أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - التجربة الدينية للنبي















المزيد.....

التجربة الدينية للنبي


أحمد القبانجي

الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 22:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بقلم: عبد الكريم سروش
ترجمة: أحمد القبانجي

عندما ننظر من بعيد إلى نبي الإسلام بنظرة أرضية وبشرية، نراه رجلاً مديراً، مصلحاً، مؤيداً وموفقاً إلى أبعد الحدود، فهو الشخص الذي يُشيّد ذلك البناء العظيم لوحده، ولم يتجمد ذلك البناء بعد رحيله في نطاق المرحلة التاريخية بل إزداد نمواً واتساعاً في حركة التاريخ البشري وتحقق بذلك وعد الله له على رغم الصعوبات والتحديات الكثيرة.
أجل فقد رحل النبي من هذه الدنيا، ولكنّ هدفه لم يمت بل ازداد قوّة ونشاطاً، وهذا هو معنى التأييد الإلهي للإنسان بحيث يقوم لوحده بهذا الأمر العظيم وينال ذلك التوفيق والنجاح المنقطع النظير. بيدَ أنّ التاريخ يحدثنا عن العديد من الشخصيات العالمية أحرزت مثل هذا التوفيق والنجاح بحيث أصبحت أفكارهم وتعاليمهم مدارس فكرية عالمية. على هذا الأساس لا يمكننا القول بأنّ هذه الخصوصية وهذا التوفيق من المعالم المقومة والملازمة للنبوة في حركة الرسالات، ولهذا السبب فإنّ الكبار من مفكّرينا وعلمائنا ركزوا على التجربة الوحيانية للنبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) وذهبوا إلى أنّ النبي هو الشخص الذي نال مفاهيم وتعاليم جديدة من خلال مصدر خاص للمعرفة لا يسع الآخرون نيلها والكشف عنها بالطرق الطبيعية. إذن فالمقوم لشخصية ونبوة الأنبياء هو الوحي فقط. أو «التجربة الدينية» في الاصطلاح الجديد. وفي هذه التجربة يرى النبي وكأنّ شخصاً يحضر عنده ويحدثه في أذنه وقلبه بمضمون الرسالة السماوية ويكلّفه بابلاغ التعاليم والأوامر الإلهية للناس، ويحصل للنبي علم يقيني بهذا الأمر بحيث يشعر بالاطمئنان القلبي والشجاعة الفائقة التي تدفعه إلى استقبال جميع أشكال العناء والتعب والمرارة في هذا السبيل بهدف امتثال الأمر وأداء الوظيفة الإلهية. إنّ نبيّاً كإبراهيم(عليه السلام) يرى في منامه «وهو عين تجربته الدينية» بأنّه يؤمر بذبح ابنه البريء، هذا العمل المخالف بصراحة للقواعد الأخلاقية من جهة، والمتقاطع مع عواطف الابوة من جهة أخرى بحيث لا يدور في خيال أي أب أن يستشعر الرضا بهذا العمل، ولا يتمكن أي شخص له مسحة من الأخلاق أن يقدم على ارتكاب مثل هذه الجريمة ويضغط على عنق الطفل البرىء بنيّة قتله بدون سبب ومسوغ. ولكنّ التجربة الوحيانية العميقة لإبراهيم خلقت في أعماق وجوده ذلك الاطمئنان الرائع بحيث أقدم على قتل ابنه بدون تردد.
هكذا تكون التجربة الدينية للأنبياء وبهذه الدرجة من اليقين والوضوح والقوّة بحيث تشكل في واقعها جوهر النبوة. ومن هنا نرى الأنبياء يتحركون في خط الطاعة والمسؤولية ببركة هذه التجربة القلبية التي تمنحهم القوّة والعزم للقيام بالأعمال العظيمة في تاريخ البشرية. إنّ الفرق بين الأنبياء وبين غيرهم من أصحاب التجارب الدينية هو أنّ الأنبياء لا يبقون أسرى تجربتهم الشخصية ولا يشغلهم التنعم بها عن أداء دورهم الإنساني، بل إنّهم بسبب حلول هذه التجربة في عمق ذواتهم يشعرون بوظيفة جديدة ويتبدل النبي عندها إلى إنسان جديد يسعى لبناء عالم جديد وإنسان جديد، وكما يقول إقبال اللاهوري:
ـ عندما يتوغل في الروح ينال روحاً جديدة..
ـ وعندما تتبدل روحه يتبدل العالم معه..
وينقل إقبال اللاهوري في كتاب «إحياء الفكر الديني في الإسلام» عن عبد القدوس الجانجهي (من المتصوفة الهنود) في بيانه للفارق بين تجربة المتصوفة وبين تجربة النبوة قوله: «إنّ النبي صعد إلى المعراج ورجع، ولو كنت مكانه لما رجعت». وهذا أفضل تعبير لبيان التفاوت بين هذين النوعين من التجربة حيث يبقى الصوفي مأنوساً بتجربته ولا يحب الخروج من إطارها، والحال أنّ النبي يحصل على شخصية جديدة بتجربته بحيث يصمم على بناء عالم جديد في واقع الحياة والتاريخ.
