أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حميد المصباحي - الدرس المصري














المزيد.....

الدرس المصري


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3935 - 2012 / 12 / 8 - 23:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ما الذي حدث بمصر؟
رئيس ينتخبه الثوار بعد إسقاط نظام حسني مبارك,يتم الإتفاق على صياغة دستور جديد,ينظم علاقة الحاكم بالحكام,ويؤسس لسلط تحد من صلاحيات مؤسسة الرئاسة,التي تعلم منها الشعب المصري,ضرورة وضع سلط فوقها وأخرى مستقلة عنها,لكن حركة الإخوان المسلمين,ومن خلال مرشدها العام,اقترحت توسيع سلطات الرئيس,بحجة النيل من فلول النظام السابق,والتحكم في النيابة العامة,التي أرادت استحضار القانون لمحاكمة المتهمين,وهي حجة لاتصل حد البرهان,بل مجرد مبرر لإعادة صياغة السلطة الرئاسية,لتكون لها القدرة على التحكم في المجتمع المصري,بسط نفوذها على كل المؤسسات الأخرى,وقد نسي فقهاء الجماعة,أن حيلهم لن تنطلي على جهابدة القانون المصري,وخصوصا الثوار منهم,فلا يمكن القبول بتوسيع صلاحيات رئيس,نشأ داخل جماعة دينية,ويأتمر بأمر مرشدها الديني,ذي الصلاحيات الشرعية,المعتقد أنها شبيهة بإمارة المؤمنين كما كانت في مرحلة الخلافة الدينية الإسلامية,وقد اعتقدت جماعة الإخوان المسلمين,أنها أغلبية بحكم إسلامية المجتمع المصري,وبذلك فلها حق إقامة الشرع,وأن الرافضين لذلك لن يكونوا إلا كفارا,دمه حل وأموالهم وحتى نساؤهم,وهذا ما أدركته القوى الحية,التي فطنت للعبة وقررت التصدي لها ببطولية نادرة,فما كان للرئيس غير تحريك ملشياته العنيفة لتتصدى للمعتصمين وتعتدي عليهم بالضرب والجرح والإختطافات مع الكثير من أساليب التعذيب,التي ذكرت المصريين بأيام حكم حسني مبارك ونظامه البائد,وهو ما لا يمكن القبول به من طرف المصريين,الذين أنجزوا ثورة وهم مستعدون للددفاع عنها,والذهاب بها بعيدا,أبعد مما اعتقد مرشد حركة الإخوان المسلمين وحتى الرئيس نفسه,المنتخب,والذي لم يعرف كيف يكون المعبر العاقل عن الصوت المصري الثائر ضد الظلم والطغيان,لكن المصريين نزلوا للشوارع للدفاع عن الثوار وأبنائهم,وإنجازات الثورة التي ضحى في سبيلها الثوار بحياتهم,قدمت مصر شهداء من خيرة أبناء الشعب المصري,فكان على الرئيس الدعوة للحوار السياسي مع المعارضة,التي اشترطت سحب الدستور وملحقاته التي كانت ممهدة لبناء نظام دكتاتوري ربما أكثر عنفا من النظام السابق,مما يعني أن هناك دروسا بليغة لابد من استحضارها من خلال التجربة المصرية,فما هي هذه الدروس؟؟
الدرس الأول
حركات الإسلام السياسي,ينبغي الإقرار معها بأن توظيف الدين سياسيا,يتناقض مع القيم المدنية والتنافس السياسي بين القوى المختلفة,فالإسلام ليس من حق أية حركة سياسية المتاجرة به لكسب أصوات الناس,أو تضليلهم بأنها تدافع عن الشرع,أي الإسلام,فلا أحد جدير بهذا الشرف من القوى السياسية المتصارعة للوصول للسلطة,فالدين يدافع عنه العلماء,المستقلون عما هو سياسي,من خلال مؤسسات دينية لهم حق التعبير عنها وفق القواعد الشرعية التي يجتهدون فيها وفق الحاجيات الروحية للمجتمعات العربية والإسلامية,وبذلك تكون حتى الدولة نفسها ليس لها حق البحث عن المبررات الدينية والشرعية لوجودها,فهي نتاج تعاقد بين المواطنين,وعليها خدمتهم كمواطنين,ولا حق لها عليهم من منطلق السلطة الدينية والشرعية,بل هناك حقوق عليها أن تفي بها,وعلى المواطنين واجبات محكومة بقوانين فارضة لها على الكل.
