شرع الله أم شرع الحاخام؟

سامي الذيب
(Sami Aldeeb)

الحوار المتمدن-العدد: 3933 - 2012 / 12 / 6 - 20:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

بمزيد من الحزن والألم اتباع ما يجري في العراق وسوريا ومصر من مذابح يروح ضحيتها آلاف المواطنين الأبرياء... كل هذا باسم الدين. أليس هذا أقصر الطرق لجعل الناس يكفرون بالدين ويكفرون بالله؟

أساس البلاء في كل تلك الدول هم الإخوان المسلمون ومن يدين بنظرتهم الدينية مثل الطالبان والقاعدة وغيرها من الحركات الإسلامية أو الذين يطلقون على أنفسهم إسلاميون وكأن الإسلام حكر عليهم. وهذا الصباح سمعت أحد الصحفيين في تلفزيون خاص مصري يسميهم الإخوان المجرمين. https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=_6fOWi907cE

أنا لا ألوم الإخوان المسلمين أو المجرمين... سمهم كما تشاء. فهم ضحايا غسيل مخ أجراه الفقهاء المسلمون على اتباع محمد منذ 14 قرنا واستمر في إجرائه النظام التعليمي في جميع الدول الإسلامية والعربية مفاده "إنما الحكم لله ولشرع الله" أو ما يطلق عليه المودودي المنظر الباكستاني "نظرية الحاكمية" وهي النظرية التي تتبناها حركة الإخوان المسلمون والسلفيون وحماس وطالبان والقاعدة وغيرها. لقد تم التغرير بهم وإفراغ رؤوسهم من أي ذرة عقل. وأمامي صورة مظاهرة سلفية مصرية تحمل يافطة مكتوب عليها "الشعب يريد الحكم بشرع الله" (إمضاء الدعوة السلفية): https://www.facebook.com/photo.php?fbid=372831192807670&set=a.153025454788246.35315.100002423781443&type=1&relevant_count=1&ref=nf

ولكن هل هذا جديد؟ افتحوا جميع المناهج التعليمية من الروضة إلى الجامعة وافتحوا جميع المحطات التلفزيونية وعلى رأسها تلفزيون الجزيرة مع برنامجها الشهير الذي يديره القرضاوي والمعنون "الشريعة والحياة". والـ التعريف تشير بطبيعة الحال إلى شريعة الله... وما دام أنها شريعة الله فهي التي يجب أن تحكم المجتمع. ولا عجب في ذلك فصاحبنا من أهم المنظرين والداعين للإخوان المسلمين، ولا يخفي انتماءه لهم.

أعيد وأقول بأني لا ألوم الإخوان المسلمين على مطالبتهم تطبيق الشريعة الإسلامية. فهم ليسوا الوحيدين الذين غُرِّر بهم. فعبارة شريعة الله تتردد ليس فقط على لسانهم بل حتى على لسان ألد أعدائهم اليوم في مصر كما يرددها القرآنيون ولو أنهم يحاولون مزح خمرهم ببعض الماء مدعين بأن ما يطالبون به هو فقط تطبيق القرآن وليس السنة. وقد سمعت هذه الأيام صحفيين مصريين معارضين للإخوان المسلمين في مصر يحتجون بشرع الله على الإخوان ذاتهم مستعملين نفس ألفاظهم ومصطلحاتهم. إما عن وعي أو من دون وعي، ولا يعرفون أنهم بعملهم هذا يطلقون الرصاص على أرجلهم وأنهم يقعون في الفخ الذي وقع فيه الإخوان المسلمون. نحن إذن أمام مجتمع معارض ومؤيد للإخوان صبوا في نفس القالب الفكري بسبب تربيتهم المدرسية والجامعية والاجتماعية.

تقول التوراة أن اليهود خرجوا من مصر وتوجهوا إلى ما يسموه "أرض الميعاد" مرورا بسيناء. ولكن لسبب أو لآخر تاهوا فيها لمدة أربعين سنة، وهو ما يسمي بزمن التيهان. ووفقا للتفسير الديني فإن الجيل الذي تربى في مصر على عادات مصر لم يكن مستحقا لدخول أرض الميعاد، فكان عليه أن يفنى في صحراء سيناء.

لقد خرج المصريون ضد مبارك قاصدين مستقبلا أفضل... وها هم يدخلون في عصر التيهان... فالجيل الحالي بما يحمله من ثقافة دينية بائسة لا يمكنه بأي حال من الأحوال الوصول إلى الديمقراطية قبل أن يتقيأ تلك الثقافة الدينية البائسة حتى يفرغ معدته تماما منها أو أن يفنى ويخرج للنور جيل جديد... الذي قد يصل إلى الديمقراطية على شرط أن لا يتم تعبئة معدته ومخه من جديد بتلك الثقافة الدينية البائسة التي كانت تتحكم به قبل نشوب الثورة. ولكن لنكن واقعيين. إن التغيير المطلوب لا يمكن أن يتم بين ليلة وضحاها ووصلونا إليه ليس مضمونا. فمصر قد تتحول إلى أفغانستان وتجبر نساؤه على لبس أكياس قمامة حتى تحجب النور عن البصر والبصيرة وتمر في عصر استبداد ديني من قبل الإخوان أو من يدور في فلكهم. وقد يدوم عصر التيهان هذا ويقصر وفقا لردة فعل بنات وأبناء مصر الأحرار... وعندها تبدأ مرحلة التحرر ... من الثقافة الدينية البائسة التي تربوا عليها منذ دخول عمرو بن العاص أرض مصر محتلا جالبا لهم القرآن ومعه همجية العربان.

على حرائر وأحرار مصر والدول العربية والإسلامية أن ينبذوا مقولة أن القرآن كلام الله، وأن ما جاء فيه شرع الله. فالله منهما بريء براءة الذئب من دم يوسف. إن القرآن لم ينزل من السماء. فلا ينزل من السماء إلا المطر والنيازك. وإن رأيت كتابا نازلا من السماء فاعلم أن احد ركاب طائرة رماه من الشباك للتخلص منه. إن القرآن ما هو إلا نسخة لشريعة اليهود من تأليف حاخام يهودي مسطول. وبرهان ذلك أنه أكثر كتب الأرض خربطة على الإطلاق. ماذا أقول؟ كتاب؟ لا، إنه لا يستحق لقب كتاب، فهو كشكول يجمع من كل ما هب ودب ويعمي البصر والبصيرة.

حملوا كتابي الذي أبين فيه أن القرآن من تأليف حاخام يهودي مسطول
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic

#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات