أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - خيوط المؤامرة: أين تبدأ وأين تنتهى؟














المزيد.....

خيوط المؤامرة: أين تبدأ وأين تنتهى؟


هانى جرجس عياد

الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 11:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


دعونا الآن من حديث الدستور، فلا قيمة لأى دستور طالما كانت البلطجة هى سيد الموقف، وطالما بقيت رئاسة الجمهورية تنتظر تعليمات الشاطر، وطالما بقيت وزارة الداخلية هى سيد المتفرجين.
مئات الألوف من المتظاهرين يتوجهون إلى القصر الرئاسى، دون أن ينكسر لوح زجاج واحد، رغم اختفاء الداخلية وتبخر الحرس الجمهورى وهروب الرئيس من أحد أبواب القصر الخلفية، وفى اليوم التالى تهجم عصابات الإخوان على المعتصمين السلميين، فتقتل من تقتل وتصيب من تصيب، ثم يتقمص الجانى دور قاضى التحقيق الذى يمارس أبشع وسائل القهر والتعذيب على معتصمين سلميين، تحت سمع وبصر الشرطة (فيديوهات بالصوت والصورة تملأ فضاء الانترنت).
عصابات الإسلاميين تحاصر المحكمة الدستورية العليا وتمنع قضاتها من ممارسة أعمالهم، ورئاسة الجمهورية تغض النظر ووزارة الداخلية تدير وجهها، والعالم يتفرج على فضيحة العصر.
(إذا كان الدكتور محمد مرسى لم يسمع أو يشهد مظاهرات واعتصامات أمام البيت الأبيض أثناء إقامته وعمله فى الولايات المتحدة، فقد كان بوسعه أن يمد بصره إلى حيث يوجد «صديقه العزيز» فى تل أبيب ليعرف أن التظاهر والاعتصام أمام قصر الحاكم أمر مشروع ومعروف، وأنه لم يسبق للشرطة، فضلا عن عصابات مسلحة، أن فضت اعتصاما أمام مقر الحكومة هناك، بينما لم يعرف العالم من قبل فضيحة حصار محكمة ومنع القضاة من ممارسة عملهم).
عصابة أبو إسماعيل الإسلامية تحاصر مدينة الإنتاج الإعلامى، تهدد ليس فقط العاملين هناك، لكن أيضا ضيوفهم (المخرج خالد يوسف نموذجا)، بينما الرئيس لا يسمع ووزير الداخلية لا يرى.
العشرات من عصابة أبو إسماعيل يقطعون المسافة من ميدان لبنان حتى مقر حزب الوفد (حوالى ساعة ونصف الساعة سيرا على الأقدام) يغنون أغانى الموت والقتل، ويرددون هتافات التهديد والوعيد، ثم يقتحمون المقر ويعيثون فيه قتلا وإرهابا وتخريبا، أمام أعين شرطة وزير الداخلية (أصيب أحدهم)، ثم ينتهى المشهد وتنفض العصابة، ووزارة الداخلية لم تزل تبحث عن الجناة!!
تهديدات صريحة وفجة من «رجالة أبو إسماعيل» إلى التيار الشعبى وصحيفتى الوطن والمصرى اليوم، ووزارة الداخلية «تعمل نفسها مش سامعة»!!
عصابة أبو إسماعيل تعلن عن موعد تحركها لحصار قسم شرطة الدقى وإجبار وزير الداخلية على الاستقالة، فلا تملك وزارة الداخلية سوى «تأمين قسم الشرطة»، بدلا من القبض على أفراد العصابة وزعيمهم!!
الدولة تنهار تحت وطأة العصابات الإسلامية، والرئاسة تنتظر تعليمات المقطم، وزارة الداخلية تقف كما «خيال المأته»، رغم أنها قادرة على تأمين المنشآت والمرافق العامة، إن هى أرادت، بشهادة تأمين السفارة الأمريكية!!.
الحفاظ على وحدة وتماسك المجتمع، وحماية أمن الوطن والمواطن هى من صلب مسئوليات الرئيس وليس أى أحد أخر. الكلام الأجوف عن مؤامرات فلول واجتماعات دبى وأموال تنفق، لا يعفى الرئيس من مسئوليته، بل يضاعفها، إذ عليه وحده تقع مسئولية إلقاء القبض على من يتهمهم، ومواجهتهم بما لديه من أدلة، فالرئيس ليس وكالة أنباء يبلغنا بما لديه من أخبار ومعلومات، ثم يذهب لينام.
فالرئيس إما أنه غير قادر على صيانة وحدة المجتمع، وحماية أمن الوطن والمواطن، فيجب عليه أن يستقيل، أو أنه متواطئ مع الفاعلين، فيجب محاكمته.
ثمة تقارير تسربت من وزارة الداخلية عن تعليمات رئاسية واضحة وصارمة بعدم الاقتراب من أية شخصية إسلامية، وهو ما يفسر حرية الحركة التى تتمتع بها العصابات الإسلامية (أو لنقل حرية الترويع والإرهاب)، من القصر الرئاسى حتى حزب الوفد وقسم الدقى، مرورا بالمحكمة الدستورية العليا ومدينة الإنتاج الإعلامى. وهى تقارير تبلغ من الخطورة درجة لا يكفى معها ذلك النفى الخجول الصادر عن «جهة سيادية»، بل يجب أن يلمس الناس «نفيا عمليا» لها على الأرض، وإلا فإننا بصدد مؤامرة عليا تستهدف الوطن برمته وتقود إلى انهيار الدولة.
نريد أن نعرف لماذا وقفت وزارة الداخلية تتفرج على جرائم التعذيب والترويع التى ارتكبتها عصابات الإخوان أمام قصر الرئاسة؟ لماذا لا تستطيع وزارة الداخلية حماية مقر المحكمة الدستورية وضمان ممارسة قضاتها لعملهم؟ لماذا تقف وزارة الداخلية عاجزة عن حماية مدينة الإنتاج الإعلامى؟ لماذا تركت وزارة الداخلية عصابة أبو إسماعيل تنشر الإرهاب وتشيع الفوضى فى البلد؟.
نريد أن نعرف لماذا تحدث الرئيس عن نتائج تحقيق لم يكن فى حينه قد انتهى بعد، وما إذا كان النائب العام المعين بقرار رئاسى، قد حاول بالفعل أن يتدخل فى سير العدالة «حتى لا نحرج الرئيس» كما جاء فى تقرير المستشار محمود خاطر؟
نريد أن نعرف حقيقة ما ادعته قيادات الجماعة الخارجة على القانون من توفر معلومات لديهم عن «مؤامرات تستهدف مصر»، وكيف تمكنوا من جمعها، ولماذا تصمت أجهزة الأمن، المعنية وحدها بجمع مثل هذه المعلومات؟ هل هذه المعلومات حقائق فعلا أم أنها مجرد إشاعات تروجها الجماعة المحظورة؟ نريد أن نعرف من أين تتدفق الأموال القادمة من الخارج، وأين تصب؟ وكيف يجرى إنفاقها؟
ما لم تتضح أمام الناس إجابة شافية ووافية عن كل هذه الأسئلة، وما لم تتوفر كل المعلومات بشفافية وجلاء، فنحن –إذن- بصدد مؤامرة حقيقية تحاك خيوطها فى المقطم ويقوم على تنفيذها قصر الرئاسة، باستخدام بلطجية أبو إسماعيل وميلشيات الإخوان، وهى المؤامرة التى تستدعى بالفعل تحذيرا رئاسيا لوزارة الداخلية من المساس بأى من العناصر الإسلامية.
مرة أخرى: من يقوم بدور الرئيس يتحمل وحده مسئولية الحفاظ على وحدة الوطن وسلامة أراضيه وضمان أمن المواطن.
مرة أخرى: الرئاسة ليست وكالة أنباء ينتهى دورها عند إبلاغنا بما توفر لديها من معلومات.
إما أن تحموا البلد أو تستعدوا للمحاكمة.



