين وغيرهم.
فهل يفسد الاختلاف (بيننا) للود قضية ( الثائرين)؟

دمت بشيرا ومتمردا .



#بيرم_ناجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرفيق بشير الحامدي بين -وعي الهزيمة - و -هزيمة الوعي-.
- تونس والاضراب العام : حتى لا تضيع البوصلة.
- تونس : برقية عاجلة الى أعضاء حركة النهضة الاسلامية التونسية.
- رسالة من قلب سليانة ...الى العاقين من الأبناء.
- أخطاء الديمقراطيين القاتلة في الثورة التونسية: تقييم يساري د ...
- تونس بين الانتقال الديمقراطي و الانتقام -الديمقراطي-: نداء ع ...
- تونس : الجبهة الشعبية و الطفولية اليسارية .( رسالة ثالثة).
- رسالة الى التونسيين : قراءة في خطاب رئيس الجمهورية يوم 23 أك ...
- من -المنتدى الاجتماعي- الى -التنظيم الاشتراكي الديمقراطي الا ...
- الحركة الاسلامية حركة وطنية محافظة : نحو مقاربة علمية و سياس ...
- تونس ( عاجل ، خطير و للتوزيع على أوسع نطاق ) : تسريب...أمنية ...
- تونس بين حزبي النهضة و- نداء تونس- : هل تكون المواجهة ؟
- الجبهة الشعبية التونسية: أسئلة مصيرية. (رسالة ثانية )
- مع علم الانسان التاريخي وضد المادية التاريخية : نحو منظور عل ...
- نقد الأصولية الحمراء ...ملحق حول رسائل أنجلز في المادية التا ...
- الجبهة الشعبية في تونس : مساندة نقدية. ( رسالة مفتوحة الى ال ...
- نقد الأصولية الحمراء : نحو تجاوز مادي و جدلي للماركسية.
- الاسلاميون و المقدس الديني:نقد الاستبداد المقدس ( تونس مثالا ...
- تونس : من أجل جبهة جمهورية ديمقراطية مدنية وتقدمية.
- حركة النهضة الاسلامية التونسية: دراسة نقدية.


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بيرم ناجي - الرفيق بشير الحامدي : -حول مواصلة تنفيذ المهام الثورية و دور النقابات- .