أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوري الخيام - إدمان من نوع آخر















المزيد.....

إدمان من نوع آخر


جوري الخيام

الحوار المتمدن-العدد: 3932 - 2012 / 12 / 5 - 22:54
المحور: الادب والفن
    


كانا مستلقيان فوق العشب يلعبان بالمشاعر و يرسمان أحلامهما المراهقة بالكلمات , طرقا يدا في يد كل أبواب الحديث بعبث ولهو وبراءة

"كيف لا تخشين الموت هذا شئ رهيب ولاأعرف إذا كنت صادقة ؟"

النوم العميق راحة لاأحد يكره الراحة ...الحي يخاف الموت والميت لا يخشى أي شئ

عندما كنت على فراش المرض قلت أننا سنلتقي هناك, وسننهي قصة حبنا معا سواء في الجنة أو النار ...أغيرت رأيك؟" "

أستحبني إذا كنت على يقين أني من أصحاب المشئمة؟ أتريد حقا أن تخلد معي في جهنم؟

"بعدك عني هو جهنم ...تزوجيني وبادليني العشق والنشوة "

لن نسعد سنشقى كثيرا ... أنت تريد الجنة وأنا لاأهتم

"أريدك أن تكوني دائما معي أنتي جنتي يا نائلة !"


*******************************************************************

ومضى عقد من الزمان...................


"هل صليت ؟"

كلنا بخير وأنت؟

قبلها على جبهتها بلا إدراك و أعاد سؤاله مرة أخرى " هل صليت ؟يجب أن يتعود الأطفال على ذلك"

لم لا تجهزنا ببعض الكاميرات لتتأكد أننا سنأخدك إلى جنة النعيم .....هل قضيت نصف يومك في المسجد مرة أخرى؟

"مالنا والجفاء ؟أنا مسؤول عنك أمام الله "

أنا مسؤولة عن نفسي يا يحيى

"أتعجب من اولائك الذين لا يتغيرون وأنت منهم"

أنا أتعجب من أولائك الذين يصيرون أسوء ...و أنت بدأت تغلق عقلك

"أتعتبرين التدين إغلاقا للعقل؟ فليكن إذا انت مسلمة سيئة"

أنا أقبلك كما أنت ومهما تغيرت.... بشرط أن تبادلني الموقف

أخذ النقاش يتحول إلى مناقشة بين علمانية مقهورة وسلفي غاضب حوار عقيم ككل مرة مليئ بالأوامر و الإتهامات

"أمرك الله بطاعتي!"

ما خطبك؟ أراك تريد إنتهاك حقي في تقرير مستوى تديني! هذا تطرف!

"ليس في التدين مستويات! للإسلام أركان يجب أن نفي كلنا بها! في هذا البيت ستصير الصلاة كالهواء أساسية!"

أنا لم أعرفك هكذا !أرجعت تتقرب مني لتوجعني من جديد أنا أحببتك و احتملت انحلال أخلاقك لسنوات وأنت تأتي الأن لتقول أني كنت مخطئة !أترك ذراعي لاينقصنا إلا العنف الآن ليكتمل المنظر ولأعيد كتابة تاريخ جدي وجدتي!

"أنا أسف! لم أقصد! لاأريد ان أخسزك لكنك أم ابنائي ويجب أن تعطيهم المثل الصالح إلى حد هنا كنا دنيويين وشهوانيين نجري وراء المال و كل زين الحياة الفانية وتناسينا وجود الله وقد حان الوقت أن تستقم الأمور وندخل جميعا في صفوف عباده تعالى المؤمنين إن شاء الله ...لقد هداني الله يجب أن تسعدي!"

أنا سعيدة لأجلك ,لكني راضية عن نفسي وبالنسبة لآدم ويارا فنحن إتفقنا على أن نلقهما الدين بطريقة غير كلاسيكية أليست هذه كلماتك يا يحيى؟ ....وقالت في نفسها (يا الله ما يخيفيني منك سوى رجالك الصالحون الدكتاتوريون)

"أنا اقتربت من الله ألست انت من هدد بالرحيل إذا لم أغير نمط حياتي؟"

أنت أناني .....أنا لم أطلب منك تهملني قياما لليل !لم لا تتزوج مثنى وثلاث إذا؟ إنه كذلك نوع من التدين و إقتراب من الله

"كل مرادي أن أهديك و آخدك معي إلى الجنة"

من قال أنك ذاهب إلى الجنة؟

"ألا ترين أني أحاول جاهدا أن أرضي ربي؟"

قريبا ستطلب مني أرتدي حزاما ناسفا !أنا تعبت!ولاأظن أن تهديدي سينفع معك اليوم؟

"الله مع عباده الصالحين!"

كفى دروشة

"أنا فعلا أحبك! أتريدين الدنيا أكثر مني؟"

كفى دروشة يا يحيى أنا أحتاج رجلا لاقديسا! فكر في ابنائنا وأحلامنا ’إنك تقتل كل شئ!

"أنا لا أقبل إلا بزوجة مؤمنة ! "

أنا زوجتك! ولست كافرة

"أنت سافرة قد تكوني مسلمة لكنك لست مؤمنة !سنكمل طريقنا معا إذا صرت محتشمة!"

هذا جنون !

"هذا أمر الله"

ماذا لو كنت يهودية أو ملحدة؟

"لأسلمت على يدي !"

لاستسلمت ربما! أنا أكره الدراويش ولا أفتح لتجار الدين بيتي وشاشتي فما بالك بقلبي!

"ستندمين ...!"

قاطعته ساخرة

يوم الدين؟

"تستهزئين! لم لا تفهمين أني أريدك معي الجنةّ!"