الدرس الثاني
لا تحالف لا تعاطف سياسي مع حركات الإسلام السياسي,في صيغتها الإخوانية السنية,لأنها أثبتت طمعها المرضي في السيطرة السياسية على المجتمعات العربية وعرت عن عقوقها السياسي للدولة المدنية ومعنى المواطنة التي طالما تغنت بها في مرحلة ضعفها,بل عد تصديق تغنيها بالديمقراطية,التي تستغلها من أجل السطو على السلطة السياسية,مما يترتب عن ذلك من مذابح متوقعة من مثل هاته الحركات الفاشية في تربيتها وسلوكاتها السياسية كما عاشتها الجماهير المصرية التي عذبت وسحلت من طرف ملشيات حركة الإخوان المسلمين بأمر من المرشد العام.
الدرس الثالث
أخذ تحذيرات الغرب بعين الإعتبار لحماية هويته,التي دافعت الحركات المدنية العربية عن بعض سلوكات الجاليات العربية بأروبا,من منطلق الحق في التعبير والإعتقاد,وغيرها من الحملات التي كانت مؤسات المجتمع المدني العربية تخوضها دفاعا عن اللجوء السياسي لمثل هؤلاء القتلة الذين يحتمون بفكرة حقوق الإنسان,التي سرعان ما يخترقونها عندما يصلون لدرجة القوة التي تؤهلهم لممارسة العنف,ضد المسلمين الذين يختلفون معهم في تأويل الإسلام,أو غير المسلمين من أهل الديانات الأخرى,فالغرب كما المجتمعات العربية وغير العربية من حقها حماية ثقافتها من الفكر الجهادي الإنغلاقي,السلفي الرافض للحوار والتواصل مع باقي المجتمعات الأخرى والثقافات المختلفة عنه.
الدرس الرابع
على قوى اليسار العربي,الإنتباه إلى خطورة التحالف مع الحركات الدينية الإخوانية بالخصوص,وعدم المزايدة بها على الأنظمة السياسية العربية,تفاديا لهيمنة حكم اتيوقراطي لا يعترف بما هو مدني إلا مرحليا وفي انتظار الفرص المناسبة,مما يعني أن كل الحركات الدينية ذات الجذور الإخوانية ,لها مشروع واحد,غايته سلطة دينية,تبيد كل السلط الأخرى وتتخلص منها,بل قد تلجأ للتحايل على القوى السياسية المدنية وتسخرها لتقويض بنى الأنظمة الإستبدادية ثم الإنقضاض على السلطة وتنحية الثوار لصالح دولة بديلة,تختلف جذريا عن الدولة الديمقراطية كما هي في التفكير السياسي الحداثي,الذي تعاديه حركة الإخوان المسلمين منذ زمن بعيد,وقد عملت على تشويهه,كما فعلت مع العلمانية والحداثة والإشتراكية وغيرها من القيم الإنسانية.
الدرس الخامس
هناك قوى دينية غير إخوانية,وهي قوى تحررية,سنية وشيعية,تقاوم لاسترداد أراضيها,في كل من لبنان وفلسطين,مثل حزب الله والجهاد الإسلامي,لم يثبت لحد الآن ميلها العنيف تجاه خصومها من السياسيين ولا رغبتها الإنقلابية على مجتمعاتها,لأنها طورت واجتهدت في الفكر الإسلامي,وفق الحاجات الحضارية للمسلمين,عكس حركة الإخوان المسلمين,التي بقيت حبيسة التأويلات القديمة في التعامل مع المختلفين معها ياسيا وحتى عقدديا.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف الديني والإسلام
- بؤس السياسي ويأس الثقافي
- الإسلام وفكرة التحرر
- الحكومات الإسلامية
- سلطة التوافقات
- اليسار الإتحادي
- لادينية الدولة
- مقطع من رواية موت المجنون,لحميد المصباحي
- يسارية المثقف المغربي
- حزب النقابة ونقابة الحزب
- عرب المراجعة وعرب المواجهة
- الذاكرة والمخيال والدين
- سرية الكتابة في العالم العربي
- العلمانية والديمقراطية في العالم العربي
- الشيعة والسنة ورهان التقارب
- الثقافة العربية
- الدبلوماسية المغربية
- فكرة الأزمة في المغرب
- سجالية المعارضة في المغرب
- عنف الإسلام السياسي


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حميد المصباحي - الدرس المصري