|
و االعَوَرُ من مأتاه لا يُستغرب ..
أم الزين بنشيخة المسكيني
الحوار المتمدن-العدد: 3933 - 2012 / 12 / 6 - 20:50
المحور:
كتابات ساخرة
و االعَوَرُ من مأتاه لا يُستغرب ..
أمّ الزين بن شيخة .(النجوم في القايلة ) ...
في هذا الزمان الأعور تستوي العورات و العيران و العير مع حكومات العار و التعوير و العور و الاعورار ..و تتعرى لغة الضاد عن مفازعها و تفتح كل الحروف أفواهها بكل الكلام الأعور شوقا الى الارتقاء بالبذاءة الى مستوى حجم البذاءة ..و يعلو العياط و الزياط و العويل في كل فوهات بنادق رشّ العصافير بحجارة من سجّيل .." حكومات العمى الثوري " ترشّ الظلام في عيون شباب الثورة ..تتقاسم الليل الأزرق مع شعب سلّمها نفسه عن طيبة خاطر و عن حمق سعيد و عن ثقة عمياء ..و اليوم تعرف الأغلبية الطيّبة أنّ العمى لن يصدر عنه غير الاعماء و لو بصفة غير كلية كما جاء على لسان الحكومة ..و كأنها كانت تطمح الى انجاح العمى بشكل أكثر ..جثة في حالة وفاة و عمى غير كلي و عصا يهشون بها على أغنامهم ..و رشّ لصيد الطيور الصالحة لاحتساء الخمر خلسة و العياذ بالله ..لا أحد يدري أيّهما سكران كفاية : الشعب المرشوش أم الأمن الراشّ ..أغنامهم الصالحة للهشّ و النشّ و الدهس ، أم حكومات القشّ و النهش و البخس ..و كلّها من فضل لغة الضاد التي تنتفض من غبار ابن المنظور كي تبصر بدلا عن كل الذين يحملون أوطانهم و أوجاعهم في عيونهم المفقوءة عمدا برصاصات كاذبة لديمقراطيات كاذبة ..
حينما استيقظ صالح صباحا على صياح ديك رجّال من ديكة الشمال الغربي غير موالي للحكومة ، لم يكن يخطر بباله أبدا أنّه سيفقد هذا اليوم احدى عينيه أو عينيه معا ..لم يكن في بال أمّه خديجة التي استيقظت باكرا تكنس القمامة من ساحة البيت ، آملة في تحرير سليانة من كل قمامة ، أنّ ابنها البطّال صاحب الشهائد العليا سيفقد اليوم بصره أو ستفقئ رصاصات الرشّ الحكومي عينه اليمنى . و حين تحلم أحيانا كانت تحلم أنّ ابنها سيحصل على شغل يضمن له الخبز الكريم بفضل الثورة ،و حين تيأس أحيانا أخرى تسلّم بأنّ قدره هو أن يبقى بطّالا و ربّما يتحول الى متسول أو زطّال ، لكنّها لم تتخيّل أبدا أن حكومة الثورة ستسرق منه عينيه و ستجعله في عداد العميان ..
"سنحمل أعيننا بين أيدينا و نرحل "..قالت كل البلاد ..كونوا دولا بلا شعوب و كونوا ساسة بلا قلوب ..و الله أرحم و العالم أوسع ..تنثرون الرماد في الأعين ..تخلقون الفراغ و الكوابيس ..لكنّ العيون لا ترحم ..ستتذكّر كلّ ما رأت و ستذكر كل ما لم تروا ..ستبصر بدموعها القديمة و ستبصر بدمائها الجديدة .. ستحدّق جيّدا بالعمى في وجوه من أعمته الكراسي عن حقّ أبناء الشعب في الخبز و الحرية .. و بعيونهم التي ترى بآلامهم سيحدقون كل ليلة بوجوه المؤامرات و السياسات على الشاشات " الثورية " و في سوق "الأغلبية " ..وجوه رشّ الجوع في عيون الحالمين بالخبز الحافي ، وجوه يومئذ مصفرّة مكفهرّة كغبار الموتى .. سيشتلون من عمى الحكومات عيونا تتقن التحديق في الظلام ..و تتقن البُصاق على القيود ..سيبصرون و سيذكرون من مات جوعا و من جاع قهرا و من آعتُقل ظلما ..
سيحملون أعينهم معهم و سيصمدون ..و يظلّون يحدّقون في وجوهكم الباردة بأوجاعهم و بعيونهم المثقوبة ..كيف ستنجَون من العيون المفقوءة و من الدموع المحبوسة و من الجوع المدجّج بالدماء الحافية و بالأجساد المغدورة ؟ و ستقولون بأفواه بلا عيون :" من حق القاتل أن يدافع عن غريزة القتل " و سيجيبون و عيونهم قلوبهم " و من حق الضحية أن تدافع عن حقها بالصراخ "..سيعلو الصراخ حيثما وليتم عيونكم ..و ستخطبون ثانية و تصنعون لجنة تحقيق في العمى ..لكن العمى لن يبصر بالعمى ..و سيظلون يحلمون حتى بلا عيون ..يحلمون بثورة لا تُسرق و ببحر لا تُغدر عواصفه و بصخور لا تُغتصب زيوته و بزيتون لا يُباع من أجل الانتخابات ..و بجبل لا تطأه غير الطيور الجارحة ..
#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عودة الخرافة و بؤس السياسة ..
-
الاه من الحلوى ..
-
عطور اسلامية في زجاجات سلفية ؟
-
يقتاتون من المزابل ..و الحكومة تحتفل ..
-
علاليش علمانية تبحث عن أعيادها ...
-
و... تضحكين...
-
من هم الفاسدون ؟؟؟
-
كلمات كاريكاتورية للمسّ بالمدنّسات ...
-
الدلالة الفلسفية لمفهوم المواطنة ..
-
هل نحن مواطنون ؟
-
ما هي مقدّسات الحكومة ؟؟؟
-
انتدبوهم للموت غرقا ...
-
و تبكي السماء ..
-
كم ثمن هذا الموت غرقا ؟..
-
الحلزون يلحس لُعابه و يتكلّس ؟؟؟
-
حوار خاص مع الاكاديمية التونسية ام الزين المسكيني
-
شعب مع سابق الاضمار و الترصّد .
-
جُوعوا فقط.. لكن لا تموتوا .
-
سياسات العطش
-
ماذا تخبّئ الحكومة في ضحكاتهم ؟
المزيد.....
-
فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ
...
-
انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا
...
-
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة
...
-
الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف
...
-
حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال
...
-
الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
-
الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم
...
-
الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
-
أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم
...
-
-جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|