أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - هدى بن عامر !!! ماضٍ يتبرأ الحاضر منه ، ويبصق المستقبل عليه !















المزيد.....

هدى بن عامر !!! ماضٍ يتبرأ الحاضر منه ، ويبصق المستقبل عليه !


خليل الفخري

الحوار المتمدن-العدد: 3940 - 2012 / 12 / 13 - 01:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




هدى بن عامر !!!
ماضٍ يتبرأ الحاضر منه ، ويبصق المستقبل عليه !
مُخطئ مَن يعتقد أن التغيير الذي جاء نتيجة لثورة 17 فبراير في ليبيا ، قد حقق اهدافه ! ابداً . فهو تغيير ما يزال كالطفل يحبو بانتظار اللحظة التي تتصلب فيها مفاصله ، ويقوى عوده ، ويشتدّ ، فينهض بعدها على قدميه قائماً ، فوق تراب ليبيا الذي روته دماء شهدائها الثوار ، وتوزعت مبعثرةً فوقه اشلاء وجثث وقود الثورة وضحاياها .
كان التغيير يبدو حلماَ ، لكنه لم يكن عصيّاً على الفهم والحضور والمطاوعة . فانبلج فجر ليبيا الازرق حارقا ملتهباً ، ونهض الشعب ينفض غبار المعركة عنه وترابها العالق ، نهض كقامات النخيل يضمد جرحه ، ويواصل المسير ويتواصل ، برغم أنه لا يخلو من مفاجئات ومفارقات يحفّ بها الموت غيلةً وغدراً وتحت عباءة الليل البهيم تُنصب الشراك والفخاخ للأيقاع بضحايا جدد أبرياء .
لم تعد الدرب سالكةً كما يظن البعض ، وهذا أمرٌ جدُّ طبيعي ، فللتغيير الثوري ثمنه الباهض جدا . وما يحدث اليوم من تهديد للأمن الداخلي ، انما هو النزع الأخير لعصابات القذافي ، واستعراض للقوة ، ومحاولات للعودة بدولاب الأحداث الى ما قبل 17 فبراير .
صحيح أن القذافي قد غاب عن المشهد السياسي الى غير رجعة ، لكن أنصاره وبقايا نظامه ما زالوا على الساحة ، يمارسون في الخفاء انشطتهم . انهم طابور خامس حقيقيٌ ، تابعٌ الى اجهزة القمع . نوع من الفرقة الاجنبية هدفها اهراق دم وكرامة الانسان الليبي من دون الأتعاظ بدروس وعبر التاريخ القريب أو البعيد . يؤدي دوره في الخفاء وفي العلن ، من اجل تقزيم ليبيا ، وتحجيمها ، والعودة بها مكبلةً الى قاع التخلف والدكتاتورية صاغرةً .
يتذكر الليبيون شبابهم والشيوخ ، بكثير من المرارة والحزن والألم ، حدثاً ، بكت له أحجار ليبيا ، وبيوت فقرائها ، وحاراتها الخاوية ، ورمال صحرائها ، واهتزت له السموات والارض ، يتذكر تلك المرأة المهووسة بحب القتل ، كما تظهر صورها على التلفاز ، وهي تتعلق بأجساد اولئك الضحايا الذين رفضوا بأباء بيع ضمائرهم رخيصة لطاغية مريض ، فاشتروا الموت على الذلّ فعلّقت اجسادهم في ساحات بنغازي ، وتهزها بما في جسدها من قوة وقدرةٍ مدفوعة الثمن ، لتتأكد من مفارقتها الحياة .
ولم تكتف بالموقف العار هذا ، بل انهالت بكفّها لطماً على وجه أحد الضحايا , الصادق حامد الشويهدي وهو مهندس طيران خريج الولايات المتحدة الامريكية وقد اعدم في الثاني من رمضان 1984 وهو صائم .
نحن ازاء نموذج فردٍ !!! لأمرأة من العصور الوسطى حيث كان القتل شريعة ولغة العصر ، امرأة تفتحت في جسدها شهية القتل والغدر ، يسرى الانتقام من الابرياء اعداء النظام في روحها مجرى الدم .
صنعت على مقاساتها أنماطاً من ضعيفات النفوس والشخصية ، فقدمت المغريات لهن ، ونلن الحظوة لديها والجاه والموقع ، وهن لا يدركن خطورة ما يُملى عليهن ، صنعتْ نماذج من النساء تدين بالولاء الأعمى (( لقائد ثورتها )) نماذج تُنفذ ما يراد منها من دون نقاش ولا تردد.
كانت مدرسة الوحدة العربية في بودابست ،هي الحقل التجريبي (( للمعلم الثوري )) هدى بن عامر ، والمكان الذي فيه تنتقي بسهولة ويسر نماذجها وتصنعها وفق المقاسات التي تريد ، فكانت تختار من المعلمات - بما تملك من فراسة - ما يناسبها ، ومن ترى استعدادا لديها - وكان وقتها مسموحاً لزوجات طلبة البعثات الدراسية العمل في المدرسة - مستخدمة لغة الوعيد والتهديد والترحيل الى ليبيا ان لم ينصعْنَ لمشيئتها ، لمساعدتها في الأنشطة الثورية والاحتفالات بعيد الفاتح المقبور . وكانت السيدة نجاة ابراهيم الهوني من بين تلك المحظيات بحب (( المعلم الثوري)) ، بل انها كانت الرقم المميز بيهنّ ، صاحبة القدح المعلىّ. تنقطع عن المدرسة متى ارادت ، وتعود للدوام فيها متى شاءت ، فهي في حلٍّ من السؤال والمساءلة . أوقعتْ هذه السلوكية مدير المدرسة الدكتور محمد مبارك في اشكالية لا يحسد عليها أمام الأخريات من زميلاتها . وبسبب من نقص في شجاعته وجرأته والخوف على مركزه الوظيفي وعلاقتها ب هدى بن عامر المميزه لم يجرأ على محاسبتها وسؤالها عن الانقطاع ، مما شجّع وبدافع الغيرة بقية المعلمات على الغياب والانقطاع المتعمد عن المدرسة بسبب كيله بمكيالين . وحين اغلظ معهن في القول مرّة أجبنه !! ولماذا لم تحاسب السيدة نجاة ابراهيم الهوني ، اذن ؟.ذكرتني سلوكية السيد المدير مرّة . بمدرس علوم الحياة محمد جواد وهو عراقي . حين اتصل به طالبا اجازة مرضيه بسبب حالته الصحية ، فردّ المدير عليه قائلا : تحضرْ الى المدرسة ولو على نقّالة !!!.
