أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - من نتائج التفرقة...صور في الغربة














المزيد.....

من نتائج التفرقة...صور في الغربة


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3939 - 2012 / 12 / 12 - 08:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من نتائج التفرقة..صور في الغربة
كــيــف تــفــرقــنــا... صـــورة.
شاب سوري, تعرفت عليه من عشر سنوات, قدم إلى مدينة ليون بفرنسا للتخصص بترجمة اللغة الفرنسية إلى العربية, والعربية إلى الفرنسية. وبعد أربعة سنوات أنهى تخصصه وحصل على الشهادات الضرورية بامتياز. ثم بدأ العمل بالترجمة, دون التقيد بشركة ما أو برب عملFree-Lance بالإضافة إلى تدريس الأدب الفرنسي في بعض المدارس الخاصة والعامة...
حضنت هذا الشاب من أول أيام وصوله... نظرا لتهذيبه وتطور ثقافته وانخراطه في المجتمع الفرنسي وتأقلمه مع عادات وتقاليد البلد واهتماماته السياسية والعلمانية المختلفة.
ولكن هذا الشاب الذي تجاوز الخامسة والثلاثين, كان مؤجلا من خدمة العلم لأسباب التخصص والدراسة في الخارج... وكان يؤجل ويؤجل ويرسل الوثائق الدراسية الجامعية, كغالب الشباب السوريين الذين اعتادوا على الحياة بالغرب, وينفرون من الخدمة الإلزامية (الإجبارية) في سوريا لأسباب مفهومة غالبا.. ثم تمكن من الحصول على الجنسية الفرنسية... والتزاما منه مع كفيله السوري الضروري لما أراد مغادرة البلد...بدأ يرسل لهذا الكفيل شهريا حوالي عشر دخله, حتى يسدد له قسما مما قد يحجز له وفــاء لهذه الكفالة... علما أن هذا الكفيل كان قريبا عائليا له متقدما في السن, متقاعدا من وظيفة حكومية...توفي بعد سنتين من بدء التسديد والمطالبة بوفاء ديون الكفالة... مما أدى إلى انطفاء الدين.. مبدأيا..... ولما قام هذا الشاب بزيارة البلد نظرا لمرض والدته, ظانا أن الأمور والديون والكفالة قد نسيت... وألا مشاكل إدارية تتعقبه... نسي أنــه يزور ســوريــا... وأن الديون والمشاكل لا تنسى, مهما تقدمت في السن... بدأت الخربطات والضائقات والملاحقات والمطالبات والتنويهات وعروض الوساطات المعقولة وغير المعقولة تلاحق صديقي السوري ـ الفرنسي. ودخل في عالم كـافــكا... عالم معتم, وخاصة إذا تعودت على العيش في عالم نظامي قانوني ثابت واضح... لا يعرف ما معنى كلمة برطيل أو بخشيش, أو مشكلتك عويصة فكها يكلف ملايين... علما أن هذا الرجل لا يملك أية مدخرات, بعد كل هذه السنين التي عاشها في فرنسا... لأنه لا يملك سوى عمله, وتكاليف دراسته ومصاريف إقامته, استنفذت في السنين الأولى غالب محصول عمله.
وحتى يتخلص من عالم كــافــكا أثناء وجوده في سوريا, وتأخره وتجاوزه مدة إجازته الفرنسية, مما قد يعرضه للتسريح من عمله في فرنسا... خضع لمناورات ومحاولات واستدانة مبالغ مختلفة من أقرباء له في بلدة مولده...ثم غادر البلد عبر بلد مجاور, بطريقة مثل أفلام الهجرات المكسيكية... ثم عــاد إلى فرنسا... ولما روى لمديره كل ما حدث معه.. فتح له الباب من جديد وألـحـقـه بعمله... ولكنه فقد غالب زبائن الترجمة.....
