أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رشا نور - ماهذه التى فى يدك ؟















المزيد.....



ماهذه التى فى يدك ؟


رشا نور

الحوار المتمدن-العدد: 3936 - 2012 / 12 / 9 - 19:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دائماً ما تكون أعمال العظيم عجيبة وفوق كل تصورات البشر .. وهذا ما يعلنه داود النبي فى ( مزمور86 : 10 ) " ١٠ لأَنَّكَ عَظِيمٌ أَنْتَ وَصَانِعٌ عَجَائِبَ.أَنْتَ اللهُ وَحْدَكَ".. وفى مزمور 139 :14 يقول : "١٤ أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ امْتَزْتُ عَجَبًا. عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ، وَنَفْسِي تَعْرِفُ ذلِكَ يَقِينًا"... وأنا على يقين من أن كل الذين صاروا مع الله، أستمتعوا بظل القدير وأعلان حضوره، رأوا مجد الله وآياته الأعجازية التى صنعها معهم ..
وهذا ماحدث مع موسى النبي سنة 1446 ق . م حينما لاقى الرب موسى " ٢ فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «مَا هذِهِ فِي يَدِكَ؟» فَقَالَ: «عَصًا».٣ فَقَالَ: «اطْرَحْهَا إِلَى الأَرْضِ».فَطَرَحَهَا إِلَى الأَرْضِ فَصَارَتْ حَيَّةً، فَهَرَبَ مُوسَى مِنْهَا٤ ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُدَّ يَدَكَ وَأَمْسِكْ بِذَنَبِهَا». فَمَدَّ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ، فَصَارَتْ عَصًا فِي يَدِهِ" (خروج 4 : 2 – 4 ) ...
وهو نفس مأقتبسه القرآن فى(سورة طه 20 : 17 – 21) حينماسأل الله سبحانه وتعالي النبي موسى قائلاً : " وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى(19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى {أى عصا كما كانت} (21) "..
بعد أخذها موسى النبي من على الارض ذهب إلى مصر وواجه فرعون وطغيانه وصنع بها الآيات العجاب .. وتدور العجلة سريعاً ويقف النبي موسى ومعه كل بني إسرائيل أمام البحر، "... قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) ... فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66) " (سورة الشعراء29 : 61 – 66) ..
نعم لقد كانت هذه العصا هى الحل الألهي لأنقاذ بني إسرائيل من الموت المحقق والقتل والسحق تحت عجلات فرعون وجنوده (أقوي جيش فى عصره) .. مع العلم أن بني إسرائيل كانوا عُزل ليملكون سيفاً ولا رمحاً .. ولكن الحل الألهي المحصور فى تلك العصا أنقذهم من الموت ...
فهل تصدق عزيزي القاريء هذه القصة وتؤمن بما حدث فيها ؟
بعد أن عبر بني إسرائيل البحر وغرق فرعون وكل جنوده ودخلوا إلى البرية التى كانت صحراء جرداء ليس بها قوتاً ولا ماء .. وفرغ الطعام و الماء من بني إسرائيل وقد حاصرهم العطش وخارت قواهم وحل كابوس الموت فوقهم .. " وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ"(سورة البقرة 2 : 60) ..
بل وأنزل عليهم المن والسلوي ليأكلون.." وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ "(سورة الأعراف 7 : 160) .. وأيضاَ تنقذهم العصا من الموت عطشاً وتوفر لهم طعام من السماء .. وأيضاً أسئلك أخي العزيز :
هل تؤمن بأن العصا التى كانت فى يد موسى النبي أنقذت الشعب من الموت عطشاً مخرجاً ينابيع المياه من الصخرة ؟
نحن نؤمن بأن الحلول الألهية دائماً تكون :
- فوق قدراتنا العقلية أى لا تدركها أذهاننا .
- فيها كسر للعادة كآية ربانية .
- عادتاً مايأمر الله إنبياءه بأستخدام ألات مادية تتجلى فيها القوة الإلهية .
- علينا أن نصدق الله ونؤمن بما يقول وننفذ أوامره لتجرى المعجزات .
ولكن ماذا لو أن النبي موسى لم يصدق الله حينما وقف أمام البحر عندما قال له الله " أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ" ؟
ماذا كانت النتيجة .. إليس الأبادة له ولشعبه؟
وأذا كنت مكان النبي موسي هل كنت ستصدق هذا الحل الإلهي للنجاة ؟
.عزيزي المسلم ..
أذا كنت تصدق الآيات الربانية والحلول المعجزية لأنقاذ شعبه من الموت ..
فلماذا أذا لا تصدق الحل الإلهي لخلاصك وهو أن يكفر الله عنك لله بالذبح العظيم الذى صلب من أجلك على الصليب ..
