أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد سامي نادر - - شرف الله - بين النزاهة والتكليف الشرعي!














المزيد.....

- شرف الله - بين النزاهة والتكليف الشرعي!


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 09:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قصة فيلم ( بيكت أو شرف الله) تتحدث عن شرف أداء أي مهنة أو وظيفة ما. فالأمير الذي توج ملكا مكان أبيه، أمر احد فقراء فلاحين القصر، وصديق طفولته وكاتم أسرار مغامراته، أمره بتولي وظيفة كاردينال الكنيسة الأكليكانية. مهام الحكم لم تختلف على مر التاريخ، فالدولة ستبقى اعقد مؤسسات التنظيم الإداري والاجتماعي. أساس مهامها تنظيم حياة الناس، والهيمنة على مجمل السلطات ومرجعياتها الدينية والدنيوية.!
تبدأ الدراما برفض الفقير للأمر النلكي، فمسئولية هكذا وظيفة، تحمله شرف إلهي "تكليف شرعي" يتعارض مع جبروت سلطة الملك والحكم. تنتهي الدراما بمقتل الكاردينال الفقير على يد صديقه الملك، بعدها يشيع "شرف الله " بموكب جنائزي مهيب وقبر ملكي داخل الكنيسة

مواعظ وأخلاقيات دراما "بيكت"، لها جذور وعبَر بواقع تأسيس الدول والمجتمعات، أي بصلب حياتنا، فشرف تحمل المسئولية يبقى شرف لا يقبل القسمة والمساومة، خاصة فيما يتعلق بالموقف من فصل السلطات، والاهم، الدينية عن الدنيوية، فشرف حمل المسئولية ليس له علاقة بالرب والدين. فدولة كاليابان بلا إله مخيف يتوعد بنار جهنم ، فمِن أين لهم هذي الجنان وهذا الشرف الرفيع في أداء الواجب وتحمل المسئولية ؟؟يقين وجدت الأخلاق قبل الدين !

لعل قصة "بيكت" تحاكي ما يجري من خراب ومؤامرات حالياً في حكومات الإسلام السياسي. فماذا يعني ان ساستنا المتدينين وبدون مناسبة، يصرون على تكرار حمل شرف تكليفهم الشرعي من الله وأنبيائنا وأئمتنا المعصومين.!؟ وعلى ما يبدو لنا، ان أداءهم لهذا الشرف الإلهي، له أسبقية سياسية ملحة، عمل روحاني أجره على ابا عبد الله (ع). تكليف مجاني طوعي لا يتعلق بمصالح ومنافع دنيوية او سياسية خاصة.!! بؤس الكاردينال المغدور، وبؤس شرفاء الواجب الوطني !

النزاهة وشرف المهنة
----------------
تقرير منظمة الشفافية الدولية الأخير، على هامش مؤتمر البرازيل، أشار الى : "استمرار العراق في تصدر دول العالم التي ينتشر فيها الفساد المالي والإداري"
التقرير لم يتحدث عن النزاهة وهيأتها ، لكن السيد رئيس الهيئة علاء جواد رد عليه بخجل وأدب، وكأن تقرير المنظمة يتهم نزاهته وهيئته الموقرة. أو لعل الفساد في العراق بنظره ليس بهذا السوء ! فعلى حد زعمه: " ان التقرير غير واقعي..! كونة لم يعتمد على المداخلات كافة" .