ليس هناك جنة في جهنم!!

"هذا امتحان!"

هذه عنصرية وديكتاتورية !

"هذا كفر!" قالها ضاربا بقبضته على الطاولة

تنفست نائلة الصعداء وحاولت أن تتحكم في نبرة صوتها وأعصابها لكي لايزداد النقاش حدة فقالت بصوت شبه هادئ
حديثنا فارغ! سيرجع الأطفال في أي لحظة... لنحضر العشاء!

عاد يرتدي معطفه وقال بغضب
"سأذهب إلى المسجد"

تقبل الله!ستجد عشاءك في البراد!
تمنت أن ينتهي الحديث بينهما كالعادة عند ذاك الحد لكنه عاد ليؤكد

"سأوقظك لصلاة الفجر"

سأستيقظ لإرضاع الصغير تلك هي صلاتي! لا تزعجني بعد اليوم إذا كنت نائمة ..

"ماذا ينفع حليب ثديك صغيرنا إذا كان قلبك خاليا من الفطرة والإيمان!!!"

لم تتمالك خيبتها فصاحت في وجهه:
إلى هنا ويكفي تظن نفسك كاملا لكن هيهات ! لم يعد للنقاش ولا لممارسة الحب معك متعة...كل ما أريدك أن تعرفه أني تحملت إدمانك على الكحول والأصدقاء والسهر لسنوات عدة وحتى عندما اكتشفت نزوتك غفرتها دون أخبرك بأني أعلم!

توقفت عن الحديث لترتب أنفاسها ...نظرت إلى وجهه يترقع بكل الألوان من وقع كلماتها وقالت بصوت أرادته هادئا لا يعبر عن غضبها وقلقها:
لقد كنت جدا متسامحة معك إلى حد الآن دون أن أضعك في قفص الإتهام ليس خوفا منك بل لأجل عائلتنا ولأجل إيماني بحبنا ولكي أكون لك سترا وزوجة مثالية تغطي عيوب زوجها وتصبر عليه حتى ينصلح أمره! لكن يبدو أني راهنت على حصان خاسر !اليوم تكفر بي أنا كذلك سأكفر بك لامحالة! إذا كنت تريد أن تدمن الله والتدين فهذا حقك الخالص وأنا سأقبلك بعاهاتك لكن إذا كنت تريد أن تجعلني غصبا أنا كذلك مدمنة لأجل جنة لا تستحقها فأنا أرفض أن أمشي وطفلاي هذا الطريق الوعر وإذا عاندت فنخسر كلنا......

ظل جامدا في مكانه وأخد يتمتم كأنه يكلم نفسه
"سارة!!! كنت تعرفين عن سارة؟ لم لم تقولي شيئا حينها؟ "

لا أحب أن أراك ذليلا ولاأريدأن أقلب بعد كل هذه السنين في تلك الأوجاع......قالتها وهي تصارع الرعشة والدموع و خرجت إلى التراس وأشعلت سيجارة لتخمد توترها

"أنسيتي أنك ترضعين يا نائلة؟"

كان تحضر له جوابا جارحا لكنه حدثها بلطف نسيته منذ زمان كسر شوكة في حلقها فرمت سيجارة العند وقالت بلطف مماثل
لا بأس أن أخطئ مرة... و أنت يجب أن تهرول إلى الجامع فقد قامت الصلاة!

اختفت نائلة في الحمام وخرج يحيى من البيت كالضائع يمتطيه ندمه وحيرته ...ظل يمشي لساعات طويلة يسارع دقات قلبه وركلات ضميره التائه بين حقه في الجنة وحقوق أسرته ...أسيفرح الله إذا رحلت نائلة؟ أسينال ثوابا إذا شتت تلك الأسرة ليعتكف ويترهبن؟ أهكذا يجازي هو صبر زوجته على سكره وعهره وفقره لسنوات طويلة؟ أيستحق ناكر الجميل دخول الجنة؟كل ما يعرفه أن امرأة وفية صادقة مثلها لا يمكن أن تجد مكانها في جهنم إذا كان في الآخرة عدل وهو صار متأكدا أن إله الكون لايظلم!

رجع إلى البيت قبيل الفجر صلى وحده دون أن يزعج أحدا على غير عادته ونام كالطفل مستسلما لأحضان حبيبته وعرفت هي أنه كذلك لازال يحبها ولكن أتراه فهم أن إدمان الدين خطير ومدمر كأي إدمان آخر ؟أ تراه فقط يبحث عن علاج لضميره المثقل بسارة وكل الأشياء الأخرى بين ذراعيها هذه الليلة؟ هل سيعود تعصبه لأفكاره بعد أن يتوقف ضميره عن الصراخ والنواح !هل سيبحث عن إدمان آخر أم أنه سيبحث فقط عن السعادة معها؟



يتبع إن شاء القلم



#جوري_الخيام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماعة مرسي وصلاحيات الكرسي!
- أما بعد,
- وقاحة العطور
- آسفين يا سوريين...
- تعرية ذاتية: -حرام علي حرام إذا عليك ياسيدي-
- رد على قصيدة -انطردي الآن من الجدول- لهشام الجخ
- عطر الأنا...
- صلاة الغائب
- مواقع الألم...
- تعرية ذاتية:أول السيل صفعة
- أن تكون مغربيا...
- سارقة الفرح كانت هنا...
- جوريات : -عن الفرح والوطن-
- جوريات : -عن المال و الهوى-
- جوريات: عن الدين وحور العين..
- حب تحت العتبة
- - كش ملك-
- كلمات من حروف باكية...
- حقوق الضفدع ..
- يوميات بئر حكيم


المزيد.....




- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوري الخيام - إدمان من نوع آخر