أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - إختِطاف أبو جعفر المنصور














المزيد.....

إختِطاف أبو جعفر المنصور


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3941 - 2012 / 12 / 14 - 15:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل يمكن التحدُث عن تأريخ المغول ، دون التطُرُق الى جنكيزخان وهولاكو وتيمورلنك ؟ او هل يمكن إزالة آثار هتلر وشطبهِ من الذاكرة الألمانية والأوروبية ؟ أعتقد انه لايمكن ذلك مُطلقاً .. فهؤلاء .. ساهموا بِقوة في صناعة تأريخ بلدانهم والعالَم .. بِغض النظر ، إن كُنتَ تؤيدهم أو تعارضهم .. وبغض النظر أيضاً .. عن كونهم إنسانيين مُحبين للخير والعدالة ، أو ظالمين قُساة . كما انه ، سيكون الكلام عن باريس ، ناقصاً ومُبتسراً ، دون ذكر روبسبير ودانتون ونابوليون .. وعن سان بطرسبيرغ وموسكو ، من غير لينين وستالين .. فكما المُدن والأماكن تطبع الرجال ، أحياناً ، بطبائعها .. فأن الرجال أيضاً .. يتركون بصماتهم على المكان .
ومن المعلوم ان الخليفة العباسي " أبو جعفر المنصور " ، كان صاحب فكرة بناء مدينة بغداد ، لتكون حاضرة الدولة العباسية . وتقول كُتب التأريخ ، انه الى جانب إهتمامه وولعهِ بالبناء والعُمران والعلوم والفتوح ، فلقد كانَ قاسياً ، ظالماً في كثيرٍ من المواقف ، غارقاً في الموبقات " شأنه في ذلك شأن معظم الخلفاء في التأريخ الإسلامي ! " . لكنه على أية حال .. يُعتَبر باني مدينة بغداد في موقعها الحالي .
كّلفتْ الحكومة في منتصف السبعينيات من القرن الماضي ، أحد أبرز رواد الحركة الفنية ، الفنان العراقي الشهير " خالد الرحال " بعمل نُصب لأبو جعفر المنصور .. وبالفعل أكمل النُصب في أواخر السبعينيات ، ووضع في الساحة الرئيسية في منطقة المنصور في بغداد ، وعُدَ من المَعالم المهمة في العاصمة منذ ذلك الوقت . وهو اي التمثال ، عبارة عن رأس مصنوع من مادة البرونز ، منصوب فوق قاعدة يبلغ إرتفاعها خمسة امتار ، بُنيتْ وفق الطراز المعماري البغدادي .
بعد الإحتلال الامريكي ، والفوضى العارمة التي أعقبته .. تعَرض تمثال ابو جعفر المنصور ، مثل الكثير من النُصب الاخرى في بغداد والمحافظات ، الى التخريب . بل انه تَمَ تفجير نُصب المنصور ، ولم يسلم منه إلا الرأس .. وقامتْ أمانة بغداد بعملية ترميم وتجديد شاملة ، للنُصب .. وتم إفتتاحه ثانية في حزيران 2008 . لكن الغريب انه في فجر يوم أمس الخميس 13/12 /2012 ، شوهدتْ آليات متنوعة وسيارة كبيرة ، عند النُصب .. وقامتْ برفعهِ ونقله الى مكانٍ مجهول .. وإمتنعتْ محافظة بغداد وأمانة بغداد ، عن التحدث في الموضوع او الإجابة على أسئلة الصحفيين ! .
..............................................
التراجيكوميديا .. تتمثل في ان " بغداد " ستكون [ عاصمة الثقافة العربية في 2013 ] ! .. بغداد التي حّولت تمثال " الرصافي " الكبير ، الى مزبلة حقيقية ، بِحجة انه كان علمانياً وملحداً .. بغداد التي فّجرتْ تمثال المنصور ، ثم اليوم خطفَتهُ الى مكانٍ مجهول ، بذريعة انه قتل الكثير من أهل البيت .. بغداد التي ستنسف تمثال ابو نواس وشهرزاد وشهريار ، بسبب انهم شاربوا خمرٍ وأهل فُسقٍ وفجور .. بغداد التي أغلقتْ المسارح ودور السينما والملاهي .. بغداد الرسمية ، بعمائمها المنافقة ، التي تُحارب شارع المُتنبي وتعتبره مصدر كُل الشرور ..
إذا كانتْ بغداد الحالية ، هي ( عاصمة ) الثقافة العربية .. فيالبؤس هذه الثقافة !



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحَرب التي لا نُريدها
- مُجّرَد دعايات مُغرِضة
- البلد الأول في النمو الإقتصادي
- أكيد .. معمولٌ لنا [ عَمَل ]
- وضع المسؤولين .. على - الصامتْ -
- بغداد الطاردة .. وبغداد الجاذبة
- الوجه الآخر من صراع بغداد وأربيل
- لهذا .. لسنا مُتفائلين
- العودة الى البيت حافياً
- - تسويق - حربٍ قومية في العراق
- لماذا يُقتَل طبيبُ أسنان ؟!
- الحاجَة .. وبيع الأعضاء البشرية
- الأسدُ والحِمار
- مؤتمر الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق -4-
- مؤتمر الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق -3-
- مؤتمر الدفاع عن الاديان والمذاهب في العراق -2-
- مؤتمر الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق -1-
- أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق
- يا دجلة - الخير - أم دجلة - الشَر - ؟
- مخاضات سياسية -3- .. الإسلام السياسي الكردستاني


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - إختِطاف أبو جعفر المنصور