أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - أحبب هوناً وأبغض هوناً















المزيد.....

أحبب هوناً وأبغض هوناً


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3932 - 2012 / 12 / 5 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كتب مروان صباح / للجهل أبعاده المتعددة قد يقتصره البعض داخل مناطق تقليدية تحولت بفضل تكرارها إلى ما يشبه الفلكلورية حيث يبدأ وينتهي بالتعليم دون ذلك لا يحظى بالاهتمام ويبقى مسكوت عنه ليس من باب الإهمال المقصود بل العكس يأتي من عدم قدرة العين المجردة على التقاط ما يقع من ثقافات متنوعة تحتاج لمن يدفع الآخرين بالتفكير نحوها أو حولها إلى الاستعانة بالنظارات كاشفة التى تساهم بدفع المرء بعد أن يضعها أن يبصر الحياة بشكلها الأعمق والأقرب بدرجة حديدية ومن يقرأ بين سطورها يستمع للحروف الصامتة وهي تحتك بعضها ببعض .
من الأمور التى تحتاج إلى تقويم في وقت مبكر كي لا يصاب المرء بِعطب يؤدي إلى شلل ذهني يمنعه من التحرك نحو معالجة ما يمكن التورط به ، هو داء الحب القاسي الذي تأتي نتائجه في الغالب مدمرة لدرجة أنه يصبح أنكى من الكراهية المقصودة في تدمير الأخر ، لكن من ينخرط في هذه الأنماط لا يستشعر بما يقوم ويفعله اتجاه الحبيب إلا بعد فوات الأوان ، حيث تتعقد المسألة لحد يصعب لمن بًّالغ في هذا الحب أن يجد حلول ابتكاريه توقف الكارثة التى حلت بالمحبوب ، مما ينتابه الوهم بأن من الممكن أن يسابق الزمن ويعيد ما مضى من الطول والعرض وتواضع العقل إلى الاحجام الأولى كي تتوفر له الفرصة من جديد مُبكراً لإيجاد صيغة اخرى تماماً عن تلك التى انتهجها ، إلا أنها تبقى محاولات ناقصة لأنها بالأصل تتعلق بالمتمني اولاً يحتاج أن يتغلغل في داخله كي يرى السلبيات ويعالجها قبل أن يتوجه للآخرين ودون ذلك سيعود لذات الأخطاء التى تتحول مع الوقت إلى خطايا .
هناك ظواهر يلتفت لها الناس وقد لا يلتفتون رغم ضرورة الإيجاب عن أسئلة تنتظر لمن يتجرأ بالتقدم كي يجيب عليها من حين إلى الأخر خصوصاً أن تدافع الأجيال لم يتوقف ما دامت الحياة لم تبلغ نهايتها وعقارب الساعة مازالت تسير إلى الأمام تضبط حركة الطبقات المنتشرة في المجتمع وتراقب كيفية تشكيلها بدقة ومن يقف وراءها ، ورغم محاولات الدول الحديثة مؤخراً في تنظيم متطلبات سوق العمل واحتياجاته الخماسية كي تسد فراغات قد تتعرض لها المجتمعات من حين لأخر بما يسمى بالكفاية ، لكن تبقى التساؤلات عن الإفرازت التى أدت الشاغلين داخلها بالالتحاق بها وما هي الأسباب التى جعلتهم أن ينخرطوا لحد الاستسلام رغم امتعاضهم واحتكارهم لتلك المهن دون أن يعلنوا بشكل واضح للملأ أنهم تورطوا بعد فوات الأوان ، فالسعى الدؤوب النظري للوالدين المتعلق بالأحلام التى يتمنوها ويرغبون من خلالها صناعة مستقبل أبنائهم من حيث القوام الأفضل والتعليم الأعلى والثقافة الغنية التى تمكنهم إجتراح امتيازات تتفوق على الآخرين بشّكل المشروع والحضاري ، ولكي نكون أكثر دقةً في هذا العصر المتشابك للأنماط والسلوكيات تتوحد الأغلبية الساحقة عند الحلم ذاته هو الرغبة العالية في رؤية أبناءهم وأحفادهم ضمن فئات معينة مثل الأطباء والمهندسين إلا أنها تأتي الرياح بما لا يشتهي الراغب وذلك يعود إلى افتقاد الصدق للنوايا في استتمام المشروع ، لأن الاختزال دراجاته دائماً في تنامي عند المجتمعات المصابة خصوصاً بالمشاريع المتأرجحة بين الرغبة والقدرة على تحقيق الحلم إلى واقع وترجمته بالفعل إلى كيان انساني فاعل يستطيع تجاوز المطبات والحواجز التى يمكن أن تتصدر في نصف الطريق بهدف الإعاقة في الوصول إلى ما هو اسمى وأبهى كي يلامس الفردوس ، لهذا نرى من خلال المسيرة التى لا تنتهي ما دامت الدماء تجري بالعروق أن هناك فئة اخذت على عاتقها تحمل المسؤولية والابتعاد كل البعد عن الكسل لتصل الليل بالنهار لتحقيق غاياتها المحددة وأحيانا تطرق ابواب الابداع بعد ما تزيح من طريقها الطفيليون والدودة العمياء ، لكن هناك من أخفق في منتصف الطريق لأنه شرّع أبوابه لكل من طرقها وانصهر في تفاصيلها المجهولة التى لا تحمل هدف واضحاً مما يدلل لمستقبل واعد ، لكنه اراد تقليل المسافة متصوراً بأن الحال قد يكون أسهل للوصول لرغباته ويعلل بذلك أن استمراره لن يأتي بتلك الفائدة الكبرى بل العكس لتبدأ المبررات تتقدم لاختصارات يساندها الأهل ضمن تواطأ مستمر لا تعترف بالاعترافات بقدر ما تختبئ وراء فشلها المكشوف ، لكن سرعان ما تتحول لعنة الشقاء المختبئة في سراديب الحياة الأشبه بالكمائن إلى منغصات ثقيلة لم تكن تخطر على بال من قلل من أهمية الوصول لنهاية الطريق بالإضافة لمن لم يزود قاصدها ببطاقات صادقة .
