أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - العنف الديني والإسلام















المزيد.....

العنف الديني والإسلام


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 20:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العنف هو استخدام للقوة ضد خصوم أو أعداء,من البشر,وهو صنفان,منظم من طرف جماعة أو جماعات أو مؤسسات تابعة للدولة أو معارضة لها,لكن العنف أيضا يمكن ألا يكون منظما,أي اعتباطيا وفوضويا,لكن من الصعب الحسم فيه بالقول أن العنف المنظم له غاية,وغير المنظم ليست له غايات,فالقصد حاضر في كل السلوكات البشرية,بما فيها العدوانية منها,التي هي تعبير عن الغريزة,وانعكاس لما يصيب الشخصية الإنسانية من اضطرابات واختلالات,مرضية في الغالب حتى إن كانت ممارسة العنف ناتجة عن جماعات دينية أو عرقية أو سياسية,وهناك من اعتبر العنف أصل الحق,فبتهديد الوجود البشري والحياة,ابتدع العقل البشري صيغا لحفظ الحياة واستمرارها,وكأن البشرية تبدع دائما ما يحفزها على التخلص مما اختارته حلا لمشاكلها,فقد رسخ العنف ضرورة الدفاع عن الحياة,لكنه عندما غدا مهددا لها كان لابد للعقل البشري أن ينتقل إلى ما يحمي الوجود البشري,وبذلك تراجع العنف,لكنه لم ينمح بعد,بل ربما اتخذ صيغا أكثر قوة,هي الحروب والمواجهات المسلحة,المدمرة لمدن و حتى حضارات بأكملها,لكن الحضارات الإنسانية,لك واحدة تاريخها الخاص مع العنف,ومساراتها للتخلص منه والتحايل عليه,والحد منه.
1العنف في الدين
في الديانات غير السماوية,شكل العنف اتخذ طبيعة منسجمة مع الحكيم المؤسس للديانة,بل يمكن القول أن الأساطير كانت أكثر تسامحا مع الممارسات العنيفة,بل اعتبرتها قيمة بها يتم التقرب إلى الآلهة,وقد كان الأعداء يقتلون أو يرمون أحياء لآلهة الأنهار والنيران,وبهم يتم التقرب إلى آلهة الحروب والخصب والحياة,ولأن كتاب الأساطير لم يكونوا في الغالب معروفين,فمن الصعب البحث في الطبيعة النفسية لمبدعي الأساطير,لكن مع الديانات غير السماوية,الحكمية فقد تأثر العنف بطبيعة الداعية والحكيم,وطبيعة المنطقة التي عاش بها,وكيف كان تاريخها,فإن كانت أرض حروب ومواجهات اعتبر العنف حياة,وإن كانت المنطقة هادئة نسبيا مقارنة بأخرى,كانت تعاليم الحكيم مسالمة وداعية للسلم,لكن في حالات,ومنها البوذية,هناك طريقة غريبة للتعامل مع العنف,فالحكيم يدعو أصحابه إلى تعلم أساليب القتال,دون اللجوء إليه,فالروح البشرية مقدسة,ولذلك فهناك حق الدفاع عنها دون قتل الآخرين,أي بالإنتصار عليهم وإيقاعهم أرضا وربما حتى تكسير بعض أطرافهم.
لكن في الديانات السماوية,كانت اليهودية هي أول الديانات,التي اضطر النبي فيها فيها لمواجهة العنف,أي مواجهة سيدنا داوود لجالوت,بالمقلاع والإنتصار عليه,و كان ذلك درسا,إلى اليهود,أن القوة ليست جسدية بل فكرية,وأن الحق لا ينتصر دائما بالقوة,بل يمكن أن يلجأ إلى الحيلة والخديعة,فلم تمانع اليهودية منذ نشأتها في استخدام العنف ضد الخصوم والأعداء,بل قد تلجأ له حتى ضد اليهودي نفسه عندما يهدد الديانة أو يتطاول عليها,بإفشاء سر من أسرارها,.وربما لهذه الأسباب كانت المسيحية أكثر تسامحا مع خصومها و أعدائها,فقد ظهرت لتخفف من عنف اليهودية,الذي احتكم إليه اليهود بدون التفكير في أبعاده الإجتماعية والإنسانية,لكن المسيحيين,وربما بدافع مواجهة اليهود,اضطروا للعودة للعنف وتقديسه,واعتباره ضرورة دينية لتطهير البلدان والأرض بأكملها من السحرة واليهود وغيرهم من أعداء الله والمسيح.