أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد علي الماوي - دروس من إنتفاضة سليانة















المزيد.....

دروس من إنتفاضة سليانة


محمد علي الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3932 - 2012 / 12 / 5 - 21:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



قدمت انتفاضة سليانة دروسا ثمينة لابد من أخذها بعين الاعتبار في إطار المسار الثوري المتواصل وأثبتت الجماهير المنتفضة ضد حكومة النهضة قدرتها على الصمود في وجه أعداء الشعب الذين يريدون العودة الى القرون الوسطى وتنصيب محاكم التفتيش ضد كل المعارضين هذه المحاكم التي تتقمص اسم "لجان روابط حماية الثورة" أو "لجان الامر بالمعروف والنهي على المنكر" والعديد من الجمعيات "الخيرية" الاخرى.
لقد أكدت انتفاضة سليانة على الحقائق التالية:
- ان المسار الثوري متواصل إذ بلغت التحركات الشعبية-حسب الاحصاء الرسمي- منذ اندلاع انتفاضة 17 ديسمبر 2010 أكثر من 27 ألف و557 حركة احتجاجية (منها 11,284 حركة لسنة 2012 وأكثر من 416 عملية اضرام نار و1226 غلق طريق...)
- ان التاريخ تصنعه الشعوب وإن تمكنت الرجعية ظرفيا من الالتفاف على الانتفاضة وما حققته من مكاسب فان عجلة التاريخ سائرة الى الامام رغم التعثرات ورغم عدم توصل الجماهير المنتفضة الى فرز لجان الدفاع الشعبي القادرة وحدها على تنظيم المواجهة ضد كل من يتربص بطموحات الشعب نحو التحرر الوطني الديمقراطي.
- أكدت جماهير سليانة على استقلالية القرار وعلى ضرورة تحقيق مطالبها لذلك استاءت من الاتفاق الحاصل بين الاتحاد العام التونسي للشغل وحكومة الترويكا وعبّر أغلب المنتفضين عن رفضهم القطعي لهذا الاتفاق واعتبروا ان الاتحاد لايمثلهم وصرّح البعض الاخر بان هناك مؤامرة تحاك ضد أهالي سليانة بهدف امتصاص الغضب الشعبي لاغير.
- حضت جهة سليانة بتضامن شعبي غير مسبوق وعلى عكس ما حصل في انتفاضة الحوض المنجمي(2008) التي تمكن النظام من محاصرتها- فان الجهات هبت لمساندة مطالب الجهة الريفية المهمشة بحيث خرجت المظاهرات المساندة في عدة ولايات بما فيها جهة تونس وهو ما يؤكد على ارتقاء ردجة الوعي الجماهيري الذي تفطن الى ان انتفاضته سرقت من قبل اكثر الاطراف رجعية وهي محل مساومة بين الكتل العميلة المتصارعة على كرسي السلطة.
- بينت الاحداث مدى اقدام الجماهير- التي لم يعد لها ما تخسر سوى قيودها- على الصمود والتضحية إذ بلغ عدد المصابين 300 شخصا الى جانب حوالي 20 إصابة على مستوى العين إثر استعمال البوليس رصاص الرش المحرم دوليا.
- أكدت انتفاضة سليانة على أهمية الارياف في اشباه المستعمرات وعلى دور الفلاحين الفقراء في مقاومة سياسة العمالة والتخلف فقد عانت المناطق الريفية في الشمال الغربي والوسط والجنوب الغربي من سياسة النهب والتفقير وانتزاع الاراضي بقوة "القانون" الجائر لصالح الكمبرادور والاقطاع المتحكمين في رقاب فقراء الريف.وليس من قبيل الصدف ان يرفع شعار "الشعب يعاني في الارياف يا حكومة الالتفاف".
- رددت الجماهير شعار "وزارة الداخلية وزارة إرهابية" في وجه التعزيزات "الامنية" "المستوردة" التي قمعت المسيرات السلمية بكل وحشية ومن الطبيعي ان يولد العنف الرجعي -عنف الدولة "المشرّع قانونيا"- العنف الجماهيري العفوي فمن حق الجماهير ان تثور ومن حقها ان تدافع عن نفسها أمام استشراس هجمة حكومة النهضة دفاعا عن والي الجهة –ابن اخت الخليفة السادس –الوزير الاول- حسب الصحافة الرسمية.غير ان العنف العفوي يكتسي طابعا دفاعيا بحتا وردة فعل مباشرة لما تتعرض له الجماهير من بطش محاكم التفتيش الاخوانجية وقد يتطور هذا العنف العفوي الى عنف منظم ضد النظام ككل ويطرح شعار "الشعب يريد اسقاط النظام" الذي تخلل انتفاضة 17 ديسمبر.
- كشفت انتفاضة سليانة حقيقة حكومة النهضة وبرامجها الهادفة الى بيع البلاد ونهب اموال الشعب باعتماد ابشع طرق الاستبداد الراجعة الى منطق الاقطاع المتخلف ونزعة الاخذ بالثأر والتنكيل بالمعارضين وقد سبق لرموز النهضة ان عبروا عن ضرورة تطبيق الحد وقطع الارجل واتهموا المعارضين وخاصة الجماهير الشعبية "بازلام النظام" وبقوى مضادة للثورة...هم الذين لاعلاقة لهم "بالثورة"بما انهم كانوا في المهجر اثناء الانتفاضة.
