أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جمال ابو لاشين - محور إيراني ومحور تركي وتمزق عربي















المزيد.....

محور إيراني ومحور تركي وتمزق عربي


جمال ابو لاشين
(Jamal Ahmed Abo Lasheen)


الحوار المتمدن-العدد: 3937 - 2012 / 12 / 10 - 14:36
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ما أن وضعت الحرب على غزة أوزارها، وهدأت أصوات القصف انهالت التحليلات السياسية من كافة الاتجاهات لما حدث وما نحن مقبلون عليه فكان ملاحظاً الإسهاب في الحديث عن محاور إقليمية في المنطقة العربية بشكل أكثر وضوحاً وبطريقة تكشف صراعاً حاداً وتناقضياً بين محورين إقليمين أولهما المحور ( الإيراني _ السوري _ حزب الله ) وثانيها المحور ( المصري _ التركي _ القطري ).
لقد جرى الحديث من قبل همساً عن محورين ( شيعي _ سني ) ولكن من سيئات الربيع العربي أن أصبح هناك اصطفافاً بين مؤيد ومعارض لهذا المحور أو ذاك، وما بين خافٍ لتلك العلاقة على قاعدة الاستقلالية وعدم التدخل في شئون الآخرين ومابين جاهراً بها على قاعدة النصرة والالتزام.

والسؤال المهم والملح يتمحور حول دور الربيع العربي في تسريع حدة الاصطفاف، والحرب على غزة وما أعقبها من شبه مقاطعة واضحة للحالة الإيرانية رغم إنكار ذلك، وهذا أخطر ما تتعرض له المنطقة العربية من فتنة طائفية منذ أكثر من نصف قرن.

فقد حفلت المنطقة العربية على مر تاريخها القديم و المعاصر بسياسة الأحلاف، وكان للاستعمار دوراً كبيراً في إدارة الصراع في منطقتنا من خلال تشكيل تحالفات بين الدول العربية تخدم مصالحه وتؤدي أدواراً مشبوهة كما حدث في حلف بغداد إبان الخمسينات من القرن الماضي، وجاءت مجالس التعاون المختلفة المسميات لتؤكد هذه الإرث الاستعماري فكانت تحالفات سياسية مزقت الوحدة العربية، وخلقت اصطفافات لم تؤدِ لأي نوع من التنمية أو الحداثة بل عززت سياسة الحزب المسيطر الذي صعد للسلطة إثر انحسار الاستعمار، والذي كان جله من العسكر.



وللوقوف على أبعاد التمزق الطائفي الذي تتعرض له منطقتنا وبشكل لا يقل خطورة عن إنشاء دولة إسرائيل التي شطرت الوطن العربي نجد التالي :-

1- أن ما يتم الحديث عنه من محاور هو جزء من خطة استعمارية تتبناها أمريكا وتعمل عليها بريطانيا تسللت إلى عقولنا وأصبحت ثقافة يجري من خلالها تدمير أُمة بكاملها، وقد عزز تلك الثقافة تداعي المثقفين والسياسيين وأصحاب الفتاوى لاستعراض معرفتهم بحجم المحورين المذكورين والتناقض بينهما، مما خلق وعياً انعكس مواقفاً حقيقة من هذين المحورين وبالتالي أصبحا حقيقة في حياتنا.
2- لو سلمنا بالأمر فكيف لبلد مثل تركيا أن تعادي جارة لها هي إيران وما مصلحتها في منافسة جارة قوية خصوصاً وأنه تجمعهما كثير من الأمور المتوافق عليها كالحالة الكردية المؤرقة بجد لتركيا، والموقف من روسيا وتمددها للمياه الدافئة، ووجودهما ضمن محيط عربي، والوضع العراقي المتأزم اللذان يعبثا به الخ.
3- إن تركيا وهي ضمن حلف الناتو ولها العديد من المحاولات لدخول الاتحاد الأوروبي تبحث عن تأثير إقليمي في المحيط شأنها شأن إيران خصوصاً بعد الحرب على العراق، وهذا على حساب التأثير السابق لمصر والسعودية في المنطقة حيث تم حسر دورهما لصالح إيران وتركيا وبرضى أمريكي لخلق نوع من التوازن الطائفي في العراق، مما يعني أن العرب فقدوا دورهم المؤثر لصالح الأطراف وهذا يدل على الضعف الذي نال من العرب وأفقدهم قدرة التأثير والفعل مما يطرح أمامنا تساؤل حول أهمية جامعة الدول العربية ومدى قدرتها على تمثيل طموحات العرب.
4- في الوقت الذي تطرح إيران نفسها قوة إقليمية معادية لأمريكا وإسرائيل نجد أن جزء من طموحها الإقليمي كان الأمريكان سبباً وعاملاً هاماً للوصول إليه، فبعد الحرب على العراق واحتلاله وإنهاء نظام صدام حسين، وبعد القضاء على بن لادن، وحركة طالبان أصبحت الساحة خالية لإيران للتمدد أكثر سواء نحو العراق ومنها لسوريا فلبنان في تواصل جغرافي، أو نحو أفغانستان ومحيطها، وبذلك خدم الأمريكان إيران.
5- في الوقت الذي نتحدث فيه عن محورين نجد أن سوريا طالت أزمتها بقصد تدميرها وهي الحليفة لإيران، ومصر يجري العبث بها سواء في فعل المتطرفين ممن اعتلوا المشهد ويدفعون المصريين دفعاً نحو الاقتتال على قاعدة التمكين بإقصاء الآخر، أو من يدافع عن محاولة إقصائه بشراسة زائدة شيطنت الآخر، حيث في المحصلة مصر تستنزف اقتصادياً وبشرياً وهي تقف على حافة هاوية فأين موقع المحورين في السياسة الأمريكية.
6- إن الثابت فيما نقرأه هو صعود إيراني تركي على حساب العرب وهو المطلوب لصد الروس عن لعب دور مؤثر بخلق حزام قوي يقف في وجه التمدد الروسي الصيني نحو النفط الخليجي، وفي ظل طموح أمريكي للعب دور يشمل الدول المنفصلة عن الاتحاد السوفيتي والواقعة شمال أفغانستان وإيران لإقلاق الروس وتحجيم دورهم.
7- العداء لإسرائيل لم يعد كاف للحكم على توجهات الدول فالصراع على التفرد الإقليمي ولعب دور سياسي أصبح سمة مميزة لتلك المنطقة الملتهبة فمن يجاهر بعدائها ليل نهار ويعمل على خلق مخالب وأنياب له في محيطها قد يتلاقى مع أهدافنا تكتيكياً ولكن ليس بالضرورة أن يتفق معنا استراتيجياً وهذا ما يحدث حيث تتعزر قوى إقليمية في المنطقة العربية على حساب تمزق العرب فما حدث في العراق، وظهور دولة كجنوب السودان، وتدمير ليبيا إحدى ثمرات تعزيز الأمريكان لهذا القوس الذي يتمكن من ثلاث دول عربية مهمة وهي ( العراق وسوريا ومصر ) وهي أهم الدول العربية التي قادت الفترة السابقة من تاريخ الأمة العربية والتي يجري الآن محوها بكل بساطة تحت اسم ( الربيع العربي ).

إن الحديث في هذا الأمر يطول، وما تم تداوله هو جزء من مؤامرة ستطال الوطن العربي وتضعفه في وقت تتركز الثروة في يد جزء من الأمة ويجري إفقار الباقي منها، ولن تنفع كل مشاريع النهضة أمام ضعف الانتماء للوطن وللأمة العربية لذلك علينا كعرب أن نحذر السير ضمن محاور تخدم الاستعمار وتعزز الفتنة وألا نكون وسيلة وأداة لهذا التدمير، وهذا يتطلب وعياً ذاتياً أولاً وجماعياً ثانياً لمثل هذا النوع من الثقافة المبشرة بحروب أهلية، وأن نعزز إرادتنا الجمعية بالإصغاء والتعاون مع من يختلف معنا فكرياً لا أن نقصيه ونهدم البناء على من فيه " فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها " .

ولندرك تماماً أن من يسير وفق محاور أو يعزز أحدهما على الآخر إنما ينفذ سياسة استعمارية هدفها تمزيق العرب وتقسيم ما تبقى منهم وهؤلاء يجب أن تتوقف مسيرتهم الهدامة.



#جمال_ابو_لاشين (هاشتاغ)       Jamal_Ahmed_Abo_Lasheen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم آخر ممكن .. ولكن !
- الاخوانوفوبيا والآخر
- في ذكرى النكبة الرابعة والستين صراعنا على الحدود أم الوجود ؟ ...
- اليسار والثورات العربية خطوة للأمام أم خطوتين للخلف
- في الأول من أيار .. الطبقة العاملة نظرة من الداخل
- اليسار والثورات العربية خطوة للأمام أم خطوتين للخلف
- حقوق القوميات والأقليات في تقرير المصير
- استحقاق الدولة الفلسطينية00 معركتنا السياسية و الوطنية


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جمال ابو لاشين - محور إيراني ومحور تركي وتمزق عربي