أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين حامد - هل كان نكوص شعبنا وعدم وقوفه ضد فساد الكتل السياسية ، سببا في استقواء رئيس الاقليم؟















المزيد.....

هل كان نكوص شعبنا وعدم وقوفه ضد فساد الكتل السياسية ، سببا في استقواء رئيس الاقليم؟


حسين حامد

الحوار المتمدن-العدد: 3932 - 2012 / 12 / 5 - 22:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من بين اكثر التجارب مرارة وثقلا في الوطئة على شعبنا ومنذ 2003، أن واجه الناخب نتائج عكسية تماما لما كان يأمله من عطاء لتجربته الجديدة مع الديمقراطية ، من خلال ما ظهر له من قدرة الكثير من الكتل السياسية ، من العرب والكرد ، على جعل المصالح الشخصية والقومية فوق كل اعتبارات وطنية. بل ومن خلال استعداد هذه الكتل الى بيع العراق بابخس الاثمان ، ألامر الذي خلق في ذات العراقي نوعا من صدمة فرضت عليه نكوصا ونأيا بنفسه عن الاحداث بدلا مما كان يرجى منه من دور في وقوفه رقيبا صارما ضد الفساد، وظهيرا للحكومة التي منحها صوته من اجل ان تقود مسيرته. وكان لذلك النكوص نتائج كارثية كبرى على القضية الوطنية والمناخ الديمقراطي الذي بدأت غيومه السوداء بالتلبد كنتائج سريعة، بعد أن ساهم ابتعاد العراقي عن مسؤوليته وفيما ينبغي من تفعيل لمنظمات المجتمع المدني في مسيرة العملية الساسية وما رافق ذلك من تيسيره فرصا سلبية لتلك الكتل اللاوطنية للعبث بمقدرات الوطن الجديد. فقد قادت لامبالات العراقي وطنيا عن ما كان يراه من لهاث الكتل وراء ممارسات الفساد الاداري والحكومي وتشويه الحقائق والافتراءات على الاعلام الوطني والاساءات الكبرى للقيم والاخلاق، ثم تحويل مقدرات العملية السياسية الوطنية لتوجيهها نحو أروقة وصالونات حكومات الجوار، من قبل سياسين موصومون بالعمالة من كلا القوميتين، وتقاسم غنائم اسيادهم على حساب تجربتنا الديمقراطية الحرة.

والشيء الاكيد الذي لا نفهمه، هولماذا استمرئ العراقي حياة هامشية ، ليصبح طوعا ضحية كبرى لفوضى الفساد وتخريب العملية السياسية من خلال ابتعاده عن تحمل مسؤولية تواجده في قلب الاحداث، لقلب موازين القوى وتمزيق شرنقته والنهوض لتحشيد الجماهير في تظاهرات كبرى للي انوف الخونة والحثالات من السياسيين لحماية حكومته المنتخبة ممن يبغون الجور عليها، وهم كثيرون. فهل ان هذا العراقي، هو من تخلى عن شكيمته طواعية، ام يا ترى ان الشكيمة هي التي خذلته؟ وهل غشت روحه الانانية والاستكبار على وطن أرضعه من ثدي الاباء والكبرياء ليستوي عوده ويقف شامخا على الرغم من كل المحن والاهوال التي عصفت باحواله؟ ام يا ترى ان العراقي قد توهم ان هؤلاء الاوغاد من الساسة الجدد هم من يمثل اصالة وتأريخ العراق المجيد من الان فصاعدا؟ ولذلك فقد سمح لليأس في الزحف الى ذاته ليوهن تفاؤله وثقته نحو المستقبل. مما جعل من أعداء الديمقراطية من الاحزاب الكردية ومن خلال تعنتهم السياسي ومحاولاتهم ابتزاز الحكومة الاتحادية ،يشكلوا تهديدا من خلال اعتقادهم الخاطئ ، ان الشعب العراقي لا يطمح اكثر من حصوله على لقمة العيش؟ فكانت النتيجة ، أن نكوص العراقي منح الاقليم فرصا ذهبية وشجعهم للاستفراد بالتحالف الوطني وخصوصا بعد تخاذل التحالف الصدري وانحيازه الى متاريس رئيس الاقليم والقائمة العراقية . ولكن الخيرين من عراق القانون وبرئاسة السيد المالكي ، خاضوا المعركة بشجاعة وشراسة منقطعة النظير من اجل أما أن يكون العراق ، أو أن لا يكون. ومن اجل ان تتسيد الديمقراطية ، وتندحرمخططات تركيا لتقسيم العراق والتي يحاول السيد رئيس الاقليم فرضها على شعبنا. فهل من بين شرفاء شعبنا اليوم من يستطيع نكران مواقف حكومة المالكي وكتلته في وقوفهم بوجه تهديدات السيد رئيس الاقليم ومن قد ظنوا معه انهم قادرون على الاستمرار في ابتزاز حكومة الشعب أوالنيل منها؟
فوقفة الحكومة الشجاعة اتجاه ذلك التصعيد وتهديدات الاقليم ، أثبتت انها بمستوى المسؤولية من اجل مواجهة الشراسة بشراسة أعظم. ولكننا لا نقول ذلك بسبب اننا نريد الحرب ضد شعبنا الكردي أبدا، ولكن للجم من يعتقد ان عراق اليوم هو نفسه لا يزال عراق الامس لمن يتحدى شعبنا، وكذلك لكي يصحوا اولئك الذين جرفتهم الاوهام بعيدا عن الواقع..
فتلك الاوهام كانت من بين الاسباب الرئيسية في استقواء السيد رئيس الاقليم على الحكومة المركزية ، فضلا عن سبب نكوص العراقي عن مسؤولياته التي تم ذكرها انفا ، وتخليه عن المواجهة المطلوبة. ولكن هناك أيضا وباعتقادنا اسبابا كثيرة ساهمت بأغراء وتشجيع وتمادي غرور السيد رئيس الاقليم من خلال مواقفه الاستفزازيه وتحدياته واستهتاره ، التي لم تكن دليلاوللاسف، على كمال وسلامة العقل. بل كانت مؤشرا لمن لا يتحلي بالموضوعية والحكمة أوحتى بالاخلاق السياسية . فكانت من بينها عواملا كثيرة معروفة للجميع من خلال :