ولماذا تتعجب هذه المرة وقد صدقت كل الحلول التى ترمز للصليب ؟
فصدقت قصة الفلك التى أنقذت النبي نوح وأهله من الطوفان فلماذا لا تصدق بان عمل الصليب هو الحل لأنقاذك من طوفان غضب الله فى يوم الدين ؟
عزيزي أعرف أن الأمر قد يبدو صعباً جداً .. ولكن دعنى أطمئنك بأن كل المعجزات الألهية هى السهل الممتنع بعدم تصديقه .. ولا تحدث إلا أذا أمنا بها آولاً ... ولنضع بعض الإستدلالات العقلية للصليب ... ولنبدء من القرآن
هل أنكر القرآن موت المسيح مصلوباً ؟
يقول النص القرآني الذى يدعى الفقهاء والمفسرون أنه نافي لصلب المسيح ؟
" وَقَوْلِهِمْ { أى اليهود } إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا " ( سورة النساء 4 : 157 - 159) .
ولكن النص القرآني بهذا الشكل لا ينفي صلب المسيح، لآن الفقهاء يبترون النص من سياقه ويفسرون نصفه فقط وكأن النص يقول : " وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ " ، كمن فسر " لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ " دون أن يكمل " وَأَنْتُمْ سُكَارَى " فيُفهم من النص المنع عن الصلاة ...
ومن سياق النص نلاحظ الأتى :
أولاً – النص يتكلم عن وقعة قتل وصلب وهو مايسمى جد الحرابة الإسلامية :
فالنص يقول " وَ مَا قَتَلُوهُ " قبل " وَ مَا صَلَبُوهُ " ... و من المعروف أن القتل ثم الصلب للقتيل هو للتشهير بالجثة لم يعرفه الرمان، وكان من المفروض أن يقول وما صلبوه ثم يقول وما قتلوه، لأن عقوبة الرومان كانت صلب الأنسان وهو حى ونتيجة للصلب يقتل و يموت وعندما تكلم القرآن عن القتل ثم الصلب فهو تكلم عن ما يسمى بــ " حد الحرابة " وهو عقوبة إسلامية عربية يتم فيها قتل الأنسان ثم صلبه تمثيلاً بجثته كما تنص الآية القرآنية: " إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " ( سورة المائدة 5 : 33 ) ... وأمثلة لعقوبة الصلب بالإسلام :
أ - فى ( سنة 118 هـ ) كتب الأمام الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير فى كتابه البداية والنهاية ‏جـ 9 / صــ 351 " تقطيع أجزاء من الجسم قبل الصلب لخالد بن عبد الله القسري أمير العراق وخراسان ، فأمر بعقاب عمار بن يزيد فقطعت يده وسل لسانه ثم صلب بعد ذلك .
ب - فى ( سنة 156 هـ ) كتب الأمام الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير فى كتابه البداية والنهاية ‏جـ 10 / صــ 123 ... ضرب العنق ثم صلب الجثة - ظفر الهيثم بن معاوية نائب المنصور على البصرة ، بعمرو بن شداد الذي كان عاملاً لإبراهيم بن محمد على فارس، فقيل‏ :‏ " أمر فقطعت يداه ورجلاه وضربت عنقه ثم صلب ‏.‏
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1159&idto=1159&bk_no=59&ID=1326
جـ - قتل زيد بن علي - عليه السلام - يوم الجمعة في صفر سنة 122هـ بعث الحجاج بن القاسم فاستخرجوه (من قبره) على بعير قال هشام فحدثني نصر بن قابوس قال : فنظرت والله إليه حين اقبل به على جمل قد شد بالحبال وعليه قميص اصفر هروي فألقي من البعير على باب القصر فخر كأنه جبل فأمر به فصلب بالكناسة وصلب معه معاوية بن إسحاق وزياد الهندي ونصر بن خزيمة العبسي (كتاب : " مقاتل الطالبيين " ابو الفرج الاصفهاني ص 90 ) .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=755&idto=755&bk_no=59&ID=829
ثانياً : يبدء النص بالكلام عن اليهود الذين يقولون :
" وَقَوْلِهِمْ إِنَّا { نحن } قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ " .. أى أنهم يقولون نحن الذين قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله ، فيرد عليهم كاتب القرآن ويقول :
" وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا " (سورة النساء 4 : 157) ... ونلاحظ فى رد كاتب القرآن أن النفى ينفى الفاعل فى " وَمَا قَتَلُوهُ " " وَمَا صَلَبُوهُ " ، حيث أن " قتلوه " جمله فعليه مكونه من :
قتل : فعل
الواو : فاعل تعود على اليهود .
الهاء : مفعول به عائد على المسيح عيسى بن مريم .
ومثلها الجملة الفعلية " صَلَبُوهُ " .
ومن سياق النص نجد أن إله القرآن يُأكد فعل القتل والصلب، كما يُأكد أن المفعول به (المسيح عيسى بن مريم رسول الله كما يقول القرآن) تم قتله وصلبه، والنفى عائد على الفاعل وهم اليهود .
ثالثاً : ما السبب الرئيسي وراء أصرار اليهود على صلب المسيح و قتله رغم تأكدهم من أنه رسول الله ؟
أ - القرآن يقول أن اليهود يتفاخرون بقتلهم للمسيح مع علمهم انه رسول الله : " إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ" ... وهو إتهام لليهود بأنهم قتلة للإنبياء ولمجرد أنه مرسلين من الله ... وهو كلام فى فيه تجني على اليهود وعاري من الصحة .
