أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عماد العتابي - - عصابات قطاع الطرق -.. الاسم الآخر لجهاز الدرك الملكي بتماسينت














المزيد.....

- عصابات قطاع الطرق -.. الاسم الآخر لجهاز الدرك الملكي بتماسينت


عماد العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 3939 - 2012 / 12 / 12 - 00:34
المحور: حقوق الانسان
    


" تماسينت" تلك البلدة الهادئة المتناثرة بين قمم جبال الريف الشامخة، قلعة صمدت في وجه القمع والبطش المخزني لعقود، أهلها بسطاء طيبون، يكدحون ويعملون في صمت. ما إن تطأ قدمك على مدخلها حتى تكتشف قدر التهميش والحصار الذي اعتراها، هذه القرية التي عجزت قوات الاستعمار عن إخضاعها واستشهد الآلاف من أبناءها دفاعا عن حرية وكرامة الريف وكل المغرب.
آخر شيء كان تنتظره ساكنة "تماسينت" هو تشييد مقر للدرك الملكي على ترابها واستقدامهم للعمل فوق مجالها الترابي، لا لحقدهم على هذا الجهاز القمعي لكن لمعرفتهم المسبقة بأفعال وممارسات أفراده المدربين لابتزاز المواطنين وتعطيل مصالحهم.
لم يكن توجس الساكنة من هذا الجهاز نابع من الفراغ، فما كانوا يخشونه أضحى اليوم حقيقة ثابتة يتعايشون معها بمرارة وقهر، فلسان حال مواطن يقول أن "تماسينت" بحاجة لمشاريع تنموية ومعامل وفرص للشغل لامتصاص البطالة التي تغرق شباب المنطقة في وحلها، وعلى الدولة أن تجد حلولا لمعضلة البطالة والفقر، لا أن تقوم بمقاربات أمنية لحماية ظهر النظام من أي حراك شعبي قد يعصف بما تبقى من أحلام الجالسين على الكراسي الوفيرة.
على مدخل تماسينت يصادفك وأنت تسوق سيارتك حاجر للدرك الملكي، حاجز متنقل لا يعرف الاستقرار في مكان ثابت مرة ينصب على مشارف القرية ومرة أخرى على بعد كيلومترات ومن الجهتين، من جهة الطريق الذي يؤدي إلى مدينة "امزورن" أو الآخر الذي يقودك إلى "آيت عبد الله"، يستوقفك عنصر من الدرك، ما أن توقف سيارتك حتى يمطرك صاحبنا بوابل من الأسئلة، "شنو سميتك"، "واش ساكن ولا غير دايز"، "فين ساكن"، "عيدك شي ولاد"، "شنو هاز معاك" ويختمها "نزل نزل نهدرو معاك"... "مادايرش الصمطة، إيوا، عند مخالفة.. تخلص هنا ولا نسحبو ليك البرمي"... حوار ينتهي بـ (50 درهم أو أكثر). هذا يحدث مع أصحاب السيارات الشخصية الذين يستعملونها للتنقل ولا يزاولون أي نشاط تجاري أو غيره، أما الذين يحصلون على قوت يومهم بالتجارة ونقل البضائع، فيتعرضون للـ"تكشاط" في واضحة النهار، فحتى القطاني يجب "تعشيرها". يقول تاجر أنه يمكنك أن تجول بسيارتك التجارية على طول خريطة المغرب دون أن تتعرض لهذه المضايقات الصبيانية، فهل "تماسينت" لا تنتمي لهذه الدولة يضيف المتسائل؟؟؟
ويستمر هذا السيناريو طول النهار، أما الليل فحكايته حكاية، فبمجرد غروب الشمس واختفاء ضوءها حتى تستعد البلدة لتغرق في ظلام دامس، ما أن يغطي الظلام البلدة يتحول بعض عناصر الدرك الملكي إلى "قطاع طرق" مدججين بأسلحة نارية... ضحية استوقفه رجل واقف بمحاذاة سيارة مدنية بيضاء من نوع (رونو 18) في فيافي منطقة خالية قرب وادي غيس، كان قادما من ناحية بلدة آيث عبد الله بسيارته متجها إلى مقر سكناه بتماسينت..
" كان تركيزي كله منصب على الطريق في ليل دامس، أقارع منعرجات الطريق التي أنهكت نظري، وإذا بي أفاجأ بشخص بلباس مدني يصوب نحوي بندقيته ونور كشافه القوي الذي أرغمني على التوقف، استحضرت الكثير من السيناريوهات في ذهني وكل الاحتمالات، ولأني لا أعرف ما ينتظرني في هذا الموقف، بحثت عن شيء لأدافع به عن نفسي واستقرت يدي على خنجر صغير.. وبينما أنا أراقب الوضع من داخل سيارتي ترجل شخصين من سيارة الرونو البيضاء يحملان سلاحا رشاشا لينضافا إلى الآخر الذي تعرض لي وسط الطريق، وإذا بهما عنصرين من الدرك الملكي بلباسهم الرسمي، آنذاك تخلصت من سلاحي الصغير..
بدم بارد دنا مني الرجل ذو اللباس المدني وطلب مني أوراق السيارة، لم يكمل كلامه حتى انفجرت غضبا في وجهه، ومن تكون لأسلمك أوراق سيارتي وأنت كدت تتسبب في قتلي، لكن الرجل لم يعر انتباها لكلامي وألح أن أسلمه الأوراق، فرفضت رفضا قاطعا، إلى أن تدخل رئيسهم الذي يلبس زيا رسميا، فكرر نفس الطلب فتشبثت بموقفي مطالبا إياهم أولا بتبرير هذا التعامل "المافيوزي" مع المواطنين، فكان جوابهم " أن هذا شغل المخزن" وأنهم يقومون بعملهم، وكان علي أن أذكرهم أن هذا ليس حاجزا قانونيا بقدر ما هو كمين لإفزاع الناس وابتزازهم ثم سرقتهم... استمر الأخذ والرد في الكلام إلى أن تعرفوا على هويتي وعملي فطلبوا مني الاعتذار وقالوا لي "ماتفهامناش غالط".. فواصلت طريقي وأنا كلي يقين أن ما يقومون به هؤلاء هو من أفعال "عصابات قطاع الطرق"، يقول الضحية.
وأخطاء هذا الجهاز لا تقف عند هذا الحد بل تتجاوزه إلى الاستعانة بشخص مدني للعمل معهم ليلا حيث عمدوا أكثر من مرة حسب ما يتداوله الرأي العام المحلي إلى إلباسه "الجيلي" الخاص بهم ليوهموا ضحاياهم أنه عنصر من الدرك الملكي...
كان هذا غيض من فيض مستملحات جهاز الدرك الملكي بتماسينت حيث الإصرار على التطاول على النصوص والقوانين الرجعية وإطلاق العنان للرشوة والابتزاز واستغلال السلطة والتحايل على القانون في هذا البلد التعيس بأناسه.



#عماد_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ” الكوكايين “
- سياسة -التكليخ-


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عماد العتابي - - عصابات قطاع الطرق -.. الاسم الآخر لجهاز الدرك الملكي بتماسينت