أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد عرنسه - مصر ما بين الاصابة بسرطان العروبة وسرطان الاسلام السياسى














المزيد.....

مصر ما بين الاصابة بسرطان العروبة وسرطان الاسلام السياسى


أحمد عرنسه

الحوار المتمدن-العدد: 3939 - 2012 / 12 / 12 - 23:52
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


ليس غريب على احد بان هدف الامبريالية العالمية بقيادة العام سام هى فى الاصل المصالح الخاصة , فالولايات المتحدة الامريكية تعرف نفسها بانها دولة ليست لها اعداء بل لها مصالح ومصالحها فى مصر معروفة بانها شيئين اولهما : الحفاظ على السياسات الراسمالية العالمية وتحويل العالم الى شركة كبيرة تتراس امريكا مجلس ادارتها والتحكم فيها , وثانيهما : هو الحفاظ على الامن القومى لدولة اسرائيل التى كان الهدف من وجودها فى الاساس هو زرع دولة قوية ودعمها بالمال والسلاح لتتفوق على جيرانها وتكون بمثابة بديل للاستعمار بعد حركات التحرر الوطنى فى المنطقة وجلاء الاستعمار .
عانت مصر كثيرا من الغزو الاضطهاد والاستبداد بل تكاد تكون هى اكثر الدول فى تاريخ العالم تعرضا للظلم وقد عمل كل هؤلاء الضغاة على محو الهوية المصرية ومحو ملامح الشخصية المصرية خاصة وان مصر كانت تملك اول بل واعظم حضارة فى تاريخ البشرية وعلمت الدنيا كلها كيف تكون الحضارة وكيف تكون الانسانية .
بعيدا عن التاريخ القديم دعنا نتطرق الى التاريخ الحديث قليلا , فبعد ضعف الخلافة العثمانية وكسر شوكة الدولة العثمانية واصبحت مجرد مراسم شكلية فقط على المستوى الرسمى وبعد ان قام القائد الملهم / كمال اتاتورك صاحب النزعة القومية العلمانية الشديدة بتخليص تركيا وباقى الدول التابعة للدولة العثمانية من سنوات من الرجعية والظلم والاضطهاد من غير تقديم اى شيىء مفيد للبشرية فى نفس الوقت الذى قامت فيه النهضة الاوربية بانارة اوربا والعالم كله , عملت حينها الامبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس ( بريطانيا ) بايجاد ما يسمى بالعالم العربى وبالفعل بدأت الدعوات لاقامة جامعة الدول العربية والعمل على اقامة وحدة عربية والدعوة الى القومية العربية .
في عام 1931 وفي أعقاب زيارة إلى مصر للقومي العربي السوري ساطع الحصري لاحظ أن: «المصريون لا يملكون أي عاطفة أو ميول تجاه القومية العربية, ولم يقبل أن تكون مصر جزءاً من الأراضي العربية, ولن يعترف بأن الشعب المصري جزءاً من الأمة العربية» , وكان ذلك بسبب انه فى ذلك الوقت كانت قد نشطت فى مصر دعوات القومية المصرية على يد استاذ الجيل / احمد لطفى السيد والتى نادت بان مصر مصرية وليست شيىء اخر وبان مصر للمصريين وتحرير مصر ليس فقط من الاستعمار ولكن ايضا تحرير الشخصية المصرية من كل المدخلات الوافدة عليها , لكن لم تلبث مصر ان تنتكس سريعا بعد الانقلاب العسكرى الذى قاده ضباط يوليو 1952 ومن هنا بدأ دخول مصر فى نفق مظلم من خلال الدعوة الى القومية العربية والاشتراكية المزعومة التى انفرد بها عبد الناصر ؟!