ب - إله القرآن أتهم المسيح بأنه قال لليهود أتخذوني وأمي إلهين من دون الله :
" وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ { رد عيسى رداًغريباً فيتكلم مع الله بأسلوب حاد مملوء بالهجاء } سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " (118) ( سورة المائدة 5 : 116 – 118 ) ... ولا نعرف من أين أتى كاتب القرآن بهذه القصة الغريبة ومتى طلب المسيح من اليهود أن يعبدون أمه ؟
جـ – يشهد القرآن للمسيح أنه عمل أعمال الله (الأعمال المختص بها الله) فلماذا يقتله اليهود ؟
من هذه الأعمال على سبيل المثال لا الحصر :
1 - هـوالخالق :
فالقرآن يقول على الله : " ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ .. " (سورة الأنعام 6 : 102) .
ويأمر محمد : " ... قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ " (سورة الرعد 13 : 16) .
" هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ... " (سورة الحشر 59 : 24) .
ويتحدى إله القرآن قائلاً :
" هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ ..." (سورة فاطر 35 : 3) .
فيقول المسيح عن نفسه فى القرآن :
" أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ " ( سورة آل عمران 3 : 49 ) .
ويشهد له إله القرآن قائلاً :
" وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي " ( سورة المائدة 5 : 110 ) .
2 - هـوعـالم الغيب :
وبالرغم أم القرآن أختص الله وحده بالغيب وعلم الغيوب :
" ... فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ ... " ( سورة يونس 10 : 20 ) و ( سورة الرعد 13 : 9 ) .
وأيضاً : " قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ " ( سورة النمل 27 : 65 ) .
" هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ " ( سورة الحشر 59 : 22 ) .
" عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا " ( سورة الجن 72 : 26 ) .
إلا أن القران أختص المسيح بعلم الغيب فيقول عن نفسه :
" وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ " ( سورة آل عمران 3 : 49 ) .
3 - هـو الذى يحيي الموتى :
وبينما يختص القرآن الله بصفة أحياء العظام وهى رميم قائلاً :
" لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ " ( سورة الدخان 44 : 8 ) .
" وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ . قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ " ( سورة يــس 36 : 78 – 79 ) .
يخص القرآن المسيح بأقامة وأحياء الموتي فيقول :
" وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ " ( سورة آل عمران 3 : 49 ) .
ويختصه إله القرآن بأخراج الموتى من القبور أى يحي العظام وهى رميم لآنه لم يحدد الفترة الزمنية التى قضاها هذا المقام من بين الأموات الخارج فى القبر قبل أن يقيمه المسيح ، فيقول له :
" ... وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي ... " (سورة المائدة 5 : 110) .
4 - هو الذى يرزقكم :
فالقرآن يختص الله بأنزال الرزق من السماء فيقول :" هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاء رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ " ( سورة غافر 40 : 13 ) .
و أيضاً يختص المسيح فى القرآن بأنزال الرزق الحسن من السماء لأشباع الجموع فيقول :
" قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ " ( سورة المائدة 5 : 114 ) .
5 - هــو الشافي :
تحدى إبراهيم قومه وإلهتهم وأختص الله بأنه هو الشافى فى القرآن فقال : " وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ " ( سورة الشعراء 26 : 80 ) .. وهو النص الوحيد الذي يقر بأن الله يشفي من المرض ...
بينما يختص المسيح نفسه إيضاً بأنه يبرئ ويشفي فيقول :
" وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ " ( سورة آل عمران 3 : 49 ) .
ويختصه الله بالشفاء فيقول له فى القرآن :
" وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي " (سورة المائدة 5 : 110 ) .
{ أبرىء الأكمة = أخلص المولود أعمى من العمى = المولود أعمى ، }
ويقول الجلالين فى تفسيره للنص : " وكان بعثه في زمن الطب فأبرأ في يوم خمسين ألفا بالدعاء بشرط الإيمان " .
البرص = مرض ليس له علاج قديما وهو الجذام .
6 - هـــو الحي :
" اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ " ( سورة البقرة 2 : 255 ) .
" اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ " ( سورة آل عمران 3 : 2 ) .
" وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا " ( سورة طه 20 : 111) .
ويقول أن الله رفعه حياً بعد أن قتل وصلب :
"بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا " (سورة النساء 4 : 158) .
" إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ..." (سورة آل عمران 3 : 55) .
بل ويقول القرآن أن المسيح هو الوحيد الذى سيبعث حياً من السماء :
" وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا " ( سورة مريم 19 : 33 ) .
ونرى المسيح هو الذى ألقى السلام على نفسه، وإذا قارنا ببن هذه الآية والآيات الآخر التى يلقي كاتب القرآن السلام على الآخرين :
" وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا " ( سورة مريم 19 : 15 ) .
" قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا " ( سورة مريم 19 : 47 ) .
" سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ " ( سورة الصافات 37 : 79 ) .
" سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ " ( سورة الصافات 37 : 120 ) .
" سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ " ( سورة الصافات 37 : 109 ) .
" سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ " ( سورة الصافات 37 : 130 ) .
" وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ " ( سورة الصافات 37 : 181 ) .
والسؤال :
لماذا المسيح هو الوحيد الذى يلقى السلام ( معرف بألف ولام و السلام هو أسم من أسماء الله الحسني ) على نفسه ؟
إلا ترى معي أنه حلول لاهوت فى ناسوت ؟
7 - هو قول الحق الذى خُلق به السموات والأرض ،أى كلمة قدرة الله :
" وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ { الأصح كان يقول كن فكان } قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ " ( سورة الأنعام 7 : 73 ) .
وهذا النص يدل على أن العالم قد خُلق بالمسيح لأن القرآن يقول عن المسيح هو قول الحق أذ يقول :
" ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ " ( سورة مريم 19 : 34 ) .
ونحن دائماً نقول أنه ينبغى على الرجل أن يكون قدر كلمته فهل الله فى الإسلام قد كلمته وقوله ؟ ... فالمسيح هو قول الحق والله هو الحق فهل الله كقوله ؟
" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " ( سورة الحـج 22 : 6 ) .
وكما قال القديس بولس " كلمنا في هذه الأيام الآخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به أيضاً عمل العالمين " (عب 1 : 2) ...
" بالايمان نفهم ان العالمين اتقنت بكلمة الله حتى لم يتكون ما يرى مما هو ظاهر " (عب 11 : 3) .
وسنكتفى بالأمثلة السابقة وهى كثيرة جداً ..
رابعاً : ولكن من الذى صلب وقتل المسيح ؟
عزيزي القارئ لا تتعجب عندما أقول لك أن القرآن يقول أن الله هو الذى صلب المسيح وقتله ، ولدينا شاهدين واضحين على هذا الأمر :
الشاهد الأول :
ما ورد فى (سورة أل عمران 3 : 55) :" إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ".
ومنه نلاحظ الفعل المضارع " مُتَوَفِّيكَ " واضح ولا يحتاج إلى تفسير , ولكن كتب التفاسير وعلماء المسلمين يؤلون هذا الفعل من الوفاة والموت إلى " الرفع " , والباحث الأمين يجد أن النص قد جاء مشتملاً على فعلين منفصلين لكل منهما معنى مختلف , بل أن كل منهما له عمل مختلف عن الآخر :
الفعل الأول " مُتَوَفِّيكَ " ،
الفعل الثانى : " رَافِعُكَ " ،
و هنا نجد أن الفعل الثانى جاء مؤكداً على أن الفعل الأول إنما هو بمعنى الوفاة وليس الرفع ، ولا مجال هنا على الإطلاق لتأويل هذا الفعل أو تغير عمله الحقيقى فالوفاه تعنى الوفاة , والوفاة محددة المعنى فهى الموت , ولا تعنى الحياة أو الرفع فبالوفاة تنتهى حياة الإنسان وترجع الروح إلى بارئها ... ولو قبلنا برأى علماء الإسلام من أن الفعل جاء بمعنى الرفع على سبيل الفرض لكان النص كالتالى :
" إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي رَافِعُكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ .... " وهذا لا يجوز ولا يستقيم مع قواعد اللغه العربية , والتى هى سر إعجاز القرآن , كما تحدث محمد فى أحاديثة , فلا يجوز مجئ فعلين متتابعين لزمن واحد فى جملة واحدة
والتفسير المنطقى لكلمة " متوفيك " هى مميتك وقابضك ...
+ يقول بن عباس و وهب بن منبه و ابن أسحاق و أبن أنس وغيرهم فى تفاسيرهم :
" بأن الوفاة بمعنى القبض والموت " .
+ قال وهب :
" توفي ثلاث ساعات ثم رفع إلى السماء " .

+ قال محمد بن اسحاق :
" توفي سبع ساعات ثم أحياه الله ورفعه " .

+ قال البيضاوي فى تفسيره:
" قيل أمانة الله سبع ساعات ثم رفعه إلى السماء ... وقال أيضا : " التوفي أخذ الشيءوافياً " ، والموت نوع منه.

+ أما الزمخشري فقد قال :
" إني متوفيك معناه : مستوفي أجلك المسمى " .
+ يقول بن كثير فى تفسيره للنص عن أدريس :
" أن المسيح مات ثلاثة أيام ثم بعثه الله " .
+ القاموس المحيط – للفيروزآبادي – تحقيق محمد نعيم العرقسوسي – مؤسسة الرسالة – بيروت – لبنان – 1998 - صفحة 1343 " .
الوفاة : الموت .
و توفاه الله : قبض روحه .
+ لسان العرب – لإبن منظور – نخبة من الأساتذة المتخصصين – دار الحديث – القاهرة – مصر - 2003 - المجلد التاسع – صفحة 364 " .
و الوفَاةُ : المَنِيَّةُ .
و الوفاةُ : الموت .. و تُوُفِّي فلان و تَوَفَّاه الله إذ قبض نَفْسَه , و في الصحاح : إذ قبض روحه , وقال غيره : توفِّي الميت إستيفاء مدته التي وفيت له و عدد أيامه و شهوره و أعوامه في الدنيا ....
