بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لتأسيس الحوار المتمدن تطرح هيئته الإدارية حواراً مفتوحاً مع القراء والقارئات حول هويته اليسارية وتوجهات وآليات النشر والعمل.


الحوار المتمدن
الحوار المتمدن - العدد: 3943 - 2012 / 12 / 16 - 16:31
المحور: مقابلات و حوارات     

من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا -94 - سيكون مع الزميلات والزملاء في هيئة إدارة الحوار المتمدن حول: حول هويته اليسارية وتوجهات وآليات النشر والعمل .


عملَ الحوار المتمدّن منذ تأسيسهِ في العام 2001 على نشر وترويج الفكر اليساري والعلماني والديمقراطي، وإشاعة ثقافة احترام الرأي والرأي الآخر، وكذلك تنشيط الحوارات بين القراء والكتاب من النساء والرجال وضمان تنشيط النقاشات الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية والبيئية، بهدف الوصول إلى أرضية إنسانية عادلة صالحة لبناء مجتمع مدني ديمقراطي علماني حديث يضمن المساواة والعدالة الاجتماعية، و يُحترم فيه حق الإنسان في الحياة والعمل والعيش الكريم وحرية التنظيم والتعبير والتظاهر والإضراب , وحرية المعتقد والانتماء ... الخ، إضافة إلى تنشيط الحوار السياسي و الثقافي والفكري بين الأطراف المختلفة، لتحقيق الأهداف التي وضعتها مؤسسة الحوار المتمدّن عند انطلاقتها الأولى. وخلال السنوات المنصرمة أصبح موقع الحوار المتمدن منبراً إنسانياً عاما مفتوحاً للجميع وبالأخص للتيارات العلمانية والليبرالية والديمقراطية كافة , بل حتى للاتجاهات الدينية المتنورة.

يعتبر اليسار الالكتروني و الهوية اليسارية أحد أهم الركائز الأساسية التي تعتمدها مؤسسة الحوار المتمدن التي لا يجوز ولا يسمح بتغييرها أو المساومة عليها على الإطلاق. وهي التي يستند إليها في مفاصل عمله كافة.
وتمكن الحوار المتمدن من ترويج مفهوم تعددية منابر اليسار والانفتاح على بعضها، كما ركز على ضرورة الحوار الفاعل والتأثير المتبادل بين الأحزاب والمنظمات والشخصيات اليسارية والديمقراطية. وكان داعيا لا يكل ومروجا مستمراً للتعاون والتنسيق والعمل المشترك في ما بينها.

في نفس الوقت اختلف نوعا ما عن آليات عمل اليسار التقليدي في طرق التنظيم والترويج والتعبير، ومضمون الخطاب الفكري والسياسي، حيث استخدم وابتكر مفاهيم جديدة، واستخلص الدروس من نكسات اليسار وأخطاءه، واستند في عمله إلى التقدم التقني والإلكتروني، والانفتاح الكامل واحترام الرأي الأخر داخليا وخارجيا، ومخاطبة كل المجتمع وليس نخب محدودة فيه وإشراكها في التعبير عن همومها والحوار معها.
أدى كل ذلك إلى إحراز نجاح كبير في الوصول إلى أوساط واسعة من المجتمعات التي كنا نريد ونسعى إلى إيصال توجهات اليسار والفكر الماركسي وعموم الفكر الإنساني والتحرري إليها، حيث تجاوز عدد زواره النصف مليار الآن، ويقترب عدد المواضيع المقروءة من المليار، وهي مساهمات أكثر من 20 ألف كاتبة وكاتب، إضافة إلى أكثر من مليونين وربع معجب-ة| مشترك-ة في مواقعه على الفيسبوك،.

لقد كان وما يزال الحوار المتمدن احد ابرز المؤسسات الإعلامية المدافعة عن المجتمع المدني الديمقراطي وعن حقوق الإنسان وحقوق القوميات وضد الحرب ومناهضة التعذيب الجسدي والنفسي وضد عقوبة الإعدام، فاضحا الحكومات الاستبدادية وقوى التعصب القومي والديني والمذهبي ، رافضا إي نوع من أنواع التعامل مع المؤسسات الثقافية والإعلامية التابعة لها، ودفع ثمنا باهظا حيث حُجب الموقع الرئيسي للحوار المتمدن وبعض مواقعه الملحقة في الكثير من الدول العربية بحيث صنف كأحد أكثر المواقع العربية الكبيرة حجبا، وكذلك تعرض إلى العشرات من محاولات التخريب والتضييق على عمله وبطرق شتى.
شكلت حقوق المرأة محوراً اساسياً من محاور عمل ونقاش ونضال الحوار المتمدن على امتداد السنوات المنصرمة. لقد تبنى النضال في سبيل المساواة التامة مع الرجل في المجالات والميادين كافة وقام بنشاطات وفعاليات كثيرة وطرح ملفات عديدة حول تحرر المرأة في العالمين العربي والإسلامي.

