أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - أدب القذارة















المزيد.....

أدب القذارة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 09:29
المحور: الادب والفن
    


مليكة مستظرف

لم نكن نريد التعليق على هذه النصوص القصصية، إلا أننا اعتبرنا ذلك بمثابة تهرب عن موجهة ومكاشفة هذا النوع من الأدب، قرأنا الكثير من أدب الحب والجنس وخداع الزوجين والعاشقين، مثل أعمال أحلام مستغانمي وعالية ممدوح وغيرهما من الكاتبات لمثل هذا النوع من الأدب ، إلا أننا نقف هنا مدهوشين أمام هذا الطرح والنوع من الأدب، عملية الربط بين المسافدة والجنس كانت من أبشع وأقذر الصور لهذا الفعل، فلم يصور الحب ـ الجنس ـ في هذه الأعمال إلا مرتبطا وملازما للمسافدة، ففي قصة " امرأة عاشقة ) نجد الصور التالية ( قطتي أصبحت تمشي بصعوبة بعدما ازداد بطنها انتفاخا، أصبح بحجم اجاصة، أبي طردها من البيت وأنا أقدم لها الطعام خلسة، تركت البيت منذ مدة لتلحق قطا أجرب أغواها " مثل هذه البداية تجعلنا نشمئز من فعل الجنس ونمتعض منه، فبدل أن يوصف كفعل أنساني مرغوب فيه، يمسي فعل حيواني قذر يشعرنا بالقرف والقذارة معا، ولم تكتفي الكاتبة بذلك بل توغلت في صورها الفاضحة وأعطتنا موقف أخر أكثر فحشا وفسقا في قصة " مجرد اختلاف " " موائها مخيف يشبه بكاء طفل رضيع، كلبه أمامي ترفع ذيلها وتلتفت لكب اسود يعرج تنجح في إغوائه، يركبها الكلب، يلتصقان يلتحمان تغمض عيناها في انتشاء وتستسلم لحركات الكلب المثيرة " هذه المشاهد تجعلنا نصاب بالغثيان ولمجرد ذكرها، فكيف إذا اتبعتها وألحقتها الكاتبة ومباشرة قبيل ممارسة الجنس بشريا ؟ .
ومن صور الرديئة والقذرة في هذا النوع من الأدب، إنها أعطت بدايات قبيحة وصور مشوهه لمن يمارس الجنس، فحتى عندما كانت تستمتع به الراوية ربطته برائحة الخمر الرديئة والسجائر العفنة في قصة " الهذيان )" " صلاح عندما يقبلني أتمنى أن يفعل ذلك إلى ما لا مالا نهاية، كنت أحب قبلاته مذاق السجائر والخمر الرديئة " وقبيل عملية ممارسة الجنس وصفتها الكاتبة بصورة بشعة جدا، ووضح ذلك في قصة " امرأة عاشقة " حيث تصف لنا ليلة الدخلة بأنها عملية انسحاق كامل لكل ما هو أنساني، فجعلت من الزوجة مجرد طفلة لا تفقه شيء من الجنس، وجعلت من الرجل وحش يتربص للانقضاض على فريسته ليروضها، " وهل تخجل عندما زوجتني وأنا بعد طفلة بجديلتين ؟، وأول شيء فعله صفعني، وقال نهار الأول بموت المش " مثل هذه القصة تعطينا مأساة فعلية اللقاء الأول بين الزوجين، فالجنس هنا ليس فعل حب حميم، مرغوب فيه من كلا الزوجين، وكأن الكاتبة تريد إن تقول لنا بأننا نمارس هذا الفعل بطريقة غرائزية حيوانية، ليس فيها شيء أنساني، وأننا مدفوعين إلى ممارسة الجنس بذات الدوافع عند الحيوان، ولا نملك إلا التسليم به والاستسلام له، إن الوصف لعملية التقبيل في قصة " هذيان " تجعلنا نتقيأ لما فيها من قذارة وبشاعة " مررت بلساني على شفتي، شيء لزج يسيل منهما ... دم ... لعاب ؟، لا اعرف / الرجل الذي قال لي بعدان قضم شفتي، قبلة أبوية، أنت مثل ابنتي " لم نكن نتخيل بان هناك قذارة يمكن أن يقوم بها إنسان بهذه الكيفية ويتبعها بكلمات تفوقها فحشا، وما يدهشنا أن الكاتبة لا تعطينا تفسير أو قراءة مغايرة للنص، فتجعلنا مثل الحيوانات في هذا الفعل ـ الجنس ـ وهي في هذه الأعمال لا تذكر لنا أي كلمة مباشرة تدعونا فيها إلى الابتعاد وترك مثل هذه الأفعال، وكأنها تخبرنا أننا وجدنا هكذا وفعلنا من خلال الجنس يكون بهذه التفاصيل .
