أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سومه حساين - إذا عُرف الداء سهل الواء..














المزيد.....

إذا عُرف الداء سهل الواء..


سومه حساين

الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 15:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


من المُهم ومن الضروري أن نَواجه الحقيقة ونعترف بأن ما وصلت إليه الجول العربية الإسلامية من تخلّف وتدهور في أوضاعها المعيشية والتعليمية... وأصبحت على ما هي عليه الآن من قصور وتراجع حضاري وفكري ، وعدم مواكبة العصر والتطوّر العالمي في الصناعات والإنتاجات العالمية ، و أصبحت هذه الدول العربية تعتمتد بشكل كبير وكلي على المنتجات الغربيه الصناعيه والتكنولوجيه بل وحتى الغذائية ، رغم ما تملكه تلك الدول العربية من مواد خام وموارد طبيعيه وأراضي زراعية وعقول بشرية ، وكل هذا الضغط والتخلف سيولّد الإنفجار .

إن ما وصل إليه العرب والمسلمون من إتكاليه وتراجع، واعتمادهم على ما ينتجه الغرب في شتى المجالات ، كان هذا سببه الإضطهاد والاستبداد الذي مارسته عليهم ولا زالت تلك الأقلية الحاكمة والمسيطرة على أكثر من 90% من الثروات العربية، تاركة لشعوبها الفتات... وهذه الحكومات المستبده التي أمسكت بزمام الحكم بالقوة والتزوير والترهيب ، ومارست شتى أنواع القهر والتجهيل والتجويع وتكميم الافواه.. لحصر عقول الناس وتفكيرهم في احتياجاتهم الضرورية لمعيشتهم.

وكل هذا الضغط إنعكس وبصوره سلبيه على أفراد تلك المجتمعات العربية الذكوريه بعاداتها وتقاليدها المتوارثه ، وهذه المجتمعات المقهورة وما يمارس عليها من استعباد واستبداد وتحكّم أدى الى تخلفها وتراجعها في شتى المجالات وفي جميع نواحي الحياة حتى الأخلاقية منها وعدم تقبّل الآخر .

.. والمسؤولية الكبيرة التي توضع على عاتق الرجل المُضطهَد أصلاً من قبل حكومته ومجتمعه، والمضَطهِد بدوره لما هم أضعف منه كالنساء والأظفال ، فالمسؤوليات التي أثقلت كاهله والعادات والتقاليد المجتمعية المُتخلّفه التي زادت من أعبائه وحمّلته مالا يطيق من مسؤولية في المعيشه وفي الحفاظ على المرأه وتَتبُع تحركاتتها حفاظاً على عرضه (وهي عار المرأة الدائرة التي وضعها حوله المجتمع) فجعلته يراقب تصرفاتها باستمرار خوفاً من خروجها عن العادات والتقاليد التي فرضها المجتمع عليه وعليها.

وبسبب هذه المسؤولية الكبيره والضغط الذي تَعرّض له الرجل أصبح يصّب جام غضبه على المرأة وأسقط ظلمه واضطهاده عليها وعلى من هم أضعف منه من رعيته ، فاضطّهدهم وعاملهم بعنف وشدة ووضع حولهم القيود وتحكّم فيهم وفي تَصرّفاتهم وتحركاتهم، والحدّ من تَحركات أفراد المجتمع أياً كانوا يجعلهم منهم عبيد مغلوبين على أمرهم وحاقدين.

طائعين.

وربما هذا كان يمكن أن يكون هذا الوضع مقبولاً بعض الشيء لو أنَّ الرجل المُتحكّم بالمرأة والأبناء كان مُتعلّماً ومُثقّف ، ولكن مُعظم الرجال في بلادنا العربية ذوي ثقافه بسيطة بسبب تسربهم من التعليم بسبب الأعباء المعيشية، وحتى وإن تعلموا فهم قليلو الثقاقة فلا وقت لديهم للقراءة والإطلاع ، فتكون ثقافتهم ومعلوماتهم لا تتعدى البيئة التي يعيشون فيها.

