أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باسل سليم - عن الموقف الأردني مما يحدث في العراق















المزيد.....

عن الموقف الأردني مما يحدث في العراق


باسل سليم

الحوار المتمدن-العدد: 1139 - 2005 / 3 / 16 - 10:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تواردت الى الحوار المتمدن في الايام الماضية مجموعة من المقالات التي تتهم الاردن شعبا وحكومة بالوقوف الى جانب الارهاب في العراق والتحريض على قتل العراقيين ..بل أن البعض ذهبوا الى حد اتهام الحكومة الاردنية بالعمل على ارسال الارهابيين الى العراق والسماح لهم بارتكاب جرائمهم ، كما خلط الكتاب ايضا بين الافعال والنتائج وقاموا بالكثير من التعميمات التي لا تخدم لا العراق ولا الاردن
ولعل السبب الرئيس لهذه الحملة ما توارد في وسائل الاعلام من قيام عائلة البنا في السلط باقامة " عرس شهيد " لابنها المتهم بتفجير الحلة الذي ذهب ضحيته الكثير من أبناء الشعب العراقي ...
لم ينتظر الكتاب ما قد ينبني على الخبر من صحة بل ذهبوا الى تأكيده واتهام الاردنيين عموما وجملة بالحض على الارهاب ...
ونرى أن النقاط التالية قد توضح اللبس الذي وقع فيه بعض الكتاب :
اولا : ليس دفاعا عن الحكومة الاردنية ولكن لتصويب خلل مقصود يرتكبه الكثير من الكتاب في اتهام الحكومة الاردنية بالحض على الارهاب نقول أن الاردن حكومة وملكا دائما ما قدم الرفض لكل ما يجري من اعمال ارهابية تمس العراقيين ، والقول ان الاردن اطلق الزرقاوي قول عار من الصحة ، فلو كان الزرقاوي قد اتهم في الوقت اذي اخلي سبيله فيه بتهم حقيقية لكان يقبع في السجن الان ، الاردن لا يقوم بسجن احد على سبيل الاحتياط كما أن الاردن عمل دائما على تفكيك المجموعات الارهابية التي تنطلق من الاردن أو تتخذ من الاردن مكانا لها ، كما لا بد من القول أن الاردن لا يمنع الترخيصات بالعمل العلني لاية مجموعة تتبنى وسائل عنيفة في تحقيق اهدافها ، فجميع الاحزاب السياسية في الاردن احزاب علنية تمتثل لقانون احزاب معين ( وإن كان لنا الكثير من التحفظات عليه ) وهذا القانون يضمن وينص على أن هذه الاحزاب علنية سلمية، كما أن الاردن لم يكن في يوم من الايام بلدا يشجع مثل هذه الجماعات بالسر ، هل تغاضى عن نشاط بعض ما يعرف بالافغان العرب الذين توجهوا الى افغانستان ؟ ربما : مع أنه لم يسمح لأي من هؤالاء الافغان العرب بالعمل الجماعي في الاردن وحد من تحركاتهم وفكك صلاتهم في قضايا كثيرة وهي قضايا تم التعامل معها من خلال القضاء والجميع على اطلاع عليها ...
ثانيا : لا بد هنا من توضيح اللبس الذي وقع في التعامل مع ابن عائلة البنا المتهم في تفجير الحلة ، فما وصل الى الاعلام كان من فعل احد الصحفيين الذي قال أن العائلة اقامت عرسا لابنها الشهيد بعد ورود اخبار بانه هو القائم بتفجير الحلة ، ولا بد من الاستماع لقصة الاب الذي يقول بالحر ف الواحد أن المعلومات الواردة اليه من العراق أن ابنه مات في الموصل وانه اعتبره شهيدا "لأن من مات غريبا مات شهيدا " وهو يؤكد في الرسالة التي بعثها الى الجريدة التي نشرت الخبر أنه لا يؤيد ما حصل في الحلة حتى لو كان أبنه من قام به ويستنكر أي عمل يمس بالشعب العراقي ويقول بالحرف الواحد " لقد بكيت على من قتل من اخواننا في الحلة قبل أن ابكي ابني " كما اكد أن الفضائيات التي نقلت بعض كلامه نقلته مجزوءا وخارجا عن السياق وهو يتوعد بمقاضاة هذه الفضائيات التي اجتزأت كلامه ...