كالعادة، لم تشرح لنا النزاهة ماهية المداخلات ولا أنواعها !؟ انه كالساسة، قدم لنا أحجية تؤكد عدم موضوعية تقرير الشفافية، دون تقديم تعليل ومقارنات. لكن في دفاعه عن استقلالية الهيئة، قال بشفافية: ( ان الهيئة تعمل وفق قانون !! ولا تعاني من أي ضغوط !!).
دفاعا خجولا "دون ضغوط" كهذا ، خارج عرف النظام السياسي، يعد تحابي للسلطة التنفيذية، وفي نفس الوقت يؤكد عدم استقلالية هيئة النزاهة.
فمنظمة الشفافية تحدثت بشكل عام عن مستنقع فساد سحيق غطت نتانته العالم، فساد أوسع بكثير من صلاحية ومسئوليات مجمل هيئات النزاهة والرقابة المالية المستقلة العاملة كافة. فساد له قادة وأسنان ومفخخات وكواتم وسجون وآليات موت، فساد له وقائع وشواهد خراب على الأرض لا تعد، فساد فوق القانون، لا تصل له صلاحيات القضاء، فساد أصبح جزءً من نظام الحكم، والأب الروحي لإرهاب قذر يعصف بالوطن وبأهله. فهل هو ليس بهذا السوء يا سيدي الذي لا أشك بنزاهته.
ان النزاهة تغرد وحدها. لعلها تذكرنا بنيرون وهو يعزف وروما تحترق. لم يعرف بعد ان وظيفة واستقلالية الهيئة تنحصر بفساد صغار الموظفين وكبوش الفداء المقدمة للقضاء بدلا من حيتان الفساد والموت المجاني.
يا سيدي إنك لست المعني بتقرير الشفافية، فلمَ هذا الدفاع !؟ انهم يتحدثون عن فساد عام شامل يروه من بعيد، عبر قراءة الميزانيات مقارنة بتردي الماء والكهرباء والخدمات في عموم الوطن .
لا احد يشك بشرف مهنة كل مَن أنيط بهم وظيفتك سابقا . فراضي الراضي هرب خوفا من الإذلال أو القتل–ليس دفاعا-. أما البوذي الكافر ! ناصع اليد السيد اللامع موسى فرج، فقد أُبعد عن النزاهة لانه شرف الله الحق المحروس برعايته. والآخر، صوت صباح الساعدي الذي ارتفع أعلى من عمامته فتحول الى نائب.
الغريب ، كأن السيد علاء لا يدري ان تصريحه هذا تزامن مع صفقة فساد الأسلحة المثيرة للجدل، وهذا ما يثير شك الحاقدين . ففي هكذا ظرف، ما نقع الدفاع عن نسبية الفساد، وعدم كفاية "مداخلات" التقرير.. هل من تقية تحفظ شرف المهنة وماء الوجه يا رجل.؟

وأخيرا ، هل تكفي موافقة مجلس الوزراء في 2010 على "الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد" للسنوات 2010 – 2014 الذي تقدم بها "المجلس المشترك لمكافحة الفساد" من كون العراق خاليا أو ليس بهذا السوء من الفساد. ؟ كأن ملامح الفساد والفشل الخدمي على ارض الواقع لا تكفي كأدلة ! فهل نصدق ان سبب حرائق وزارة التجار ة ( 3 مرات) والمالية والمركزي والصحة ومطبخ مجلس الوزراء ودائرة النزاهة وأبنية المحافظات، هي فعل تماس كهربائي.! يا لها من عناية إلهية تحرق ملفات فساد المكلفين الشرعيين فقط.؟
للمزيد من الكلام الفارغ عن تعدد الهيئات المستقلة، فقد سبق في عام 2007 أيضاً ان صادق البرلمان العراقي على اتفاقية الامم المتحدة "لمكافحة الفساد". فهل تغير ت رائحة الفساد الى شذى نزاهة يابانية؟ أم صار حال العراق وخدماته أسوأ وبالحضيض ؟
فشرف المهنة واستقلاليتها يا سيدي ، لا يتطلب الدفاع عن فساد مدمر مخيف سحق الوطن، فساد خرافي لا يختلف عليه اثنان ، ولا يشك بوجوده معتوه!



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسقيطات سياسية، أم تحسين سمعة!؟
- على مَن وماذا ! تراهن حماس !؟
- للفضائح أجنحة وسلة واحدة !!
- مع إلغاء -فساد- البطاقة التموينية، لكن بلا مجاعة!!
- نادي الثلاثاء وعفيفة اسكندر!
- -اريد الله يبين حوبتي بيهم- وداعا عفيفة اسكندر !
- -عروس الانبار وقدس كردستان- قنابل دستورية موقوتة !
- الطفلة روان و- ديوجين- مصباح الفكر- (*)
- في -المفاخذة - فقط، تلتقي أفخاذ أولاد العمومة !
- التمرير واللعب في الوقت الضائع!!
- قانون العفو العام و-دولة القانون-، سلة واجدة !
- نداء مثقف: تبني يوم ل- شارع المتنبي- !؟
- إعادة إنتاج أفلام ومساخر - مطايا -التطرف !
- -الكردنة و الكردشة- ظواهر سياسية!
- أحقية الخلافة !
- 2 - طائفيو المهجر.. لمحات ومشاهدات
- 1- مشاهدات:. طائفيو المهجر، والدكتور جعفر المظفر !
- الأبيض والأسود وراء لقاء المالكي بقيادة الحزب الشيوعي!!
- -اختطاف- البرلمان، والخوف من فيروساته!!
- د. عادل عبد المهدي و..-الانتخابات المبكرة ، قرار مدروس ( ؟ ) ...


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد سامي نادر - - شرف الله - بين النزاهة والتكليف الشرعي!