أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - النص الحيُّ لا يحتاج إلى ناقد بل الناقد يحتاجه (*)















المزيد.....

النص الحيُّ لا يحتاج إلى ناقد بل الناقد يحتاجه (*)


سامي العامري

الحوار المتمدن-العدد: 3942 - 2012 / 12 / 15 - 23:10
المحور: الادب والفن
    


كنتُ يافعاً حين قرأتُ عبارة لمكسيم غوركي تقول : ( أعطِني الكتبَ التي تجعلني لا أعرف الراحة بعد قراءتها ) فشعرتُ بما يشبه الخيبة التي سرعانَ ما تحولتْ إلى لذة اكتشاف أمر شديد الأهمية وهو أن القراءة ليست للتسلية وتزجية الوقت وإنما لإثارة القلق والأسئلة ومعرفة موقع الإنسان في هذا الكون،
واليوم أقول : الكتابة ابتكارٌ وخلق والقراءة تعميق لهما وأما تناول النص نقدياً ، شعراً كان أم قصاً فهو ليس عملية شرح للجمال المختبيء وراء الكلمات والجمل كما يتخيل البعض وكأنَّ القارىء مُغفَّل ولا يحسن استكناه النص وإنما هو الغوص عميقاً في ما يلمسه الناقد الحاذق من إشارات فكرية وروحية قد لا تطالها أدوات بعض القراء المعرفية والذوقية ويسعى إلى تأويلها انطلاقاً من معايير النص نفسه لا من نظرية نقدية تسبق النص ، وبناءً على هذا الفهم فالناقد يجب أن يحيط بمعارف وخبرات شتى علمية وفكرية وأدبية وذوقية فنية لحد المقدرة على التأسيس وهذه القناعة ترسخت عندي بعد مشوار طويل في قراءة النقد والعديد من تياراته والأدب بأجناسه المعروفة سيَّما الشعر والقص وكتابتهما وكذلك ما أكد عليه نقاد ألمانيون من مدرسة كونستانس مثلاً ومنهم آيزر بقوله :
( كل نصٍّ يطرح نمطَ قراءة خاصاً، لذا يجب على الناقد أن يدرس ويستخلص نظام القراءة الذي «يقترحه» النص لتحقيق الإستجابات المنتظرة من القارئ. )
وهذا نفس ما ذهب إليه الروائي والمفكر الإيطالي أمبرتو إيكو في كتاب له بعنوان «القارئ داخل النص».
والجميل أني وجدتُ الأستاذ الشاعر والناقد والعالم الجليل د. عدنان الظاهر يقول نفس هذا الرأي وهو يتناول قبل عامين عدداً من مجموعاتي الشعرية في دراسةٍ جديدة مشاكسة !
وبالمناسبة الكثير من الأسماء التي تطرح نفسها كأسماء نقدية لا يقرؤون لك ولا يتناولون كتبك بالقراءة أو المتابعة إذا ( تنازلوا ) ففكروا بقراءة مؤلفاتك ومن ثم بالكتابة عنها ، إلا إذا أهديتهم نسخاً منها ... لحد الآن والأمر حسن ولكن إذا أخذنا بنظر الإعتبار حاجة المؤلف لإيصال نسخ أخرى إلى أصدقائه ومعارفه في بلدان العالم المتباعدة وأيضاً كلفة طبع الكتاب وأجور البريد فلنا أن نتخيل المبلغ الذي على الشاعر والأديب أو الكاتب عموماً تحمله، بينما جاء في مقدمة دراسة الناقد القدير د. عدنان الظاهر لمجموعتي الشعرية الأولى ( السكسفون المُجَنَّح ) والتي كتبها عام 2004 ما معناه – وهو مُحِِقٌّ – بأنه لم يحصل على نسخة الديوان مهداةً من الشاعر وإنما وجد الديوان عن طريق المصادفة عند أحد أصدقائه فأعجبه فرأى أن يكتب عنه ...
هل هناك أروع وأنبل من هذه السجية حين تتوفر لدى الناقد حيث اللهفة الصافية الأصيلة لقراءة الأدب أو الشعر عله يجد فيه ما هو جديد وجميل وجدير بالإهتمام وحيث لا تفكير بالمحسوبيات ولا الصداقات ولا الإنتماء الحزبوي أو القبلي ولا المصالح أو المطامح ؟ مما يعيدنا لماضي الشعر والآداب والعلوم في العصر العباسي وما تلاه وجهد النُسّاخ حيث تكثر الحاجة لنسخ المصنفات وذلك استجابة لرغبات نقاد ذلك العصر وشعرائهم وملوكهم ووزرائهم ومحبي الآداب والعلوم في اقتناء نسخ منها ، ولا أريد هنا أن أغمط حقوق العديد من المهتمين بالشعر والأدب والمثقفين الكبار الذين تناولوا عدداً من مجموعاتي وأحياناً قصائد محددة عبر مقالات جميلة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الأديب الناقد سلام كاظم فرج والباحث صباح محسن كاظم والأديب علي الخباز والباحث كريم مرزة الأسدي والقاص حمودي الكناني والشاعر الراحل المفرجي طاهر المفرجي والشاعر هاتف بشبوش والعديد من الكتّاب المصريين والمغاربة مثل د. البشير النحلي وعدد من الكتّاب