ومن المواقف الأخرى التي تصفها لنا هذا القصص، صورة الأب، فلم تكن تعطينا حقيقة الأب الحنون الرحيم على أبنائه، وإنما صور جلاد يتلذذ بسحق الضحية، ويمارس كل أساليب السادية على بناته وبطريقة وحشية، ففي قصة " الهذيان " تقول فيها " لكن أبي لا يقبلني في فمي، بل لم يقبلني أبدا " نعرف أن التقبيل علامة من علامات الحب والمحبة، ولكنها هنا معدومة تماما، وفي قصة " امرأة عاشقة " تقول " قال اذهبي إلى الجحيم / وهل تخجل أنت أبي عندما زوجتني وأنا طفلة ؟ " إننا هنا أمام آلة معدنة ليس فيها إلا القسوة والصلابة، ولا تحتوي على أي مقدار من اللين، فقسوة وعنف الأب يجعلانه يطرد القطة ولا يبالي للعاطفة الإنسانية اتجاه الحيوان الأليف، " اذهبي إلى الجحيم " والمصالح شخصية تجعله لا يهتم بتاتا بأبنائه " زوجتني وأنا طفلة "، أما في قصة " مجرد اختلاف " فجاءت صور الأب تؤكد لنا انه مجرد من الإنسانية ويمارس كل أنواع البطش والعنف ضد الأبناء ولا يبالي مهما فعل بهم " يومها ضربها حتى تغوطت في ملابسها / ويمسك المصحف بيديه وينزل به على راسي " إننا أمام صورة الأب القاسي، الذي لا يعرف معنى الأبوة ولم يمارسها أبدا، لكن هل نحن فعلا هكذا ؟، إننا لا نجد في هذه القصص أي صورة ايجابية لأبطالها، فكلهم سواء في الفسق والبطش والعنف والقذارة والفحش، فهم من خلال الأحداث القصص سوداويين إلى أقصى حد، ولم يتركوا لنا أي فعل نبيل أو يشير إلى إنسانيتهم، وقد تم وصف الظروف التي دفعتهم إلى المواقف السلبية مما يدفعنا ـ أحيانا ـ إلى التعاطف معهم، وكأنا في هذا التعاطف نقف ونآزرهم في مواقفهم السوداوية، هل هذا ما تريده مليكة مستظرف منا ؟ لكي تبرر هذا الحجم من القذارة التي يقوم بها إبطال قصصها ؟، وهل كان الجمع بين المسافدة والجنس ليعطينا صورة " الإنسان الحيوان " ؟
كما أن مليكة مستظرف لم يسلم منها الدين والمفاهيم الدينية ورجال الدين، فكلهم وقعوا تحت سياط قصصها، مما عمق الهوة ما بين أفكار القصص والقارئ، ومن ثم ما بين الكاتبة والقارئ، ففي قصة مجرد اختلاف تقول " هل سيأتي من يسألني من هو ربك ؟ ما هو دينك ؟ ما هو نبيك ؟ " وفي قصة " هذيان " يرد عليها زوجها قائلا " هذا حقي منحني إياه ديني وأجدادي " وفي قصة مجرد اختلاف " ... وهو يأكلها باردة الله يلعن .. / وتدربت على استعمالها عندما هاجمني الملتحون / اللحية وقلة الحياء، قاموا بحلق شعر رأسي / يمسك المصحف بيديه وينزل به على رأسي " فهي تربط العنف والبطش بالقران الكريم، وكأن القران أداة من أدواة القمع التي تمارس ضدها فهو وسيلة للقمع، ونعتقد هنا، بأنها كانت قد ابتعدت كثيرا في تطرفها ونقدها، حتى أنها ابتعد وانحرفت عن الطريق المستقيم، وهي هنا كانت قد استخدمت أكثر الصور قباحة، وجعلتنا أمام نصوص تسبب لنا الغثيان ويصيبنا الاشمئزاز كلما قراناها، فنحن من خلال قصصها نقف ضد أسلوبها وهذا لا يعني إننا مع جلاديها، بل نقف ضدهم كما نقف ضد طريقة الطرح، ونحن مع أدب يصور لنا الأفعال الإنسانية بكل سلبياتها لكن هنا لم تكن سلبيات وإنما مشاهد قذرة قبيحة لا يمكن لبشري أن يقدم عليها، من هنا نقول بان هذا النوع من الأدب لم يطرح أي فكرة حسنة أو سيئة، وإنما يطرح مشاهد وكأنه يجبرنا على قبولها وليس هناك بديلا عنها، وكأنا أصبحنا عاجزين تماما، لا نملك أي مقدرة على الفعل للتغير والإصلاح . كما أن لغة النص تجعلنا نبدي الغضب والقهر، فالألفاظ شاذة وقاسية والصور قذرة والأفكار محبطة، فهل هذا الأدب يقدم لمجتمعه شيء ذي قيمة أو فائدة أو متعة ؟


رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لينين القائد
- حكايات العم اوهان
- اتشيخوف ونقد المجتمع
- الراوي وأحداث قصة الأم
- سلام على الغائبين
- غوركى بين الفرد والمجتمع
- ماذا يحدث في سوريا
- قصر رغدان والقمع الادبي
- مريم الحكايا
- شوقي البغدادي
- قارب الزمن الثقيل
- أخطاء الماضي والحاضر
- الذاكرة الخصبة


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - أدب القذارة