عبدالله صقر
الحوار المتمدن-العدد: 3938 - 2012 / 12 / 11 - 08:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جاء اليوم الذى كنا نخشى فيه من يأتون إلينا بأحكامهم التى تقيد الفكر والسلوك , جاء اليوم الذى كنا نخشى فيه من يدفعنا للنوم مبكرا كالدجاج بأوامر من المرشد , وما حفى كان أعظم من تكميم الآفواه والحريات أو ننساق إلى ساحات التعذيب والسحل , لآن هناك تصفية لحسابات قديمة .
إننا الآن نرى من هم ليسوا على سدة الحكم يعمل لهم مؤتمرات وندوات على شاشات التلفاز , ولم ندرى ما دخلهم بالسياسة , وظهروا وكأنهم ولاة الآمر , يهددون ويتوعدون ويحاولون نشر الرعب فى قلوب المعارضة الشريفة التى تعمل لصالح الشعب , وحتى لا نرى ديكتاتورا من جديد .
كنا فى عهد المخلوع مبارك ننام مطمئنين على أرواحنا وأولادنا ولم نرى تعسفا وتهديدا يزلزل الوطن , ولن نرى أنقساما فى الوطن هكذا , الآن كلنا فى حالة من الترقب والترحم على وطن عمره ألاف السنين , فقد جاءنا من يتوعدنا إذا لم نطيعه وندخل فى معيته غصبا وقهرا , نحن على شفى حفرة أو أدنى ... فمصر الآن تئن من أبنائها الذين يريدون الأقتتال لآن بريق الكرسى أخاذ , إن الحماقات الغير مدروسة , ممكن أن تمحو وطن نتيجة للتعسف الآحمق من أجل أخذ شعب كامل .
نعم هم يريدون الآستحواز على وطن عن طريق التمكين وهذا التمكين لن يتأتى إلا عن طريق التهديد وفد العضلات والعنف وأراقة الدماء حتى ينصاع الوطن بأثره , وهذا الآسلوب التعسفى يذكرنى بالزوجة الناشز التى تعارض زوجها على محرمات يفعلها زوجها , فيرفع عليها قضية ويأخذ حكما بالطاعة ( عن طريق بيت الطاعة ) , نعم نحن مستعدون أن ندخل بيت الطاعة , لكن بشروط أولها أعطاء الشعب حريته المتمثلة فى وسائل الآعلام وإلغاء الآعلان الدستورى وحرية التعبير وأشباع الجياع وعدم تكفير المعاضة .
بالأمس القريب جلست أستمع لنشرة الآخبار فى المذياع فشعرت بأنى فى بلد غير بلدى مصر , هناك تعتيم وضح وصارخ وكأننا قطيع من الغنم نساق كيفما يشاءون , فأحسست بمرارة بما يجرى , أحسست أننا نساق لوطن جديد غير وطننا , وطن أشد ضراوة وقسوة وغلظة , لآنهم لوحوا فى الآفق عن تكفير كل من يعارضهم بل أستباحوا وأهدروا دمه , بمجرد أنه قد عارضهم فى الرأى , إن عينى لتدمع على وطنى الذى حاربت من أجله وكدت أموت من أجله وطن يأخذ فسرا وقهرا وكأننا ندخل بيت الطاعة رغما عن أنفنا , ويا هل ترى هذا البيت ملائما لكل أطياف الشعب فى ظل من لا يحترم القضاة والقانون ؟
#عبدالله_صقر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