العرب الآخرين وأيضاً عبر تعليقات تصل مستوى المقال النقدي المنهجي كما فعل عدة مرات الناقد الجليل د. عبد الرضا علي والناقد الأديب محسن العوني وغيرهما وكذلك من خلال إنجاز فيديوهات راقية لعدد من قصائدي ومنهم الشاعرة والناقدة فاتن نور والشاعر محمد صالح الغريسي وفي العديد من الحوارات معي وكذلك في الترجمة أذكر الأديبة الشاعرة د. أسماء سنجاري والشاعرة أروى الشريف والشاعر المترجم د. بهجت عباس والشاعر سيد جودت والشاعرة آسيا الصخيري ومعذرة إذا لم أذكر بقية الأسماء الرائعة .
وهناك نقطة جد مهمة وهي أنه قد يكتب ( الناقد ) عن مؤلَّفٍ مرموق لشاعر أو أديب متابعةً ما ولكنك تحس في صميمك بأنه إنما يكتب لا ليدفع بالقرّاء للإهتمام بالكتاب وإنما كي يسيء للكتاب من خلال سطحية القراءة والتأويل !
وبهذا تكون الإشكالية هنا مُركَّبة أو ذات حدّين إما التهميش أو بؤس الدراسة ! ويقابلها على الطرف الآخر ما يتناقض معها
حيث تقويل النصوص الهابطة وتأليهها لا لشيء وإنما لأن أصحابها حبلٌ مهم في ( المضيف ) الأخواني
أو كأنْ تكون كاتبة أنثى وهي لا ترقى إلى مستوى كاتبة واعدة ويتم ذلك بدعوى الإهتمام بالأدب النسوي !
وهذا ما يجعلني أقتبس شيئاً من التعليق السابق للشاعر والمترجم جلال زنكَابادي (( هناك مبدعون كثر من الشعراء وكتاب القصة والرواية والباحثين والفنانين رهن الإقصاء المتعمّد والتغييب والتهميش والتعتيم وحتى التهشيم ولأسباب عديدة
منها "إذا ملك الأراذل ؛ هلك الأفاضل" حسب القول المأثور
ولو كنتَ (في العراق) ذا مكانة إدارية مؤثرة في مؤسسة ثقافيّة ؛
لكتب (النقاد!) المتزلفون كتاباً أو
أكثر عن كل مجموعة شعريّة لك.
الحقيقة المريرة هي ليس عندنا نقاد شعر بالمعنى
الإصطلاحي ولو بعدد أصابع اليدين )) وأنا إذ أشاركه الرأي الصائب هذا فإني أؤكد بأني لم أنطلق في كتابي هذا من دوافع شخصية رغم أن هذا مشروع ومُبرَّر ، وسبق لي وأن كررتُ الكلام عن نضوب النقد الجاد وعن محاولات إقصاء شعراء وأدباء كبار من قبل البقية الباقية من النقاد المعتَرَف ببعض قابلياتهم ولو كنتُ بحاجة إلى كلام ( نقاد ) من الراهن عن كتاباتي فلن تعوزني الطُّرُق لذلك ولكني أربأ بنفسي عن المداهنات كما يفعل البعض وأعرف تماماً أن الكاتب الحقيقي لا ولن يزكّي كتاباته ناقدٌ مَهما كان كبيراً وإنما الذي يزكِّيها هو إخلاصه لها والترفع بها عن المساومات ومن جهة أخرى فالكتابة النقدية عن نص أو مجموعة شعرية هي فيضٌ تلقائي ينبع من ذاتٍ أو كينونةٍ مسرورة بالشعر وأكوانه ، وسيتعرف القارىء في الفصول القادمة على ما أعنيه أكثر عندما أنوِّه لنصوص ومؤلفات عدد من الشعراء المميزين والشاعرات المميزات من اللواتي والذين يتم التغافل عنهم وإقصاؤهم عمداً
وسوف لا أذكر أسماء نقاد أو شعراء أو أدباء إلا إذا اقتضت الضرورة أو السياق فنحن نبحث في ظاهرةٍ عشواء تتفاقم كل يوم ولا يهمنا الأشخاص وقد كان تحليل الشاعر المغربي محمد بزناني للفصل الأول من كتابي نافذاً وذلك قوله ( فهم – ويعني متطفليْ النقد - يسعدون عندما يرونك غاضبا أو منفعلا
وكلما رأوا تأثير كلماتهم واضحا عليك زادت سعادتهم وازدادت ضحكاتهم السخيفة .
لكن الشاعر الكبير سامي العامري أطال الله في عمره يكتب للتاريخ. ورغم أنه تلقى منهم نقدا وقحا غير عادل وغير مستحب وحاقدا وهداما ومؤذيا فهو يواجههم بابتسامة
رقيقة يثبت من خلالها أن كلماتهم عديمة التاثير لأنها ليست حقيقة
(1) ; وهو بعبارة أخرى
يعتبرهم أعز الأصدقاء لأنهم ساهموا في ترويج أدبه وتوسيع شهرته على صعيد
العالم العربي ! فلهذا نقول لقد انقلب السحر على الساحر )
وبصدد عنوان كتابي وعنوان الفصل الأول فقد أجريت تعديلاً عليهما بعد اقتراح سديد من قبل الشاعر سعد الحجي بجعل الصفة في عنوان الكتاب ( العربي ) وليس ( العراقي ) فوافقتُ رغم الجهد والعناء اللذين سأواجههما في هذا المشروع وكذلك بعد رأي آخر للأديب الناقد خالد جواد شبيل في صحيفة المثقف (2)

