أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - شرّ الله















المزيد.....

شرّ الله


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3937 - 2012 / 12 / 10 - 22:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شر الله أو شرع الله هو كارثة دينية حقيقية، تضاف إلى كوارث الدين اللامتناهية، ممن يرغب المسلمون بحشرها في حياتهم السياسية، على الرغم من أنهم بالفعل يعانون من غبنها وغباءها فيما يعرف بالقضاء والقدر، الذي حط من شأنهم وجعلهم أمة بائسة في قاع المرحاض الكوني!

زيارة واحدة لناسا، تجعلك تؤمن بشرع العلم، أو بالأحرى شرع الإنسان، حيث كُتب هناك فى مدخل الوكالة – for all mankind – أي من أجل خير البشرية جمعاء، وهو بالفعل ما يتحقق، فأبحاث وتجارب الفضاء بناسا، مسئولة بشكل مباشر عن أغلب الاختراعات التي يستفيد منها المسلمون مثل غيرهم من أقمار صناعية ومحطات فضائية وهواتف محمولة وشاشات عرض عملاقة وصولا إلى النظارة الشمسية!

شر الله الذي تتنطط به ليل نهار جحافل الجهلة ومشايخ الجهلة وعصابات المسلمين الجهلة، لم ولن يفعل لهم شيئا، سوى مزيد من الفقر مزيد من البؤس مزيد من الجهل مزيد من القتل مزيد من تحكم رأس المال الفضائي المسلم ورأس المال ألإخواني المسلم، الذي صعّد إلى الحكم الرئيس الأغبى فى تاريخ الحكام المسلمين المصريين!

لا يوجد هناك ما يسمى شرع الله، بل لم يكن يوجد بالأساس، وكل الشر الذي ظهر، هو شر السيف وشر القوة وشر المنفعة وشر الخليفة أو ما يُعرف الآن بشر السياسة، قتل أبو بكر المسلمين شر الله، إرسال عمر عصابات الفتح لاحتلال الدول عنوة شر الله، فتنة عثمان شر الله، قتال علىّ ومعاوية من أجل الخلافة وقتل آلاف المسلمين شر الله، وصول عصابتين كحماس وفتح إلى السلطة شر الله، حرب العصابات السورية ونظامها شر الله، وصول الإخوان إلى الحكم في مصر شر الله!

شر الله الذي يتشدق به المسلمون ليل نهار، هو عبارة عن جحيم مطاطي خاضع للقياس الفضفاض والإحالات العقيمة، خاضع لفقه التقية والمنفعة والمصلحة، خاضع لفكرة الفوقية والاستعلاء الإسلامي، الذي يرفض كل التجارب الإنسانية الناجحة بالفعل على ارض الواقع، نظرا لان هناك شرعة الله التي ليس هناك أحسن منها شرعة، تلك الشرعة التي لا زالت تجعلهم يشبهون إنسان الغاب في مظهرهم ومسلكهم وجوهرهم!

شر الله جعل المسلمون مذلون ومهانون، جعلهم مذلون ومهانون ببلادهم، قبل أن يكونوا مذلون ومهانون في دول عربية غنية مسلمة، تتعامل مع تلك الدول المسلمة الفقيرة على أنها مكتب مخدماتي، فتستأجر منها أرخص عمالة بأبخس أجور وأحقر ظروف معيشة، شر الله غير الموجود في أوروبا وأمريكا، يحفظ للمسلمين كافة، حياة كريمة ومعاملة إنسانية وأجور محترمة في ظل ظروف معيشة متساوية وآدمية ومحترمة!

علماء المسلمين، أو ما يحلو للمسلمين إطلاق لقب علماء عليهم، لن تجد بينهم شخص واحد حاصل علي شهادة علمية حقيقية، وكل ما قرأه أو يعرفه، هو شذرات من هنا وهناك، وشهادة أزهرية ربما تكون جامعية، وهو ما لا يحتاج لمجهود طالب متوسط من الحفظ والنقل، لكي يخرج على المسلمين بلعناته وأكاذيبه وضلالاته، يدس لهم شر الله في عسل الله، ولا ينقل لهم سوي فقه البول وضرورة تكفير الآخر ووجوب قضاء الحاجة جالسا وجواز زواج الفتيات في التاسعة ووصف غير المسلمين بالأنجاس والـ .....!