وأرى من الضروري التأكيد على هذه النقطة، وهي أنّ نفس التجربة الدينية لا تجعل من الشخص نبيّاً، ومجرّد رؤية الملك أو شهود عالم الغيب لا يحقق حالة النبوة في الإنسان. فالملك الإلهي ظهر لمريم وأهدى لها عيسى ولكنّ مريم لم تصبح نبيّة. والقرآن الكريم يبيّن هذه الحقيقة وكيفية لقاء الملك لمريم بأبلغ تعبير وكيف أنّ مريم خافت من رؤية الملك في أول الأمر ولكنّ الملك هدّأ من روعها وبشّرها بطفل. وقد ذكر المولوي في ديوانه الرائع «المثنوي» هذه الحادثة بخيال واسع وتصوير عميق حيث شرح الحوار الفرضي بين الملك ومريم ويقول على لسان الملك مخاطباً لمريم:
ـ إنّكِ تهربين من وجودي إلى العدم
ـ بينما أنا ملكٌ في عالم العدم أيضاً
ـ يا مريم انظري إلى دوري المشكل
ـ فإنني هلال تحت ظل البدر
ـ لا تقولي لا طاقة لي يا بنت عمران
ـ فإنّي جئت إليكِ من عالم القدرة
فالمولوي يقول عن الملك بأنني زاخر بالسرّ، فأنا ظاهر وباطن في نفس الوقت، من عالم الشهادة ومن عالم الملكوت، أعيش في داخله وخارجه ويتعلق وجودي بالطبيعة وما وراء الطبيعة، ولهذا السبب ملكتكِ الحيرة والخوف. أجل فإنّ النبوة تتضمن في معناها وذاتها عنصر المأمورية والتكليف، وهذا هو الشيء الذي تفتقده في تجارب العرفاء والمتصوفة. وهذه المأمورية السماوية انتهت بالخاتمية ولكنّ أصل التجربة والمكاشفة باق في حركة الشعور الداخلي للأفراد البشر على امتداد التاريخ.
ويشير الغزالي في كتابه الرائع «المنقذ من الضلال»، الذي يمثّل شرحاً لسفره الروحاني، إلى هذه النقطة، أي التجربة الدينية بعنوان أنّها أهم مَعْلَم من معالم النبوة، حيث يقسم طلاب الحقيقة إلى أربعة أقسام: المتكلّمين، الفلاسفة، الباطنية، الصوفية. ويختار في نهاية سلوكه الروحاني والعقلي مسلك الصوفية ويصرّح بأنّه وصل إلى «حقيقة النبوة» من خلال حركته في طريق المتصوفة، ولذلك يفتح باباً في نهاية كتابه لبحث مقولة النبوة، ومع شدّة اختصاره للموضوع إلاّ أنّه عميق جدّاً. فيقول في البداية إنّ بعض المعارف يحصل عليها الإنسان في حين أنّها فوق العقل والتجربة، ويمثّل لذلك بخواص الأدوية وأحكام النجوم التي يحصل عليها الإنسان بدون تجربة. ولا شك في أنّ إلهام النبي أو حدسه القوي قد منحه تلك المعارف السماوية. أحياناً يحتاج الشخص لصناعة دواء معين إلى أربعين أو مئة عنصر، فمن بإمكانه أن يجرب كل هذه الأمور؟
إذا كان هناك شك وترديد لدى الناس فهو في تشخيصهم النبي من بين المدّعين للنبوة. وهنا يقول العزالي: نحن، ومن أجل معرفة الفقهاء، ينبغي علينا إمّا السؤال من الفقهاء أو نكون فقهاء بأنفسنا لنتمكن بالتالي تشخيص من هو الفقيه. ومن أجل معرفة الرياضيين إمّا أن نسأل من أهل التخصص أنفسهم أو نكون نحن رياضيين ليمكننا تشخيص من هو الرياضي. وهكذا الحال في مجال النبوة، فنحن لا يمكننا تشخيص التجارب النبوية أو تمييز الأفكار الوحيانية وفوق العقلية، وبالتالي تشخيص من هو النبي، إلاّ بأن تكون لدينا ملكة التجارب النبوية والذوق الوجداني لذلك. أي أننا نتعرف على الأنبياء بنفس تلك الطريقة التي نتعرف بها على أصحاب الحرَف الأخرى. ولكننا نتساءل: من أي نوع هي التجارب النبوية؟
