أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي لهروشي - على هامش الدعوة لمساعدة بعض المنكوبين المغاربة : الحقيقة تؤلم ولكن لابد من قولها .















المزيد.....


على هامش الدعوة لمساعدة بعض المنكوبين المغاربة : الحقيقة تؤلم ولكن لابد من قولها .


علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)


الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 18:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعرف العام و الخاص أن الفقر جد مدقع بالمغرب وخاصة بالبوادي و القرى و الجبال ، لأن الفقر في المدينة على كل حال قد يضمن للمحتاج لقمة عيش ولو من قمامات الأزبال ، ولكن لا يضمن تلك اللقمة بتلك البوادي و القرى لعدم وجود قمامات الأزبال بها بالمرة ، قد يعتقد البعض من خلال هذه المعادلة أنني أدافع عن سكان البوادي و القرى أكثر مما أدافع عن فقراء المدن ،هذا ليس هو ما أقصده بالبات و المطلق ، فالفقراء بالمغرب هم فقراء ، و إن إختلفت درجات فقرهم ، و أماكن تواجدهم ، وظروف عيشهم ، إلا أن جحيم البوادي و القرى المحاصرة من قبل غضب الطبيعة من جهة ، وغضب الديكتاتور وقبيلته العلوية من جهة ثانية ، هو ما لايمكن لفقراء المدن تصوره ، و لا حتى الحلم بمعاناته ، لأن الفقر و العوز بالبوادي و القرى شبيه بسجن مظلم ، المتواجد به مفقو د، و الهارب منه مولود ، ولهذا فإنني أشعر بالحزن ، و الأسى ، مما أراه من صور ، وفيديوهات ، وما أسمعه من سرد للمعانات ، و القصص و الحكايات الواردة من تلك القرى و البوادي ، الشبيهة بحكايات الناجين من أسرى و محرقة الفاشية و النازية ، إنها المعانات و العبث بالإنسان بكل معنى العبث ، عبر تركه يموت موتا باطئا ، إنه الإنتقام الممنهج بالعقلية الشريرة ، التي لم ينجو منها لا الأطفال ، ولا الشيوخ ، و لا النساء من مختلف الأعمار بتلك البوادي و القرى عامة ، و الأمازيغية منها على وجه الخصوص ، التي اصبحت الأن أهات ، ومعاناة ، و أوجاع أهلها تصل إلى مسامع و أنظار البعض عبر المواقع الإعلامية كاليوتوب و الفايسبوك ، بالطبع بفضل الثورة التكنولوجية و الإعلام ، التي عرفتها السنوات الأخيرة ، بعدما قضى ومات العدد الكبير من سكان هذه البوادي و القرى ، ممن لم تشملهم حملة هذه الثورة التكنولوجية للتعريف بمعاناتهم ، ولم يذكرهم و لم يتذكرهم أحد ، لأن زمان التطور الإعلامي أنا ذاك لم يكن حاضرا ولم يحدث الثورة المعلوماتية التي حدثها الأن .
