أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الحمير تعرف أصحابها















المزيد.....

الحمير تعرف أصحابها


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3942 - 2012 / 12 / 15 - 22:18
المحور: كتابات ساخرة
    


إذا كان لديك حمارا أو كلبا فصدقني أنك لو واجهت صعوبة في التعرف عليه وهو يقف بين زملائه فإنه سوف يقوم بالتعرف عليك بسرعة دون أن يواجه أي مشاكل في عملية البرمجة والتعريف حتى لو كنت تقف بين إخوتك أو أبناء عمك,وعن هذا الموضوع حدثني اليوم أحد أقاربي الكبار في السن عن موقعٍ في محافظة إربد كانوا يزربون فيه حميرهم حين يأتون عليها راكبين من الطيبة(القرية) إلى إربد على مسافة 27 كيلو متر من غرب إربد إلى شرقها وهي ما يعرف قديما باسم(خان حدو) واليوم معروفة باسم مجمع الغور القديم وهذا الموقف كانوا من ذي قبل يوقفون فيه حميرهم واليوم تقف فيه باصات النقل العمومي فخطر إلى ذهني سؤال خبيث جدا عن الحمير وعلاقتها بأصحابها وكيف كان صاحب كل حمار يعرف حماره رغم أن الحمير متشابهة كما يتشابه البقر وكما تتشابه الفئران والقطط والأسماك ويوجد في الخان أكثر من أربعين أو خمسين حماراً متشابهون في الطول والحجم واللون والشكل وآداب الجلوس بصمتٍ بليغ فقلت له مستغربا:

- وكيف كان جدك يميز حماره من بين كل الحمير التي كانت تقف في الخان وهي محترمة جداً؟.

وفي الحقيقة كنت أظن بأن سؤالي الخبيث لن يجد له جوابا مطلقا ولكنه أجابني إجابة خبيثة أخبث مليون مرة من سؤالي حيث قال لي:

- أسلافنا لم تكن لديهم حاسة سادسة أو سابعة في التعرف على حميرهم بل كانت حميرهم هي التي تعرفهم وتتعرف عليهم بسرعة مثل الحب من أول نظره وما أن يدخل صاحب أي حمار إلى الزريبة(الموقف) والتي هي بمثابة موقف سيارات كان الحمار فورا يركض باتجاه صاحبه ولو أن للحمير أيادٍ وأصابع يد لسلم كل حمار على صاحبه باليد ولأخذه بالأحضان فضحكت جدا وقلت له:

-طيب...أوكي...ولكن أشكال أسلافنا وجدودنا ألم تكن من وجهة نظر الحمير أنها متشابهة؟.... من المؤكد أن أشكالهم وأشكالنا اليوم بالنسبة للحمير متشابهة جدا ومن المفترض أن تواجه الحمير صعوبة بالغة في التعرف على أصحابها...وفعلا مثلا أنا اليوم لو كان عندي حمارا مثل حمير أجدادي وأسلافي سأواجه صعوبة في التعرف إليه حين يكون واقفا بين مجموعة من الحمير المحترمة,وصدقني أن الموضوع بالنسبة للحمير أو للكلاب لا بد وأن يكون متشابها جدا فكيف كان الحمار يتعرف على صاحبه من خلال شكله أو لونه أو هيئته الشخصية...؟...من المؤكد أن للحيوانات غريزة أخرى أو أدوات معرفية ونقدية أخرى يتعرفون من خلالها على أصحابها فالكلب مثلا يتعرف على صاحبه من خلال رائحة عرقه أو بوله وليس من خلال جيناته أو فصيلة دمه، ومن المؤكد أن هنالك علامات وقياسات عند الحمير تجعلهم يتعرفون بسرعة على أصحابهم, فلو كان عندي كلب أو حمار في هذا اليوم فمن المؤكد أن أواجه صعوبة في التعرف عليه من بين مجموعة متعددة من أبناء جلدته تماما كما أواجه صعوبة في التمييز بين الصينيين والكوريين فهؤلاء جميعا وجوههم متشابهة جدا..جدا مثل الطرفة التي تتحدث عن رجل عربي ذهب إلى الصين للعمل سائق تكسي وكانت في كل مرة توقفه سيدة للصعود معه في سيارته يلتفتُ إليها وهو يقول: مش أنا الآن أنزلتك من سيارتي؟ وكل هذا طبعا بسبب التشابه في الوجه وملامحه.

طبعا للحمير سياسة قوية في التعرف على أصحابها تماما كما تتعرف الناس اليوم على زعمائهم بالرغم من أن الزعماء يجدون صعوبة في التعرف على من يحبهم,فأنا مثلا حين أرى وزيرا أو نائبا في البرلمان أو رئيس بلدية أو زعيم جمهورية أركض إليه لأحييه بالتحية وبالمحبة في نفس الوقت الذي من الصعوبة بمكان أن يتعرف فيه عليّ المسئول سواء أكان وزيرا أو رئيسا للجمهورية ونلاحظ هذا بين الناس حين يهرولون لإلقاء التحية على الوزير فيقول المواطن,عفوا أقصد الحمار،لالالا أقصد المواطن إذ يقول لرئيس الحكومة: أنا اسمي كذا ومن بلدة كذا فيرد عليه الرئيس: بس أنا لا أعرفك,فيحاول المواطن التعريف بنفسه وفي النهاية قد يجد المواطن الحمار رئيس الحكومة يجامله ويلاطفه بكلمة(الآن عرفتك) رغم أنه لم يتعرف عليه مطلقا... كما أنه لا يعرف رئيس أي حكومة عربي كل المواطنين بنفس الوقت الذي يعرف فيه كل المواطنين رئيس الحكومة وكالمسئول الكبير في الجيش حيث كل الأفراد من الجنود يعرفونه بنفس الوقت الذي من الصعوبة فيه أن يعرف المسئول الكبير كل الأفراد من الجنود الذين يركب عليهم ونحن أصلا في ذلك مثل الحمير حيث نرى أسيادنا ونعرفهم بسرعة ونركض إليهم نقبل أياديهم ونؤدي لهم التحية والولاء والطاعة ونحرم أنفسنا من متع الحياة والراحة لكي يرتاحوا هم ولكي يركبوا ويتسلقوا على ظهورنا بنفس الوقت الذي لا يملك فيه المسئولون آلية معينة ليتعرفوا من خلالها علينا وعلى همومنا ومشاكلنا وتطلعاتنا,وفعلا الحمير هي التي تعرف أصحابها.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=296385

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=211301


http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=270019
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=220992


http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=221868



http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=190193
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=305741

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=294430

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=137153

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=189087
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=186941


http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=303104



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمي
- الثورة الحقيقية
- الانتحار
- كيف يشاركني الشيطان طعامي!
- ماذا يوجد وراء الحراك الأردني؟
- يا سيد الدمار
- مشكلة تغيير النظام الاجتماعي
- كل الناس موعوده
- مدمن على البكاء
- العامل الحرامي والعامل الأمين
- النوم هو الحل
- الثورة البيضاء
- نقابة المعلمين الأردنية والخسارة الكبرى
- المظاهرات في الأردن
- موعود بحياة سعيدة
- المرأة العربية معاقة وليست ملكة
- التأصيل العمري
- اخترنا لكم:شريعة الراعي بلغة الخروف
- مقابلة للوظيفة
- رجل محافظ


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الحمير تعرف أصحابها