أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير خروب - ازدواجية الخطاب الاسلامي واختلاف المعايير الاسلاميه















المزيد.....

ازدواجية الخطاب الاسلامي واختلاف المعايير الاسلاميه


تيسير خروب
كاتب وباحث

(Taiseer Khroob)


الحوار المتمدن-العدد: 1138 - 2005 / 3 / 15 - 10:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يوم جمعه ذهبت للصلاة في احد مساجد مدينتي 000فما اكثر مساجدها وما اقل ايمان روادها00 عندما يدخل الداخل للاستماع الى خطبة الشيخ قبل اقامة الصلاه يجد صعوبة في ايجاد مكان له للجلوس والاصغاء لما يقوله الخطيب في جمع المصلين لعظتهم وتذكيرهم بدين واخلا ق وسلوكيات السلف الصالح00 فتجد الناس بين مصغ وشارد الذهن عما يقال0 وبين متأمل في امانــــــــي واحلام قريبة وبعيدة المنال في نفس الوقت فتنظر بعد حين الى جنبات المسجد وفسحاته فلا ترى محلا لاحد قادم بعد ذلك 0تتأمل هذه الجموع التي تركت وراءها مشاغلها وزياراتها وجلوسها مع عائلاتها لتقوم بما فرض الله عليهم من صلاة يوم الجمعه لما فيها الخير والبركه وغسل ذنوب ما مضى من ايام000فتجد نفسك امام سؤال يلح عليك رغم مهابة الموقف والمكان وانت بين يدي الله00اذا كان كل هؤلاء قد اتو ملبين نداء الله اكبر00وجاؤا من كل حدب وصوب منهم الفلاح ومنهم صاحب تجاره ومنهم المهندس والطبيب00وهناك الشخصيات السياسيه المسؤوله الكبيرة منها والصغيره وتراهم خاشعين مسبحين0 فمن اين يأتي الفساد اذن في مجتمعنا00؟ اليس المفترض ان يكون هؤلاء قدوة للعمل الصالح وان الصلاة تنهاهم عن الفحشاء والمنكر والبغي ! اذن هناك ازدواجيه في شخصية المسلم تظهر وتختفي حسب الظروف والمعطيات التي تدفعه لمثل هذا السلوك الغريب والمستهجن بنفس الوقت0وفي آخر خطبة الشيخ قدس الله سره راعني ما كان يدعو به رافعا يديه الى السماء بخشوع و جملة المصلين ولا اقول جميعهم يرددون وراءه من غير اهتمام او وعي بما يدعوقائلين بصوت خفيض كأنها حناجر مريضة فارقت الصحه اجساد اصحابها منذ زمن بعيد وهم يقولون آآآآآآآآمين: ومن جملة ما كان يدعو به هذا الخطيب: اللهم عليك باليهود والنصارى اللهم بدد شملهم وشتت جمعهم واجعل نسائهم سبيا لنا 0فاليهود هنا نحن مقرين بالدعوة عليهم والتنكيل بهم لما اذاقوه للعرب المسلمين من الوان العذاب في فلسطين واحتلال المقدسات الاسلاميه والمسيحيه منها واحاكة المؤآمرات والدسائس ضد الدين والعروبه والحركه الصهيونيه التي نفذت وتنفذ عمليات ارهابيه حيث يشكل الارهاب بالنسبة لليهود احد المقومات الفكريه الاساسيه للحركه الصهيونيه مثلما يقدم الموساد الاسرائيلي على ارتكاب العديد من الجرائم الارهابيه في لبنان وسوريا والاردن حيث لاحقوا قيادات حماس بالاضافه الى اعمال القتل والملاحقه في تونس ومصر الى الخطف مثلما فعلو بالشيخ عبيد في لبنان وتنفيذ الجيش الاسرائيلي ابشع المجازر في مدن فلسطين وفي لبنان في قانا اما المسيحيين فما ذنبهم بصب نار غضبنا وحقدنا عليهم 00وهل كل مسيحيي العالم بوش 00وبلير00 وشيراك 00وهل كل مسيحي هو من يحمل معول الهدم والتدمير لهذا الدين0 الم يأمرنا نبينا محمد صلوات الله عليه وسلم بمعاملتهم معاملة حسنه فلهم ما لنا وعليهم ما علينا وسار اصحابه من بعده على سياسة التسامح والتعايش السلمي 00ثم الا يوجد بين ظهراني المسلمين وفي دولهم جماعات مسيحيه تعيش بين المسلمين كمواطنين صالحين في الاردن وسوريا ومصر والعراق وفي مختلف انحاء العالم الاسلامي ولم نسمع او نشاهد او نقراء ان مسيحيي هذه الدول قامت بثوره مسلحه او القت المتفجرات او وضعت العبوات الناسفه في احياء المسلمين او في مساجدهم00اللهم فيما ندر0 هذا الشيخ الذي نصب نفسه خطيبا وداعية للمسلمين عندما يكون في جمع عام ويضم فيه مسيحيين لا نجده يتفوه بكلمة واحده ضد المسيحية والمسيحيين حتى اننا نجده يتعمد الابتعاد عن الخوض في مسائل اللاهوت حتى لا يتهم بالتعصب والتطرف ليخرج بالتالي عن دائرة التسامح الاسلاميه00فهل هذا هو الاسلام الذي نأخذه ونبشر به عن لسان خطبائنا هؤلاء؟
