أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسيب شحادة - كيف صار نوع من التوت البري الأحمر جرجيرا؟ ج. ٣














المزيد.....

كيف صار نوع من التوت البري الأحمر جرجيرا؟ ج. ٣


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 3939 - 2012 / 12 / 12 - 00:38
المحور: الادب والفن
    


كيف صار نوع من التوت البري الأحمر جرجيرا؟ ج. ٣

عصاها الفضية
تحت حجر الرحى
تحت مزالج المزلج
تحت الغربال
وتحت الحوض الخشبي
من شجرة إلى شجرة
ومن عشبة إلى عشبة
فرّقت أغمارَ القمح الظريفة
لأسبوع بحثت عن ابنها
عن طفلها ولدها
بحثت في الرُّبى وفي الغابة
ووسط جذوع الأرض البور
نظرت الخلنجَ
واخترقتِ الآكام
احتفرت حتى جذور العرعر
وباعدت بين الأغصان
مشت مفكّرة
مضت مسرعة
فالتقت بنجم
سجدتْ قدّامَ النجم:
يا نجمُ يا مخلوقَ الخالق
أتعرف ولدي؟
أين طفلي الصغير؟
تفّاحتي الذهبية؟
أجاب النجمُ:
حتى لو عرفتُ فلن أقرَّ
فهو خالقي أنا أيضا
لهذه الأيام الصعبة
لألتمع في البرودة
وأتلألأ في العتمة
مشت مفكرة
مضت مسرعة
التقت بالقمر
سجدت قدّامَ القمر:
يا قمرُ يا مخلوقَ الربّ
أتعرفُ ولدي؟
أتعرفُ أين صغيري؟
أين تفاحتي الذهبية؟
أجاب القمرُ:
حتى لو عرفتُ فلن أقرَّ
فهو خالقي أنا أيضاً
لأسهرَ وحدي في الأمسية
ولأرقدَ في النهار
مشت مفكرة
مضت بخفّة
فالتقت بالشمس
جثت أمامَ الشمس:
يا شمسُ يا مخلوقةَ الربّ
أتعرفين ولدي؟
أتعرفينَ أينَ طفلي؟
أين تفاحتي الذهبية؟
أجابتِ الشمسُ:
بلى أنا أعرفُ ولدَكِ
فهو خالقي أنا أيضا
لهذه الأيام الجيّدة
لأسطعَ كالذهب
وأتألّق كالفضّة
بلى أنا أعرف ولَدَكِ
آه منك ومن ابنك
هو ذاك هناك طفلُكِ
تفاحتك الذهبية
في المستنقع حتى خصره
في الوحل حتى إبطيْهِ
الفتاة الذلبلة ماريتّا
بحثت عنِ ابنها في المستنقع
وجدتِ الطفلَ في المستنقع
أتت به إلى البيت
وهكذا فإنّ لصاحبتنا ماريتّا
نشأ صبي وسيم
ولكن لا أحدَ يعرف اسمَه
أو بماذا سيُدعى
سمّته أمّه زهرة
نعتْه الغريبُ بالكسول
بحث عمّن سيُعمّده
فتّش عمّن سيسمّيه
وصل العجوزُ العرّاب
فيروكاناس ليعمّدَه
تكلّم العجوزُ فقال
بنفسه نطق الكلمة:
لن أكونَ عرّاباً لممسوس
لن أعمّدَ الطائش
فهو لم يختبر بعد
لم يختبر للحكم عليه
من سيختبر الصبيَّ؟
من سيختبرُه ومن سيحكمُ عليه؟
الأزلي الثابت فاينا
عندئذٍ راح يقضي
عندما انتشل الصبيَّ منَ المستنقع
منَ الأرض ابن ثمرة التوت
ليوضعَ الصبيَّ على الأرض
بحذاء ربوة ثمر الفريز
أو فلينقل إلى المستنقع
وليضرب رأسُه بالعصا
قال الصبيُّ وعمرُه نصفُ شهر
صرخ ابنُ الأسبوعين:
الويلُ لكَ أيها العجوزُ الهرِم
العجوز التعسُ المؤرق
لقد أسأت الحكم
وأخطأت في قضائك
فليس ثمّة علّة كبيرة
أو صنيع سيّء
لتنقلَني إلى المستنقع
ولتشجّ رأسي بالعصا
عندما كنتَ أنتَ بعدُ فتى
استعرت طفلاً من أمّك
فدية عن رأسك
جزية عن نفسك
وعندئذٍ لم ينقلك أحد
إلى المستنقع
عندما كنت بعد فتى
حينذاك جررت العذارى
إلى قاع البحر
فوقَ الوحل الأسود
عمّده العجوزُ بسرعة
عمّده مستعجلاً
سُمّي ملكاً لكاريالا
حارساً للقدرة كلّها
استشاطَ فاينا غضباً
غضب وأحسّ بالفضيحة
ثم راح يمشي بنفسه
على ساحل البحر
وهناك راح يغنّي
ينشدُ لآخر مرّة
غنّى فخلق قارباً من نحاس
زورقا نحاسيّاً
اقتعد مؤخرةَ المركب
وراح يمخُرُ عرض البحر
تكلّم عندَ رحيله
قال عنذ ذهابه:
لينصرمِ الوقتُ
ولتمرّ الأيامُ
فسيحتاجُ إليَّ مرّةً أخرى
سيبحثُ عنّي ويشتاقُ إليّ
للحصول على سامبو جديد
لصناعة قيثار حديث
ولأجلبَ قمراً جديدا
ولأركّزَ شمساً جديدة
عند اختفاء الشمس والقمر
وعند زوال الفرح كلِّه
الأزليّ فاينا إثر ذاك
وجّه سفينتَه
قاربه النحاسيّ
مركبُه النحاسيّ
وثمّة حيث تلتقي الأرض بالسماء
مكثَ هنالك في سفينته
لبثَ في مركبه
ترك القيثارَ وراءَه
المعزف الجميل لفنلندا
ترك الفرح الأليّ للناس
وللأطفال ترك كنزاً من الأغاني”.


جوابي على السؤال في العنوان: لستُ أدري!



#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف صار نوع من التوت البري الأحمر جرجيرا؟ ج. ٢
- كيف صار نوع من التوت البري الأحمر جرجيرا؟ ج. ١
- من القصص الشعبي السامري (5)
- عادة من عادات الفنلنديين
- من القصص الشعبي السامري (4)
- ثلاثة مؤتمرات وثلاث عِبر
- من القصص الشعبي السامري (3)
- من القصص الشعبي السامري (2)
- من القصص الشعبي السامري (1)
- لمحة عن بعض كتاب ألمانيا العرب
- الانتقاد سهل إلا أن تنفيذه صعب
- حول أصل أوكي .O.K
- من فوائد الخسّ
- أكياس البندورة
- مستشفى الأمراض العقلية
- حالة الطوارىء
- على هامش زيارة مسقط الرأس مؤخّرا
- شجرة المانچو
- أتستطيع الوصول إلى القمة؟
- لمحة عن القدّيس سمعان الخراز ونقل جبل المقطّم


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسيب شحادة - كيف صار نوع من التوت البري الأحمر جرجيرا؟ ج. ٣