أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حزبون - لماذ يغيب دور حركة التحرر العربي ؟















المزيد.....

لماذ يغيب دور حركة التحرر العربي ؟


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 3933 - 2012 / 12 / 6 - 14:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ نهاية الحرب العالمية الاولى ، وبروز حركة التحرر العربي والقومي ، والسعي داءب وراء هدف وحدة الامة العربية ، باعتبار ذلك هو سبيل النهوض العربي نحو اقامة وطن حر وديمقراطي قادر على استكمال انتزاع الحقوق الوطنية العربية سواء كانت في فلسطين او لواء الاسكندرون ، او لواء عربستان ، او انهاء حالة الانتهاك للحقوق العربية التي قامت بها مجموعة الحلفاء الفرنسنين والبريطانين ،وقسمت الاوطان واستعمرت الشعوب ونهبت خيراتها ،وسجل هذا الانتهاك بداية لنهوض حركة التحرر العربي ، واتخذت تلك الخطوة النهضوية اشكال عديدة في الشعار او النضال ،سواء على صعيد الاحزاب او الانظمة ، اواطارات ثقافية او اجتماعية ،كل حسب موقعه الاجتماعي والطبقي ، مما اضعف تحقيق ذلك الهدف السامي ، وتكريس الانقسامات للبدان العربية ، ومع ظهور زعامات وطنية مناطفية ، اصبحت لا تجد افضل من صغية الجامعة العربية شكلاً لمفهومها الوحدوي ، مع الاعتبار ان الجامعة قامت بقرار بريطاني من انطوني ايدن وزير خارجية بريطانيا يومها ، بفعل مؤاثرات الحرب العالمية الثانية ونتائجها ، وضمان الاحتواء لتلك البلدان ، وعرقلة لتيارات الوحدة العربية ، فكان ان نشئ الخاص العربي بدل العام القومي ، وتبددت بذلك قدرات ، وتاهت امكانيات ، وضعفت كيانات ، فساد الاستبداد والقمع ، مستخدما شعارات ثورية ومتجها لفرض احكام عرفية ومنع الديمقراطية ، تحت ذريعة الاستعداد لتحرير فلسطين !!!
وتركزت الهجمات الاستعمارية والرجعية العربية على التيار القومي وخاصة نظام جمال عبد الناصر ، وبعض البلدان العربية ، فانهكت وهزم عام 1967 ، وشكل غيابه تبدد لقدرات الحركات القومية والديمقراطية العربية ، وتمادي للحركات الرجعية ، فظهرت القوى الاسلاموية مدعومة من الانظمة الرجعية التي كانت رأس حربة في محاربة جمال عبد الناصر والقومية العربية ، ويخطئ بعض الباحثين في القول ان هزيمة حزيران ، كانت سبب انطلاق الاسلام السياسي ،وان هزيمة القومية العربية كانت بسبب المؤمرات والدسائس التي فرضتها الانظمة العربية ، فقد بدأت بتايد مشروع ايزنهاور ، ثم حلف بغداد ، ثم الحلف الاسلامي ، ودعم الحركات السلفية والوهابية وتخريب داخلي وانهاك القوات المصرية في اليمن ، وحدوث الهزيمة اصبح تحصيل حاصل ،دون ان يعني ذلط-ك عدم مسؤولة تلك الانظمة عن الهزيمة ، عبر الافساد والقمع للقوى الثورية والتقدمية .
لقد وجدت تلك الانظمة في الحركة القومية الداعية الى الوحدة العربية اخطار محدقة على مستقبلها ، تماماً كما وجدت اميركا الوريث الشرعي لبريطانيا وفرنسا( الاستعمار القديم ) ، ان نجاح حركة التحرر العربي سيفقدها نفط المنطقة ويعرض مصالحها للخطر ، مما دفعها لتعزيز قدرات اسرائيل العسكرية ، وانشاء قواعد عسكرية اميركية في مختلف بلدان الخليج والانظمة التابعة ، حتى كانت الحلقة الاخيرة في ذلك الاستعدادت وهي حرب حزيران، لضرب وانهاء الشعار المركزي وهو تحرير فلسطين ثم انهاك حركة التحرر واضعاف قطبها جمال عبد الناصر.
