أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر هشام الصفّار - الفضاء القصصي في مجموعة القص -رقصة التنين-














المزيد.....

الفضاء القصصي في مجموعة القص -رقصة التنين-


عامر هشام الصفّار

الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 22:56
المحور: الادب والفن
    


كان الحافز الأول لما أكتب هنا هو سؤال جاءني من صديق حول علاقتي بمدينة الأعظمية البغدادية الأصيلة وأنا أذكرها بين حين وآخر في كتاباتي قصصا وشعرا. فقلت أن الأعظمية كانت مكانا لطفولتي الأولى وصباي، حيث ولدت فيها وعشت في بيت بسيط مع عائلة لم تكن صغيرة. وكان لي في شوارع الأعظمية وحاراتها أصدقاء وأصحاب. ثم أني درست في مدارسها الأبتدائية والمتوسطة فكانت سنواتي الأولى مليئة بالجهد الذي قد يزيد أحيانا على ما يتوقع أن يقوم به طفل يافع أو صبي طالع في مسيرة الحياة. وقد تقسو حياة الأعظمية أحيانا على أهلها وقد تغدق خيرا عميما، فهي المكان الذي لا يفتأ معينا للقص الذي لا ينضب.
وهكذا وجدتني أبحث في صفحات مجموعتي القصصية "رقصة التنين" عن دلالات الفضاء المكاني (مجموعة الأمكنة) سياحة بين ما كتبته خلال السنوات الماضية، رائحا وغاديا بين مكانات لها معانيها وصورها التي لا تخفى على القاريء اللبيب.
والمكان عمد من أعمدة القصة القصيرة جدا قد لا يقوى أو يستقيم بناء قصصي دونه. وقد يوظف المكان بتركيز ليدل على جغرافية القصة ومادتها ومضمونها مما يزيد في تقريبها لقارئها ويزيد بالتالي ويقوّي من صلتها بالقاريء. فكأني به القاريء يعيش مكان القصة مع الكاتب ويتماهى معه في حارات المكان وأزقته وأنهاره وجسوره، أذا كان هذا المكان مدينة مثلا.
وأهتمام القاريء بالفضاء القصصي واضحة أسبابه، حيث الشعور بأن القاص غير بعيد عنه جالسا في برج عاجي يتحدث عن خيالات لا تمت للقاريء بصلة بل على العكس فهو أبن مدينة القاريء وأبن حاراتها وأزقتها ودروبها وشوارعها. وعلى هذا الأساس يقاس نجاح القصة في التأثير واحداث التغيير المطلوب بتخفيز قارئها وجعله العين المشاهدة لتفاصيل جمالية أو غير جمالية لواقع المكان الذي قد يكون متغيرا في الحاضر ويستعيده الكاتب كما كان في الماضي، فيثير رغبة القاريء للمزيد من ذكريات ظنّ أنه نساها أو باعدها الزمن فلم يعد يذكرها.
وهكذا جاءت قصة "بائع السمك" مثلا في مجموعة "رقصة التنين" لتذكر مدرس النشيد في مدرسة التطبيقات دار المعلمين في الأعظمية ببغداد وهو المدرس حينها الفنان العراقي فاروق هلال الذي لم تذكره القصة بالأسم ولكنها ذكرت أغنية تراثية عرف هو بغنائها وهي أغنية " يا صياد السمك صد لي بنية". ثم تأتي قصة "أبو سعيد" هذا الرجل الذي ترك مدينته الأم منذ خمسة أعوام ليدخل مستشفى بلدته التي أغترب أليها مصابا بسرطان البروستات، وتظّل أبنته حائرة في ما ينبغي لها أن تقول لأبيها بعد أن سمعت عن تفجير بيتهم الكبير في بغداد. حيث يصبح المكان هنا مكانين في واقع حال الأغتراب. فقد يكون مكان المدينة الحالي حيث الوجود الفيزيائي للجسد معادلا غير موضوعي لوجود الروح في أرض المدينة الأم-المكان الأصل. وهو هذا الأزدواج المكاني دالة الغربة ومعاناتها حيث تتحدث عنه قصة الظلّ، فقد شقّ عصا الطاعة ظل المغترب وأنفصل عنه ليتقافز قرب نهر دجلة حيث المحلة الأولى.
وهكذا تأتي اقصوصة بيتي حيث أستنساخ البيت الأصلي في أرض الغربة، وقصة "موطني..موطني" و"خمسة أيام في لندن" حيث تنظر شخصية القصة الرئيسة لشارع أبو نؤاس البغدادي وهي تستلم سمة الدخول لبريطانيا وتفكر بزيارتها للندن فتظل تسأل "هل ستطول أيامي الخمسة في لندن فتصبح أشهرا وسنينا؟"
وعودة الى مدينة الأعظمية البغدادية تأتي قصة "الساعة" في مجموعة "رقصة التنين" لتوضّح أكثر الصلة مع ساعة الأعظمية وجامعها، جامع أبو حنيفة النعمان. فيقترب السرد من السيرة الذاتية والمكانية ليتم التفصيل بتركيز في تاريخ ساعة مشهورة في بغداد، وكأنها المعادل الدلالي لتاريخ مدينة بكاملها، حيث لم تنس شخصية القصة بأن الساعة " لا زالت دقاتها تذكّر الناس بأن الزمن الآتي لن يكون مثل الذي مضى".
أن الدراسات النقدية المتخصصة والتي تجلي وتوضح للقاريء مركز أهتمام قاص معين بالمكان أو مجموعة الأمكنة (الفضاء) من خلال طروحاته الأدبية، يعتبر عملا مهما في مسيرة الثقافة القصصية وخاصة في زماننا الحاضر هذا. وهي الدراسات التي تستقرأ رحلة السرد العربي عبر تناوله لدلالات المكان، جغرافية وواقعا ولغة وأيقاعا نفسيا وبناءا جماليا تعبيريا.



#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيدة أولوين: قصة قصيرة جدا
- يوميات طبيب: فقدان وعي!
- يوميات طبيب: قصتان قصيرتان جدا 1: أزرقاق 2: ضمور دماغ
- أطباء عراقيون يجتمعون في لندن ويناقشون أزمة طب التخدير في ال ...
- أحتفالية كتاب قصصي في ويلز: التنين يرقص على أنغام القص والقص ...
- أقصوصتان:1. زوجات وأزواج 2. تدريب قادة
- حول الجمعيات الثقافية العراقية في الخارج
- عنيّن: قصة قصيرة جدا
- لقاح الهوى
- يوميات طبيب
- الخلايا الجذعية تفوز بجائزة نوبل في الطب لعام 2012
- قصيدتان قصيرتان
- حول القصة القصيرة جدا
- قصيدتان قصيرتان: 1.هي التي تعرفني 2. انتظار
- قصيدة: أيقاع الحنين
- عالم الآثار العراقي بهنام أبو الصوف في ذمة الخلود
- احتفالية في ويلز بالشاعرة السعودية اعتدال الذكرالله
- المسرحي العراقي قاسم مطرود في ذمة الخلود
- السعيد وأقاصيص اخرى
- -رقصة التنين- مجموعة قصصية جديدة للقاص العراقي عامر هشام الص ...


المزيد.....




- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر هشام الصفّار - الفضاء القصصي في مجموعة القص -رقصة التنين-