نعم ! ومثلما اصطنعت هدى بن عامر لنفسها طقوساً لعبادة الفرد ، وللتسبيح بحمدها ، حلقة من معلمات تفتقر الواحدة منهن الى الشخصية المميزة ، والقدرة على الأداء , بطانة من المتخلفات ، يرددن دون وعي ما تلوكه من كلام ، ويتمسحن كالخراف بأذيالها وهي تختال كالطاووس بينهن .
فئة من الرقيق والجواري عبيدا لها ، وأحطُّ انواع العبيد . كما كانت تخضعهن للتجربة . ففي عيد ميلادها كانت تقام في المدرسة اعراس ، وتتوقف الدراسة ذلك اليوم وتُعدّ اصناف الأطعمة والمشروبات والحلوى وكعكة عيد ميلاد هدى بن عامر ، يتخلل الاحتفال الغناء والرقص وقصائد الشعر . كان عيد ميلاد بن عامر عرساً اذا ما قورن بالاعراس , تدفع المعلمات نفقاته من ميزانيتهن الخاصة . وما أشبه الليلة بالبارحة فالتاريخ يعيد نفسه مرّة اخرى , حين احتفلت يوم الاثنين 26 نوفمبر 2012 الماضي ، معلمات مدرسة الوحدة العربية بما يشبه العرس . حُضّرت فيه الاكلات الشرقية التي جُهزّت في البيوت ، وانواع مختلفة من الحلوى والفواكه والعصائر ، كما حضرت كعكة الميلاد التي دفعت أثمانها المعلماتُ من ميزانيتهن الخاصة ، انه عيد ميلاد السيدة نجاة ابراهيم الهوني مديرة مدرسة الوحدة العربية في بودابست .
وهكذا تحولت المدرسة الى نادٍ تقام فيه الاحتفالات نفاقا ورياءً وتزلفاً . لا أدري ! لأجل اي غرضٍ أُقيمت المدرسة ؟ ومن أجل أية وسيلة وسبب ؟ هل أقيمت المدرسة لتأدية طقوس ثار شعب ليبيا من اجل وأدها وقدّم الضحايا قرابين من اجل الأنسلاخ من ربقة العتق !!!
ولماذا لم يحدث مثل هذا الأحتفال للسيدة نجاة ابراهيم الهوني في العام الفائت عندما كان السيد منصور بوكائش مديرا للمدرسة ؟ أليس هذا هو النفاق بعينه ؟ والتزلف والكذب والرياء ؟.
يبدو ان عادة تحصيل النقود من الطلاب اصبحت ظاهرة ومنهجا متبعاً في ادارة السيدة نجاة ابراهيم الهوني , فقد جمعت من كل طالب وطالبة ما يعادل عشرة دولارات لشراء قرطاسية للمدرسة ! ولا أدري ! ما هو دور سفارة ليبيا في تأمين احتياجات المدرسة من القرطاسية ! وكذلك الملحقية الثقافية ! وهل الدولة الليبية عاجزة بالفعل عن تأمين الحدّ الادنى من مستلزمات العملية التربوية ؟ ثم الا يكفي الدولة الليبية ما تدفعه العائلات رسوماً للمدرسة سنويا هي أعلى بكثير من معدلاتها في الجامعات المجرية !!! ناهيك عن المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية , فهي مجانا , تدفع العائلة رسوماً دراسية الى المدرسة الليبية 2000 دولارا سنويا للمرحلة الثانوية و1600 دولارا للمرحلتين المتوسطة والابتدائية . لا ادري ! بماذا ستجيب وزارة التربية الليبية والخارجية كذلك حين تسمع ان طلبة غرباء عن المدرسة ، غير عاملين فيها يدخلون يوميا الى الصفين الثاني والثالث الابتدائي وتدريسهم وتعليمهم ، في وقت تستريح فيه معلمة الصف الثالث خاصة وهي من صديقات السيدة المديرة نجاة ابراهيم الهوني والمقربات منها .
ان احدى الطالبتين الغريبتين التي تؤدي دور المعلمة هي الآنسة ياسمين ابنة السيدة نجاة ابراهيم الهوني والاخرى شهرزاد نائل ياسين صديقتها وكانت طالبة في المدرسة وتخرجت منها .تذكرنا هذه السلوكية بعهد القذافي وعائلته ورموز نظامه وعلى سبيل ذكر معلمة الصف الثالث السيدة هاشمية يونس قاسم ، فقد سافرت في العام الفائت وفي الاسبوع الاول من شهر مارس الى العراق في وقت كنّا نؤدي فيه الامتحانات ، بأجازة من السيدة نجاة ابراهيم الهوني وبراتب مدفوع ولم تعد الى المجر الاّ نهاية دوام المدرسة . تلك نماذج من ثورية السيدة نجاة ابراهيم الهوني وايمانها وانسجامها مع مبادئ وروح ثورة 17فبراير .
انتظرونا في العدد القادم !
بودابست - خليل الفخري