1- ظهور البشمركة بعد 2003، كقوة وحيدة الى جانب قوى الاحتلال بعد حل الجيش العراقي . 2- استقواء البشمركة بعد استيلاءها على بعض المعدات العسكرية الثقيلة للجيش العراقي التي تركها خلفه بعد هزيمته . 3- استقواء رئيس الاقليم من خلال الدعم الذي يتلقاه من النظام الاسرائيلي والتركي والسعودي والقطري. 4- الشعور بانتصارات وهمية كتلك التي تنشأ من خلال تحالفات حزبي السيدين برزاني وطالباني مع البعثيين – القائمة العراقية - ومنظمة القاعدة في الوقوف ضد قائمة دولة القانون والحكومة. 5- استغلال الاقليم للفوضى السائدة وانتشار الفساد الاداري والحكومي من خلال تواجد وسيطرة الاحتلال على مرافق الحياة وتلقي الدعم الامريكي . 6- خيانات وتخاذلات الكتل السياسية الشيعية والسنية معا والتي منحت ولائها الى رئيس الاقليم نكاية بالمالكي ، حيث كانت تجد في سياسة السيد برزاني تكريسا لنشر الفساد في الحكومة وتدميرها. 7- الاثراء الحاصل في الاقليم نتيجة استمرار تهريب النفط و بيعه خارج الاقليم لسنوات طويلة بينما كانت الحكومة تغض النظر عن ذلك نتيجة انشغالها في معاركها الاخرى الكثيرة . 8 – نزعة الزعامة والاستحواذ على كل شيئ في ذات السيد رئيس الاقليم كصفة اساسية لمن يحكم العشيرة. ثم أخيرا :
9 – نزعة الاحقاد القديمة في الماضي في علاقة الاحتراب مع الحكومات العراقية السابقة:

والحديث عن الاحقاد ، قد يجعلنا نفترض أيضا، أن المواقف السياسية العمياء من قبل السيد رئيس الاقليم ضد الحكومة الاتحادية في محاولات استغلالها واضعافها، كانت أسبابها تعود ربما لدوافع احقاد قديمة ما تزال بعض جذورها قائمة في اللاوعي من زوايا نفس السيد مسعود برزاني ضد الحكام العراقيين بشكل عام ، بعد أن نحتت تلك الصراعات الدامية من اجل الحياة خلال فترات الاحتراب تلك العداوات بين الحكومات العراقية وبين المرحوم ملا مصطفى وفي نفس ولده السيد رئيس الاقليم أيضا، ولم تنمحي بعد.
فمن الواضح ان فشل أهداف مسيرة السيد رئيس الاقليم وعدم تكللها بالنجاح الذي كان يرجوه ، أولما كان يأمل من خلال املائاته لاضعاف حكومة المالكي لجعل الاقليم يتسيد على الاوضاع في العراق ، ولرسم السياسات الداخلية ، وخصوصا السياسات النفطية وكذلك أيضا قضية ما يسميه اليوم (بالاراضي المستقطعة) !!. فالسيد البرزاني ، لم يتسم بحكمة القائد حينما اعتقد ان السياسة الخارجية للعراق والتي تبناها السيد هوشيار زيباري، وزير الخارجية ، في محاولة تكريد السفارات العراقية في الخارج ولغمها بعناصر بعثية من اجل سيطرة التحالفات القائمة بين الاقليم مع البعثيين، وخصوصا القائمة العراقية ، فانه من الواضح ان السيد برزاني الذي يشجع على مثل تلك السياسات المنحرفة ، فأنه غير عابئ حتما حينما يقوم بتوظيف جميع قدراته من اجل الوصول للسيطرة على الحكومة الاتحادية وامتهانها .