إن الجدوى من هذا الجرد هو محاولة أثارة الإنتباه إلى حالة عاطفية إستدعت البعضوحركت شعورهم ، حيث دعوا إلى جمع التبرعات من أموال ، و أدوية ، و أغطية ، و ملابس ، و أحذية لمساعدة بعض القرى الأمازيغية المنكوبة ، و على رأسها منطقة - الفكو - التي تعرضت ولازالت تتعرض لفاجعة تلوى الأخرى ، فبعد موت 28 طفلا من جراء معانات الجوع ، و البرد ، و العراء ، و التهميش سنة 2007 وهي الفاجعة التي تناولتها قناة الجزيرة ، وكذبتها قنوات الطاغي الديكتاتور المفترس محمد السادس ، الذي حاول أن يخدع العالم بقيامه بزيارة للمنطقة بعد مرور سنة عن تلك الفاجعة المؤلمة ، حتى يضحك كعادته عن العالم مسخرا في ذلك جواسيسه ، وخدامه ، وعملائه من الإعلام ، و مايسمى بالمؤسسات الصورية كالحكومة ، و البرلمان ، حتى يروجون له لقب " ملك الفقراء " وها هي المنطقة تعرف فاجعة أخرى ، حيث موت الأطفال واحدا خلف الأخر من جراء الجوع ، و البرد ، و الإهمال وفقر الدم ، و انعدام الأدوية ، و المستوصف ، ومن هنا يتسائل كل عاقل ماذا فعله الديكتاتور المفترس محمد السادس للمنطقة من خلال زيارته تلك ، التي صرفت فيها أموال ميزانية الشعب بدون جدوى ، لأن الأعمال تقاس بالنتائج و ليس بالزيارات ، و النتيجة هي الفاجعة تلوى الأخرى بالمنطقة.
إنها الفاجعة التي حركت ربما عاطفة بعض المغاربة الأمازيغ بالخارج لنشر دعوة ، بل بث دعوات عبر شاشة اليويوب ، الفايسبوك الغرض منها حسب دعواتهم تلك ، هو جمع التبرعات لمن هو في وضعية صعبة بين الموت و الحياة بمنطقة - ألفكو - فلم تمر سنة بعد عن دعوة أمازيغ أحرار من أبناء مدينتي - الناضور و الحسيمة - لشن حملة إنسانية تضامنية وجمع مختلف أشكال التبرعات ، و القيام الجماعي بزيارة المناطق الأمازيغية بالأطلس لربط أواصر التضامن ، و التقارب مع إخوانهم الأمازيغ هناك ، وهي الحملة الإنسانية التي تعرضت للمنع ، و التهديد ، و التخويف من قبل عملاء و أقنان الديكتاتور محمد السادس ، التي منعت تلك المبادرة الإنسانية ، التي بإمكانها إنقاذ أطفال المنطقة من الموت البطيء ، لأن سكان مناطق الريف ُيعرفون بعاطفاتهم ، و إنسانيتهم ، حيث أنهم سيتبرعون بكل مالذيهم من الأغطية و الأفرشة ، و الملابس ، خاصة و أن أغلب المتبرعين إما تجار ، و إما مهاجرين ، ولكن الحقد ، و الكراهية ، و الإنتقام الممنهج الذي تمارسه القبيلة العلوية ضد الأمازيغ بالمناطق المنكوبة ، منع تلك المبادرة التواصلية بين كل من أمازيغ الشمال ، و أمازيغ الأطلس ، لكن السؤال المطروح هنا هو : لماذا تم إجهاض تلك المبادرة الإنسانية بين الأمازيغ فيما بينهم من قبل أعوان وعبيد و أقنان القبيلة العلوية ؟ ولماذا اتخذ المبادرون الأمازيغ مبادرتهم تلك بعيدا عن تنسيقهم مع خدام و أعوان القبيلة العلوية ؟