لذلك لما اندلعت الأحداث السورية... كان هذا الرجل السوري ـ الفرنسي, أو الفرنسي ـ السوري في طليعة متظاهري المعارضة السورية في فرنسا.. ومن أنشط ممارسي المعارضة على الفيسبوك وتويتر وأبناء عمهم وخالتهم مما يسمى وسائل التواصل الاجتماعي... لذلك خفت زيـاراتـه لي وحتى اتصالاته الهاتفية, نظرا لخلافه مع موقفي الحيادي وكتاباتي التي لم تلتزم مع أي من الطرفين المتناحرين خلافا على السلطة... بالإضافة إلى رفضي الكامل لجميع اشكال المعارضة الإسلامية أو السلفية أو القاعدية التي تمادت وفجرت جميع الأساليب اللاإنسانية في حربها التي لا اسم لها ولا تقبل أي نعت على الأرض السورية...
ولما تمكنت من الاتصال مع صديقي القديم, بواسطة الأنترنيت أو الهاتف, كان يلومني على كتاباتي معتبرا إياي من أنصار النظام, متعجبا من انتقادي لهذه المعارضات الهيتروكليتية, بعد كل ما عانيته في شبابي واضطراري للهجرة الأبدية... رافضا التزامي مع الشعب السوري وعدم قبولي بأي شكل من الأشكال كل مظاهر العنف والتعصب والحرب الطائفية الهدامة وتمزيق الشعب السوري وتقسيمه وتفتيته وحرق جميع بنيات البلد الفوقية والتحتية........
أكتب هذه الكلمات من أسفي لتمزق جاليتنا السورية في فرنسا, والتي كانت دائما من أقوى وأروع الجاليات التي تعيش في هذا البلد... والتي تطورت سلبيا ـ مع ألف ألف أسف ومرارة ـ إلى مجموعات متفرقة تنظر لبعضها البعض, بسبب الأحداث والتسونامي السوري, كغرباء.. وأحيانا كــأعــداء!!!.....
أحس مزيدا من الألم, لأنني كنت أرغب أن نتحول إلى قوة مصالحة إيجابية.. بدلا من تحولنا إلى فرق وجماعات وأحزاب, كل منها ملتزم لغاية شخصية أو عائلية.. وغالبا وبكل صراحة جارحة شائكة مؤلمة.. طــائــفــيــة... كما فشلت محاولاتي العديدة لمحو هذه الصورة التي هيمنت على غالب التصورات والأزمات والحالات... سلبية..متطورة إلى أكثر سلبية.. اضـطـراديــا مع تزايد السلبيات على الأرض السورية الحزينة.
كم آمل أن تبدو بعض بوادر مصالحة سورية ـ سورية.. وأن يتوقف القتل والتقتيل وتزايد الجهل والجهالة, وازدياد مظاهر وتظاهرات وعنف التعصب الطائفي البغيض... وأن يعود النور إلى هذا البلد الذي وزع الحضارات على الدنيا, قبل وصول الديانات كلها... أن يعود الأمل... أن يعود الأمل.. وخاصة العقل وبعض الحكمة.................
من يدري؟؟؟... من يدري؟؟؟...
بــالانــتــظــار............
للقارئات والقراء الأحبة, كل مودتي ومحبتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ـ ليون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تفرقنا...صورة.
- مساهمتي باستفتاء الحوار المتمدن
- بضعة كلمات لمسيو فابيوس
- صورة سورية... وصور غريبة
- أيها السوريين استمعوا لهذا الإنسان (إعادة نشر وتصحيح)
- وأكتب عن سوريا...أيضا...
- رد إلى الحوار المتمدن
- أهذه ثورة في سوريا؟...أم حرب ضد سوريا؟؟؟...
- حلب أمارة إسلامية
- ذكريات وخواطر سورية
- كلمتي هذا المساء...
- ماذا عن سوريا اليوم؟؟؟!!!...
- كلام...كلام...كلام...
- هل تسمعون أجراس فلسطين؟؟؟...
- في الحوار.. مع الحوار (المتمدن)
- مات الملك...عاش الملك
- أشلاء سورية
- بورصة.......
- مسرحية ميشيل كيلو.. على قناة زينة اليازجي
- تعليق بسيط على مقال بدر الدين شنن


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - من نتائج التفرقة...صور في الغربة