وهنا قد يقول البعض أن الدولة ربما تدخلت في القصة وفرضت على الاب ارسال ما تم ارساله من قبله الى الصحافة ، ومع عدم استبعادنا لهذا الامر الا أنني اعتقد أن الاردنيين اذا ارادوا الاحتفال بموت ابنهم واعتباره شهيدا لاي سبب كان فانهم لن يخضعوا لا لضغط الحكومة ولا غيرها ففي مسائل الموت يتعامل شعبنا بحذر كبير ولا يهتم لأي كان ...
ثالثا : كما اتهم البعض ممن كتب عن الموضوع أن الاخوان المسلمين وسيطرتهم على السلط هي السبب في أن المدينة يكثر فيها المتشددين ، ونقول أن ذلك ابعد ما يكون عن الصحة ، فمع اختلافي جملة وتفصيلا مع حزب جبهة العمل الاسلامي المكون من اغلبية اخوانية الا ان ذلك لا يمنع الدفاع عنهم ، فحزب جبهة العمل الاسلامي حزب سياسي يختلف تماما عن المجموعات الارهابية وهو على تناقض جذري معها ، فهو يشارك في الحياة السياسية والبرلمانية الاردنية وهو حزب عرف عنه تاريخه الطويل من العلاقة مع النظام وهو لا يلجأ الى الوسائل العنيفة في تحقيق اهدافه وبالتالي فهو على تناقض تام مع جماعة الزرقاوي التي لا تشكل نواة لأي مجموعة في الاردن وهي خارجة عن الاجماع الوطني بالعموم ، ولم نسمع من احد أن الاسلاميين اعترض على حكم الاعدام بحق الزرقاوي ، فالزرقاوي مطلوب اردنيا لجرائم ارتكبها في الاردن وفي خارج الاردن.
رابعا : أثار ما حدث ردة فعل لدى بعض الاخوة العراقيين لا نحاسبهم عليها فهي من قبيل ردود الفعل الطبيعية ، لكن نوجه رسالة لكل العراقيين أن الاردنيين بمجموعهم شعبا وحكومة لا يتمنون للعراقيين إلا السلام بعيدا عن الاحتلال والارهاب ، أما اختلاف القراءة على أمور من قبل اعتبار الاحتلال احتلالا أم لا فهي أمور يختلف عليها العراقيين انفسهم ، كما أن الاختلاف على تسمية الارهاب ارهابا أو مقاومة اصبحت واضحة لدى الجميع ، فالكل يدين العمليات التي تجري بحق المدنيين سواء قام بها الاحتلال أو مجموعات محلية لا فرق فالنتيجة واحدة وهي أن العراقيين يدفعون الثمن بدمهم ..
خامسا : لا بد من توضيح نقطة في بالغ الاهمية وهي القدرة العجيبة لدى بعض الكتاب على عزو كل ما يجري في العراق الى محيط لا يريد للعراق السلام ، فالكل يعزي الامر الى سوريا أو ايران ، والان اصبح البعض يعزو الامر الى الاردن وهو من قبيل الخلل والتشويش ونقول في هذا الصدد ، أن مسؤلية حماية رعايا أي دولة تقع على تلك الدولة ولا حجة لتلك الدولة بأن تتهم دولا أخرى بأنها السبب في الفوضى الحاصلة عندها ، لا معنى لكل الاتهامات للدول المجاورة فالفوضى التي حصلت يتحمل مسؤليتها الاحتلال مباشرة فالاحتلال هو المسؤول المباشر عن أمن البلد الذي يحتله بموجب كل الاتفاقات الدولية ، وبما أن الحكومة العراقية رضيت بهذا الاحتلال فهي التي تتحمل المسؤولية عن توفير الامن لمواطنيها ، ويصبح القاء اللوم على الاخرين من قبيل العجز فقط وهو أن دل على شي فانما يدل على الفوضى التي سببتها الحرب ، من المتوقع أن أية حرب تخلق الكثير من الفوضى وان المصالح هي التي تحرك الكثيرين