إن الجواب واضح وضوح الشمس في نهار صيفي ، وهو إنعدام الثقة المتبادل بين المبادرين ، وبين أعوان القبيلة العلوية ، فمن جهة القبيلة العلوية فهي تخشى أن يتم بناء قنطرة تواصلية بين كل من أمازيغ منطقة الريف ، وأمازيغ باقي المناطق الأخرى بالمغرب ، لأن ذلك قد يشكل عليها خطرا ، بل قد تؤدي وحدة الأمازيغ إلى زوال تلك القبيلة العلوية التي لا تعيش ، ولا تحكم سوى عبرسياسة " فرق تسود " إلى جانب أن جشعها و طمعها ، و امتصاصها المستمر و الدائم لدماء المغاربة عبر تاريخ حكمها جعلها شريرة ، حاقدة ، لن تدع أي مبادرة كيف ما كان نوعها وهدفها تمر، دون أن تستفيد منها بأي شكل من أشكال الإستفادة ، سواءا إستفادة إعلامية باستحوادها عن أي مبادرة ، أو إستفادة سياسية أي بركوبها على كل تحرك ، أما الإستفادة الماليةحيث ممارسة النهب ، و الإختلاس في كل شيء ، وصولا حتى الإتجار بأرواح و بشرف المغاربة .. و لأن التاريخ و الممارسات ، و الأساليب أثبتت لجميع المغاربة بدون استثناء على أن القبيلة العلوية ، وخدامها ، و أعوانها من المتحكمين في الشأن المغربي هم لصوص ، وخونة ومحتالين ، وفاسدين بكل المقاييس، وعلى رأسهم الفاسد المفسد الديكتاتور المفترس محمد السادس ، هو الشيء الذي جعل المبادرون يبادرون إلى دعوتهم ، ورغبتهم جمع المساعدات ، و التبرعات وإيصالها بأياديهم إلى من يحتاج إليها ، لأن هذه المساعدات إذا مرت عبر قنوات اللصوص المتحكمين و المسيرين للشأن المغربي ، فإنها لن تصل إلى هدفها ، وهذا أمر مؤكد لايجادل فيه أحد ، لأن هؤلاء اللصوص قد سرقوا ونهبوا مؤسسات ومالية المغرب ، و المساعدات الأجنبية ، وباعوا حتى المساعدات الغذائية التي كانت تمنحها مؤسسات الأمم المتحدة بالمجان كمساعدات لفقراء المغرب كالزيت ، والدقيق ، و الملابس المستعملة التي باعها سماسره محمد السادس بالأسواق على شكل ما يعرفه المغاربة ب " الخوردة " و المغاربة لا يعرفون أن تلك الملابس المستعملة في الوقع تمنح بالمجان لفقراء المغرب عبر الكنائس ، و منظمات اليونسيف ، و اليونيسكو ... بعدما يتم جمعها في صناديق وحاويات توضع عبر كل شوارع المدن الأوروبية ، حتى يتمكن السكان من رمي تلك الملابس المستعملة بها ، كي يتم شحنها وتوزيعها على الدول الفقيرة ، بغرض توزيعها بالمجان من قبل سلطات تلك الدول على فقرائها ، ولكن السلطة بالمغرب تبيع كل شيء ، إلى حيث صار البعض من السماسرة أغنياء من خلال تجارتهم المربحة في تلك المساعدات ، وهذا هو المغرب الحقيقي الذي على الجميع أن يعرفه..
إنني أتضامن مع كل مبادرة إنسانية حقوقية تهدف إلى رفع الحصار ، و التهميش الممنهج الذي تعرض ولازال يتعرض لها المحتاجون ، و الفقراء ، و المهمشون ، و المعوزون بالمغرب ، ومستعد لأساهم بما أنا قادر عليه ، على أساس أن يسود الوضوح و الشفافية ، و الجهر بالحقيقة ، تلك الحقيقة التي بإمكانها أن تؤلم البعض ، ولكنها أكيد أنها ستسعد البعض الأخر ، وللوصول لتلك الحقائق ، لابد على كل إنسان ممن يريد المساهمة الفعلية بقلبه ، وبعقله ، و بضميره ، وبماله ، وبأغراضه ، في مثل هذه المبادرات الإنسانية أن يضع الأسئلة المحيرة التالية ، وعليه أن ينطلق من فرضية الشك حسب ما تعلمه الإنسان من خلال تحاريب حياته قصد الوصول لليقين : من هو المسؤول عما وصل إليه وضع الفقراء بالمغرب ؟ من هي الجهة التي كانت وراء مثل هذه المبادرات ؟ كيف يمكن إيصال هذه المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين فعلا ؟ من يضمن للمساهمين نزاهة هذه المبادرة ؟ ما هي الوجوه الأمنة التي يمكن تكليفها لإيصال ، و السهر على توزيع ما سيتم جمعه ؟ لماذا لم تعتمد المبادرة أساليب أخرى إعلامية ، و سياسية محددة ، لأنقاذ المناطق المنكوبة نهائيا عملا بمقولة " لا تعطيني سمكة بل علمني كيف أصطادها " ؟
فيما يخص السؤال الأول وهو المطلوب التحلي بالجرأة ، و الشجاعة لتحميل المسؤولية المباشرة للديكتاتور المفترس محمد السادس ، فيما وصلت إليه وضعية الشعب المغربي عامة ، و فقراءه خاصة . أما فيما يخص الجهة التي كانت وراء مثل هذه المبادرات ، فمهما كان حسن نيتها في محاولتها التخفيف من معانات المحتاجين ، ولا أقول إنقاذهم ، فإنه بدون سهر النزهاء من المبادرين شخصيا على توزيع التبرعات ، و المساعدات ، التي سيتم جمعها ، فإن العملية سيشوبها الإختلاس ، و التلاعب ، و النهب إذا مرت هذه المبادرة عبر الأعوان ، والخدام ، و الأقنان ، والعبيد من ممثلي السلطة بالمغرب ، وهذا ما لم يتم توضيحه من قبل المبادرين بعد.
إن فقدان الثيقة في المافيا الحاكمة بالمغرب هو الذي جعل كل مغربي يمتنع عن إي مساهمة من أي نوع إذا كانت فيها تلك المافيا السلطوية حاضرة ، لأن أياديها وسخة ، ونثنة ، و قذرة ، وهي السبب فيما الت إليه وضعية فقراء المغرب ، وبالتالي لا يمكن لأي عاقل أن يكلف الذئب بحراسة الماشية . في هذا الإطار يتم مثلا تكليف أشخاص أمازيغ يعرفون بنزاهتهم ، وشجاعتهم ، وحسن سلوكهم ، وبلغتهم الأمازيغية التي تؤهلهم للتحدث للمحتاجين الأمازيغ مباشرة بنفس اللغة ، وفي هذا الباب لماذا لا يتم تكليف كل من الأمازيغي - علي خداوي - أستاذ جامعي بمدينة - القنيطرة - ، و - أحمد عصيد - وترك الإختيار لهما ، لإختيار من سيرافقها لزيارة بعض القرى التي سيتم جمع التبرعات لها بالأطلس الأمازيغي المنكوب؟
بعض المتحمسين بعاطفتهم الجياشة لمثل هذه المبادرات قد يعرفون أو لا يعرفون بأن مافيا السلطة بالمغرب ، ومخابراتها تسهر ليلا و نهارا للتفكير في جميع السيناريوهات المربحة للديكتاتور ، التي يتم من خلالها جلب العملة الصعبة للمغرب بشتى الوسائل و الطرق ، من بينها الإتجار في المخذرات ، و التهريب ، و إغراء المهاجرين المغاربة ، و المستثمرين الأجانب ، وصولا حتى تلفيق التهم للأبرياء ، وبيعهم للدول الغربية ، ممن يطلقون عليهم بالخلايا الإرهابية ، و خلق شبح الإرهاب الذي يطغى عليه جو من الرعب داخل المغرب وخارجه ، وخاصة بالدول المجاورة ، لإبتزاز الدول الغربية ، و التسول لذيها