يهدف العنف الرجعي النهضاوي الى تحويل وجهة الصراع الطبقي وتهميش جوهر النضال الوطني وتستعمل النهضة نفس الاسلوب كلما انتفضت الجماهير فهي تحرّك مليشياتها وتهدد بصوملة "تونستان" وفرض واقع الحرب الاهلية والفتنة لتغطية فشلها في حل المشاكل السياسية والاجتماعية من جهة والتمديد في فترة بقائها في السلطة من جهة أخرى رغم انتهاء مدة "الشرعية الانتخابية".
- ان الشعب في حاجة أكيدة الى حزب ثوري ينير طريق الثورة ويرسم الخطط النضالية من اجل احباط مخططات وكلاء الاستعمار -من نهضة ونداء تونس-الذين يتشدقون بمعزوفة "الانتقال الديمقراطي" و"استكمال مهام الثورة".كما ان الجماهير الشعبية في حاجة الى التنظّم في لجان الدفاع الشعبي من أجل تقرير المصير والخروج من وصاية الاحزاب والمنظمات التي تتحدث أو تتفاوض باسمها ومن حق الشعب ان ينتخب المسؤوليين ويقيلهم في صورة تعارض سياساتهم مع مصالح الكادحين الحيوية.
غير ان تأسيس الحزب الشيوعي يظل صعب المنال طالما لم ترتق الحلقات الثوري الى مستوى المنظمة الثورية المحترفة.
- فتحت انتفاضة 17 ديسمبر افاقا جديدة امام الجماهير فأصبح الشعب يفرق بين الاعداء والاصدقاء وإن لم يبلغ بعد مرحلة التنظم الثوري فان العملاء الجدد سيواجهون شعبا من طينة اخرى تجاوز مرحلة الخنوع والخوف واستعاد الثقة في قدرته على المواجهة واستعداده للتضحية من أجل الارض والحرية والكرامة الوطنية.
- فجّرت سليانة الصراعات في صلب الترويكا الحاكمة من جهة وأججت التناقض بين النهضة ونداء تونس من جهة أخرى إذ يحاول الدساترة الجدد-نداء تونس- الرجوع الى الحكم والتظاهر بتبني مطالب الجماهير واستغلال أخطاء النهضة لطرح أنفسهم كبديل, هم الذين قمعوا الشعب طوال العقود الماضية.
لذلك تطرح على الجماهير المنتفضة والقوى الثورية تحديدا مهمة التجنّد حول شعار "الشعب يريد اسقاط النظام" ومناهضة الاستقطاب الثنائي الذي تريد الامبريالية فرضه من خلال تمرير خطة الانتقال الديمقراطي والتداول السلمي على السلطة على حساب طموحات الشعب نحو التحرر من الهيمنة الامبريالية والتخلف الاقطاعي.
بعض الشعارات التي وقع رفعها خلال الانتفاضة ومسيرات المساندة:
- ("عملاء الاستعمار نهضاوي رجعي وسمسار- تونس وطنية لاإستعمار لارجعية- شعب تونس شعب حر لاإستعمار لاقطر- تونس مش للبيع ياحكومة التطبيع- شعب تونس شعب حر والتطبيع لن يمر-
-العدالة بين الجهات لالتعدد الزوجات- يا نهضاوي يا حقير ياعدو الجماهير- الانتخابات مسرحية والحالة هي هي-
يانهضة مانخافوش من الرش والكرتوش- ياحكومة عار عار والاسعار شعلت نار- ارحل إرحل ياوالي انت ضد الزوالي- ياحكومة عار عار وسليانة شعلت نار-الصدام الصدام حتى يسقط النظام- يا حشاد النهضة باعت البلاد- لاتفاوض لاحوار مع حكومة الاستعمار-
لاسبسي لاجبالي ثورتنا ثورة زوالي- يانهضة صبرك صبرك جماهير سليانة حفرت قبرك- ")

محمد علي الماوي
تونس 3 ديسمبر 2012



#محمد_علي_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف السلفي والتجاذبات السياسية
- نمط الانتاج المشاعي البدائي
- الاقتصاد السياسي
- الشعب يريد اسقاط النظام لاترميمه
- الحركة العفوية وقضية التنظّم
- تونس- وحصل الفرز الطبقي
- حقيقة الوضع السياسي في تونس
- ملخص لإضافات ماوتسي تونغ
- الانتخابات في مصر والانتفاضة في الذاكرة
- عنف الدولة وعنف الجماهير العفوي والعنف الثوري
- قراءة في -ورقة عمل حول بناء حزب موحد -للوطنيين الديمقراطيين-
- الحركة النقابية والصراع بين الخطين
- نداء الى المجموعات الشيوعية
- تونس:الوضع في ظل الاعتصامات والاعتصامات المضادة
- حول خلايا المؤسسات
- نصوص حول المجلس التأسيسي
- الشعب في حاجة الى حزب الطبقة العاملة
- جانفي,شهر الشهيد وشهر الانتفاضات الشعبية
- حكومة النهضة -حكومة محاصصة
- ايّ معنى -لليسار- اليوم؟


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد علي الماوي - دروس من إنتفاضة سليانة