أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - ما مدى واقعية افكار الاستاذ محمد عبد الجبار الشبوط عن الدولة الكردية ؟















المزيد.....

ما مدى واقعية افكار الاستاذ محمد عبد الجبار الشبوط عن الدولة الكردية ؟


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 16:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا ادري ان كان ما ورد في مقال الاستاذ محمد عبد الجبار الشبوط في جريدة الصباح الحكومية في : 4 / 12 / 2012 ، يمثل اجتهاداً شخصياً ، ام هو صدىً لاتجاه سياسي بدأَ بالتبلور داخل مكاتب صناعة القرار السياسي الرسمي . فلأول مرة اقرأ رأياً شبه رسمي بهذا الوضوح ، يدعو الى انفصال الكرد بدولة خاصة بهم عن جسد الدولة العراقية في حال فشل المفاوضات الجارية بين الجكومة الاتحادية وبين حكومة اقليم كردستان . يرى الكاتب ــ ولنسمي ما يقول اقتراحاً ــ في رأيه هذا ممراً آمناً لتجنب [ امكانية حصول صدام عسكري ] بين الطرفين . يتضمن اقتراحه تنفيذ ما يسميه بالخطة باء فور فشل المفاوضات بين الطرفين في ما يسميه بالخطة الف . ويبدو ان الاستاذ محمد الشبوط يائس من وصول الطرفين الى الاتفاق على نقاط مشتركة بسبب من وجود [ قوى تتحدث امام الاعلام بلغة ، وفي الغرف السرية بلغة اخرى ] الكاتب لم يحدد لمن تنتسب هذه القوى ، للتحالف الكردستاني ام للتحالف الوطني ؟ ولكن كلامه يشير الى قوة نفوذها وتمكنها من التأثير على صانع القرار السياسي : [ الامر الذي يعرقل التوصل الى حلول وسط وتسويات تسمح للطرفين بمواصلة العيش معاً ] وبسبب من هؤلاء المعرقلين لوصول المفاوضات الى حل وسط : [ يتوجب التفكير والعمل على الخطة باء التي تستهدف اولاً تجنب الصراع العسكري ، او الحرب الاهلية العربية الكردية هذه المرة ، والتوصل الى حل نهائي للمشكلة الكردية ] والوصول الى [ فك الشراكة العربية الكردية في العراق بطريقة سلمية ...] خطة باء كما يقترحها الاستاذ رئيس التحرير تبدأ [ اذا فشلت المفاوضات وجولات الحوار الحالية والوساطات الجارية بين الطرفين] لأن [ الخطة باء تستهدف منع الطرفين من الانزلاق الى المواجهة العسكرية ] . لكن ما الطريق الجديد الذي يقترحه الاستاذ الشبوط لمنع المواجهة العسكرية ، انه الطريق نفسه طريق المفاوضات : [ مثل هذه المفاوضات التي تدور حول الانفصال / الاستقلال ... ] . المفاوضات الجارية الآن بين الطرفين العربي والكردي ، والتي يتنبأ لها الكاتب بالفشل ، تدور حول : [ المشاكل العالقة بين الطرفين ...] اي لحل هذه المشاكل وبقاء الكرد في اطار الدولة الواحدة . اما مفاوضات المرحلة باء كما يقول الكاتب ف [ تستهدف بصريح القول البحث عن طريق ممكن للانفصال السلمي ، لفض الشراكة العربية الكردية بطريقة سلمية وودية ... ]
ملاحظاتنا : ــ
اولاً : ــ يقف الاستاذ محمد عبد الجبار في هذا المقال ضد خيار الحرب ، متعالياً على صغائر بعض الكتابات المتحزبة ، التي لا تخلو من شوفينية . . فجمل من مثل { الحركة الكردية التحررية } و { الدولة الكردية الجديدة } و { المفاوضات التي تدور حول الانفصال / الاستقلال } التي وردت في المقال ، تنأى بصاحبها عن افق ثقافي ضيق : اي عن منظومة فكرية لا تعترف بالاختلاف ، وتقترب به من افق مفتوح على حق الشعوب في تقرير مصيرها .
ثانياً : ــ اذا كانت المفاوضات الحالية { مفاوضات المرحلة الف ، كما يسميها الكاتب } ستفشل كسابقاتها ، كما يرى الكاتب ، فكيف نضمن نجاح مفاوضات الانفصال ، مع بقاء الموضوعات التي يدور حولها التفاوض هي هي : كركوك والمناطق المتنازع عليها الاخرى ؟.