لما تترك الولايات المتحدة التى كانت بادئة فى الصعود لزعامة العالم ترك هذه الفرصة التى استاعطت من خلالها تصدير هذه الفكرة الى باقى الدول التى اطلقوا عليها الدول العربية وذلك من خلال دعم الانقلابات العسكرية فى كل هذه الدول , خسرت مصر كثيرا من خلال استيلاب الهوية المصرية لصالح الهويات الاخرى حتى الانجازات المزعومة التى تمت فى هذه المرحلة كانت فى حد ذاتها كارثية وجلبت لمصر شرا اكثر منه خيرا كما يزعمون , الطريف فى هذا الموضوع بان الدول التى هى عربية حقا ( دول الجزيرة العربية ) هى التى حاربت هذا المشروع وعلى راسهم دولة السعودية التى حاربت ضد مصر فى حرب اليمن دعما للنظام الملكى اليمنى حين ذاك , وهى التى ايضا دعمت الانقلاب على الوحدة بين مصر وسوريا ورحبت به وقتها , وهى التى دعمت الجيش المسيحى فى لبنان ( الذى كان يحارب لصالح اسرائيل ) ضد حركة امل الشيعية , ومع كل هذه تجد أناسا دولهم تنتمى الى حضارات عريقة مثل مصر والعراق وسوريا تجاهد فى سبيل الدعوة الى العروبة وتحقيق حلم الوحدة العربية كل هذا على حساب هوية بلادهم واذابة الكل فى واحد والجرى وراء شعارات حنجورية عرجاء لا تتقدم خطوة واحدة الى الامام .
وبعد مرور أكثر من ستين عام عاشت فيهم هذه الدول فى ظل حكم عسكرى استبدادى بوليسى مدعوم من الغرب مستخدمين فى ذلك فزاعة الاسلاميين واضعين خيار اما نحن او هم , لكن قامت الشعوب وانتفضت على كل هذا الهراء باحثة عن استقلال حقيقى ودعما للحريات واقامة نظام ديمقراطى والنهوض ببلادهم الى الامام ومسايرة التقدم العلمى تماشيا مع العالم المتحضر , لكن سرعان ما خاب املهم سريعا بظهور سرطان جديد فيما يسمى ( الاسلام السياسى ) وركوبه للمشهد الثورى وتصدرهم المشهد مستغلين فى ذلك قدرتهم الهائلة للتنظيم والحشد والاموال الطائلة التى تأتيهم من الداخل والخارج , لم يضيع الغرب هذه الفرصة ايضا وقاموا بوضع ايديهم سريعا فى ايد القوى الظلامية التى كانت تتظاهر بالعداء لها بالأمس وصارت حليفة لها اليوم , بعد الاطمئنان على توجهاتهم الراسمالية التى تفوق تطرفا من امريكا نفسها وايضا الاطمئنان على مصير دولة اسرائيل بتعهدهم لاحترام معاهدة السلام والحفاظ على امن اسرائيل متناسين شعارهم ( على القدس رايحين شهداء بالملايين ) .
ولا تقل لى بان القوى الغربية متخوفة من اقامة نظام ثيروقراطى ودولة دينية وعدم التزام تلك القوى الاسلامية بمسار التحول الديمقراطى , حتى نكون صرحاء هذه الدول لا يهمها الا اقامة الديمقراطية فى بلادهم ولشعوبهم فقط وما يعنيها حقا هو المصالح الشخصية لبلادهم , وحتى وان قامت دولة دينية فهم اصبحوا على خبرة ودراية بالتعامل مع تلك النماذج حتى لو كانت متطرفة وتتبنى العنف , وهى المسفيدة فى حالة وجود احتقان طائفى ويا حبذا لو تم تقسيم تلك الدول الى دويلات صغيرة ولنا فى السودان عبرة والعراق ذاهبة الى ذاك .
التحدى الاكبر لمصر الان ولشعبها العظيم ومناضليها هو التخلص سريعا من هذا السرطان المسمى بالاسلام السياسى قبل ان يتمكن من جسد الامة وحينها سيعمل على الانتشار فى كل انجاء الجسم ويتمكن منه وفى النهاية تكون الوفاة , عاشت مصر مصرية ولن تكون الا للمصريين .



#أحمد_عرنسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد عرنسه - مصر ما بين الاصابة بسرطان العروبة وسرطان الاسلام السياسى