أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - مرسي والإخوان .. كلهم تكلموا باسم الدين !














المزيد.....

مرسي والإخوان .. كلهم تكلموا باسم الدين !


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 3937 - 2012 / 12 / 10 - 15:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثلي مثل الكثيرين استمعت إلي كلمة د. مرسي التي ألقاها الخميس 6 ديسمبر وجاءت بعد يوم من اشتباكات دامية أسفرت عن سقوط سبعة قتلى وإصابة نحو ثمانمئة بسبب اعتداء الإخوان على المتظاهرين . ولأن الأمل هو آخر مايموت فقد ظل لدي أمل أن يقول مرسي شيئا ما ، وربما لا يكون الأمل بل التشبث بانتصار المنطق الذي يلزم الرئيس بأن يقول شيئا للخروج من الأزمة الناجمة عن إعلانه الدستوري. لكن مرسي – مع تمسكه بالإعلان والاستفتاء – شن هجوما على المعارضين لنظامه وألقى باللوم على المتظاهرين الذين سحلوا أمام قصر الرئاسة واتهمهم بالعمالة وتوعدهم بأن أحدا لن يفلت من العقاب، وهي ذات النبرة المتوعدة التي سمعناها من خطاب نائبه المستشار مكي حين قال " وإلا فالبقاء للأقوى". ثم عاد مرسي وألغى الإعلان الدستوري مع استبقاء آثاره ، أي مع استبقاء الإعلان ، وذلك في استخفاف شديد بعقول المصريين . والواضح أن الإخوان قد استقروا على المضى في العنف حتى النهاية وأيا كان الثمن لفرض تصورهم عن الدولة والثقافة والمجتمع باعتبار أنهم يتحدثون باسم الدين والإسلام. وبدلا من أن يطالب مرسي بالتحقيق فيما جرى أمام قصره الرئاسي، أوالتحقيق مع الإخوان الذين يحاصرون مقر المحكمة الدستورية ، فإنه يبرئ المجرمين ويطالب بعقاب الضحايا. وقد امتلأت صفحات الانترنت والجرائد بمشاهد فظيعة توثق ما فعله الإخوان يوم الأربعاء بالمتظاهرين وضربهم بوحشية وتعذيبهم، وبلغ الأمر إقامة ساحة استجواب عند البوابة المواجهة لمسجد عمر بن عبد العزيز تحولت لمكان لتعذيب للنساء قبل الرجال، وممارسة كل أنواع البربرية في حق البشر.
والحق أن هذا المشهد الوحشي الأخير قد أسقط ليس فقط شرعية الرئيس مرسي، بل أسقط –وهو الأهم –شرعية التيار الإخواني كتيار فكري وسياسي داخل المجتمع ومشروعه الذي خلط الدين بالسياسة. لقد قدم الإخوان أنفسهم إلي المجتمع على أساس أنهم هم " الدين والإسلام " وكل معارضة لسلوكهم الفاشي معارضة للإسلام. لكن كم من الجرائم ارتكبت باسم الدين ؟ وكم من المتحدثين المفوهين لجأوا في خطابهم إلي الدين - وهو منهم برئ - وارتكبوا باسمه كل الفظائع ؟. ليس الإخوان أول من تحدث باسم الدين ولا آخر من ارتكب الجرائم باسم الدين .
فحينما شن التتار حملتهم على منطقتنا عام 1260 أرسل هولاكو من الشام رسالة إلي المملوك سيف الدين قطز حاكم مصر بدأها بقوله " باسمك اللهم باسط الأرض ورافع السماء .. إنا نحن جند الله في أرضه " ! ثم انتقل هولاكو من خطابه الديني إلي التهديد قائلا " فما لكم من سيوفنا خلاص ، ولا من مهابتنا مناص ، فخيولنا سوابق ، وسهامنا خوارق ، وسيوفنا صواعق ". وفي الشام تكشف ذلك الخطاب الديني عن بربرية التتار، إذ قبضوا على الكامل محمد الأيوبي وقطعوا جلده وأعطوه له ليأكله إلي أن مات فقطوا رأسه وحملوه على أسنة رماحهم انتقاما منه لصموده وبطولته في التصدي للغزو.