و معني هذا – بحسب قواميس اللغة العربية - إن الوفاه التي بيد الله هي الموت و لا مجال لأي إفتراضات أخري, أما القتل الذي إفتري به اليهود علي المسيح فهو بيد الإنسان و ليس بيد الله ... بمعني إن الإنسان يقتل أما الله فهو الذي يتوفي ...
الشاهد الثاني :
" وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي { توفيتني بصيغة الماضى أى مات وقام ويتكلم مع الله } كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " (118) ( سورة المائدة 5 : 116 – 118 ) .
و فيه نجد عيسى يقول " فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي " ، لأى تكلم بصيغة الماضى ، والفعل الماضى فى اللغة العربية يفيد وقوع حدث والإنتهاء منه ، وفى النص يعلن كاتب القرآن عن موت المسيح قد حدث و يتكلم لأنه قام من الأموات ، ويتكلم مع الله .
وأيضاً يقول المسيح عن نفسه :
" وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ { وهنا الموت قبل البعث } وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) ( سورة مريم 19 : 33 – 34 ) .
وفيه يتكلم المسيح عن نفسه بأنه سوف يموت ، وتمهيد لتعريف الناس وإعلانهم أنه سوف يقتل , حتى تتهيئ الأذهان لذلك الحدث الجلل , الذى سوف يحدث فلا يوجد شك وهذا التأكيد المستقبلى واضح فى نصين هما :
1 – يقول إله القرآن عن يحيى بن زكريا :
" وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا " (سورة مريم 19 : 15) .
2 – يقول عيسى عن نفسه :
" وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا " (سورة مريم 19 : 33) .
وهناك شاهد ضمني يقول فى ( سورة البقرة 2 : 87 ) : " وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ " .
خامساً : ولكن هل رفع الله مسيح القرآن قبل موته أم وهو نائم ؟
هل الله رفع اليه عيسى وهو نائم وهل مازال عيسى نائماً عند الله إلى الأن، ولذلك فان المقصود بالتوفى هنا هو الموت وليس النوم والدليل على ذلك انه جاء فى ( سورة مريم 19 : 31 ) على لسان عيسى :
" وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا " وتنفيذا لتلك الوصية الالهية لعيسى يتحتم علية دفع الزكاة مادام حياً إلا اذا كان يقوم بدفع الزكاة فى السماء وطبعاً من غير المعقول وجود دفع زكاة فى السما ...
ولكن الاعتراض ان البعض يقول ان التوفي يعني الراحة أو النوم ، والباحث فى القرآن يجد أن كلمة " الوفاة " قد وردت في القرآن 25 مرة جاءت كلها بمعنى (الموت) ولكن في آيتين فقط جاءت الوفاة بمعنى " النوم " وهما :
الآية الاولى:
جاءت فى ( سورة الانعام 7 : 60 ) :
" وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ { الموت الأصغر } وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " ...
والآية الثانية :
فى ( سورة الزمر 39 : 42 ): " اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "...
ونحن نسألك أخي المسلم أن تجيب على هذه الأسئلة الهامة :
س : هل تصدق ان النوم هو حالة وفاة يقبض فيها الله الروح ثم يعود يبعثها مرة اخرى قبل الاستيقاظ كما يقول القرآن النصان السابقين ؟
س : لماذا أراد الله تنويم المسيح ؟
س : وهل كان المسيح مصاباً بالأرق وهو الذى قال على نفسه " " وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ { وهنا الموت قبل البعث } وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا " (سورة مريم 19 : 33) ؟
س : وهل رفعه الله وهو نائماً ؟
س : لماذا ينكر كاتب القرآن علي المسيح حق الشهادة في سبيل الله ... أليست قيامة المسيح من بين الأموات أي بعثه حياً ، هو تطهير له من الذين كفروا، أي الذين ألصقوا به التهم لقتله ؟
فوضحاً أنه فى موضوع المسيح لم يتكلم كاتب القرآن عن الوفاة بمعنى النوم ولكن تكلم عن الوفاة بمعنى القتل فى مسالة " وَقَوْلِهِمْ { أى اليهود } إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ " بالفعل اليهود لم يقتلوا المسيح ولم يصلبوه لانهم لم يكونوا اصحاب السلطة والحكم انذاك بل كان اليهود تحت الحكم الرومانى وولاية قيصر ... أنظر الإنجيل فى ( لوقا 20 : 20 ) – ( لوقا 23 : 2 ) – ( يوحنا19 : 15 ) ...
ولكن هم الذين أسلموه للرومان لصلبه وقتله ( لوقا 20 : 20 ) ... ( يوحنا11 : 7 ) ... ( لوقا 20 : 1 ) .
وقد خيل لليهود وتصوروا انهم قتلوه وأستراحوا عند تسليم المسيح للرومان حيث خيل لهم بذلك انهم هم الذين قاموا بصلبة فهم اصحاب لفكرة ولكن الرومان هم اصحاب تنفيذ الصلب نفسه .