احتلت – العلمانية والديمقراطية- مكانا مهماً في عمل الحوار المتمدن ، إذ أتاح فرصة ثمينة لطرح الآراء العلمانية والديمقراطية كافة بحرية وتناقش بموضوعية. ولم يقتصر النشر على اتجاه يساري معين يعتمد العلمانية والديمقراطية التي تبلورت كمفهوم لدى قوى اليسار فحسب، بل توسع ليشمل الآراء المختلفة بشأنها، سواء أكان ذلك حول الديمقراطية والليبرالية، كما وجد المتدين المؤيد والمنتقد لها فرصة ممارسة الحوار والنقاش على صفحات مواقعه.

إن انفتاح الحوار المتمدن الواسع على الاتجاهات الفكرية الأخرى وإعطائها مجالاً كبيراً في النشر جاء لضمان التفاعل والنقاش، وأصبح بذلك وكأنه منبراً حوارياً لها أيضا، إذ ساهم في تنشيط الحوار وتعزيز ثقافة الاختلاف واحترام الرأي والرأي الأخر، وكان ذلك احد المميزات الجديدة والجيدة ليسارية الحوار المتمدن والتي أعطت مثلا ايجابيا للإعلام اليساري الالكتروني المتفتح.

يلعب الحوار المتمدن منذ تأسيسه وبعد استحداث صحيفة مروج التمدن الخاص بالأدب والفن دورا كبيرا في تنمية المواهب الأدبية و الابداعية للنشيء والشبيبة ، بنشر نتاجاتهم إلى جانب كتاب كبار معروفين في الساحة الأدبية والثقافية العربية والعالمية ، او بنشر تراجم من الأدب العالمي وتعريف القراء والقارئات و والكاتبات و الكتاب العرب و الناطقين بالعربية على قمم أدبية وثقافية عالمية . ولكننا في الحوار المتمدن نعتقد أننا لم نصل بعد الى مستوى الطموح.

إن هذه الحيوية والنشاط والنتائج الإيجابية على مر السنوات الإحدى عشرة الماضية، لم تأت من فراغ، بل أُنجزت من خلال العمل الجماعي التطوعي الرائع والمبدع لزميلات وزملاء إدارة الحوار المتمدن، وبتمويل ذاتي ومستقل بشكل تام، و مشاركة قيمة لكاتبات وكتاب الحوار المتمدن، ومن خلال احتضانه من قبل زواره وزائراته الأعزاء من مختلف البلدان ، وننتهز هنا الفرصة لتقديم الامتنان والشكر الجزيل لكل من دعمنا ماديا ومعنويا.

إننا سعداء جداً حين نتابع كتابات الكثير من كتابنا وكاتباتنا الذين بدأوا رحلتهم الكتابة والنشر مع تأسيس الحوار المتمدن , أنهم أصبحوا اليوم من الكتاب المرموقين من حيث المضمون والشكل. وهو نأمل أن يتسع أكثر فأكثر في السنة الجديدة من عمر الحوار المتمدن.

وبمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس الحوار المتمدّن تدعو هيئة إدارته وبرحابة صدر الى حوار ًحُرّ مباشر مع كُتّابهِ وكاتباتهِ وقرّاءهِ وقارئاتهِ، ومن أجل التفاعل المباشر والوصول إلى أساليب وأدوات أفضل في عملنا الجماعي الخلاق وتطويره، وكذلك تشخيص نقاط الخلل والأخطاء في عملنا من اجل تلافيها كلما كان ذلك ممكنا في ضوء إمكانياتنا المادية والإدارية والتقنية.

ترى إدارة مؤسسة الحوار المتمدّن في آرائكم وملاحظاتكم النقدية ومقترحاتكم العملية جسراً ممتداً يُعزز التواصل حول المواضيع الحسّاسة والأسئلة المحورية التي تشغل دوماً مساحةً ما في تفكير الكاتبات والكتاب و القارئات والقراء الأعزاء وكل المهتمين بعملنا، كما تفتح صدرها لاستقبالها ومن المؤكد أنها ستساهم في دفع وتطوير عملنا الجماعي المشترك من اجل عالم أفضل للجميع.