المثير للشفقة، أن شيوخ أو علماء البول والبعير والتكفير هؤلاء، يحضون الناس علي تقبل قضاء الله وقدره، وهم أنفسهم لا يرضون بقضاء الله وقدره، فيسكنون القصور ويغترفون من أموال الخليج ويمتلكون القنوات الفضائية، بالشكل والكم والكيفية التي تنزع عنهم صفة الرضاء والقناعة والزهد، والاهم صفة اتفاق أقوالهم مع أفعالهم، فلا رجل مسلم هناك أو حتى بوذي بإمكانه الحياة تحت خط الفقر مستعينا بقضاء الله، ولا حتى هم أنفسهم!

نظرة واحدة على جمعة – الشرعية و الشريعة – تدرك بعدها أي تهافت عقلي وأي تردّي أخلاقي يتمتع به المتظاهرون من أجل الشريعة، عندما أخبرهم الخطيب أنه وصلته معلومتان، الأولي أن بشار قد قُتل، فخر كل الموجودين سجدا – وبعد قيامهم أخبرهم نفس الخطيب أن المعلومة الثانية أن بشار هرب خارج سوريا! ولك أنت أن تتعجب كيفما شئت!! وخسارة الخرّ الذين خرّوه بكل بداوة وغباوة وجهل الرعيل الأول منهم!

نظرة أخرى علي مشايخهم وقادتهم الروحيين، تدرك بعدها أنه لا خلاص لتلك الأمة من نير الجهل وسيطرة الخرافة، فمن حسان لحوينى ليعقوب لحجازي لعبد الله بدر، يجب أن تدرك حجم الكارثة التي يتمرغون فيها بملء إرادتهم، وسط ثلة من الحمقى الأجلاف المدعين، الذين يسبون ويكفرون ويقذفون المحصنات ويلقون الناس بالبهتان زوراً، ثم يردفون بملء أشداقهم – نحن مع الله – وربما كانوا محقين، فالله اكبر شر حاق بتلك الأمة المسكينة، والأفاقين والدجالين ورجال الدين هم خير من فهم ذلك ونخبة من تعاطاه وجعل غيره يتعاطاه كمخدر مذهبي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه!

شر الله خرافة، يروج لها الدراويش المغيبون، الطامعون فى رضا الله وجناته وحورياته، ولو نزعت عن أياً منهم صفة الخلود والحور العين، لألتفت إلي الدنيا يعب منها كيفما شاء وأستطاع، ولضرب بالله وشرعه عرض الحائط، ولكنه شر الله مثله مثل المهدي المنتظر والمسيخ الدجال وظهور المسيح – ويالا العجب – الذي سيخلص المسلمين منه، وظهور يأجوج ومأجوج في آخر الزمان، وربما ظهور جاليفر وسندباد وعلى بابا!

قوم يؤمنون بكل تلك الخرافات، كيف تتوقع منهم أن يرتقوا لمرتبة الآدميين، حتى لو نزل الله وحكمهم شخصياً، ربما من فرط غبائهم يعترضون عليه، ويطالبونه هو أيضاً بتطبيق شرع الله، قوم يؤمنون بمهدي لم ولن يجيء، قوم ينتظرون عيسى أبن مريم أن يخلصهم من المسيخ، قوم يرغبون بالسيطرة على العالم، بل وبأستاذية العالم، ويعمل قادتهم وسادتهم خدام عند هذا العالم، قوم يرغبون بنشر شرع الله بالقوة وهم لا حول لهم ولا قوة!

شر الله كان ومازال تلك الذريعة التي يستند إليها الكسالى والضعاف والموتورون، شر الله لم يدخل بظلاله فى بلد إلا حولها لجحيم مقيم، شر الله صنع من المناطق المسلمة بؤر للجهل والجوع والمرض والفساد والفقر، شر الله مرض تعافى منه الآخرون، أو قل داء لم يصاب به الآخرون، أو تحصنوا منه خير تحصن، بالعقل والعلم والأخذ بالأسباب، وليس بالجهل والخرافة والسُباب!



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللوح البلورى
- متلازمة الدين والسلطة
- أم الملحدين
- ماهية الدين
- أسباب النزول
- التجليات لابن عفيفي
- غير الموجود
- العدل الإلهى
- هكذا تكلم عفيفي
- أسئلة بريئة
- لصوص ولكن أحبار
- الناسخ و الممسوخ
- نواضر الأيك
- الإسلام المازوخى
- الغباء السياسى السلفى
- اللاهوت الإسلامى
- الجهل فى اُمّتى إلى يوم الدين
- متلازمة مسلمهولم
- قصص الأغبياء
- عبقرية الدين


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - شرّ الله