ولو كان المقصود صلب انسان اخر مكان المسيح لقال "ولكن شبه لهم بآخر" ولكن هم تصوروا انهم هم الذين قتلوه ( يوحنا 19 - 6 ) لانهم كانوا يرفضوه ( سورة البقرة 2 : 87 ) .
سادساً : ولكن لماذا أمات الله المسيح بالصلب ؟
يقول القرآن فى ( سورة الصافات 37 : 107 ) : " وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ " ... وهو الحل الإلهي ليعود ابن إبراهيم حياً والعجيب أن يتفق المفسرين للاية أن هذا الكبش الأقرن هو نفس الكبش الذى قدمه هابيل ذبيحة وتقبله الله منه ..
ويقول بن عباس: " خَرَجَ عَلَيْهِ كَبْشٌ مِنَ الْجَنَّةِ قَدْ رَعَاهَا قَبْلَ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا ، فَأَرْسَلَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَهُ وَاتَّبَعَ الْكَبْشَ.. الْكَبْشُ الَّذِي ذَبَحَهُ إِبْرَاهِيمُ هُوَ الْكَبْشُ الَّذِي قَرَّبَهُ ابْنُ آدَمَ فَتُقُبِّلَ مِنْهُ " ..
وهنا نسال الأخ المسلم :
إليس هذا الكبش رمزاً للذبيح العظيم الذى لم يستنكف أن يكون عبداً لله (سورة النساء4 : 172) .. ليموت من أجلك على الصليب لينقذك من الموت الأبدي ؟
كيف قام هذا الكبش من الموت بعد أن قدمه هابيل وأحترق ليعيش 40 خريفاً ثم ينزل لفداء بن إبراهيم ؟
هل الكبش الذى ذبحه إبراهيم فدوة عن ابنه إسحق هو العظيم ؟
إلا تعلم يا أخي أن العظمة لله، وهل يصح أن أخظأت لرئيسك فى العمل تصالحه بتقديم خروف أو تيس ؟
وقد يقول احدهم :
ما الحاجة إلى فادي وصليب ؟
و لماذا الصليب ولماذا لا يغفر للناس كغفور رحيم دون الحاجة للصليب ؟
ونحن نسأل السائل ولماذا يكلف الله النبي نوح ببناء فلك فى ألف سنة إلا خمسين كما يقول القرآن " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ" (سورة العنكبوت 29 : 14) .. ولماذا لم يقل أنه غفور رحيم وأنته الأمر عند هذا الحد ؟
عزيزي القاريء عندما أخطأ أبونا أدم وسقط نتيجة آختياره الخاطئ للأكل من شجرة معرفة الخير والشر { الشجرة التى أوصى الرب أدم أن لا يأكل منها } ... وسقط محكوماً عليه بالموت " لأن أجرة الخطية هى موت " ( رو6 : 26 ) ... ولأن آدم الذى هو بذرة الشجرة الإنسانية ورأسها أصبح فاسد بفعل الخطية، بل وخميرة الفساد لكل نسله ... لذلك يقول الكتاب أن : " الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ." ( رو 3 : 12 ) ..
وأذ أن الله عادل ورحيم، والإنسان مدان أمام عدل الله ومحكوم عليه بالموت... وبمحبته الكاملة وبرحمته يطالب الصفح والغفران للانسان، فأصبحا العدل والرحمة ضدان لا يلتقيان ... وصفات الله متساوية فى عملها لا يغلب أحدهما الأخر ...
فكيف للعدل والرحمة أن يلتقيا ؟
ولك أن تتخيل اخي المسلم أذا قتل أحدهم شخصاً وذهب إلى البوليس وسلم السلاح المستخدم فى القتل وأرشدهم عن جثة القتيل وتم القبض عليه وبعدها وقف أمام القاضي قائلاً له :
أننى سأقوم بدفع كل ما أملك صدقة وهبة للمحتاجين .. وسأقوم بأداء كل الفروض ، بل وأصلي الفرض بفرضه ، وأقوم بعمل النوافل .. وسوف أسع وأحج بيت الله .. وأصوم كل صيام مفروض علىً .. فأنا نادماً تأباً أتوب الأن أمام الله وأمامك ولن أفعل ذلك فيما بعد ياسيادة القاضي الرحيم ...
فهل سيفرج عنه القاضى ؟
طبعا لا .. وهذا مافعله محمد مع الزاني المدعو { الإسلمي } ... كما ذكر فى ( صحيح البخاري - كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة - 13 – باب : هل يقول الإمام للمقرِّ: لعلك لمست أو غمزت – الحديث رقم 6438 ) .. عندما أعترف بزناه وتاب إلا أن محمد رجمه بعد أن تاب ... !
هذا عكس مافعل الرب مع التى أمسكت فى ذات الفعل فقد قال لها ولا أنا أيضاً أدينك ، أذهبى بسلام ... لقد غفر الرب خطاياها لآنه بعدها صلب من أجلها رافعاً كل خطاياها وكل خطايا البشر على عود الصليب ... وفيه يقول المرنم " الرحمة والحق إلتقيا ، البر والسلام تلاثما " ( مز 85 : 10 ) .
ويقول القديس بولس الرسول " يصالح الأثنين فى جسد واحد مع الله بالصليب قاتلاً العداوة به { أى بالصليب } ( أف 2 : 16 ) .
