أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمّد نجيب وهيبي - ياسين براهيم يُفقد الجمهوري بوصلته















المزيد.....

ياسين براهيم يُفقد الجمهوري بوصلته


محمّد نجيب وهيبي

الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 19:38
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ياسين براهيم يُفقد الجمهوري بوصلته
محمّد نجيب وهيبي
صرّح السيّد ياسي ابراهيم المدير التنفيذي للحزب الجمهوري والوزير السّابق في الحكومة الانتقالية الثانية التي شكّلها رئيس نداء تونس ، لصحيفة المغرب ليوم الجمعة 14 ديسمبر 2012 في حوار مطوّل ومن ضمن عدّة نقاط اخرى مارس فيها التعالي السياسي والحزبي ، على حلفائه الممكنين وخاصّة الاحزاب الصغرى بحساب الارقام الانتخابيّة والنيابيّة ، واظهر فيها عدم تعلّم درس التشرذم ، انّ الجمهوري يدعو الى ترشيح السيّد الباجي قائد السبسي الى رئاسة الجمهوريّة في مرحلة انتقاليّة ثالثة في صورة ما لم تنجز الانتخابات في موعها المقترح من قبل الحكومة وهو جوان 2013.
وقد ردّ نداء تونس التحيّة بأجمل منها ، على صفحات نفس الصحيفة ، بان اشترطوا قبولهم بترأّس رئيس الحزب للجمهوريّة في المرحلة الانتقالية الثالثة ؟؟ بضرورة وجود وفاق وني يشبه الاجماع حول شخص السيّد الباجي .وكأنّي بهم يتقاسمون ما ليس لهم ،ويحدّدون مستقبل شعب بالنيابة عنه دون الاخذ برأيه ، فهل يتكرّم السيّد الوزير الاسيق ان يخبرنا ، كيف سيتمّ اختيار مرشّحه للرئاسة في الفترة الانتقاليّة الثالثة ، هل سيتمّ دعوة الشّعب الى انتخابات عامّة لاستشعار حالة الوفاق التي يشترطها حزب النّداء حول زعيمه ؟ ام ترى نخبتنا السياسيّة بقيادة السيّد المدير التنفيذي لنداء للجمهوري ستعيد تشكيل الهيئة العليا مرّة اخرى ليقتسموا فيما بينهم ما فاتهم من الكعكة الاولى ؟ ام تراهم سيرّشحون على المجلس التأسيسي المنتخب في المرحلة الانتقاليّة الثانية باغلبية نهضاويّة ، ليعيّن رئيسا اجماعيّا في المرحلة الانتقاليّة الثالثة ؟؟ .
هل يظنّ السيّد الانيق ، انّ تونس مخبر تجارب ، وانّ التونسيين سيظلّون دوما في حالة انتظار من انتقال الى انتقال ، ايظنّ ساستنا ، الذين أغمضوا نصف عين عن الشرعيّة المتآكلة ، وصموّا نصف أذن عن ىهات شعب عذّبته تلك الشرعيّة ، انّ الشعب التونسي وان واتته الفرصة سيعيد تسليم مقاليد الحكم لمن أفل نجمهم ، ولمن وضعتهم الظروف ، ظروف قلّة الوعي والتجربة السيايّة ، ظروف الاعماء المتعمّد لنا عن حقيقة الاحداث بعيد 14 جانفي وحتى يومنا هذا ؟ .
اعتقد انّ على السيّد ياسين بن براهيم ، ومن خلفه الجمهوري بكلّ رموزه ، وانتصاراته للمسألة الديمقراطيّة ، وبكلّ أخطائه وانكساراته الحكوميّة والانتخابيّة ، ان يعوا الدرس جيّدا هذه المرّة وان يتحلّوا مرّة واحدة بجرأة سياسيّة كاملة في وضع خياراتهم الاستراتيجيّة والتكتيكيّة . واعتقد انّهم كغيرهم من رموز المعارضة التي سمحت للترويكا بعيد 23 اكتوبر 2012 ( بعد سنة من انتخاب المجلس) بالمرور من مازق انقضاء الشرعيّة الانتخابيّة والمشروعية القانونية والاخلاقية