بمعانات الفقراء ، و المحتاجين و المهمشين المغاربة ، حيث أن تلك الدول تمنح المساعدات تلوى المساعدات ، وعبر كل هذه الحيل و الخدع ، فإن تلك العملة الصعبة يتم جمعها من قبل الأبناك بالمغرب وبعثها إلى ما يسمى ب " بنك المغرب " ، ومنه يتم بعثها في الصناديق إلى قصر الديكتاتور ، كي يتم تهريبها إلى الخارج في حقائب دبلوماسية ، لتكديسها في حساباته الخاصة بمختلف الأبناك بالدول الأوروبية ، و الأمريكية ، وهو الأمر الذي تمت الإشارة إليه في كل المؤلفات التي كتبت حول الديكتاتور، وقبيلته العلوية ، ومنها كتاب " صديقي الملك " للمؤلف الفرنسي - جيل بيرو- ثم كتاب " محمد السادس المفترس " لكل من - كاترين كراسيت - و- إريك لورون – إذن فإن عملاء الديكتاتور و أعوانه يستعملون كل الطرق لإبتزاز الجميع ، ومن خلال هذا فهم يحركون الجمعيات ، و المنظمات المؤسسات ، و المساجد التي أنشؤوها سرا وعلانية عبر القنصليات و السفارت للتسويق للمغرب ، و الترويج له تارة في صورة سياسية كمغرب متقدم ، وديمقراطي ، وحقوقي ، وتارة في صورابتزازية كمغرب الإرهاب و البؤس ، و الحزن ، و الفقر، وفي كل الأحوال يكون هدف الديكتاتور هو الربح ثم الربح ، حتى ولو تطلب منه ذلك تفريق ميزانية المغرب بمنحه أكثر من 22 مليار للأقلام المأجورة بالدول الغربية للترويج لصورة المغرب ونعته بدولة ديمقراطية ، في حين أنه لم تم استثمار هذا المبلغ في مشروع إنقاذ المشردين و المحتاجين من المغاربة لكانت صورة المغرب أفضل بكثير مما ساروجه تلك الأقلام المأجورة..
هنا وهناك مهاجرين أفرادا ، و جمعات من المنضوين تحت جمعيات كانت إلى وقت قريب تناضل من أجل تغيير الوضع بالمغرب ، ولكن المخابرات المغربية تمكنت بمختلف الأساليب أن تستقطبها لتغيير مواقفها من معارضتها للديكتاتورية بالمغرب إلى الدفاع عن نفس الديكتاتورية ، ومن بين طرق الإستقطاب التي نهجتها المخابرات المغربية ، ولازالت تنهجها ، هو جر هؤلاء الأفراد ، و الجماعات عبر عرض المنح الدراسية عليهم لمواصلة تعليمهم بالدول التي هم مهاجرين فيها ، ثم حتهم على تنظيم عقد سهرات فنية وثقافية ، وخلق مبادرات يطلق عليها إنسانية ، الكل يتم في إطارأستهداف المهاجرين المغاربة ، بما يسمى بتنظيم المغاربة ، وكأن المغاربة في حاجة إلى أجهزة مخابراتية لتنظيمهم ، بل جلب بعض مغاربة الخارج للمشاركة في ما يسمونه بالندوات ، و اللقاءات و المنتديات التي تقام بين حين وحين بإسم المهاجرين بكل من مدينتي – الرباط – و – طنجة - على وجه الخصوص ، وهي لقاءات لا تمثل المهاجرين المغاربة لا من قريب ولا من بعيد ، لأن المهاجرين لم يسبق لهم لا بالأمس ، و لا باليوم أن إختاروا ، أو شاركوا في التصويت ، وانتخاب من سيمثلهم ، كي يتكلم البعض بإسمائهم كمهاجرين ، ولكن المخابرات بالمغرب كانت تسدد تذاكر السفر ذهابا و إيابا ، والإقامة بالفنادق الفاخرة للخونة من بعض الأفراد من المهاجرين، تحت ذريعة