إن سياسة الكبت والقهر والتجويع بكافة أشكالها، والتي انتهجتها تلك الحكومات المستبدّه لتتمكن من السيطره وإحكام القيود على الشعب للتحكّم بالبلاد والإستيلاء على مُدخراتها ، أدّت الى خَلق أجيال من الرجال المُستبديّن بدورهم، والذين هم ضحايا لتلك المجتمعات المُتخلفة والحكومات المُستبدة التي أثقلت كاهلهم بتلك المسؤوليات الاجتماعية والصعوبات المعيشية، وبسبب هذا الضغط الذي مورس عليهم... أصبحوا أفراد مُعقدين ومُتسلّطين وعنيفين... فالضغط يُوّلد الإنفجار ومن ثم العنف الذي يُدمّر مُجتمعاتهم وربما انتقل الى باقي المجتمعات.

فكيف للرجل العربي المُستعبد الفاقد الحرية أن يُعطي حُرية لزوجته وأبنائه وفاقد الشيء لا يُعطيه، إذن كيف للمرأة العربية أن تحصل على مساحة من الحرية وتنهض بنفسها ومجتمعها وهي مُقيّدة، فالرجال المُضطهدون صبوا جام غضبهم على المرأة فاضطهدوها وحجموها وحدّوا من حُريتها وتحرُكاتها على اعتبار أنها من مسؤوليتهم وعارهم ونقطة ضعفهم .

وبالتالي أدى هذا التسلط من الرجل على المرأة إلى تردي أوضاعها وسلبيتها وتخلفها وتغيّبها (ولا أعمم، فهناك بعض النساء المُثقفات اللواتي استطعن أن يتحررن من هذه القيود ويُحققن أنفسهن ، وهناك بعض الرجال المُثقفين دعموا المرأة) ولكن الأغلبية العظمى من النساء استسلمن لهذه القيود ورضين بالعبودية وأصبحن جاريات تابعات للرجل وللعادات والتقاليد المُتعارف عليها في بلادنا العربية.

والمرأه عندما تكون عبدة جاهلة لا رأي لها فإنها بالتالي لن تنجب إلاّ عبيداً ولا تنشأ إلاّ سلبيين ومُعقدين ، لأنها هي التي َستُربي الأجيال الصاعدة بما عندها من وعي محدود، وباعتبارها الموكلة بهذه المهمة الربانية ، ولكن كونها مُضطهده ومُستبَدّه فسُتنتج للمجتمع عبيد غير ضعاف غير قادرين بالنهوض بالمجتمع، وعندما تربي أولادها كما تربت بالترهيب والعنف لتطويعهم، هذا سيُوّلد الخوف عندهم ، والخوف يؤدي إلى اللجوء الى الكذب والمراوغة للهروب من العقاب ، ومن ثم يصبح منافق وغشاش وعنيف لأن العنف يُولّذ العنف ، وهذا يؤدي الى تردى الأخلاق والفساد بين أفراد المجتمع ، وبالتالي يتراجع المجتمع ويتخلّف.

إذن ففساد الأفراد يُؤدي الى فساد المجتمعات وتردي الأخلاق، وفساد الأفراد من فساد الأمهات ، وفساد الأمهات من فساد الأزواج والآباء باعتبارهم الأقوى وبيدهم السلطة والمُتحكمين في المرأة والأسرة ، ولا ننكر أن الرجال هم أيضاً ضحايا فساد السلطات والحكومات الظالمة المستبدة، إذن فكيف نُصلح المجتمع ومن أين نبدأ الإصلاح، برأيي فلنبدأ من المرأة (فالأُمُّ مدرسةٌ إذا أعددتُها أعددت شعباً طيب الأعراق) ولنعطيها قدراً من الحرية لتتعلّم وتتثقّف وتصبح جديرة وقادرة على إنتاج أفراد مُثقّفين واعين وأحرار، وبالتالي مجتمع حُر واعي مُثقّف يعرف ماذا يريد ولا يرضى بالذل والإستبداد.

- سومه حساين -



#سومه_حساين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النساء.. هُنَّ من يصنعن الحضارة..
- بناء فندق على سطح القمر
- ما السبيل الى الخلاص من هذا المأزق...
- الشماعة الفلسطينيه
- قصة قصيره- (وبقيت طفلاً)


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سومه حساين - إذا عُرف الداء سهل الواء..