أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - مها الجويني - دور البديل














المزيد.....

دور البديل


مها الجويني

الحوار المتمدن-العدد: 3933 - 2012 / 12 / 6 - 14:31
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


عندما يسافر الرجل من بلد إلى بلد و لا يأخذ معه أهله ، يمحنه الشرع و العرف الحق في الزواج من أخرى و لا حرج عليه في ذلك ، و يساهم هذا الزواج في إبعاد الرجل عن الحرام و عن فعل الزنا . و لدينا أنواع عديدة من الزواج : كالعرفي ، المتعة ، و تعدد الزوجات ، و المسيار و غيره . كله هذه الأصناف نراها بين صفوف رجالنا و نسائنا العرب المسلمين و هم في المهجر و بالأخص لو كانوا في بلد عربي . حيث تكون النتائج كلأتي : حمل ، أطفال بلا جنسية ، أم مطلقة ، إمرأة بلا عقد شرعي ، فضيحة ... و تخلص القضية في العبارات التي تقولها إخوتي العربيات في مثل هذه المواقف : لعنة الله على الرجالة ... و على سننهم ... ظلم ...حيف تركني و رجع لأهله ... و عندما أسأل لما لا تعودي معه ، الإجابة تكون : إنه متزوج و لديه عائلة في بلده . و ماشاء الله لديه حبيبة و عاشقة و أهل هنا في بلد الغير !!!
عديدة هي التعاليق و الإستكارات التي تبعثها كل إمراة كانت لها علاقة مع رجل مهاجر مثلها . ونتيجة الإرتباط كلفها الكثير و الكثير ... عديدة هي القصص التي نسمعها من المهاجرات العربيات و تأتي المصائب دائما فوق رأس المرأة ليس لأن المجتمع يحمي الرجل من كل عيب و من كل نقص ، بل لأن القوانين العربية لا تعرف إنصاف و لا تهتم لأمر المرأة . فكما منح العرف للرجل رخص التعرف بأخريات عندما يكون في حالة سفر ، يسحب نفس العرف تلك الحقوق و الامتيازات من المرأة .
لأن في مثل هذه الحالات المرأة في نظر الرجل و المجتمع لا تتعدى كونها ألة لمتعة الرجل ، أو *بديل* ، يستعمله فقط في حالة السفر و ينساه عندما يعود إلى وطنه الأم . و أغلب الظن أنها تعامل كمجرمة لأنها مارست علاقة مع رجل و ارتبطت به دون علم أهلها و أهله . و في النهاية يبقى رجل ! و القانون لا يحمي المغفلين ! من تصدق كلمات الحب و الوله و العشق ، و بالأخص تلك الأبيات : و عيناك وطني و عيناك سلام ... في مرفأ عينيك ... فالرجل في نظرها الوطن ، و مصدر الحنان ، لي صديقة تونسية مرتبطة بشاب تونسي تركها و رجع لتونس ة مرتبطة بشاب تونسي تركها و رجع لتونس عندما سألتها لماذا و أنت مستقلة و لا تحتاجين لأي شيء .. أجابتني : *إنه بالنسبة لي كسلاح محارب ، أحس بأنه حمى و ملاذ لي ، أعلم أني لا أتعدى أن أكون صاحبة . و لكن الله غالب حب في الهجرة ... أحتاجه .
كلماتها إستفزتني فقلت : كيف ترضين بدور البديل ؟ كيف تقبلين بدور عاشقة لفترات ، يأتيك أيام تواجده في ليبيا ثم ينساك ما إن تلمس قدماه مطار تونس قرطاج ؟ لم تجبني ، بل صمتت ، و نظرت إلى السماء و إبتسمت قائلة : لا نستطيع العيش بلا حب و إن كان وهم .
كم هو محظوظ ذلك الرجل التونسي يتخذ لنفسه بديل عاشق، أنثى مجروحة و مغتربة فيجعل من نفسه أمامها كسلاح المحارب ، يغير من نفسه ، يتحول أمامها إلى أرض و إلى سماء ، يحملها إلى زمن الوطن الجميل مع وعود بالوفاء و الحب . ثم يرميها على قارعة الطريق . بعد أن يمتص رحيقها و يطفئ نورها . و تستفيق الحزينه بوجع إبن بين أحشائها ،أو بعذرية فقدتها ، أو بدموع رفضت أن تجف من على مقلتيها ... و إن أرادت أن تستكنر سيقول : مالك ؟ أنا لم أعدك بالزواج ثم أنت تعلمين بأن القانون التونسي يمنع تعدد الزوجات . بصراحة لا حل عندي ...
كأنما يقول لها :إرتضي بدور البديل ...و أقنعي . و لكن هل سترضى بدور عشيقة لمدة معينية ؟ ثم تكتفي بالدعاء عليه و بالصمت و بإخفاء الأمر عن أهلها ؟ كيف تقبل بدور أم بدون حقوق أمومة ؟ كيف تقبل بدون حبيبة بدون حب ؟ كيف ترضى بذل الشرق و تنحني لشروطهم ؟
إنهضي و إستفيقي ، لست بالديل ... و لا يمكن أن يكون الوطن في أحضان رجل عاشق ... إنها بلدك كيف تبحثين عنها في لحظات عشق فورية ؟ و كيف تنسين كرامتك لأجل علاقة عابرة ؟ متى تفهمي أن العقل العربي لا يفهم إنسانيتك و لم يحن بعد ذلك الوقت الذي سيكون فيه الرجل مرفأ لك ؟ تعلمي و تيقني أنهم لا يروننا سوى أراضي و هم لنا غزاة ... أرى أن الله لم يكتب الحب للكادحات ، للمهاجرات ، للاواتي يبنين أنفسهم من عرق الجبين .



#مها_الجويني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروف الوجود
- أنا إمرأة
- بدون برستيج
- في اليوم العالمي للتسامح
- لا أعرف الصمت
- رسالة إلى القبطية
- أهل النفط و النزوات
- لقاء مع ثمغارت
- لا تنتظرني
- ملامحي تونسية
- المستبد ليس بالعادل
- قتل العَامرٌية
- بلا مرافق إنت أحلى
- ربيع العنقاء
- قبل عقد العمل
- أهل السلف و الإبداع
- التعري لا يعني التحرر
- على هامش الشعوب
- رسالة إلى البدوي الحديث
- هي و الربيع


المزيد.....




- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - مها الجويني - دور البديل