حضور تلك اللقاءات تحت شعارتها المختلفة ، من هنا كان يتم استقطاب بعض الإفراد من المهاجرين لاستعمالهم كجواسيس من جهة ، وكعملاء لاستقطاب بعض المهاجرين الأبرياء عبر طرق البر و الإحسان خاصة العاطفيون من هذا النوع ، حيث تفتح جميع الأبواب أمامهم بالمغرب إبان عقد تلك اللقاءات ، وتوفر تلك المخابرات لهم كل شروط التنقل خارج وداخل المغرب ، ونقلهم بالسيارات الفاخرة إلى الفنادق وأماكن اللقاءات نهارا ، ثم إلى الحانات و المراقص الليلة ليلا ، حينها يشعر هذا المهاجر الساذج ، و كأنه شخص مهم في عالم المال و الأعمال ، وأنه عقل وطاقة يمكنه أن يجد له موطىء قدم في وطنه الأول المغرب ، الذي طرده الفقر و الحرمان و الظلم و الاستبداد و العبودية منه قبل زمن ما ، حيث هاجره منكسرة القامة يمشي فارا إلى وطن ثاني رفع من شأنه ، وضمن له العيش الكريم ، و الكرامة و الحقوق ، والحرية ، و اليوم تستقطبه المخابرات بأساليبها الخبيثة تلك ، وكأن المغرب الذي طرده بالأمس ، يرحب به اليوم من جديد ، هكذا يتم استقطاب بعض مغاربة المهجر بالطبع من غير المسيسين ، و الانتهازيون من الخونة منهم بالدرجة الأولى ، ومن هذا الباب فإنه من حقي كمغربي أمازيغي حر أن أنبه الأحرار مستفسرا عن كل التفاصيل المحيطة بمثل هذه المبادرة الإنسانية التي تمت الدعوة إليها ، كدعوة إنسانية للتضامن ومساعدة المنكوبين من المغاربة ، كما أنني أعارض مثلي مثل الكثير من المغاربة كل المبادرات التي سيشارك فيها أعوان ، و خدام ، و أقنان ، و عبيد القبيلة العلوية ، سواءا من قريب أو من بعيد ، بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة ، لذا فإن أي مبادرة تتطلب الوضوح ، وتحمل المسؤولية ، إذا كان الهدف الحقيقي منها هو مساعدة المنكوبين من الفقراء قولا وفعلا.
هناك مغاربة عاطفيون يستطيعون المساهمة بما لذيهم ، لكنهم لايريدون إضافة الماء للبحر، وهم يعلمون علم اليقين أن ما سيقدمونه سيتم نهبه من قبل لصوص الديكتاتور محمد السادس ، ومن هذا الباب فإن المساهمة بإرسال العملة إلى المغرب هي مساهمة في إضافة الماء للبحر لما يتم جمع تلك العملة من قبل زبانية الديكتاتور وتهريبها للخارج ،إذن فإن المساعدة التي يمكن للمهاجر تقديمها هي المواد الغذائية و الأدوية ، والأغطية و الأفرشة و الملابس ، ولتجنب متاعب النقل و التنقل يجب فتح حساب بنكي بإحدى المدينتين - سبتة - أو- أمليلية – بالبنك الإسباني حتى لايتم إدخال تلك العملة الصعبة للديكتاتور من جهة ، ولعمل القرب الجغرافي من جهة أخرى ، وللتكمن من مطالبة ذلك البنك الاسباني بإصدار تقرير حول صرف تلك المساهمات التي تم وضعها بذلك الحساب الذي سيتم فاحه بغرض المساعدة الإنسانية ، كي يطمئن كل مساهم عن مساهمته ، ثم تكليف مغاربة نزهاء للعمل على صرف تلك الأموال على أرض إحدى المدينتين لشراء اللوازم الضرورية للمنكوبين الفقراء الذين ستشملهم تلك المساعدات الإنسانية .