إلى أن ظهر الإسلام,بحيث عرف عن الديانة الإسلامية,عدم لجوئها للعنف,ولكن ليس حد التسامح المسيحية في بداياتها,فقد تعامل المسلمون الأوائل أيام الرسول مع الكفار بطرق تختلف عن التعامل مه أهل الكتاب,وهنا كانت أول مرة في تاريخ الديانات يحصل التمييز بين مختلف الديانات,أي الديانات السماوية والوثنية,لكن بعد مرحلة التأسيس وانمحاء النموذج سيعود العنف القاسي للمسلمين,وهذه المرة ليس ضد أعدائهم وخصومهم,بل حتى بينهم,وقد كان عنفا فظيعا,وصل حد التطاول على حفدة النبي عليه الصلاة والسلام سنة62 هجرية,وهنا بدأت دوامة العنف أكثر اشتعالا,وقوة في التاريخ الإسلامي,وامتدت فيما بعد إلى كل الحركات الدينية والمذاهب,لتواجه بعضها بما لم يتخيل في تاريخ التيارات الدينية,من هنا كانت حركات الإسلام السياسي وريثة عنف مضاد تجاه بعضها,ثم تجاه أهل الكتاب,ثم الوثنيين الذين استبدلتهم بالشيوعيين والعلمانيين و حتى الليبراليين كما تدعي في أغلب الأحيان وهي ترفع شعارات الإنتصار للإسلام وبعث الدعوة كما كانت قوية ومطهرة للأرض من المشركين والكفرة والزنادقة والملاحدة,وهنا كانت الحركات الدينية بتربيتها الإيديولوجية لأتباعها لا تمانع باللجوء للعنف والتصفيات الجسدية للخصوم والمرتدين وما يعيشه العالم العربي من هزات وانتقامات وردود فعل آخرها ما عرفه السودان وتعرفه تونس ومصر حاليا,بحيث تفاجأت النخبة العربية بمستوى العنف الذي تخزنه حركات الإسلام السياسي السنية بالخصوص ضد غيرها من المسلمين,باستثناء حركة الجهاد الإسلامي,التي رغم سنيتها حافظت على قيم الإحترام للمختلفين معها من حركات التحرر العربية والوطنية,ويظهر ذلك في خطاباتها وخطابات حزب الله اللبناني,وهذان نموذجان في اللحظة الراهنة للتسامح الديني الإسلامي,وإن كان البعض يذكر بمواجهات الحرب الأهلية اللبنانية,فتلك كانت حرب,ولم تكن مناوشات مدنية أو سياسية,كما يحدث في مصر وتونس اليوم.
2العنف في الإيديولوجيا
هنا لا يمكن التنكر ونسيان التجربة الماركسية في الثورات الإجتماعية ذات الأبعاد السياسية,فقد اعتبر الفكر الثوري الماركسي العنف ضرورة تاريخية,لا يمكن الإستغناء عنها لتحقيق الثورة,ولم تكن الماركسية وحدها من اخترع العنف ,بل إن الفكر البورجوازي قبلها كان الممهد للتحولات العنيفة,وسلم بضرورته التاريخية,بل هناك الكثير من الإيديولوجيات الوطنية والقومية,التي اعتبرت العنف ضرورة دينية مقدسة ,ينبغي التبرك بها لنيل رضى الأجداد والأتباع والفوز بنور الحقيقة التي لا توصل إليها إلا أنوار الدماء وألوانها الحمر,بل هناك حضارات حافظت على هذه التقاليد وبحثت لها عن مبررات فكرية وسياسية لاستعراض القوة وفرضها على الكل,فالعنف مع الماركسية اتخذ أبعادا طبقية واجتماعية,وقد كانت هذه إضافة تاريخية تعرفها البشرية لأول مرة في تاريخها,ليمتد لبعض المواجهات التي اتخذت أشكال حروب بين دول وتكتلات سياسية واقتصادية كبرى,عرفها العالم في القرن التاسع عشر.
خلاصات
إن أعنف أشكال المواجهات,هي تلك التي تتخذ أشكالا دينية,فالعنف الديني لا يقود حتما لبناء آليات مقاومته,والدليل على صحة هذه الفكرة,هو تاريخ العنف في الإسلام ,لمدة طويلة نسبيا لم يقد إلى خلق ميثاق واعي أو لاواعي في الثقافة الإسلامية لنبذ العنف والتنكر للممارسيه من كل الفرق والمذاهب ولو على الأقل تجريم اللجوء إليه تجاه بعضها.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بؤس السياسي ويأس الثقافي
- الإسلام وفكرة التحرر
- الحكومات الإسلامية
- سلطة التوافقات
- اليسار الإتحادي
- لادينية الدولة
- مقطع من رواية موت المجنون,لحميد المصباحي
- يسارية المثقف المغربي
- حزب النقابة ونقابة الحزب
- عرب المراجعة وعرب المواجهة
- الذاكرة والمخيال والدين
- سرية الكتابة في العالم العربي
- العلمانية والديمقراطية في العالم العربي
- الشيعة والسنة ورهان التقارب
- الثقافة العربية
- الدبلوماسية المغربية
- فكرة الأزمة في المغرب
- سجالية المعارضة في المغرب
- عنف الإسلام السياسي
- الدولة والعولمة


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - العنف الديني والإسلام