أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلود العدولي - مذكرات طوباوية غارقة في الوهم














المزيد.....

مذكرات طوباوية غارقة في الوهم


خلود العدولي

الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 19:01
المحور: الادب والفن
    


نعم إني أستمر في معانقة هذه اليوتوبيا المضحكة...استمر في الطيران بين الغيوم و في الإيمان باللغة المنفية من قبل الجميع
15-12-2012
أمنيات صغيرة هي التي يمكن في تبدأ في تغيير عالمك...أن تمضي الليلة و أنت تقرأ لأناييس نين ..و أنت تبحث في كل المواقع عن كتبها..و عن مقالات عنها...يغالبك النعاس ..تتذكر بأنك تدرس في جامعة حقيرة في النفس الوقت الذي تطل فيه أناييس نين من الشاشة الكبيرة عليك:بعينيها الواسعتين السوداوين..ووجها شديد البياض..بشعرها المجعد الغارق في سواد جذاب و بشفتيها الحمراوين بأحمر شفاه باريس في الثلاثينات..ههه و تتذكر حينها أنك لم تنجح في امتحان وحيد من بين الإمتحانات الخمس التي اجتزتها و أنك بالرغم من الليالي التي امضيتها في الدراسة و التنقيب و حفظ قواعد اللغة الغبية حول ملائمة الفعل و الفاعل..بينما يتحرك نهدايا في حرارة مفزعة تحت الغطاء..بينما هناك من يشربون الوسكي في البار الآن و لكنهم لا يعرفون كيف يغنون ..هم لا يعرفون كيف تعتصر الكلمات من الزجاجة..بينما ابحر انا في ملفات من المراجع الأكادمية التي تحلم بصنع روبوتات.تراويدني الرغبة في الكتابة ..تحاربها ..كالرغبة في العادة السرية..كالرغبة في التعري في الشارع تماما..تحاربها ..تسقط صريعة أظافرك الحادة و تمضي نحو المراجع تقلبها دون جدوى.في الأخير سيتعين عليك جمع أعداد الإمتحانات الخمس لتظفر بابتسامة طائشة.أناييس نين أريدها لي تماما..أريد أن اضعها بجانبي في السرير بما أن سريري كبير.ههه من تراه الغبي الذي قال لي ذات يوم:الكتابة ليس أن تكتبي كلما يخطر على بالك..علي إذا أن اقطع لك أوراقا من هذا الدفتر لتمسح بهم قفاك إن نطقت بهذا مجددا...هاهي الحروف تنساب ..قواعد اللغة تتطاير..المراجع كذلك ..أناييس نين تسرق تفكيري و تسرق الغطاء أيضا.قواعد الإملاء تذهب إلى الجحيم..الكلمات قد تتغير في الحرف الثاني لتصبح شيئا آخر.أنا أهمس في أذني أناييس بأن تعلمني كيف تلقي بنفسها خفيفة في أحضان الجميع؟ كيف استطاعت أن تلمس جسد الجميع دون أن تفعل ذلك فعلا؟؟ اريد كأسا من الوسكي و بعضا من موسيقى الغجر من أجل هذا القلم الراقص....و من اجل حقارة ميللر في تعاطيه الجنس كمخدر ..أريد شفاه أنييس نين المغمسة في أحياء باريس الليلية..أريد بلاط باريس الثلاثيني و حاناتها المدورة ...سأفتح باريس فوق صدري و أضع اناييس بين ساقي .أريد أن أسمع الأصوات المختلطة التي تدور في غيابي ..بينما أكون بصدد معاينة الأخبار السياسية البائسة.لما يسكت قلمي داخل حرم الجامعة ذو القضيب المتدلي.لما يسكت قلمي ذو الأسنان اللذعة..لما أصر على أن أدخله لفرج جاف من عصير الحياة؟؟ أناييس نين غني لي..أسمعيني صوتك..لا .أريد شهقاتك..أرسلي لي صورة وحيدة من تخيلاتك..علقيني على الحائط إن شئتي..صوريني كهيكل عظمي قد تنتهي صلوحيته بعد قليل..لا أريد لهذا الجفاف بأن يستمر..أخجل أناييس من عينيك السوداويين و من شعرك المجعد أحس بأني كلما أصابني الجفاف كلما قصرت في امتاعك أحس بأن شعرك المجعد يجلدني كلما نظرت لهذا الواقع المسطح....أريد الدائري أناييس كردفيك..كعينيك..كحلمنا..أريد الدائري كالرواية ..كفم حبيبي عندما يطبق على شفتي..أريد تشمم الأجساد جسدا..جسدا.أريد سكب الدماء القانية على هذه الأوراق الصفراء البشعة.أريد يا أناييس يا عيني آلة كتابة كالتي أهديتها لميللر.أستحق أنا أيضا آلة كتابة..أريد أن أسمع تلك الطقطقات ..أن أدخن سجارتي و أن أطقطق على الألة...أن أحس بأني صامتة بعد كل طقطقة.أريد أن أبعثر رماد السجارة على الأحرف ش-ه-و-ة .أريد آلة كتابة سوداء لأبيض فوقها و أعاند سوادها.لما كل هذا الحظ العاثر؟؟؟؟؟؟؟؟ لما لا توجد تلك الغرفة و آلة الكتابة و صورة أناييس و يجارتي..لما كل هذا الحظ العاثر؟؟ لما الوجود الآن؟؟
و لما كل هذا الإستهتار باللغة و نحن نبدأ و ننتهي بها؟؟. و لما هذا الإنغراس في واقع قاتل رغم أنه يمكن أن نثقب غشاء الحلم شيئا فشيئا؟؟ ليس من اجل الحلم بل بالأحرى من أجل رسم ذواتنا..ككائنات تحاول و لا تكتفي بالمشاعر



#خلود_العدولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنحداره بعد إنقطاعه -زيارتي لمعرض تونس الدولي للكتاب-
- تبشير بالأدب الكوني
- يوميات هائمة في شوارع العاصمة
- إلى حلاق باب الخضراء
- مدخل للتفكير في سؤال ما الكتابة؟؟
- اللقاح الذكري
- بين البحث عن الذات و واقع البينذاتية
- إقرأ لأحبل بكتاب
- إلى طفلي
- فوضوية أنثى.....عشوائية صارخة
- النفس الانتحاري في الرواية اليابانيّة
- حانة الكلمات
- جيل البيت في الرواية الأمريكية -the beat generation-


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلود العدولي - مذكرات طوباوية غارقة في الوهم