كما أن هناك طرق أخرى لمساعدة المغاربة المحتاجين ، ومن ضمنها الدعوة الإستعجالية للقيام بمظاهرة أمام البرلمان الأوروبي ، و الكونغريس الأمريكي ، وتقديم ملف مطلبي لهما من أجل إيقاف كل المساعدات المالية التي يتم منحها للمغرب ، حتى يتم خلق لجن مشتركة بين المانحين ، و النزهاء من المغاربة ، للعمل الجاد و المسؤول على إيصال تلك المنح إلى هدفها ، و عرقلة الطريق أمام لصوص الديكتاتور محمد السادس ممن ينهبها ، ويحرمون بذلك ذويها ، ثم التركيز الإعلامي على معانات فقراء المغرب ، وخاصة بالبوادي و القرى ، لأن الإعلام بمختلف وسائله ، المتجلية في نقل الأخبار، و الصور، و الأشرطة المسجلة عبر الفيديوهات لن يكفي بدون العمل على ترجمتها إلى مختلف اللغات ، وتلك هي الحرب الحقيقية التي سيتم من خلالها الإنتصار على الديكتاتور المفترس محمد السادس و زبانيته ، وبإمكاننا كل من موقعه أن نخلق الحدث ، ونفتح النقاشات بكل المؤسسات الأوروبية ، و الأمريكية عن الوضع المتردي و الفاسد بالمغرب ، الذي لم يذهب ضحيته سوى الأبرياء من الفقراء و المحتاجين ، وذلك من خلال مراسلة كل تلك المؤسسات ، وصولا إلى حكومات ، و برلمانات جميع الدول المانحة ، وهي الطريقة التي سيمكن من خلالها إنقاذ المغاربة من القمع ، و الجوع ، و الفقر ، و التهميش و الحرمان ، و العبودية ، و الاستعباد ، الذي هم عرضة إليه من قبل القبيلة العلوية و على رأسها الطاغي الديكتاتور المفترس محمد السادس ، وبهذا يمكننا تطبيق مقوله " لا تعطيني سمكة ، بل علمنى كيف أصطادها "
علي لهروشي
مغربي مع وقف التنفيذ
أمستردام هولندا



#علي_لهروشي (هاشتاغ)       Ali_Lahrouchi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاجل من هولندا : بيان المعتقل السياسي الأمازيغي يفضح حكم الد ...
- بيان المعتقل السياسي الأمازيغي يفضح حكم الديكتاتور محمد السا ...
- مخابرات الديكتاتور محمد السادس تختطف اليساريين بالمغرب وتلفق ...
- حقيقة الحكم الملكي الديكتاتوري الهمجي في المغرب
- الديكتاتور بالمغرب يدمر عائلة أمين حمودا اللاجئ السياسي ببلج ...
- الملتحون المتأسلمون بالمغرب يهرولون خلف الديكتاتور محمد السا ...
- الديكتاتور محمد السادس يريد شراء صمت الغرب بأموال الشعب المغ ...
- تفاصيل إختطاف مخابرات الديكتاتور محمد السادس بالمغرب للطالبة ...
- من هو - حسن أوريد- الذي نُريد ؟
- رسالة إلى الشعب المغربي الحر: لنجعل فاتح ماي يوم الثورة ضد ا ...
- الديكتاتور محمد السادس المفترس يحتل ضيعة إسمها المغرب ويتاجر ...
- النص الكامل لتقرير لجنة التحقيق في أحداث مدينة – تازة – بالم ...
- رسالة إلى برلمان الاتحاد الأوروبي ولكل أحرا العالم لتوقيف ال ...
- أقنان وعبيد الديكتاتور محمد السادس تحاصر بني بوعياش بمدينة ا ...
- بلاغ هام جدا حول قرصنة عبيد وأقنان الديكتاتور محمد السادس لص ...
- القوات القمعية للديكتاتور محمد السادس تُحاصر مدينة تازة المن ...
- الديكتاتور محمد السادس يعين حكومة العبيد وأمريكا تضغط على جم ...
- الضابط العسكري المغربي السابق اللاجئ السياسي باليونان يدخل ي ...
- الدستور و الإنتخابات ومايسمى بعلماء المغرب وفتوى - من نكح أم ...
- الضابط العسكري المغربي السابق اللاجئ السياسي باليونان بين ال ...


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي لهروشي - على هامش الدعوة لمساعدة بعض المنكوبين المغاربة : الحقيقة تؤلم ولكن لابد من قولها .