أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صلاح بدرالدين - في الثورة والسلطة والدولة















المزيد.....

في الثورة والسلطة والدولة


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3937 - 2012 / 12 / 10 - 12:27
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    



من جملة التحديات الرئيسة التي تواجه الثورة الوطنية السورية بل أكثرها حجما وأشدها خطورة الى جانب محاولات " أسلمة السياسة وأخونة الدولة " هي مدى قدرتها على انجاز مهمة اسقاط النظام المعقدة والمتشعبة رموزا وبنى وقواعد ومجاميع وتعبيرات سياسية وثقافية فليس خافيا أنه والى جانب كفاح الثوار البطولي لمايقارب العامين وتفانيهم من أجل اتمام الخطوة الأولى من المشوار الطويل وأعني ازاحة السلطة الحاكمة واسقاط السلطة التنفيذية كمقدمة لبداية انهيار النظام فان هاجس مسؤولية انجازمهام مرحلة مابعد الاسقاط لايفارق مخيلتهم كما أنها حاضرة بقوة في أدبيات الثورة وفي برامج وخطط أطياف المعارضة السياسية ويكاد لايخلو أي بحث جاد أو مقالة أو مقابلة اعلامية من جانب مثقفي وكتاب الثورة من التطرق الى هذه القضية المصيرية والمفصلية في حياة السوريين ومستقبل أجيالهم التي تتضمن الوقفة المسؤولة والواضحة والحاسمة في الاجابة على التساؤلات المشرعة أمام الشعب السوري حول مسائل : الدولة البديلة والنظام السياسي المنشود وترجمة مضمون التعددية ( القومية والدينية والمذهبية ) واستحقاقاتها على أرض الواقع بمافيها الحل الديموقراطي للقضية الكردية وكيفية التعامل مع سلطة دولة الاستبداد وأعمدتها واتجاهات عملية اعادة بناء سوريا الجديدة .
تكشف لنا محصلة تجربتي ثورتي تونس ومصرالقريبتين اللتين نعايش نتائجها في هذه الأيام بأن عملية اعادة بناء الدولة البديلة الحديثة المنشودة تلاقي الصعوبات والعراقيل ان لم نقل تحتاج الى استمرارية الثورة دون توقف والسبب الرئيسي وراء ذلك هو عدم انجاز مهام الثورة الوطنية الأولية لدى قيامها واعتبار منظري قياداتها المتسلقة التي حلت محل القيادات الشبابية الفعلية وخاصة من جماعات الاسلام السياسي ورأس حربتها الاخوان المسلمون المتلبسون بالجرم المشهود وفي وضح النهار في سرقة الثورة أن مجرد سقوط الطاغية يعني الانتصار والاكتفاء بتبديل رئيس بآخر وحكومة بأخرى وباسم الحفاظ على " وحدة الدولة والمجتمع " حيدت المؤسسات السلطوية الأمنية والاقتصادية والادارية والثقافية التي أنتجت الاستبداد وهيأت الشروط الكفيلة بنموه وتوحشه بل حافظت عليها ومنعت من تفكيكها ولاأعتقد أن سراق الثورة هؤلاء وراكبي موجتها قد اقترفوا الخطأ عن عدم معرفة بل عن دراسة وسابق اصرار لأن المؤسسات التقليدية المتخلفة التي نخرها الفساد هي حاضنتهم المناسبة لتطبيق نظام الجهالة وظلامية القرون الوسطى وابعاد الجماهير الشعبية والجيل الشبابي الناشىء عن موقع القرار تماما كما اعتمدت ذلك نظم الاستبداد والعهود البائدة .
رغم الحجم الكبير للضحايا والدماروالنزيف المستمر لدماء السوريين ووقوف الثورة على عتبة العام الثاني كسمة فريدة واستثنائية في موجة ربيع الثورات الا أن الحالة الثورية السورية الخاصة ( رغم الخسائر ) تنبىء بمستقبل أكثر ضمانا وأمانا خاصة اذا استطاع الثوار الاستفادة من دروس تجربتي تونس ومصر خاصة في أمرين مصيريين مهمين أولهما : الحذر من تسلط جماعات الاسلام السياسي بكل مسمياتها على مقدرات الثورة بوجهيها السياسي والعسكري في هذه المرحلة بالذات وعدم السماح بأن يتصدر هؤلاء المشهد العسكري والمعارض وهذا لايعني بأي حال من الأحوال عزل أي كان ومنع كائن من كان من المساهمة في محاربة النظام فالثورة بمرحلتها الأولى المخصصة لاسقاط النظام بحاجة الى سواعد جميع السوريين بكل مكوناتهم وألوانهم وتياراتهم السياسة ومهما بلغت المآخذ على هذه الجماعة أوتلك تبقى أحق في المؤازرة وأخف وطأة ولن تكون أسوأ من مشايخ قطر وحكام أنقرة ودهاقنة الامبرياليات الأوروبية والأمريكية وأكثر من ثلاثة أرباع ( أصدقاء