ولكن من هو الفادي الذي يصلح ليقوم بفداء الإنسان والمُكفر الذى يكفر عن الانسان سيئاته أمام عدل الله ؟
1- هل تنفع ذبيحة حيوانية ؟
إذا كانت الكفارة تعني الستر والغطاء، فلا يصلح أن تكون الذبيحة أقل في قيمتها من قيمة الإنسان ليمكنها أن تكفِّر عنه، أي تغطيه وتستره. وعليه فلا تنفع ذبيحة حيوانية (عبرانيين10: 3) .
2- هل ينفع إنسان عادي؟
يجب أن يكون الفادي خالياً من الخطية. فلو كان خاطئاً، لاحتاج هو نفسه لمن يكفِّر عنه وما صَلُح لكي يفدي غيره. ولهذا ففي العهد القديم، عهد الرموز، كان يلزم أن تكون الذبيحة بلا عيب. وعليه فإن الإنسان العادي، نظراً لأنه مليء بالعيوب، لا يصلح لكي يكفِّر عن البشر.
3- هل ينفع إنسان بار؟
مع أن كل البشر خطاة، وليس بار ولا واحد (رومية3: 10) . لكن هب أننا وجدنا شخصاً بلا خطية، فهل يصلح ليفدي؟ الواقع إنه نظراً لأن هذا الفادي مطلوب منه أن يفدي لا إنساناً واحداً بل كثيرين، فإنه حتى لو وجدنا الشخص البار، فإنه لن يصلح أن يقوم بفداء الكثيرين ، إذ يجب أن تكون قيمته أكبر من هؤلاء جميعهم معاً. وعليه فلا ينفع أن يكون إنساناً على الإطلاق .
4- هل ينفع أن يكون ملاكاً أو مخلوقاً سماوياً عظيماً ؟
لنتخلص من المشكلة السابقة، هب أننا وجدنا مخلوقاً سماوياً عظيماً، قيمته أكبر بكثير من قيمة الناس، فهل يصلح هذا المخلوق أن يفدي البشر؟ الواقع إن الفادي لو كان مخلوقاً لا تكون نفسه ملكه هو بل ملك الله خالقها، وبالتالي فلا يحق له أن يقدِّم نفسه لله، إذ أنها هي أساساً ملك الله . وعليه فإن الملائكة ورؤساء الملائكة لا يصلحون أن يفدوا البشر، لأنهم مخلوقون من الله ... لذلك نقول على المسيح أنه مولود غير مخلوق .
5- من هو الفادي إذاً ؟
إن هذا الشخص - بالإضافة إلى كل ما سبق - ينبغي ويتحتم أن يكون إنساناً لكي يمكنه أن يُمثِّل الإنسان أمام الله ، يملك روحه ويقدر أن يقيم نفسه بعد موته ... وبهذا وحده يمكن أن يكون نائباً عنه، وأن يمثله أمام الله .
سابعاً : هل يمكن أن يضلل الله عباده طيلة ستة قرون ويخدعهم ؟
هل من المعقول أن يخدع الله العباد و يوقع الشبه على شخص آخر ويجعل القاتل قتيل والقتيل قاتلاً ... وأذا كان المُسلم يؤمن بأن إلهه خداع فهذه مشكلته " إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ... " (سورة النساء 4 : 142) ... فلا يليق بالله أن ننسب له السالبيات ... فهل يمكن أن يخدع الله البشر بأن يوقع الشبه على آخر ليظنوا ويعتقدوا أن المسيح صلب ودفن وقام لمدة 530 سنة قبل الإسلام ثم يأتى محمد ليقول أنه شبه به , هذا الكلام لا يليق بإله يترك أتباعه يؤمنون بشئ ثم يخبرهم بشئ آخر بعد 530 عاماً أو لعله نسى إخبارهم , إن هذا الكلام لا يؤمن به إلا ضعاف العقول ... وحاشا لله أن يفعل هذا ...
و فى " وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ...." ( سورة النساء 4 : 157 ) نلاحظ الأتي :
( أ ) إستحالة تفسير النص "ولكن شبه لهم" بأن شَبَه المسيح وقع علي آخر أو آخرين للأسباب الآتية :
1 – غياب النص القرآني الصريح عن وقوع التشبيه علي شخص آخر .
2 – إنتفاء وعدم وجود شهود عيان لهذا التشبيه ... لا من أتباع المسيح و لا من أعدائه .
3 – إن رفع المسيح إلي السماء في حد ذاته ينفي الحاجة لأن يصلب شخص آخر مكانه و خاصة إن التفسير لا يقدم جوابا شافيا عن كون هذا الشخص مِقدَاما مُضحيا من أجل المسيح أم جبانا مُجرما يأخذ عقابا عادلا... و هذا ركن مهم جدا في نفي التشبيه .
( ب ) إستحالة أن يكون رفع المسيح قد حدث قبل وفاته و بعثه حيا للأسباب الآتية :
1 – النصوص القرآنية التي تتكلم عن رفع المسيح تتكلم عن إن وفاته تسبق رفعه , مثل " متوفيك و رافعك " و " فلما توفيتني " .