لأغلبيتها ، بأقل الأضرار ، وتبييض صفحة اخطائها وجرائمها الحقوقية والسياسيّة والاجتماعية في حق أبناء الشعب ، بعد حجّة( بفتح الحاء) وحجّة ( بضمّ الحاء) امكانيّة تغيير وزاري ، قد فقدوا جزءا كبيرا من شرعيّتهم النضاليّة ومن التصاقهم بهموم وابناء الشعب وفوّتوا على تاريخ تونس فرصة الانتقال بالمسار الثوري الى مستواه الثاني الذي كان من الممكن ان يسمح بانجاز تغييرات اكثر عمقا واكثر جذريّة في التركيبة السياسيّة والاجتماعيّة للجمهوريّة التونسيّة الثانية .
سادتي قالت العرب قديما ، لا يلدغ مؤمن من جحر مرّتين ، وقد لدغت نخبنا شعبنا مرّة لمّا سلّمته تحت ناظري الباجي وحكومته ، وتهافت الخطاب والسّلوك الانتخابوي لساستنا واحزابهم ومنهم الديمقراطي التقدّمي بكلّ رمزيّته ، الى أغلبيّة النهضة المشكوك بامرها والتي مارست اغلبيّتها بغطاء تصويتي بالمجلس التأسيسي وتحت صراخ نوّاب المعارضة ، فقمعت المسيرات بشارع بورقيبة ، وجيّشت الميليشيّات ، وهمشّت الجهات ، وطاردت المفقّرين برصاص الرشّ ، ولجمت الافواه ، وحاصرت العمل النّقابي و سعت لمصادرة حقّ المهمّشين والعاطلين والمفقّرين من استكمال حلم ثورة جميل شهدناه ذات 14 جانفي 2011 .
لا أقبل بحكومة النهضة ، ولن افعل ، طالما تحكمها عقليّة ازدواج الخطاب ، طالما تقود رموزها أيديولوجيا الشمّول والإطلاق ، المزج بين مجال ممارسة الحريّات الخاصّة والدينيّة ومجال ممارسة النّشاط العامّ ، طالما يقحمون المسجد والفتوى والحديث المقدّس في كل خلاف سياسي او كلّما حوصروا في قضيّة اجتماعيّة ، طالما لم يرسموا حدودا واضحة للدولة المدنيّة القائمة على سيادة العقل والإرادة الحرة للمواطنين المتساوين ،لا أقبل بحكومة ، تقيم صرح شرعيّتها على آهات الشباب الّثائر وعذابات الحالمين بالحريّة ، ولا يعنيها من رفض لها او من فشلها غير بحث سبل تحقيق استدامة بقائها في كراسيها .
ولكنّي اعتقد انّ محاولة معارضة فاقدة لبوصلتها السياسيّة للمتاجرة بالبقيّة الباقية باحلام شعبنا الثوريّة ، لا يمكن الاّ ان تصنّف في محاولة ركوب ما ثقل ظهره بحمل ما يكفي من التجّار والسماسرة ، لست في موضع نقاش ما قدّمه الباجي او ما يمكن ان يقدّمه ( بغضّ النظر عن سلبيته وايجابيته) ، ولست في موضع مناقشة شخص الباجي وحزبه او تاريخه ، ولكنّي وبتواضع ومن موقعي المواطني ، ارجوكم ان تكفّوا عنّا هذا الهذيان فقد سئمنا محاولات تطويع الارادة الشعبيّة والتلاعب بها ، لقد خبرنا الباجي مشكورا في لحظة استثنائيّة على اساس فصل دستوري قمنا بابطاله فيما بعد ، ونتيجة حراك شبابي "قصبوي" غير مدروس ( في نظري ) جميل ومليئ بالاستعداد والحسّ الثوري مثل قصّة رومنسيّة أوصلتنا نهاية الامر لما نحن فيه ، هذا في رأي فيه كفاية من عذابات الانفصال التي نراها في فشل قصص الحب الجميلة .