----------------------------------------
ً(*) الفصل الثاني من كتاب نقدي إنطباعي قادم بعنوان : النقد الشعري العربي الراهن ، بين الأصالة والإدعاء

(1) هو يعني – أغلب الظن - الهجمةَ أو الفزعة ضدي شخصياً وضد مقالي الأسبق : من فضائح النقد الشعري ... إلخ

(2) خالد جواد شبيل
الشاعر الرقيق سامي العامري
تحية واحتراما، لست بصدد فحوى المقال، الذي أتفق مع جوهره، وهو أن شاعرا بمنزلة العامري الشعرية يستحق التكريم..ولكنني أود أن أتوقف مع العنوان المتهكم، حيث أن
كلمة معاصر ويقابله
contemporary
يعني محمول الذاكرة الحية
living memory
سواء في التحقيب التاريخي أو الأدبي ويقدر بثمانين عاما، وبذلك يكون تهكمكم شمل هامات ثقيلة في النقد من حيث لا تقصد، ولعلك تريد "النقد العراقي الراهن أو الحالي".. للشاعر الرقيق والإنسان المرهف سامي العامري كل الإحترام والتقدير .
وقد جاء ردي عليه كالتالي :
الأستاذ العزيز
خالد جواد شبيل
أشكرك من صميم قلبي على ملاحظتك الدقيقة
وتلاحظ أني وصفتُ كتابي بأنه انطباعي ولم أقل منهجي أو علمي مع أنه لا يخلو منهما في بعض السياقات وهذا يعني أني لا أستطيع أن أتحرك في مجال النقد إلا بشكل إنفعالي جمالي مخلص ...
ممتن لكم كثيراً مرة أخرى وسأعدَّل العنوان
------------------------
برلين
شتاء – 2012



#سامي_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الشاعر سامي العامري - عزيزة رحموني
- دموع التماثيل
- طرافة النقد الشعري العراقي المعاصر ومرَحُهُ (*)
- قلبك الليلكيِّ
- الخسارة
- عزلة وكواكب صغيرة
- وديان مُكحَّلةٌ بالبروق
- مساج لمفاصل الزمن
- لكِ الضفائرُ ولي نواقيسُها
- الحُب ودموعهُ السمراء
- تأملات وانثيالات
- أناشيدُ قبلَ هبوطِ الخريف
- لا تُبرقي
- زقزقات محار
- ما يُحبِط وما يُغبِط
- هكذا تسترخي ضفيرةُ الوقت
- لألاء ودخان
- مشافهةُ الصهيل
- فتاة الهندباء
- مآدب من ضوء


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - النص الحيُّ لا يحتاج إلى ناقد بل الناقد يحتاجه (*)