ثالثاً : ـ لا بُد اذاً من اختراع وسيلة جديدة تتطابق مع الهدف الجديد : هدف تنازل دولة طوعاً عن جزء من اجزائها ومنحه حق الانفصال . لم يكن مثال السودان { الذي كان للهيئات الدولية رأياً واضحاً في عملية تكوين دولة جنوب السودان } الذي اورده الكاتب بالمثال الذي يمكن القياس عليه { بالمعنى الفقهي لمفهوم القياس } ذلك لان سودان البشير ، ليست نموذجاً للدولة الحديثة المستقرة التي يتم تداول السلطة فيها سلمياً ، بل هي الآن النموذج الاشهر لسلطة انقلاب عسكري ، احتلت الدولة ، واستغلها لمهمات اخرى غير المهمات التي يلقي بها العصر على كاهل دول العالم الثالث ، كمهمة التنمية لانقاذ شعوبها من الفقر والعوز والجهل ، وابعاد شبح الحرب . وبسبب من سياساتها الستراتيجية التي تقوم على الاسلمة والتعريب لا على التحديث ، فقدت الجنوب ، وستفقد اجزاءاً اخرى .
رابعاً : ــ لم تقدم لنا احداث التاريخ اقليمياً وعالمياً ، طريقاً ثالثاً لحل مشاكل الاحتكاكات القومية والطائفية الداخلية ، او الاحتكاكات الاقليمية والدولية ، غير طريقي : المفاوضات او الحرب . واختيار احد القرارين ــ في عصر العولمة ــ مشروط بموازين القوى الداخلية والدولية { هذا اذا كنا نتحدث عن ارادات متقابلة تتمتع بحرية اتخاذ القرار } فما بالك بالأرادتين الكردية والعربية داخل العراق اللتين لا تكتمل لهما الحرية الكاملة في اتخاذ قرار خطير كقرار الانفصال وتكوين دولة جديدة للكرد ، من غير مشاركة الهيئات الدولية . اليس في اقتراح الدولة الكردية في هذا الوقت بالذات ، محاولة لحرف الانتباه عن التركيز على حل { المشاكل العالقة } سلمياً ، وذلك بالتلويح بوجود امكانية اخرى للحل ، لم ينضج الظرف المناسب : داخلياً ودولياً لقطف ثمرتها ؟.
رابعاً : ــ اذا كانت المفاوضات الحالية ستفشل كسابقاتها كما يرى الكاتب ، فكيف نضمن نجاح محادثات الانفصال مع بقاء الموضوعات التي يدور حولها التفاوض هي هي : مسألة كركوك ، والمناطق الاخرى المتنازع عليها ؟
خامساً : ــ فشل محادثات العرب والكرد الحالية كما يتنبأ الكاتب ، دليل على فشلنا في التعايش داخل بنية دولة فدرالية اخترعتها عبقرية الشعوب حلاً لمسألة الاختلاف القومي : اللغوي والديني { سويسرا التي تتكون من 26 كانتوناً منذ 1848 ، كندا 1867التي تتكون من عشر مقاطعات وثلاثة اقاليم شمالية ، وفيها مسألة كيبيك الذين يعيشون في اقليم واحد ويتحدثون اللغة الفرنسية } او لنبذ المركزية الشديدة كما في استراليا التي يتمتع مجتمعها بتجانس نسبي ، ومع ذلك تضم 15 ولاية منذ 1901 ، او النمسا التي تضم منذ 1920 تسع ولايات مع انها تتمتع بتجانس ثقافي اذ الالمانية هي اللغة الرسمية } أو لتجميع القوة المبعثرة عن طريق الحوار في نموذج الولايات المتحدة الامريكية 1789وهو اقدم فدرالية . ومعروفة لنا الدول التي اختارت هذا النموذج بعد الحرب العامية الثانية كالمانيا والهند ...الخ . كان النجاح حليف كل نماذج الفدرالية القديم منها اوالجديد مثل بلجيكيا التي اختارت الفدرالية عام 1993 . ويعود سبب نجاح هذه الدول الى عبور شعوبها الخط الفاصل ما بين افق ثقافي لم يسمح للبشرية في ان تجتهد فيه على ابداع بنية لدولة ملائمة لتعايش القوميات والطوائف ، وبين افق ثقافي سمح بولادة هذا النمط من الدول . فنحن عراقياً لا نتمتع بقاعدة حديثة صلبة نقف عليها ونحن نتحاور ، ولم تضع الدولة ممثلة بالحكومة الاتحادية ، ستراتيجاً وهدفاً واضحاً لمستقبل البلاد ، فما زال الحوار بين الشعب وبين الحكومة محصوراً في افق ضيق هو افق توفير الخدمات الاساسية التي عجزت الحكومة عبر مساحة زمنية كافية عن توفيرها . وهذا الافق الضيق : افق الصراع حول توفير الخدمات ، لا افق الخروج الى