أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سيدة عشتار بن علي - الاتحاد العام التّونسي للشّغل: نحو تصحيح المسار الدّيمقراطي














المزيد.....

الاتحاد العام التّونسي للشّغل: نحو تصحيح المسار الدّيمقراطي


سيدة عشتار بن علي

الحوار المتمدن-العدد: 3939 - 2012 / 12 / 12 - 15:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الاتحاد العام التونسي للشغل هو منظمة نقابية تونسية تأسست في 20 جانفي/كانون الثاني 1946بعد معاناة وصراع طويل في مواجهة الاستعمار الفرنسي ,ولا يخفى على أحد نضال هذه المؤسسة العريقة على المستوى الاجتماعي الى جانب الدور الوطني البارز الذي قامت به خلال الفترة الاستعمارية من خلال الإضرابات ومواقف قادته من مختلف القضايا الوطنية المطروحة ومن خلال تنسيقه مع الحزب الحر الدستوري الجديد التونسي الجديد أكبر الأحزاب الوطنية. ,وقد تولى زعيمه فرحات حشاد خلال فترة المقاومة العنيفة قيادة الحركة الوطنية، وهو ما كلفه الاستشهاد حيث اغتالته عصابة اليد الحمراء الاستعمارية يوم 5 ديسمبر/كانون الأول 1952,.ومما لا يخفى على احد ان الاتحاد العام التونسي للشغل لعب دورا هاما في رسم ملامح المجتمع التونسي ....ملامحنا التي نعتز بها وان كره الكارهون ..حيث تمكن النقابيون من تمرير برنامجهم الاجتماعي إلى الحزب الذي سيتولى مقاليد الحكم بمجرد حصول البلاد على استقلالها في 20 مارس/آذار 1956., وفي أول حكومة بعد الاستقلال تولى عدد من أعضاء المكتب التنفيذي حقائب وزارية هامة ومن بينهم السادة مصطفى الفيلالي وعبد الله فرحات فضلا عن الأمين الشابي ومحمود المسعدي; ومعنى هذا ان الحركة النقابية لم تكن ابدا بمعزل عن العمل السياسي كما يريدون لها ان تكون بل ان هذه المنظمة العريقة كثيرا ما وقفت شوكة في حلق السلط ;وكانت دوما في علاقة شذ وجذب معها وكانت طوال مسيرتها النضالية المؤسسة المساندة لكل مضطهد سياسي مهما كان انتماءه السياسي, فقد احتضنت المضطهدين اليساريين واليمينيين على حد سواء فلماذا التنكر لها ?!الم تحتضن هذه المؤسسة يوماما زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي في الثمانينات ?!لماذا كل هذا النكران والسعي الى الحط من شان هذه المؤسسة العريقة والعمل على قمعها باساليب همجية لم يسبق لشعب تونس والمنظمة الشغيلة ان عرفت مثيلا لها ?تكفير النقابيين والدعوة الى تصفيتهم وتكديس القمامة امام مقر الاتحاد الى ان وصل الامر الى درجة مهاجمة مقرها الرئيسي في العاصمة تونس في الرابع من الشهر الحالي من قبل مئات من المحسوبين على "الرابطة الوطنية لحماية الثورة" وهي جمعية غير حكومية بان بالكاشف انها "ميليشيات" تابعة لحركة النهضة عبرت من خلال هجومها على مقر الاتحاد بوضوح عن نيتها في الاستئثار بالسلطة بمحاولة التخلص من كل من يمكن ان يقف في طريقها و ويعمل على تصحيح المسار الديمقراطي الذي هو مطلب لكل افراد الشعب التونسي
الاضراب العام الذي دعا اليه الاتحاد العام التونسي لم يكن نزق سكارى كما ارادوا الترويج ولم يكن معاداة لحركة النهضة بصفة خاصة بدليل الاضرابات التي حصلت في عهد بورقيبة وعهد بن علي على حد سواء وكلنا نعرف ما تعرض له الكثير من النقابيون في نضالاتهم ضد نزق السلطات, وقد استوجب تردي الاوضاع في تونس اليوم تدخل الاتحاد العام التونسي للشغل للقيام بدوره الوطني وهو ليس بالامر الجديد فلماذا تنكرونه الان ?
ثم من قال ان الاضراب لم ينجح ?
الاضراب حقق نجاحه قبل حدوثه فالاضرابات العامة في العالم باسره هي ناجحة طالما حدثت وتجاوزت 50% من الالتزام بها واعتقد ان المساندة لقرار الاضراب وصلت الى هذه النسبة قبل موعد الاضراب والتفاوض مع الحكومة للوصول الى حل ليس هزيمة, بل هو سعي لتصحيح المسار الديمقراطي الذي بان بالكاشف ان الحكومة تسعى الى احباطه والاستحواذ اللاشرعي على السلطة, كما ان قرار الاضراب كشف عن معادلة العنف التي تعتمدها النهضة في إفساد الانتقال الديمقراطي الى جانب استخدامها للمساجد لأغراض حزبية واضطرارها لكشف مخزون نشاطها الحقيقي من خلال أئمة يدعون الى العنف والحرب الاهلية (مظاهرة صفاقس) ,وهو ما أفرغ خطابها العلني بانها حزب مدني سياسي من كل مصداقية ,هذا الى جانب ما كشفه هذا الاضراب الذي لم يتم عن تآكل حلف الترويكا من داخله بشكل غير مسبوق بعد أن انحاز التكتل للاتحاد العام التونسي للشغل ضد النهضة. وكان الرئيس المؤقت المرزوقي دعا في وقت لحكومة كفاءات مضيقة واعتبر أن الحكومة فاشلة

السؤال الذي من حق كل نقابي وكل تونسي ان يطرحه الان ...هل ثمّة حكومة يمكن التحاور معها لتحقيق امن واستقرار تونس والوصول الى وفاق وطني ونزع فتيل الاحتقان السياسي والاجتماعي ام ان الامر موكول لرئيس حزب واحد لا شريك له ?
لكل من يعتبر الغاء الاضراب الذي كان مقررا ليوم 13 ديسمبر 2012 هزيمة وكسر شوكة لمؤسستنا العريقة اقول :نحن لسنا بصدد متابعة مباراة بين النادي الافريقي والترجي فامامنا وطن يغرق ويسير نحو الهاوية ...الارهاب يتهددنا واذا استمر الوضع على ما هو عليه اليوم فعلى تونس تجوز الرحمة



#سيدة_عشتار_بن_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علّيسة
- من أين جئتم ?
- امرأة من نسل النّساء
- حديث في النّفاق والمنافقين
- ذكر الرّياح
- جوّع كلبك يتبعك
- رسالة الى أ عداء الوطن
- ليلة من جليد
- لا اريد الجنّة ,أريد وطني
- نامت الهمسات
- شهيّة القلب
- شذرات عشتار
- من جنون نيرون الى فلسفة ميكيافيلي
- حديث في الحداثة والتّحديث
- حديث في الاحباط الجماهيري بعد الثورات
- حديث في الذّكاء الوجداني
- هذيان
- حين يتحوّل الحبيب الى غريب
- الصّراع ودوره في التّحوّل الاجتماعي
- عادل امام بين براثن سياسة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سيدة عشتار بن علي - الاتحاد العام التّونسي للشّغل: نحو تصحيح المسار الدّيمقراطي