حتى علمائنا000علماء الدين عندما يكون الواحد منهم يقوم بمهمة الوعظ والارشاد ومد جسور التقارب والالتقاء مع الحضارات الاخرى عبر وسائل الاعلام المختلفه المرئية منها والمقروءه فانه كلماته تتسف بالاعتدال والوسطيه ولا فرق عنده بين مسلم ومسيحي00او بين بوذي ومن لا دين له المهم عنده التقارب على اساس الاخلاق والسلوكيات والتعايش السلمي والتسامح ونبذ الخلافات000لكنه عندما يكون الخطاب موجها لفئة مسلمه او فرضت عليه الظروف ان يكون منحازا لدينه ومعتقده فانه يظهر حقده وتعصبه واطلاق ابشع الاتهامات بحق غير المسلمين00وبشكل عام
فعندما يكون الخطاب الاسلامي شاملا عاما موجها الى جمهور مختلف الاديان والمذاهب والطوائف او بمعنى اشمل يخاطب كل الحضارات فأنه يكون معتدلا ومتسامحا ويدعوا الى التقارب واللقاء بين هذه الثقافات! اما عندما يكون الخطاب موجها الى فئة مسلمه يكون احاديا ومتطرفا ومتعصبا رافضا كل القيم والانجازات الحضاريه غير الاسلاميه او خارج اطار الاسلام0 بل يذهب الى اكثر من ذلك عندما يطلق الاتهامات والتحريض على المزيد من الانعزاليه والتعصب للدين واللغة والامه دون سواها0
فهناك خطاب المثال الذي تنادي به هذه الجماعات الاسلاميه المتطرفه والتي تمارسه حتى بين مذاهبها المختلفه رغم الدين الواحد لتبداء بتقسيم المسلمين الى فئات وجماعات وفرق تكفر احداهما الاخرى وتخرج من تفسير الفرع لاعتماده اصلا من اصول الدين الرئيس 0وهناك الواقع الذي تعيش فيه دون توفيق او مراعاة لتغير العصور والظروف وما يرافقه من تغير الثقافات والمفاهيم ورفض كل ما هو قديم ومواكبة عجلة التطور والتجديد واستبعاد القوالب الجاهزه واستحضارها من الماضي لنصب فيها طينة ترفض ان تنساب في جنبات هذه القوالب مكرهة لانها لا تريدها اصلا 000فالمسيحيين مثلا ان لم يكونو وقفوا الى جانب المسلمين في وجه الحملات الصليبيه فانه لم يعرف عنهم انهم كانوا ادلاء لقادة الحمله على عورات المسلمين000والامر نفسه ينطبق الان على اعداد المسلمين من اصل امريكي وجنسيه امريكيه يحاربو ضمن القوات الامريكيه في العراق وقبلها في افغانستان فلماذا نتحدث عنهم عندما نتحدث عن عظمة الاسلام ونشيد باسلامهم والتزامهم وندعو من على المنابر الاعلاميه المختلفه الى التسامح وابراز اخلاقيات المسلم وسلوكياته حتى نرغب ونحبب هذا الامريكي او الاوروبي الى الاطلاع على ديننا ومن ثم الدخول فيه واعتناقه00! ولماذا لا نعيب عليهم ونتهمهم ان محاربة المسلم للمسلم حرام 00فاذا لم نكن كذلك ووصفناهم بالكفار والفسقه والمتحررين وان بلادهم بلاد فسق وفجور فمن اين لنا بامريكي يريد ان يسلم او الماني او بريطاني يرغب بالدخول في الاسلام000
فمتى سينتهج خطبائنا ومشايخنا منهجا واقعيا يدعو الى التصالح والتقارب مع الحضارات الاخرى بتوحيد الخطابات الاسلاميه المتعدده الى خطاب واحد اسلامي للمسلمين وغير المسلمين بدون تعصب او تطرف وتوجيه الاتهامات واصدار الاحكام والفتاوي الجاهزه اصلا وصياغة خطاب اعلامي معاصر واعادة النظر في ظاهرة الغلو والتطرف والجهل بالدين والاعتماد على مصادر غابره مضى عليها وعلى اصحابها الزمن وقد يكونوا باجتهادهم مره مصيبين ومره مخطئين00فلماذا لا نعيد دراستنا لفهم الدين من جديد نثبت ما هو من صلب الدين واصوله ونقطع الفروع التي الصقت به سواء كانت عن قصد ام عن تقصير في الاجتهاد والتفسير والزام عامة الناس بما لم يقره شرع او تنزل به ديانات سماويه بل العمل على نشر العقيده الصحيحه والرجوع للكتاب والسنه الصحيحه عملا وقولا واعتقادا والاخذ بمنهج الوسطيه والاعتدال في كافة مناحي الحياة والسماح بالحوار الصادق والتركيز على الخطبة والخطيب لان الخطابه من اقدم وانجح وسائل الاعلام في الاتصال بالجماهير كون الخطيب يستطيع تلقي رجع الصدى من الجمهور مباشرة ففي كلمات الخطيب رفع لهموم الناس والتخفيف من معاناتهم وتحضهم على الخير والتمسك بمكارم الاخلاق مع المسلمين انفسهم ومع غير المسلمين والتشديد على ضرورة بذل الجهود الكبيره لتصحيح صورة الاسلام التي تتطلب تكاتف جميع المؤسسات والمنظمات الحكوميه والاهليه على كافة المستويات كوسيله فعاله للتحاور والتخاطب مع الاخرين وتبليغ رسالة الاسلام الصحيحه والتركيز كما اسلفنا سابقا ومرارا حول الاعتماد على خطاب ديني يلتزم بالنص القراني ويعتمد على التحليل والنقاش والعقلانيه والواقعيه في التعامل مع غير المسلمين وعدم الازدواجيه في التعامل مع المعايير ومحاولة التعرف على القواسم المشتركه والابتعاد عن التحليلات والتفسيرات التي تدعو الى الفرقه والتباعد0



#تيسير_خروب (هاشتاغ)       Taiseer_Khroob#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا وتصفية الحسابات الدوليه في ظل القرار 1559
- الولايات المتحده الامريكيه والمصلحه في اغتيال الحريري
- اغتيال الحريري والاطراف المتهمه
- المستوطنات الاسرائيليه والاستثمارات العربيه
- منهجية ابن خلدون ونظرية التطابق التاريخي
- دستور الحكم والانظمه العربيه
- فرنسا والدور القديم00الجديد في لبنان
- الحريري واغتيال الثالوث المقدس
- الاداره الامريكيه وما بعد اغتيال الحريري
- اغتيال الحريري واتفاق الطائف
- اغتيال الحريري وسياسة تمرير الصفقات السياسيه
- العنف والارهاب00وسياسة التكفير الاسلاميه
- هيفاء وهبي00سيقان تغني
- ايران وسياسة عرض العضلات 0
- دراسة ظاهرة الارهاب الاسلامي وعلاقة الدين في العلاقات الدولي ...
- تعقيب على مقالة الاستاذ غسان علي غسان00مؤامرات الحميراء
- صدام حسين ومحاولة استغلال الدين في تعبئة الرأي العام الاسلام ...
- اميره عربيه تتخلى عن الدين وحياة القصور في سبيل الحب
- القياده الفسطينيه .. ومرحلة السلام القادمه
- امريكا وسياسة عقد الصفقات


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير خروب - ازدواجية الخطاب الاسلامي واختلاف المعايير الاسلاميه