أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نجيب الخنيزي - مصر .. معركة الدستور














المزيد.....

مصر .. معركة الدستور


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 3942 - 2012 / 12 / 15 - 14:17
المحور: المجتمع المدني
    



الأزمة السياسية الراهنة في مصر، آخذة في التفاقم والتصاعد، منذ تفجرت، إثر إصدار الرئيس المصري محمد مرسي إعلانه الدستوري في 21 نوفمبر الماضي، ثم قراره تنظيم استفتاء شعبي على مسودة الدستور الجديد في 15 من شهر ديسمبر الجاري ، ولا يلوح في الأفق القريب، بارقة أمل، في تجاوزها والتغلب عليها، في ظل تشبث الأطراف المتعارضة على مواقفها. وقد كان لافتا تصاعد الضغط السياسي والتعبئة الشعبية من قبل المعارضة السياسية والمدنية، ضد الإعلان الدستوري والاستفتاء في الآن معا، حيث نظمت الحشود الجماهيرية في الميادين والساحات (بما في ذلك محيط قصر الاتحادية مقر رئاسة الجمهورية) ليس في القاهرة والمدن الكبرى فقط بل شملت ولأول مرة مناطق طرفية وبعيدة مثل الصعيد، وهو ما لم يحدث في ذروة ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بحكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك، ووصل الأمر إلى رفع شعارات جذرية (راديكالية)، سبق أن رفعت في عهد الحكم السابق، مثل، شعار أرحل، والشعب يريد إسقاط النظام، وكذلك تم إحراق بعض مقرات الإخوان المسلمين في القاهرة والمحافظات الأخرى، والذي جاء، كرد فعل على هجوم مناصري (ميليشيا الإخوان وفقا للمعارضة) الرئيس للمعتصمين قرب جدران قصر الاتحادية، والذي أوقع 8 قتلى ومئات الجرحى منهم، وكذلك استمرار حصار جماعة الإخوان لمقر المحكمة الدستورية العليا، بهدف تعطيل عملها، وبالتالي منعها من اتخاذ مواقف ضد القرارات الرئاسية الأخيرة، والتي تتضمن حصانة مجلس الشورى والجمعية التأسيسية (التي يسيطر عليهما الإخوان المسلمون والسلفيون)، وما يتفرع منها (مسودة الدستور) من الحل. وما فاقم الأمر من وجهة نظر المعارضة، ليس التجاهل فقط، بل واتهام المتظاهرين والمعارضة أو بعضهم بأنهم فلول النظام السابق، وضمن هذا السياق، كلف النائب العام المصري، الذي عينه الرئيس محمد مرسي أخيرا، المحامي العام لنيابات أمن الدولة العليا بالتحقيق في البلاغ المقدم من لجنة حقوق الإنسان (يسيطر عليها الإخوان المسلمون) بنقابة المحامين ضد عدد من قيادات جبهة الإنقاذ هم محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور، وحمدين صباحي، وعمرو موسى، لاتهامهم بالخيانة العظمى والتآمر والانقلاب على الشرعية وهو ما اعتبر بمثابة ممارسة ضغوط سياسية وأمنية ضد جبهة الإنقاذ الوطني، التي رفضت دعوة الرئيس مرسي للحوار والتهدئة ما لم يستجب الرئيس لمطالب المعارضة في إلغاء الإعلان (جرى التراجع عنه لصالح إعلان آخر) الدستوري، وتجميد الاستفتاء على مسودة الدستور . السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا هذا التركيز على محورية ومركزية الدستور في الحياة المصرية، سواء من قبل السلطة وأنصارها من جهة، أو من قبل المعارضة السياسية والمدنية من جهة أخرى؟
كلمة الدستور ليست عربية الأصل ولم تورد في القواميس العربية القديمة، لا من حيث المعنى أو المبنى، بل هي مستقاة من اللغة الفارسية، غير أن المعنى المعاصر لها، جاء من الغرب «الكافر» في أعقاب ثوراتها (الإنجليزية والأمريكية والفرنسية) الكبرى، ويعد الدستور أو العقد الاجتماعي (بين الحاكم والمحكوم) بمثابة أب القوانين، التي تتفرع منه أو على أساسه، وقد عرفته الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) أنه القانون الأعلى الذي يحدد القواعد الأساسية لشكل الدولة (بسيطة أم مركبة) ونظام الحكم (ملكي أم جمهوري) وشكل الحكومة (رئاسية أم برلمانية) وينظم السلطات العامة فيها من حيث التكوين والاختصاص والعلاقات التي بين السلطات، وحدود كل سلطة، والواجبات والحقوق الأساسية للأفراد والجماعات، ويضع الضمانات لها تجاه السلطة. ويشمل اختصاصات السلطات الثلاث (السلطة التشريعية والسلطة القضائية والسلطة التنفيذية) وتلتزم به كل القوانين الأدنى مرتبة في الهرم التشريعي، فالقانون يجب أن يكون متوخيا للقواعد الدستورية، وكذلك اللوائح يجب أن تلتزم بالقانون الأعلى منها مرتبة إذا ما كان القانون نفسه متوخيا القواعد الدستورية. وفي عبارة واحدة تكون القوانين واللوائح غير شرعية إذا خالفت قاعدة دستورية واردة في الوثيقة الدستورية. إذا الصراع الدائر في مصر يتمحور حول طبيعة الدولة المصرية المنشودة ومحتواها، هل هي دولة مدنية، يتمايز فيها الدين (المقدس والثابت) عن السياسة (المدنس والمتغير) أم دولة دينية يوظف فيها المقدس لخدمة المدنس، على غرار هيمنة الكنيسة في أوروبا في العصور الوسطى، حيث ساد الحكم المطلق، تحت مبرر تعاليم الدين (الشريعة) . برامج وشعارات الإخوان المسلمين المعلنة (لم يجر التراجع عنها حتى الآن ) أو المستترة، من وجهة نظر المعارضة، تتضمن، شعارات، مثل، الإسلام هو الحل، والقرآن دستورنا، والخلافة هدفنا، والشريعة مطلبنا، والسيف لمن يعادينا.. وبكلمة جعلوا من أنفسهم أوصياء، على الدين والدنيا معا.



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر المحروسة .. عند مفترق طرق
- مصر .. العودة إلى ميدان التحرير
- الحرب على غزة والردع الفلسطيني
- قضايا الإصلاح والمجتمع المدني في السعودية : الجزء الثاني وال ...
- المنتدى الاجتماعي العالمي .. نحو عولمة جديدة
- قضايا الإصلاح والمجتمع المدني في المملكة العربية السعودية
- رحيل المناضل الكبير عبد الرحمن البهيجان
- الوحدة الوطنية .. خط أحمر!
- -الأصولوية الإسلامية - .. والدولة المدنية
- الإسلام السياسي .. والربيع العربي
- 8 مارس .. ورهاب المرأة
- عبد العزيز السنيد .. الغائب الحاضر
- رحيل الغانم.. وتجربة الدراسة في الاتحاد السوفيتي
- التمايز ما بين الأهلي والمدني
- 2011 عام العرب بامتياز
- تراجع الدور العالمي للولايات المتحدة
- الشيخ إمام .. احتفاء في مرحلة التغيير
- 2011 ... عام التحولات التاريخية الكبرى في القرن الحالي «1/2»
- عام على تفجر الانتفاضات العربية
- دول مجلس التعاون الخليجي في عين العاصفة


المزيد.....




- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نجيب الخنيزي - مصر .. معركة الدستور