أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - احمد عسيلي - شيرين عبادي ... مذكرات الثورة و الامل















المزيد.....

شيرين عبادي ... مذكرات الثورة و الامل


احمد عسيلي

الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 08:43
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


اعترف منذ البدء انني لم استطع قراءة كتاب شيرين عبادي(ايران تستيقظ...مذكرات الثورة و الامل) لم استطع قراءته بتجرد ابدا.....بل ربما لم استطع التماهي مع عبادي ابدا في عالمها عن ايران و عن الثورة و عن ايامها بل سنواتها الطويلة التي امضتها في الدفاع عن حقوق الانسان عامة و المرأة و الطفل خاصة داخل المحاكم الايرانية............اما سبب عدم التجرد هذا فهو يعود الى الشبه الكبير...بل الكبير جدا بين الواقع الايراني في ظل الحكم الاسلامي المتشدد كما كتبت عنه شيرين عبادي و بين الواقع السوري الذي عشته انا و عاشه الملايين من السوريين و الالاف من الناشطين السياسيين في ظل الحكم البعثي العلماني
تتشابه الظروف بين هاتين الدكتاتوريتين حد التطابق احيانا....لدرجة تساءلت عدة مرات....لو ان ناشطة سورية او محامية عن حقوق الانسان في سوريا كتبت عن سيرتها الشخصية...فهل كان سيختلف هذين الكتابين في شيء....
هل تختلف كثيرا حياة شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2003 عن حياة رزان زيتون مثلا....الحائزة على جائزة ابن رشد؟
تبدء الكتبة مذكراتها من لحظة مصيرية في التاريخ الايراني.....لحظة تعتقد الكاتبة انها شكلت مسار التاريخ الخارجي و شكل العلاقة السيكولوجية التي تربط الشعب الايراني بالولايات المتحدة الامريكية...و هي لحظة سقوط حكومة مصدق الشعبية بدعم من الولايات المتحدة
حينها كانت شيرين مازالت طفلة صغيرة.....لكن منظر العائلة المتحلق حول المذياع و القلق البادي على وجوه الجميع حفر عميقا في وعيها.....حدث هذا في اوائل الخمسينات من القرن العشرين.....بتاريخ مقارب لدعم الولايات المتحدة لانقلاب حسني الزعيم على الشرعية الدستورية في سوريا....هذا الانقلاب الذي فتح الباب واسعا على مصراعيه لسلسلة انقلابات عسكرية لاحقا افضت بنا مؤخرا الى حكم الاسد الابن بكل ما جر على البلاد من ويلات و خراب
ثم تبدء شيرين عبادي في سرد مذكراتها مع بدايات الثورة الاولى على الشاه...و بطريقة رائعة تتشابك فيها الخيوط الشخصية مع الحياة العامة ترسم لنا الكاتبة صورة واضحة عن الحياة الثقافية و السياسية في الايام الاخيرة لحكم الشاه
و ان كانت الكاتبة قد شاركت في الثورة ضد الشاه.....و تنتقد اسلوب تبذيره و الطريقة الوحشية لمعاملة مخابراته للشعب الايراني(السافاك) لكنننا نلمح نوع من الحنين و الحسرة على تلك الايام التي حافظت على حد ادني من المجتمع المدني الايراني....و على حد مقبول من استقلال القضاء و الصحافة....و التي جاءت الثورة الاسلامية لتحطم كل ما بناه الايرانيون عبر تاريخهم الطويل
ثم تنتقل الكاتبة لتشرح لنا عن الايام الصعبة التي عاشتها مع بقية افراد الشعب الايراني ايام الحرب العراقية الايرانية......عن ايام الجوع و الفقر و استخدام صدام للأسلحة الكيميائية و حرب المدن ضد الإيرانيين مع صمت مخزي للمجتمع الدولي...بل مع دعم من تلك القوى العظمى التي كانت الرابح الوحيد في هذه الحرب......فالحرب العراقية الايرانية قد استنفدت اقتصاد البلدين و قتلت حوالي المليون شاب من الطرفين.....في الوقت الذي ازدهرت فيه صناعة الاسلحة في الغرب التي تتغذى على هذه الحرب العبثية
وفي الفصول الاخيرة تشرح لنا عبادي عن معاركها في اروقة المحاكم الايرانية و دفاعاتها عن حقوق الانسان في تلك المحاكم...و تسرد قصصا للجرائم التي قام بها النظام الايراني في حق الشباب الناشط و الكتاب و المثقفين في انحاء ايران كافة .و كم كانت صدمتها عميقة عندما سمح القضاء لبعض المحامين في الاطلاع على بعض ملفات الاستخبارات التي الجرائم التي ارتكبنها اجهزة المخابرات ابان ثورة الشباب في 1997..لتفاجأ ان اسمها كان موضوعا على لائحة المستهدفين للاغتيال من قبل مخابرات نظام الملالي
كم شعرت انا بحجم المعاناة التي تقاسيها حين تحدثت عن مجموعات ال(لباس شخصي) و هم فرقة تابعة للنظام بلباس مدني تقوم بكل الاعمال الحقيرة و الجرائم التي لا يود النظام توريط اجهزته الرسمية فيها...و لهم صلاحيات كبيرة على العباد و البلاد.....هل نستطيع وجد وصف للشبيحة مناسب اكثر مما وصفته عبادي في الصفحة184 حين كتبت في وصف هؤلاء اللباس شخصي-الشبيحة بقولها(قوات شبه عسكرية في الملابس المدنية و هم من التابعين الموثوقين الصامتين الذين تستخدمهم مراكز الشرطة المتشددة في ايران للقضاء على الاضطرابات و نشر الرعب في المجالات العامة و عموما في تنفيذ المخططات الاكثر عنفا التي تفضل الشرطة العادية او قوات الامن تجبنها .وعندما يرسلون لشن غارة يمكن تمييزهم من بنيتهم الجسدية المتينة و من مراقبتهم المزعجة للأخرين و من غير الواضح بدقة من يأمرهم و من يمول تكتيكات المرتزقة التي يتبعونها)