يتعامل الحب القاسي مع المحبوب دون أن يضع كوابح لتلك الغرائز التى تتطلب تهذيبها في وقت مبكر ولحد الإفراط ، فهناك من يتوجه كي يوقظ ابنه من النوم في صباح بارد من أجل أن يستعد للذهاب إلى المدرسة لكن ما أن تلتقط يداه الغطاء ويتحسس السخونة يسقط على الفور سؤالاً من فمه ينتظره بفائق الصبر من هو داخل الفراش ، إن كنت مريضاً ليس هناك داعي الخروج من البيت ، كما أنه يستدعي المحب لمحبوبه كل المبررات والتى تسانده في تعزيز ما يمكن أن يقترفه من حِّكم أو آيات قرآنية ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) لتصبح مسلسل من الإخراجات تدخل ضمن المدخلات تنظم عمليات سهلة ومريحة لدى الأولاد في اختلاق أسباب تُحّول وصولهم إلى أسوار العلم لتقع بعد فترة قصيرة الفاجعة عند صدور النتائج كأنها تقول ما زرع أول السنة لابد من حصده أواخرها ، بينما لا تكف الحناجر عن مدافعات مستميتة توفر للفاشل تحصيناً من خلال جدران مهمتها أن تعكس الحقيقة نحو من هو قائم على التعليم او ما شابه من ذلك لكي تُعلّق الاخفاقات على مشاجبها دون الاعتراف بأن الخلل يكمن داخل الأسرى ، لهذا تكون أحياناً الكراهية أرحم بكثير من الحب القاسي خصوصاً لمن يخضع قسراً لرعاية الأهل ، إذ ما كان العقل قادر بالتحكم في قياس هذا المنسوب الذي يعطي امكانية معالجة القضايا بمزيج من الحكمة والرأفة دون التوغل في هذا أو ذاك ، إلا أنها كما يبدو تغيب مسالة التأمل كلياً لمعرفة ما الأسباب الحقيقية التى أدت بهذا الفشل الذريع للأبناء بالشكل الذي يقطع الطريق نحو الانحدار ويساهم بإعادتهم للسير نحو النجاح ، كون الأساليب تحمل من الترقيع نهجاً ما تحمل وتندفع نحو الأسهل لمجرد أنهم انكروا العقل والتفكير وانتهجوا من الكسل الذهني نمطاً سائداً يتطلب الاحتيال ما دام في الجهة الأخرى من يصدق القول حتى لو لمدة قصيرة يعتبرها متسلقها انجاز زمني لتلك الأيام التى أستطاع التلاعب على الآخرين .
ثقافة الحب القاسي والكراهية تشمل علاقات متعددة لا يمكن اختزالها بعلاقة معينة لأن الخلل بنيوي وثقافي معاً أي معنى ذلك أن كل شيء معرض لاصطدام كون الجذور مازالت معطوبة وجميع المحاولات التى تجرأت على المساس بها من أجل تصحيحها تبدو هي الأخرى معطوبة ولا تستطيع رؤية ما في داخلها مما خربطتها أكثر وجعلت مراحل إيقاع قطعها بطئ لدرجة الملل ، فمن الأولى أن يؤسس العقل على نظرية أحبب حبيبك هوناً ما ، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما ، فتلك العبارة العربية الخالدة تُلخص المفاهيم ، ولو سمح لها أن تكون جزء في التعامل الإنساني لتغير حالنا كون الاعتدال هو المقصد في جانبين المحبة والبغض حتى لا يؤدي ذلك إلى إسراف ومجاوزة الحد ، كما أنه يحصل ذلك تماماً عند العشاق وبالقدر ذاته أو يتفوق احياناً لما يحمل من قراءات عمودية أُسقطت منها الجوانب والأطراف ، فهو أقرب إلى درجة الامتلاك الذي بدوره لا يسمح لحالة الانفصال أن تقع دون انعكاسات سلبية وإن وقعت تتحول الحياة إلى أشبه انتقام وجحيم .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع ناقص لا بد من استكماله
- زلازل فكرية
- صمود يؤسس لاحقاً إلى انتصار
- استمراء ناعم
- الردح المتبادل
- ارتخاء سيؤدي إلى إهتراء
- ملفات تراكمت عليها الغبار
- اخراج الجميع منتصر ومهزوم
- نعظم العقول لا القبور
- أمَّة اقرأ لا تقرأ
- مسرحية شهودها عميان
- تونس وهي
- فياض ... لا بد من نقلة أخرى نوعية
- على خطاك يا فرعون
- الضغوط تواجه بمزيج من الشجاعة والحكمة
- ثنائية القوة والضعف
- العربي بين حكم الديكتاتور أو ديمقراطية تفتت القائم
- ثراء يصعب فهمه أو هضمه
- الشعب هو الضامن الوحيد لمستقبله
- راشيل جريمة كاملة دون شهود


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - أحبب هوناً وأبغض هوناً