رحابة التحديث الشامل ، هو الذي يجعل حوار الطرفين يدور في دوامة ضيقة ما امامها الا ان تتكئ على خطة مناورات لا اكثر . فلو كان التحديث يشكل صلب ستراتيجية الدولة والهدف المنشود ، أي لو كانت الحكومة غلبت في هدفها البعيد تحديث شروط الحياة ، لا تحديث شروط الموت ، لفكرت طويلاً قبل ان تقدم على أي مناورة عسكرية [ كم ستكلف الحكومة من وقت وجهد تتراجع فيه مسألة توفير الخدمات ] والبنية التحتية لعموم البلاد مهلهلة ، ولتغلب في منهجها لحل الازمات صوت الحياة : أي الحوار ثم الحوار ثم الحوار ، لا صوت قرع الطبول وقعقعة السلاح .
سادساً : ــ بقاء الكرد ضمن اطار دولة العراق الفدرالية ضروري للعرب في العراق ضرورة الماء والهواء . من غير الكرد سنتقوقع على انفسنا في غيتوات طائفية ، ذلك ان وجود الآخر القومي يفرض علينا تكييف افكارنا ومفاهيمنا السياسية والثقافية لحقيقة وجوده والتعلم كيف ندير العلاقة حوارياً مع هذا المختلف عنا . لا مجال لولادة ثقافة متسامحة في العراق اذا غيبنا الكرد عن اطار الدولة . اقصى ما نستطيع بناءه ــ بغياب الكرد ــ تجمعات لقبائل وطوائف متناحرة وليس دولاً ، تتحكم بها الاعراف الموروثة بغياب كامل لأي قانون حديث . فنحن في العراق نسبح في افق ثقافي واحد حالنا فيه حال العرب جميعاً . ومستقبلنا فيه لا يختلف البتة عما صنعه الجنرال السوداني في بناء غيتو الشمال ، ولا عن غيتو الحوثيين في اليمن ، ولا عن غيتو حماس في فلسطين ، ولا عن الاخوان في مصر الذي لا يعني ما اعلنوه على لسان الرئيس المصري غير محاولة اعتزال المجتمع واحتكار القرار ... الخ شرط العزلة بامارة اسلامية حتى لو على تراب قرية هو ما ينتظر العراقيين بغياب الكرد .
سابعاً : ــ لا يتم انفصال الكرد بدولة خاصة بهم ، بالسهولة نفسها التي تمت بها عودتهم مجدداً بعد عام 2003 . فولادة الدول لا تخضع ابداً لمخطط بارد نهبط في ضوئه من الدرجة الف الى باء . نحن لسنا جيكوسلفاكيا التي انفصل شعباها بمفاوضات عقلانية لم تتدخل في مجراها فتوى لمعمم مغمور ، او هوسة حماسية لشاعر شعبي . كلاهما ، الفقيه والشاعر الشعبي ــ يكفيان لتحشيد الملايين وافشال مفاوضات الانفصال . وكلاهما يشعلان النار في هشيم الافكار العنصرية التي زاد اوارها في هذه الايام . ان مسألة انفصال جزء من الدولة لا يمكن اقناع الملايين بها من خلال القول [ بغض النظر عن المشاعر الرومانسية حول مفهوم وحدة الدولة العراقية ] هذه الرومانسية يحتاج التطويح بها من ذاكرة الناس الى تحشيد كل وسائل الاعلام ، ولأعوام طويلة للحديث عن لا واقعيتها ، اذ انني اتفق مع الكاتب في توصيفها ، ولكنها تظل الحافز القوي لدى الناس على رفض الانفصال .
ما العمل ؟ لا طريق امام الطرفين في هذه المرحلة ولسنوات لا ادري عددها ، الا طريق المفاوضات ثم المفاوضات ، فتعب المفاوضات اسهل وارحم على حاضر الناس ومستقبلها من كارثة الحرب ، اذ لا طريق آخر .



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الطائفية ...من وحي مقالة الاستاذ جواد الشكرجي
- رمزية ودلالة المواجهة في طوزخورماتو
- عالم آخر ممكن
- { تلفت القلب }
- الدولة الكردية والشرعية
- صالح المطلك
- عنها
- لقطة
- التكنولوجيا ومنظومة العمال الفكرية
- حكايات طويلة عن احداث قصيرة
- آلهة ورصاص
- بحر وسينما
- العراق : ازمة وعي دائمة ، ام في الطريق الى وعي الأزمة ؟
- نهر ومدينة
- لهاث
- دولة قطر ومؤتمر القمة العربية
- نباح
- موت
- قصيدتان مونولوج غروب
- قصيدة حب


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - ما مدى واقعية افكار الاستاذ محمد عبد الجبار الشبوط عن الدولة الكردية ؟