و كم تتشابه ايضا اوضاع البلدين عندما كتبت في الصفحة 171(عرفت ايران في العامين 1998- 1999 لفترات محدودة ازدهار النقاش المفتوح و حرية الصحافة التي اطلقت عليها بعض الانفس المتفائلة اسم ربيع طهران)؟؟؟؟
ايضا عندما تحدثت عن عمليات الانتحار المريبة التي شهدتها بعض اعمدة الفساد او الذين شعر النظام الايراني انهم اصبحوا عبئ عليه نتيجة فضائحهم و امتلاكهم لمعلومات خطيرة كسعيد امامي نائب وزير الاستخبارات و الذي يرتبط بصلات مع شخصيات كبيرة في النظام...و الذي زعم انه انتحر في سجنه بواسطة ابتلاعه كريم مزيل للشعر؟؟ (ص 160)
اما عندما تتحدث عن لحظات وفاة الخميني فقد كتبت جملة معبرة جدا (اذا كنتم تعيشون في بلد مسلم و فجأة شرعت محطات الاذاعة كافة في بث تلاوة القرآن من دون توقف فإنكم لا تحتاجون الى اعلان ليخبركم ان الزعيم قد مات) (ص 130)
لكن قمة المأساة و التراجيديا المضحكة عندما تسرد لنا عن بعض تجاربها داخل المحاكم الايرانية و عن طريقة تعاطي القضاة-رجال الدين مع العدالة ....هناك العديد من القصص المبكية التي روتها الكاتبة باختصار شديد....لذلك انصح الجميع اذا ارادوا التعرف على الية التفكير لدى الملالي هؤلاء الاطلاع على هذه القضايا التي ذكرتها عبادي في مذكراتها و من اكثرها تأثيرا علي هي قصة الطفلة التي اغتصبها ثلاثة من الرجال و قاموا بقتلها لاحقا و رمي جثتها في النهر....و عندما القي القبض عليهم فر احدهم.....و عندما رفض الاهل موضوع الدية و حكمت المحكمة على الاثنين بالإعدام كان على الاب دفع الالاف من الدولات لأهل القاتل كي تنفذ علمية الاعدام ...و هذه الالاف من الدولارات هي الفرق بين حياة الطفلة و حياة الرجل باعتبار ان حياة المرأة حسب القانون الايراني قيمتها نصف قيمة حياة الرجل....مما اضطر الاب لبيع بيته و كل ممتلكاته من اجل دفع المبلغ المطلوب....و بعدها هرب احد المتهمين من السجن؟؟؟ و استطاع الاخر تدبر اعادة المحاكمة عن طريق صلاته بأحد المتنفذين؟؟؟؟
و المضحك في الامر ان خصية الرجل تعادل قانونيا حياة المرأة.......اي حين يتعرض الرجل لاعتداء يؤدي الى فقدانه خصيته...يدفع له نفس دية الاعتداء الذي يودي بحياة المرأة؟؟؟؟
الكثير و الكثير الذي يمكن ان نصدم به و نستدل منه على واقع الجمهورية الاسلامية في ايران من خلال قراءة المذكرات هذه....و التي هي شهادة تنبض بالحياة من مناضلة شرسة و عنيدة عن حقوق الانسان و الضعفاء داخل نظام لا يعترف بهذه الحقوق و يعتبرها مجرد تجذيف او مؤامرة مدفوعة من الخارج؟
الم اقل لكم ان عقلية النظام الايراني هي نفس عقلية النظام السوري..... الا يمكن لنا ان نتوقع ان السبب الذي يجعل النظام الايراني يستميت في الدفاع عن النظام السوري هي دفاعه عن قيمه و عقليته و الية حكمه نفسها.....هذا بالإضافة طبعا الى المصالح المشتركة ........لذلك اعتقد ان معركتنا واحدة....و اننا كشعبين عانينا من ظروف مماثلة يجب ان لا تدفعنا الى كره بعضنا............بل يجب ان نتمسك بالعلاقات و الروابط القوية التي تجمعنا..... بل علينا ان نزيد روابطنا مع المثقفين و الناشطين الايرانيين من اجل التخلص كلينا من هذه الانظمة التي تجثم على صدورنا و تسرق منا حياتنا و تهدم حضارتنا



#احمد_عسيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادونيس... محاولة لقراءة نفسية في موقفه من الثورة السورية
- من أجل وقفة شجاعة و صريحة
- لست خائفا على مصر
- النظام السوري و السياسة الامريكية في المرحلة القادمة
- العلمانيون و النكسة الثالثة
- ماذا لو لم يسقط النظام السوري خلال 6 اشهر
- خارطة المأساة السورية
- سورية و معركة الامعاء الخاوية......لماذا؟
- قراءة نفسية لانتفاضة المسلمين ضد الفيلم المسيئ
- هل من مستقبل للعلمانية
- الثورة السورية و اللغة-ا-الحيونة
- في مفهوم (الاب الاوروبي)
- المثقف و البيك اب
- الثورة السورية و الكاريزمات القزمة
- خطة عنان.........و خيارات النظام السوري
- الوطن ........و اثر الفراشة
- د.اياس حسن و يوتوبيا المثقفين في الساخل السوري.......دراسة م ...
- الدولة السورية و مجهر الثورة
- المجتمع السوري يعود الى حلبة الصراع


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - احمد عسيلي - شيرين عبادي ... مذكرات الثورة و الامل