إنّ أدنى مرتبة للتجارب الدينية هي «الرؤية الصالحة» وهناك مراتب أسمى منها في المكاشفات والأذواق والمواجيد العرفانية (ومن خلال هذا الطريق نحصل على اليقين في مسألة النبوة لا من خلال انقلاب العصا إلى حية أو شق القمر، لأنّ هذه الطرق لو لم تقترن بشواهد أخرى فمن المحتمل أن تكون من جنس السحر والخيال) ولذلك لا يمكن الاعتماد، لإحراز نبوة النبي، على المعجزة أو الشواهد والاسناد التاريخية والاخبار المتواترة بل يجب في البداية معرفة حقيقة النبوة ثم معرفة مصداقها الخارجي. فمن يقول: «من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم» أو يقول: «من أصبح وهمومه همّاً واحداً كفاه الله همّ الدنيا والآخرة». فهذا القائل نبي، وهذا الكلام له رائحة الوحي وينبع من سرّ التجربة الدينية العميقة للنبي حيث ثبت صدق هذا الكلام بالتجربة مرات عديدة. وفي نظر الغزالي فإنّ الأشخاص الذين يمتلكون التجربة العرفانية فإنّ تجربتهم من جنس التجارب النبوية ولذلك يدركون معنى النبوة ويصدقون بذلك الكلام النابع من هذه التجربة ويفهمون ويعلمون مصدر هذا الكلام والمرتبة التي نالها المتكلّم. وعلى هذا الأساس فإنّ الطريق لمعرفة ماهية النبوة والتعرف على النبي مفتوح لكلّ إنسان. ومن العجيب أنّ النبي نفسه فتح هذا الطريق للآخرين.
ربّما يتحرك بعض المعلمين من موقع الذاتية والأنانية للحيلولة دون وصول تلاميذهم إلى مستوى الاستاذ ويؤدي ذلك لاهتزاز رونقهم. ولكنّ الأنبياء فتحوا طريق التجربة النبوية على أقوامهم وأتباعهم ولم يشعروا بالخوف من مزاحمة المنافس لهم لعلو شأنهم ومرتبتهم. وما نجده من تعاليم وأوامر عبادية في الدين من قبيل: التهجد، الصوم، الصلاة، الزكاة، الانفاق، وفي مقدمتها (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ...) هذه كلها تعاليم سماوية لأفراد البشر تفتح لهم باب التجارب العرفانية والنبوية، وتأخذ بيدهم إلى مرتبة نيل الحالة العرفانية والمواجيد النبوية.
إنّ النبي(صلى الله عليه وآله)يعلم جيداً أنّ الأشخاص الذين يتحركون في هذا الاتجاه، ليس فقط لا يمثّلون عقبة في طريقه أو خطراً على مكانته الاجتماعية بل سيتعرفون عليه أكثر ويعظمونه ويعرفون قدره أكثر، ولهذا السبب نراه يهتم بتشويقهم لسلوك هذا الطريق. فعندما صعد النبي إلى المعراج، كان يريد للجميع هذا الصعود في مراتب الكمال على قدر مراتبهم ومكانتهم. وأساساً فإنّ شرط التبعية للنبي هو التبعية لتجاربه، لا فقط اتباع أوامره ونواهيه. فالشخص الذي يتحرك في خط الإقتداء بالنبي حقيقةً هو من يشاركه في أذواقه وكشوفاته القلبية أو من يكون متطفلاً على تجربته النبوية. فهذا الاقتداء والتبعية يمثّل حقيقة التدين العرفاني لا التدين الفقهي الذي يهتم بمراعاة الأوامر والنواهي الشرعية، ومن هنا نجد مولانا يهيب بأُمة النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله)ويقول:
ـ إنّ الكسالى قد ذهبوا فأوصدوا الباب
ـ وليضحك الجميع من هؤلاء القوم الكسالى المملين.
ـ وشدّوا العزم للصعود إلى المعراج لأنّكم آل الرسول
ـ وقبلوا وجه القمر لأنّكم صرتم على السطح.
ومع ذلك فإنّ نبي الإسلام هو خاتم الأنبياء، أي أنّه نال الكشف التام بحيث لا يتسنى لشخص آخر نيل مثل هذا الكشف أو الحصول على ذلك التكليف الإلهي.
أجل فإنّ النبوة تعتبر نوعاً من التجربة والكشف، ومن يحصل على مثل هذه الكشف والتجربة فمن الطبيعي أن يريد للآخرين مسلكاً جديداً ويسعى لبناء عالم جديد وإنسان جديد تبعاً لشخصيته الجديدة.



#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الدين معيار للعدالة أو العدالة معيار للدين؟
- القراءة السطحية للنصوص
- -لا للديمقراطية- هو الشعار الحقيقي للإسلام السياسي
- صورة الله عند الفلاسفة
- من انجازات النبي ... توحيد القبائل والشعوب
- المنهج الجديد في تفسير النص
- اسطورة الفيل وحرب أبرهة الحبشي
- العلاقة المتبادلة بين الدين والأخلاق
- من انجازات النبي ... تشكيل الدولة
- مساهمات الفلاسفة في نشوء علم النفس
- حقوق الانسان من منظور اسلامي
- ابراهيم الخليل وإشكالية ذبح الابن
- الوعد الالهي بالارض المقدسة
- نقد الاعجاز البلاغي في القرآن
- موقف الاسلام من المرأة
- الفلسفة الوجودية


المزيد.....




- ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ ...
- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - التجربة الدينية للنبي