وعندما هبط نابليون بونابرت إلي مصر بدأ منشوره الأول الموجه إلي المصريين بالكلمات التالية" بسم الله الرحمن الرحيم . لا إله إلا الله . لاولد له ولا شريك له في ملكه "! ومضى يقول " وإنني أكثر من المماليك أعبد الله سبحانه وتعالى وأحترم نبيه والقرآن الكريم " وصولا إلي " إن الفرنساوية أيضا هم مسلمون مخلصون " ! ولم يشهد التاريخ احتيالا دنيئا مثل ذلك يغطي باسم الدين عملية احتلال يستهدف تحويل مصر إلي مستعمرة . وقد تضمن خطاب الرئيس الأمريكي أوباما في جامعة القاهرة في 4 يونيو 2009 استشهادا بأكثر من آية قرآنية كريمة مثل " اتقوا الله وقولوا قولا سديدا " ، و " من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا " وغير ذلك، بينما واصل الرئيس أوباما عملياته العسكرية في أفغانستان والعراق وغيرها .
لقد نكل الإخوان بالناس عند قصر الاتحادية وكانوا يصيحون عند الإمساك بمتظاهر " أخذنا أسيرا " ! متخيلين بذلك أنهم جند الله في الأرض ! وأنهم يطهرون الأرض من الفساد ! لكن الشعب المصري يعرف الإسلام أكثر بكثير مما يعرفه كل أولئك ، وهو يعلم تمام العلم أن الإسلام دين محبة وتسامح ولايجوز أن ترتكب كل الجرائم الوحشية تحت شعاره . ولا أظن أن الضمير المصري سينسى تلك المشاهد البربرية التي تبدو وكأنما انتزعت من العصور الوسطى ولا تلك الوجوه التي ضربت حتى تاهت ملامحها .
لقد أخفق الرئيس مرسي بخطابه مرة أخرى حين تكلم طويلا ولم يقل شيئا غير اتهامه للضحايا بأنهم المجرمون . لا يبقى من خطاب الرئيس مرسي في السادس من ديسمبر سوى المزيد من تعميق الأزمة ، ولايبقى من سحبه إعلانه الدستوري مع استبقاء آثاره سوى مزيد الزيت يصب على النار ، ويترك شعورا غريبا في النفس بأن ثمة انفصالا تاما عن حقائق الواقع السياسي . لقد انتظر الكثيرون خطاب الرئيس لكنه تمخض عن لاشيء . كما حدث في مسرحية " الخطيب " للكاتب المسرحي الفرنسي يوجين يونسكو ، وفيها ينيب الزوج خطيبا لتوصيل رسالته إلي الزوجة ، لكن حين يصل الخطيب بعد طول انتظار يتضح أنه أطرش وأخرس . المؤسف أن مثل ذلك الخطيب حين ينتقل من المسرح إلي الواقع يصبح الثمن باهظا .

***



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومض
- الثقافة والجلافة فيما جرى مع علاء الديب
- الإخوان ذراع الطغيان
- قبضة الفاشية في إعلان دستوري بمصر
- يكفي أيها اليوم أنك جئت.. لكي لا أعاتبك
- كيف منحنا قلوبنا للرصاص الذي انهمر ؟
- خمسون زهرة ياصاحب الوجه الكئيب
- الدولة العزيزة .. من فضلك لاتحمي الوحدة الثقافية
- الفاشية في مصر تدق الكعب !
- إسرائيل تدك غزة .. لن نغفر ولن ننسى
- - بوس الواوا - .. تهدد الأمن القومي المصري ؟!
- نجيب سرور .. ذكرى الرحيل
- الرئيس مرسي : مظهر قرآني - جوهر أمريكاني
- دراما الثورة والبشر .. من تاريخ الحركة الطلابية
- سنوات عبد الناصر والوحدة الوطنية
- إوعى الأجنحة تكون صيني ؟
- في ذكرى رحيل سعاد حسني
- انتخبوا أنفسكم !
- جلباب أزرق
- انتخابات الرئاسة بمصر - الانقاذ الوطني مهمة عاجلة


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - مرسي والإخوان .. كلهم تكلموا باسم الدين !