وبالتأكيد كانت للهزيمة تأثيراتها ، فشعار تحرير فلسطين تحور حتى وصل الى دولتين لشعبين وعلى حدود الرابع من حزيران 1967 ، وغاب عبد الناصر وتم تنصيب السادات رجل السعودية المعروف منذ ايام المؤتمر الاسلامي في الستينات من القرن الماضي ، وكانت كامب ديفيد ، والاردن فك الارتباط مع الضفة وفي احسن الاحوال طرح مفهوم كونفدرالية ووقع اتفاقية وادي عربة ،وتفكك البعثيون والقوميون ،وغاب الشيوعيون سواء بالتناقض او الانشقاقات او اخيرا بالتراجع الغير منظم والحضور الغير مؤثر ! والحركات الاخرى وجدت نفسها في اطارت منظمة التحرير الفلسطينة مقاتلة ومهاجرة تحتاج المال والمكان ، وهما يتطلبان اثماناً قد تكون سياسية ، فتراجعت الشعارات حتى وصلت اوسلو واقامة السلطة الوطنية الفلسطينية ، وهكذا تمت اعادة صياغة الواقع العربي من حالة كفاحية هادرة الى حالة حوارية سياسية ، ولكن الامور لا تسير بشكل ميكانيكي ، وضماناً لعدم العودة لما سلف وحرصاً على المصالح ، تم تعزيز دور الاسلام السياسي ، الذي استخدم الارهاب بشقيه الجسدي والفكري ، وبدأت الحركات القومية واليسارية / بغض النظر عن المسميات اللفظية / في حالة انكفاء ودفاع عن النفس ، والجماهير ساعية نحو ضمان مستقبل آمن وعيش سعيد ، حتى جاءت موجات المد الثوري العربي العفوي وهنا لا بد من تأكيد هذه النقطة ، لان لها ما بعدها ،حيث اظهر واقعها ما تم لاحقا من يسر احتوائها من الاسلام السياسي الجاهز والمنتظم ، وتلك العفوية تتحملها الحركات التحررية ، كونها ظلت حبيسة خوفها وترددها وضعف رهانها على الجماهير ، التي انطلقت دون انتظار ، فكانت المفاجأة ، وعاد الاسلاموين لموقعهم ، بعد ان بدأ يهتز مع بداية الحراك السياسي .
وبفعل طبيعة تلك الحركات المتغلفة بالدين ، فانها تظل متعددة في الرؤى والفكر ، وحدتها خصومة اليسار والتقدم ، لكنها لا تقبل بالوحدة سواء وطنياً او فيما بينها ، بحكم طبيعة عقيدتها و محتواها ، فكانت قد اصبحت امارة قطر داعمة للاخوانجية ، والسعودية للوهابية سواهما يبحث عن دور ليكون له حضور ، فقد وفر اكتناز الثروة آفق للبحث عن دور سياسي ، وبعد ان غابت مراكز القرار العربي من القاهرة وبغداد ودمشق ، وهنا فان المنقطة مرشحة لجولات اخرى ، تظل فيها اسرائيل ذات دور متميز لكنه غير قادر على فهم طبيعة المتغير ، ومتحفز بطبيعة ذلك الكيان لاقتناص الفرصة لتحقيق طموحاته الاقليمية ، لكن اميركا والاوروبين ، يدركون واقع المتغير الراهن ، كما يدركون المهمة الراهنة لاسرائيل ، وهنا يبدو بعض الاشكال بينهم حتى حين اعتراف الجمعية العامة بفلسطين ، والتعارض هو مرتكز الى ضرورة عدم احراج التيارات الدينية وتركها تحقيق غايتها ، وهي في النهاية لا تتعارض مع المصالح الاميركية ، حتى وان تمكنت من اقامة الخلافة ، فقد سقطت الاندلس والخليفة في الاستانة غير مكترث ؟! مع العلم بانها سبيل لا آفق موضوعي له ، خاصة وانها جميعاً تحركات مرتبطة موضوعياً بالسعودية واموال الخليج ، وتملك داخلها تناقض اكثر مما تملك من توافق .



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد قرار الاعتراف ؟
- ماذا عن سوريا الكبرى!؟
- قراءة للانتخابات المحلية الفلسطينية
- لمصلحة من اجهض الربيع العربي
- الامم المتحدة والخيارات الاخرى
- طريق الشعب بدل طريق اوسلو
- الراهن الفلسطيني والانتخابات المحلية
- الشرعية الثورية والشرعية الانتخابية
- عن اليسار والشيوعية والثورة
- رؤية لخطة طريق الثورة المضادة
- اليقظة العربية والصحوة الاسلامية
- حكاية اسد
- عن الختان وثقافة القهر
- الكم والكيف في الثورات العربية
- الدولة الدينية بدعة
- اغتيال ابو عمار
- الاممية والقومية الروسية
- الاسلام السياسي الى اين ؟!
- حول الخلافة الاسلامية
- وجوه فلسطينية قلقة


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حزبون - لماذ يغيب دور حركة التحرر العربي ؟