في اطار الحرب ، بالتالي يجب قراءة الامور من هذا الجانب ، أنت لا تقوم بخلع احدهم من مكانه ولا تتوقع منه ردة فعل وعلى كتابنا الافاضل أن يفكروا في حجم الاثر الذي سبه الاحتلال وفي خططه التي يقوم بتطبيقها على الواقع التي أثارت أول ما أثارت العراقيين أنفسهم ، فممارسات الاحتلال هي السبب الرئيسي لما يحصل في العراق الان ، لم يكن الامريكييين سوى محتلين واعتبارهم حلفاء لن يغير من واقع الامور شيئا فسيبقى الاميركيين في نظر الكثير من العراقيين وغير العراقيين احتلال لو بقينا نقول عنهم حلفاء لمئة عام ...
خامسا : من العبث اتهام شعب ما مثل الشعب الاردني أنه السبب أو اتهام السوريين او السعوديين ، بل أن البعض من الكتاب اصبح يتحدث عن العرب بكلمة العربان وكأن العراقيين نزلوا من المريخ أو كأن هؤلاء الكتاب تخلى عن عروبته بمجرد أن حصل على جنسية اجنبية أو اقنع نفسه بأنه لم يعد عربي ، العرب مثلهم مثل شعوب الارض ، لهم طموحات وافكار ومصالح يتحركون بمقتضاها وآرائهم متباينة تباينا شديدا ، وأن يتم التركيز على افعال مجموعة من السعوديين لوصم كل السعوديين بالارهاب لا معنى له ولا يصب الا في مصلحة نزعة اقليمية متنامية ، بل أن بعض الكتاب اصبح مثلا يعتبر اسرائيل مثال الديمقارطية ويتهم العرب بانهم هم العدوانيين والذين يهربون من السلام متناسين تاريخ طويل من العدوان الاسرائيلي غير المبرر على العرب.
منطقتنا تمر بأسوأ مرحلة في تاريخنا والتناقضات جذرية بحيث أن من يتفقون على قضية ما يختلفون على اخرى اختلافا جذريا وذلك مما تفرضه طبيعة المرحلة التي تتطلب منا الحذر وهو حذر ادركه الاردنيون في ما قامت به صحيفة الغد من اتخاذ اجراءات قاسية بحق الصحفي الذي نشر خبر " عرس الشهيد " وما قام به القضاء الاردني من توقيف ذلك الصحفي ، والخبر يثير البلبلة والاستنكار منا جميعا ، كما أن الصحيفة اكدت أنها لا تؤيد أي عمل يمثل مساسا بالشعب العراقي واكدت الحكومة عن طريق رئيس الوزراء أن الملك والحكومة والشعب الاردنيين يقفون الى جانب العراقيين في جميع قضاياهم ...
كما نعتذر للشعب العراقي عن أية اساءة يقوم بها أي من الاردنيين فهي مسؤولية جماعية تتطلب اعتذارا جماعيا إن اقدم احد الاردنيين على جريمة بمثل تلك البشاعة : جريمة الحلة



#باسل_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسقاط الخرافة الاميركية
- تأميم النقابات وخصخصة الوطن
- الهروب من بيت الأسد
- عراق النار والدم
- حشيش هندي
- مقاربة بشرية حيوانية
- تأملات في كتاب الحريري
- الله أم اللاة ،الاضطهاد معكوسا : في الرد على وجيهة الحويدر
- عن الدين والدين السياسي
- لا تقتلونا باسم الحضارة : تعقيب على تعقيب
- الاستاذ حسقيل قوجمان نموذجا : تعقيب على موقف الشيوعيين من قر ...
- كيف تصبح كاتبا في خمسة أيام
- ليس بالكره وحده يحيا العراق - رسالة عتب إلى حوارنا المتمدن
- حوار سريع مع الموت
- أحزاب و عشائر
- عن الداخلية والنقابات
- ليس بالكره وحده يحيا الانسان
- تبت يدا أبي لهب وتب
- كيف يخرج الفلسطينيون من الرماد 2-2
- كيف يخرج الفلسطينيون من الرماد


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باسل سليم - عن الموقف الأردني مما يحدث في العراق