2 – لا يوجد أي شاهد عيان سواء من أتباع المسيح أو من أعدائه شاهده و هو يُرفَع حيا قبل صلبه .
3 - تعارض قضيتي التشبيه و الرفع يلزم بطلان كليهما أو إحديهما , فلوكان المسيح قد شُبّه فلماذا يُرفع و إذا كان قد رُفع فلماذا يُشبّه ؟...و حيث أن النص يقول برفعه فالتشبيه يكون تخيلا وقع علي عقول اليهود لأن وفاة المسيح كانت بيد الله و ليس بفعلهم , و ببطلان تفسير التشبيه (إلقاء شبهِهِ علي آخر) فيكون رفعه قدتم بعد وفاته فعلا بيد الله و بعثه حيا حسب وعد الله و حسب النص القرآني أيضا .
ثامناً : القرآن ينكر صلب المسيح وقتله بأيدي اليهود ، مع أن اليهود يعترفون بذلك والنصارى يؤكدونه ويفتخرون به !!!
والإنجيل كله هو خبر صلب المسيح والبشارة به كفادٍ وذبح عظيماً للبشر .. بل وهناك العشرات من النصوص في القرآن التي تفيد أن القرآن جاء مصادقا لما مع اليهود والمسيحيين من التوراة والإنجيل ... ويذكر القرآن في مواضع أخرى موت المسيح وقيامته وارتفاعه إلى السماء كقوله فى (سورة آل عمران 3: 55) ... (سورة المائدة 5: 117) ... (سورة مريم 19: 33) .
تاسعاً : أليس غريباً أن يجيء من ينكر صلب المسيح بعد حدوثه بستمائة سنة ؟
إن حادثة الصلب حقيقة تاريخيّة سجّلها و دونها الرّومان واليونان واليهود والمسيحيون فى سجلاتهم ... كما أنه لم تترك ألأناجيل أى مجال للتفسيرات أو التأويلات المختلفة وذكرت وقت موت المسيح ومكانة وظروفة وواضح تماماً أنه صلب وقبر وقام من الأموات وعندما ذكرت هذه الكتب أنه تم صلبة خارج أسوار أورشليم فى عهد بيلاطس البنطى توافقت وتطابقت أقوالها مع الحقائق التاريخية الثابتة .
عاشراً : قانون الأيمان المسيحي :
ففي مجمع نيقية الذي انعقد سنة 325م كتب أساقفة العالم المسيحي قانون الإيمان مقرراً صلب المسيح لأجل خلاصنا، وهو القانون الذي يتلوه كل مسيحي في كل كنيسة في كل مكان وزمان ! وآثار المسيحيين في القرون العشرين الفائتة في كل أنحاء العالم تحمل شارات الصليب ... فكيف ينكر أحدٌ تاريخيّة الصليب ؟
وآخيراً :
أقول الصليب هو الحل الإلهي لأنقاذ أى انسان من طوفان غطب الله والحل لعطشك الروحي وعبورك لمجد الله وأنقاذك من الموت الأبدي ...
ورجائي لكل عزيز لم يقبل عمل الصليب للأن .. تعال ندعوا رب العالمين الأن ليفتح ذهنك ويشرح لك صدرك لتعرف الحق الذى يحرر من قساوة الدينونة وبأس المصير لتتحول للحياة الأبدين ونرث جنات خالدين فيها أبدا .. قل له يارب أفتح بصيرتي لأعرف الطريق والحق والحياة .. أقبل عمل صليبك وأؤمن بانه هو الحل الوحيد للوصول إليك .. أمين ..
أرحب بأى أسئلة حول هذا الموضوع ...



#رشا_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفتكاسات محمديه ... بلقيس بنت العفريته وأساس علم النتفولوجي ...
- علم الفُطولوجي والأعجازات الدستورية
- كيف خلص الله النبي نوح من روث (فضلات) البهائم التى ملئت الفل ...
- القرآن يقول :مريم تلد من جبريل إنجيل
- فى القرآن حيثيات برائة إبليس وإدانة الله
- رسائل من الجحيم - الرسالة الأولى
- قصة عوج بن عنق بنت آدم أول زانيه في التاريخ
- رداً على التعليق الذي كتبه الأستاذ/ عبد الحكيم عثمان علي مقا ...
- رداً على الإستاذ طلعت خيري فى رده على مقالتي - إله الإسلام ي ...
- الطاحونه .. مذبوح يعيش بيننا
- إله الإسلام يتحرش بالمسلمات ويُلمح فى قرآنه إنهن فى كل العصو ...
- لكل أعداء مصر.. أعتصموا و إنكسروا
- الكلاب مش أهل الذمة !
- المَلكة الشعرية و النصوص القرآنية
- القرفصولوجي هو الحل
- أغسلني فأبيض أكثر من الثلج
- الله أبي – أعظم خبر فى حياتي
- اله يعرج بين الفرقتين !
- الوسادة المهرية
- يسوع المسيح ليس مثله شيء ...


المزيد.....




- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رشا نور - ماهذه التى فى يدك ؟