#هانى_جرجس_عياد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضع القلم!!
- بين سفاح دمشق وطاغية القاهرة: طريق واحد ونهاية واحدة
- «أرحل»... كشف حساب الرئيس الإخوانى
- هل تستطيع الجماعة حكم مصر؟
- حاكموا الرئيس
- دماء غزة والموقف المصرى المطلوب
- عصام العريان داعية ضد جماعته وحزبه ورئيسه
- الرئيس يناشد الفاسدين ويهددهم بثورة جديدة!!
- وطن جريح بين نادية حافظ وياسر على
- دستور 2012.. قراءة أولية فى مسودة أولى
- بؤس المثقف وثقافة البؤس.. د. رفيق حبيب نموذجا
- بديع يتكلم...!
- حكم الإخوان.. بين قرض الصندوق ومشروع الفنكوش
- ... ومازال الإخوانى عصام العريان يتجلى!!
- «الشريعة».. أزمة مجتمع أم أزمة إسلاميين؟
- كل عام وانتم بخير
- بعدما أصبح المشير مستشارا
- جريمة سيناء والرئيس منقوص الصلاحيات
- عودة «مجلس باطل»: المعركة الخطأ فى التوقيت الخطأ
- تأملات فى حالة سعادة


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - خيوط المؤامرة: أين تبدأ وأين تنتهى؟