أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة إلى الرئيس باراك حسين أوباما














المزيد.....

رسالة إلى الرئيس باراك حسين أوباما


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 00:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رســالــة إلى الرئيس باراك حسين أوباما
رأيت من يومين قطرات دموعك الغالية, لدى تأبين السبعة وعشرين ضحية التي اغتالها شاب أمريكي مهلوس في مدينة Newtown الصغيرة التابعة لولاية Connecticut الأمريكية.. وبين الضحايا عشرون طفل وطفلة تتراوح أعمارهم البريئة بين خمسة وسبعة سنوات...وأؤكد لك يا سيد أوبــامــا, بأنني بكيت ودمعت عيناي بصدق على هؤلاء الأطفال الذين لا ذنب لهم, سوى أنهم وجدوا مقابل شاب مهلوس بالأسلحة الأوتوماتيكية, التي تباع في البلد الذي تديره وترأسه, وتباع فيه الأسلحة ـ بكل سهولة وبساطة ـ كالهامبورغر والكوكاكولا...
ولكن يا سيادة الرئيس, هل تساءلت كم طفل في العالم يقتل كل يوم, بسبب سياستك, وسياسة جميع الرؤساء الذين سبقوك,منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى هذا المساء. دون أي تغيير في التعدي وسلب حقوق الشعوب ونهب مواردهم الطبيعية وازدراء سيادتهم, وإعلان الحرب عليهم, بإثارة النعرات الطائفية والإثنية, وخلق فتن وتحركات وثورات وفورات طائفية, حتى يتمزقوا بين بعضهم البعض, فقط, لغاية الحصول على مواردهم الطبيعية... وخاصة النفط... فكان أن خلقتم أمارات وسلطنات وممالك وجمهوريات كرتونية وديكتاتوريات وراثية عائلية رهيبة مرعبة, استبدلتموها دائما بديكتاتوريات وراثية عائلية رهيبة.. ولما ضعفت أو انتهت مهمتها المرسومة بولائها لهم, انقلبتم عليها واستبدلتموها دوما بحكومات, تسيرونها كقطيع الكراكوزات, وتلعبون بها, مضحين بألاف آلاف الأطفال والنساء والرجال والشيوخ وغيرهم, كـضــحـايــا رخيصة لا قيمة لها في حروب تخططون لها وترسمون أبعادها, بلا أية قيمة للضحايا والتخريب والترويع, حتى تستمر صناعة الحرب والقتل والتقتيل, التي برعت فيها حكومتك والحكومات التي سبقتك, للحفاظ على سيادة أمريكا في الإنتاج الحربي.. واستملاك والسيطرة على النفط.
وبعد أن خلقتم منظومة القاعدة, قطعة بعد قطعة. حولتموها إلى سلاح عدائي بعبعي, تسخرونه لتحريك الفتن والثورات والشعوب الغبية الفقيرة. تارة تحاربونها.. وتارة أخرى تغذونها وتنفخون في جثتها, وتحركونها, كما تفعلون على الأرض السورية اليوم... لأنكم قررتم محو هذا البلد في أجندة مستقبل مشاريعكم الاستغلالية... فأثرتم فيه جميع وسائل الفتنة الطائفية, بواسطة خصيانكم في قطر والسعودية وتركيا ولبنان, والعديد العديد من عملائكم في الداخل من أحزاب أخونجية نائمة, بالإضافة إلى عملاء عدة من عناصر السلطة الحاكمة الفاسدة التي تبيع الوطن, وشعب الوطن, وسيادة الوطن ومستقبل الوطن, وأمان شعب هذا الوطن, بحفنة من مليارات الدولارات, لم تكلفكم سنتا واحدا...لأن عملاءكم من دول النفط العربان, في قطر والسعودية خاصة تكفلوا بإبراز دفاتر شيكاتهم, حتى يدفعوا فواتير الخيانة والمؤامرة في كل من العراق وليبيا وتونس وفلسطين.. واليوم في مــصــر.. بأخونتها... وفي سوريا بتهديم كل بنياتها كدولة, وتشتيت شعبها.......