اما يكفي السيّد الباجي ما هو فيه من زعامة ، ورمزيّة ما كان يحلم بها لو بقي في فلك الديكتاتوريّة كما كان سنين ، اضنّ أيضا انّه يكفيه وزيادة في انتظار استنطاق الصناديق مرّة اخرى ، ثمّ اما يكفي روّاد الثورة وأبنائها ما هم فيه من تهميش وانتظار للانتقال بكلّ اضطراباته وانفعالاته ومشاقّه ، اضنّ ايضا أنّه يكفي وزيادة ، فخلّوا بيننا جميعكم وبين بناء تونسنا ، خلّوا بين أجيال "الثورة" القادمة وأبناء هذا الوطن الذن سايروه وعايشوه وخبروه وخبرهم منذ أزمان ليست ببعيدة ، وبين ما هم صانعون بمستقبلهم ، يرسمون وطنا جميلا يسع أمالهم ، واحلامهم وحتى آلامهم ان هم اختاروها لأنفسهم راغبين غير مجبرين .
ساستنا الكرام ، افلا تعلمون مدى خطورة ، ادامة وضع غير مستقرّ ؟ ، افلا تعلمون مدى خطورة اعادة شعارات وخيارات اسقطتموها من حساباتكم عمدا لمّا كانت جزء من قوى الشعب ومن شبابه تراها راهنة ؟ فخذلتموه ؟ اعتقد انّ الخيارات ليست بكثيرة وانّ مساحة الحركة والمناورة السياسيّة كذلك وأيضا وهي تضيق يوما بعد يوم على الجميع ، وما احداث مصر الاخيرة والصّدامات بين الاخوان بقيّة الشعب المصري ، وسليانة وحادثة استعمال رصاص الرشّ ، وطرد الرئيسين المؤقّتين من سيدي بوزيد بمناسبة احياء ذكى اندلاع الحراك الشعبي بتونس ، الّا دليل على انّ الشعب قد نفذ صبره ، وانّه لن يقبل تكرار المهازل مهما كان .
انّ الخيارات المتاحة امامنا لا تحتمل وبأي حال من الاحوال ، العود على البدأ ، او استرجاع أشباح الماضي او تكرار الخيارات ، فامّا ان يتمسّك الجميع بملامح المسار الذي رسمناه لانفسنا على مشقّته ، وعلى التواءاته ، وعلى غموض بعض ثناياه والمتريّصين بحريّتنا وديمقراطيتنا وكرامتنا ، على أن نفتح أبصارنا وعقونا جيّدا ، وعلى ان ندفع الشعب في كلّ مكان الى التحليّ باليقضة التامّة في الدفاع عن مصالحه والتمسّك بمكاسب الحريّة والمساواة والدولة المدنيّة ، وهذا المسار تحدّدت ملامحه الكبرى بمشروع دستور ، وشكل لتقاسم السّلط بين رئاسات ثلاث ، ومشاريع قوانين أساسيّة ... الخ ، فامّا ان نتصارع ضمن هذا المجال ونتباحث حدود كلّ من السّلط والرئاسات وعلاقاتها فيما بينها وبين بعض ( الصلاحيّات) ، وفي مدى التزام الدستور بمطالب الثوّار وأجيالهم المستقبليّة ومدى تحقيقه للحريّة والكرامة ، وفي ديمقراطيّة واستقلاليّة هيئة الانتخابات والقضاء ... الخ ، مع حتميّة ضمان قدر من الاستقرار السياسي العامّ واعادة الشرعيّة لمؤسّسات الدولة ، عبر انتداب حكومة وفاقيّة ، او وطنيّة او كفاءات او كائنة من تكون ، شريطة أن غير حزبيّة ولا تخضع بشكل مباشر للمحاصصة ، يتمّ من خلالها استعادة الثقة بين الشعب وبين أجهزة دولته المنهارة في نظره يخياراتها ومماحكاتها وتحزّبها المريض لأغلبيّة متهافتة ومتعطّشة للسلطة .
وامّا فانّ الشعب سيختار بنفسه طريقا يمكن ان يكون أكثر خطورة عليه وعلى جميع من يتقاسمون فتاة كعك هو الاولى به في كلّ الاحوال ، فالمرحلة الانتقاليّة الثالثة ان وجدت لن تكون كما نشتهي وكما تنتظرون .



#محمّد_نجيب_وهيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاضراب العام في تونس أسبابه وانعكاساته
- اتّحاد الشغل والنهضة معركة وجود : فإما تونس تنتصر او مشروع ا ...


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمّد نجيب وهيبي - ياسين براهيم يُفقد الجمهوري بوصلته