#خليل_الفخري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانفجار السكاني -2 -
- هدى بن عامر مرّة اخرى في مدرسة الوحدة العربية في بودابست !!!
- الأنفجار السكاني و نقص الغذاء (1) !!!
- عالم غابريل غارسيا ماركيز ومناخاته
- الثابت و المتغيّر
- مظفر النواب ، نجم على عاتق الليل يضيئ !!!!!
- انك لا تجني من الشوك العنب !!!
- دور الضيافة الحكومية, وفنادق الدرجة الأولى
- من اين نبدأ !!! واي اصلاح يريد شعبنا ؟
- في اغتيال ثورة 14 تموز دروس ،فاتّعظوا ايها الحكام !!!
- تجريف بساتين النخيل في كربلاء: اغتيال للبيئة والأنسان ..!!!
- بلا عنوان ... !!!
- سقوط الأحزاب الدينية سبب الأزمات رهن بيد الناخب ليس غير !!
- ثورة 14 تموز ألق في عيون الشعب وعمى بعيون الحكام
- وهب الأمير بما لا يملك !!!!!
- عبد الكريم قاسم , حرر العراق فأطلقنا الرصاص على صدره .
- وزيرة المرأة: رجل في ثياب امرأة!!!
- أيّةُ ثقافة نريد ؟؟؟
- كفى نقيقاً ايها الضفادع !!!
- تراجيدية جسر الناصرية الخشبي


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - هدى بن عامر !!! ماضٍ يتبرأ الحاضر منه ، ويبصق المستقبل عليه !