لهذا يا سيادة الرئيس باراك حسين أوباما لم أصدق دموعك, رغم حزني الأكيد على الأطفال... كما أنني لم أصدق صلوات سلفك بوش الابن, لما غزا العراق, وادعى أنه يريد حماية العالم الحر من سلاح الدمار الشامل الذي يملكه صدام حسين. صدام حسين الذي خلقتموه وصقلتموه ودعمتموه وشجعتموه على محاربة جيرانه في إيران, فأنهكتموه واتهمتموه بكافة ذنوب الشياطين, واغتلتموه!!!...وتحول العراق من بلد تاريخي حضاري إلى جهنم فتنة طائفية تدميرية...يرود فيها الموت, بلا سبب, بالمئات يوميا حتى هذه الساعة المريرة... أما النفط العراقي.. يتابع استثماره بدقة وكفاية حتى يصب وينتهي في مصفاياتكم الأمريكية, بأسعار خيالية زهيدة... والعالم لا يرى أبدا لا جوع الشعب العراقي ولا دموع الأطفال العراقيين اليتامى, ولا مصير العراقيين المشردين...
وهذا ما رسمتم لسوريا وشعبها بعد العراق... التصحير والموت والتشريد والتفتيت... هذا ما ترسمون للمشرق وللعالم العربي, دولة بعد دولة. وشعب بعد شعب... وهم كالخصيان العبيد الأغبياء يتبعونكم, كالإبل الأعمى أو كقطيع الغنم الذي يساق إلى المسلخ...
تدعون نشر العدالة والديمقراطية في العالم... ولا أرى أية عدالة إنسانية حتى لشعبكم نفسه...وكل سياساتكم مرهونة مربوطة مع المصالح الرأسمالية... والمصالح الرأسمالية فقط التي لا تعيش ولا تدوم سوى بامتصاص دم الشعوب وخيراتها, وديمومة الفتنة في العالم واستمرار حالة الحرب والثورات لدى الشعوب الفقيرة اليوم...
يا سيادة الرئيس, لماذا لا تعالج الفقر وتهتم بالفقراء في بلدك... لماذا لا تسعى بحماية حرياتهم, بأن تحميهم من الجوع والبرد... ونحن نرى صورهم بالملايين في ليالي بلدانك الباردة...لماذا لا تحمي أطفال بلدك من المهلوسين بالسلاح ومن القتلة, بدلا من الاهتمام ـ وهما واحتيالا ـ من نشر ديمقراطيتك في العالم.. كأنك تبيعنا الهامبورغر والكوكاكولا...
يمكننا أن نتبادل المعرفة والعلم والمحبة والسلام...بدلا من زرع الفتنة والحروب... تبادل السلام بين الأمم يغنيها ألف ألف أكثر من تجارة الفتنة والحروب التي كنتم وما زلتم روادها من مائة سنة حتى اليوم...
بيدك يا سيادة الرئيس أقوى إمكانيات نشر السلام الحقيقي في العالم.. وفي بلدك... بدلا من تفجير المؤامرات والحروب والموت... آمل منك كإنسان أن تفكر بصدق وإيمان حقيقيين بمصير الإنسانية... حينها أرفع لك قبعتي وأؤمن وأصدق ما تقول... واحترم دموعك...
أما اليوم فـإن همي الوحيد وألمي وحزني مــوجــه لهموم وآلام وأحزان بلد مولدي ســوريــا, وما يجري على أراضيها المهجورة الحزينة من قتل وتقتيل..... ورغم آلامي لا أنسى آلام وحزن أهالي الأطفال ومن ماتوا معهم, في مدينة نيوتاون الأمريكية.. وأشاركهم آلامهم .. مقدما لهم أصدق مشاعر وكلمات الـتـعـزيـة...........
بـــالانـــتـــظـــار.........
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ـ ليون فــرنــســا




#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى نائب أمريكي
- جمهورية ليون السورية
- تفجيرات في سوريا.. وأصدقاء سوريا
- من نتائج التفرقة...صور في الغربة
- كيف تفرقنا...صورة.
- مساهمتي باستفتاء الحوار المتمدن
- بضعة كلمات لمسيو فابيوس
- صورة سورية... وصور غريبة
- أيها السوريين استمعوا لهذا الإنسان (إعادة نشر وتصحيح)
- وأكتب عن سوريا...أيضا...
- رد إلى الحوار المتمدن
- أهذه ثورة في سوريا؟...أم حرب ضد سوريا؟؟؟...
- حلب أمارة إسلامية
- ذكريات وخواطر سورية
- كلمتي هذا المساء...
- ماذا عن سوريا اليوم؟؟؟!!!...
- كلام...كلام...كلام...
- هل تسمعون أجراس فلسطين؟؟؟...
- في الحوار.. مع الحوار (المتمدن)
- مات الملك...عاش الملك


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة إلى الرئيس باراك حسين أوباما