فكانت النتيجة ، ان فشل السيد رئيس الاقليم، لم يبق لديه ورقة يستطيع لعبها وخصوصا بعد أن أخذته العزة بالاثم ، فاضطر للتلويح والتهديد باستخدام الحرب ، وهو دليل قاطع على ان الاحقاد قادرة وحتى بهذا الشكل الجنوني على ان تعمي بصيرته وجعل السيد رئيس الاقليم غير مبال ليس لمصيره الشخصي فحسب، بل ومصير الشعب الكردي ألامن والذي عاش مع اخوته العرب العراقيين حياة مديدة تقاسموا خلالها المأسي والهوان من كل حدب وصوب على يد المقبور.
فهل ان السيد برزاني، وهو قائد للكرد، لا يهمه الموت الجماعي الكرد والعرب العراقيين؟ وهل نسي السيد رئيس الاقليم اكوام جثث اخوته الاكراد وهم يواروا تحت التراب في مقابر جماعية في أنفال الطاغية المقبور؟ فلوافترضا، ان قلب السيد برزاني قد خشع حزنا على مصير اولئك الابرياء من شعبه الكردي، فهل كان يستطيع الاصرارهكذا على تهديداته بالحرب ضد شعبنا العراقي؟

اما اذا كانت احقاد الفشل الذريع لسياسته المتسمة بالطغيان سواءا مع الكرد أومع حكومة المركز على السواء، وما يمكن ان يخلفه ذلك الفشل في كبريائه من جراح نازفة ، فان الجدير بالسيد رئيس الاقليم ان يفهم انها ليست خطأ حكومة المالكي، ان يكون قد تبنى لنفسه احلاما طوباوية مضحكة من اجل غمط حقوق 35 مليون من العراقيين لاشباع حاجاته المعنوية ، من اجل أن يبدوا (انه القائد التأريخي) للاكراد وخليفة والده السيد الملا مصطفى و(ألاب الروحي) لهم؟

ولكن وكما نعتقد، أن سياسة السيد رئيس الاقليم التوسعية ، التي يطمح الى تحقيقها ، جائت أيضا كنتيجة لفوضى الغطرسة والغرور والتي أملة على العقل القاصرعند تعامله مع اللاموضوعية ، خضوعا واستسلاما لرشقات الاوهام من اجل التمادي في سحق ما تبقى من القيم الانسانية وتمريغها بالوحل من اجل تحقيق احلام النصر؟ وإلا كيف يستطيع السيد رئيس الاقليم أن يستمر في المضي بالامعان في غدر اهداف الحياة الانسانية لشعبه العراقي حتى يصبح هدف السيد (الرئيس) الوحيد منصبا على اختبار قوة الاسلحة التي استولت عليها البيشمركة من بقايا جيش صدام المهزوم ، والتي عائديتها قانونيا للحكومة الفدرالية؟ فمشكلة رئيس الاقليم هي في الحقيقة في اوهامه الخرفة التي نأمل ان يكف عنها وينساها بل ويتعض بعبر الاخرين من ابتلعتهم المقابر واصبحوا أثرا بعد عين . فكما هو واضح أيضا أن السيد برزاني قد أعمته ثروته الفاحثة، الشخصية والعائلية، على حساب الفقر الذي تعيشه الغالبية الكردية ، بحيث اصبح يطمع للمزيد غير مبال لأي شئ بعد أن غشاه الوهم والغرور فتصور ان باستطاعته تدميرمن يقفون ضد طموحاته غير المشروعة من رجال العراق الاحرار، مع انه ربما يعلم جيدا أن لا منتصر بأي حرب.

وختاما ، اننا نأمل من السيد رئيس الاقليم اعادة حساباته بشأن ما يريده للحرب ان تكون هي الوسيلة لحسم النزاع ، فالحرب لا رابح فيها. من جانب اخر، اننا هنا نحيي جهود السيد المالكي رئيس الحكومة، ونثني على مساعيه في تشكيل حكومة الاغلبية السياسية . فباعتقادنا أن فك ألاسر السياسي وفتح الباب لكتل سياسية جديدة ودماء جديدة في حكومة الاغلبية ، من شأنها أن تساعد في الاجهازعلى فوضى الفساد الاداري وهيمنة الكتل الفاسدة ، ومن ثم الدعوة الى احياء وتنشيط منظمات المجتمع المدني ليكون المواطن العراق ثانية في قلب العملية السياسية ومحورها.



#حسين_حامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم يا سيادة الرئيس ... لقد كان التحالف بين القوى الإسلامية ...
- فساد البرلمان ...من خلال مبدأ تمرير الصفقات السياسية بين الك ...
- ألسيد مقتدى الصدر... والطريق المسدود؟
- دجل العمائم ... جهل ام أجندات خارجية؟
- ظواهر قابلة للاصلاح تنغص حياة شعبنا....
- أين الاعلام من مسؤولياته الوطنية...؟


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين حامد - هل كان نكوص شعبنا وعدم وقوفه ضد فساد الكتل السياسية ، سببا في استقواء رئيس الاقليم؟