الشعب السوري ) الذين ننشد ودهم نعم يجوز التعاون والتضامن والاتحاد في وجه نظام الاستبداد حتى اسقاطه ومن ثم يمكن الاختلاف والصراع السياسي السلمي في المرحلة التالية وخضوع الجميع للعبة الديموقراطية وصناديق الاقتراع وثانيهما : عدم اكتفاء الثوار باسقاط النظام أو الارتهان الى الحلول الوسط والصفقات التي تحاك بالدوائر الاقليمية والعالمية واستمرارية الكفاح السياسي في مرحلة مابعد سقوط الاستبداد باتجاه تفكيك قواعد ومؤسسات سلطة الاستبداد الأحادية الشمولية الأمنية والسياسية والادارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فالسورييون وماقدموه من شهداء وتضحيات جسام يستحقون مصيرا أفضل وحياة كريمة أرفع ومن المعتقد واستنادا الى الخصوصية السورية والتجارب السابقة أو الراهنة في ربيع الثورات فان الخيارين السالفي الذكر هما الطريق الأمثل لانتصار الثورة وتحقيق كل مهامها وبأقل الخسائر وبالتالي فتح آفاق واعدة أمام الشعب السوري للعيش بحرية وكرامة .
في السياق ذاته وأمام جميع السيناريوهات المتداولة حول الشأن السوري يحز في النفس كثيرا ماذهب اليه السيد رئيس " الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية " عندما ذكر في رسالته الموجهة الى الشعب الكردي بالثالث من الشهر الجاري حرفيا " نريد إسقاط النظام ونرفض تفكيك الدولة كبنية خدمية للمجتمع " وجوابنا للامام الجليل أن أحدا لايعني بتفكيك سلطة الاستبداد باستهداف قطاع الخدمات من فنادق ومطاعم وملاهي وبلديات ودور العبادة ولاأحد يرمي الى تخريب طرق المواصلات أو هدم مكاتب البريد أو اقتلاع الأشجار من الحدائق العامة ومعروف لدى الثوار والوطنيين وكل المناضلين ماذا يعني تفكيك سلطة الاستبداد فلماذا هذا الاعلان الغريب هل هو رسالة الى قوى اقليمية ودولية تفصح عن استعداد – الائتلاف – الى التجاوب مع مساعيها ( الحميدة ) في الحفاظ على النظام بكل أعمدته حتى بدون رأس والاستعداد للانخراط في صفقة باسم الشعب والثورة ؟ وفي الحالة هذه نقول أين الفرق بين – الائتلاف – الجديد الذي استبشرنا بمولده خيرا وبين جماعات معارضة أخرى انتهجت الدروب ذاتها وأخفقت أمام اصرار السوريين على رفض كل المساومات والصفقات التي تحاك أصلا لوأد الثورة وذبح الثوار ونصرة الردة المضادة .
أما وجه الغرابة الآخر في رسالة السيد امام – الائتلاف – فهو ماجاء برسالته عن نأيه بتحديد أي موقف تجاه القضية الكردية وسبل حلها تحت ذريعة " أن الائتلاف قد شكل لادارة الثورة ودعمها بكل الأشكال وليس من صلاحياته تحديد مستقبل سورية " ومادام الأمر كذلك فلماذا تقرر عدم المساس بسلطة الاستبداد المبنية حجرا حجرا خلال خمسين عاما من حكم البعث والأسدين لقهر السوريين أليس ذلك من القضايا المصيرية أيضا تماما مثل القضية الكردية أم أن اللجوء يتم دوما الى حيلة الكيل بكميالين فقط تجاه قضايا الشعب الكردي السوري .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما ينتقم- المالكي للأسد - في أربيل
- في الأزمة الكردية السورية دعوة الى المكاشفة والخيار البديل
- في دحض مزاعم جماعة ( ب ك ك ) السورية
- الثورة السورية واشكالية التمثيل والقيادة
- كيف السبيل لوأد الثورة المضادة
- قراءة في - الائتلاف - الجديد
- - رأس العين - و - عين العرب - حقائق وأبعاد
- تجاوز - المجالس - أو العودة الى الأصول
- الداخل وقد حسم أمره فماذا عن الآخرين
- مبادرتنا .. ومبادرتهم
- في هذه المرة أيضا الامبريالية على حق
- التأسيس للمرحلة الانتقالية استحقاق شعبي
- - المجلس السوري - بين امتلاك الشرعية واقتناصها
- لاسبيل لوقف ارهاب نظام الأسد الا بانتصار الثورة
- القضية السورية ... واقع وآفاق
- مواقف غريبة من خارج أسوار الثورة السورية
- غليون بين اعادة : انتاج القديم و بناء الجديد
- لك المجد يا مشعل
- ولكن ماهو البرنامج البديل ؟
- اشكالية - التنوع - في الثورة السورية


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صلاح بدرالدين - في الثورة والسلطة والدولة