أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سعد تركي - أمنية ابتدائي!!














المزيد.....

أمنية ابتدائي!!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3932 - 2012 / 12 / 5 - 10:31
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تشكو معظمُ إدارات المدارس من طلبة لا يهتمون بالدرس، وأولياء أمور لا يتابعون أبناءهم. ويرى أولياء الأمور أن المدارس أضحتْ تمنح الطالبَ وثيقة تخرّجٍ رسميّة دون تحصيل علمي. في حين عجزتْ وزارة التربية تماماً عن توفير بنية تحتية في حدّها الأدنى تكفلُ نجاحاً للعملية التربوية. وزارةٌ كان دليل فشلها الأبرز بدعةُ الدورِ الثالث الذي أخلّ كثيراً بموعد بدء الدوام الدراسي المعتاد وأربكَ الطلبة وإدارات المدارس، ولم يشترك فيه سوى عددٍ ضئيل من الطلبة الذين لم ينجح أغلبهم برغم كلّ التسهيلات التي وُفرت لهم.
من المؤكد أن هناك رغبةً قويةً لدى الطلبة في نيل شهادات تؤهّلهم للحصول على وظائف حكومية صارت مطمحَ الجميع. وكان على الوزارة أن تستثمر هذه الرغبة عن طريق ترصين العملية التربوية وجعل النجاح مقصوراً فقط على المؤهّلين وليس عن طريق ابتكار دور ثالث أو رابع. ولعلّ أوضح دليل على رغبة الطلبة بالنجاح، الطلبَ الكبير على الدروس الخصوصية، واكتظاظ المكتبات بالملازم الدراسية لمختلف المراحل بدءاً بالابتدائية وليس انتهاءً بالمرحلة الإعدادية، حتى أضحى التدريس الخصوصي مهنة (موازية) تدّر على القائم بها أرباحاً تفوق الراتب الذي يتقاضاه من وظيفته الحكومية، وأصبحت الملازم المدرسية تنافس أكثر الكتب رواجاً!!
يقيناً أن التدريس الخصوصي عبءٌ آخر يثقل كاهل الأسر التي تعيش على الكفاف، ويقيناً أيضاً أن النجاح ونيل معدلٍ مؤهّلٍ لكليّة مرموقة لم يعد يمرّ عبر بوابة المدرسة لأسباب عدّة، يعرفها جلّ أولياء أمور الطلبة مثلما يتعمدّها بعض المعلمين والمدرسين وتتجاهلها وزارة التربية. العبء يصبح أكثر ثقلاً وضخامة حين تضطر أسرة إلى الاستعانة بمعلّم خصوصيّ لطالب في الصف الأول الابتدائي، إذ سيكون أمامها مشوار طويل كي تكمل مسيرة الدراسة الطويلة لأحد أبنائها. ومع أن أغلب الطلبة وأولياء أمورهم ـ الفقراء منهم خصوصاً ـ يدركون أن الشهادة هي الطريق لتغيير واقع ما يعيشونه من ضنك وعوز، إلاّ أنّ هذا الطريق صار صعباً جداً إن لم يكن مستحيلاً وباهظاً يقصم ظهر أبٍ يحصل بالكاد على لقمة العيش.
أعيش في حيّ سكني تحيطه العشوائيات ومساكن المتجاوزين من جميع جهاته، عشوائيات يعتاش أغلب ساكنيها على جمع القمامة وأعمال بسيطة أخرى لا يمكنها سوى أن تجعل الحياة مستمرة في الأجسام النحيلة المتعبة. في هذه العشوائيات لا يمكن لفرد من أسرة ـ صغيراً كان أم كبيراً ـ أن لا يعمل، وبرغم ذلك تجد نسبة لا بأس بها من هذه الأسر تحرص على تعليم أبنائها. نسبة لا بأس بها منهم تضطر إلى الاستعانة بالتدريس الخصوصي لأن المعلّم والمعلمة لا يجدان وقتاً كافياً لتعليم صف تجاوز عديد طلابه الستين، أو أن البعض لا يرى فائدة في تعليم صبيّ ليس له إلا مهنة آبائه. في الحي الذي أسكنه أرى بعضاً من طلبة الابتدائية مع كتبهم يتوافدون إلى بيت المعلّم وكلّهم أمل أن يأتي يوم تكون لهم وظيفة تشبه وظيفة معلّمهم وبيت يشبه بيته!!



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة المشتكي
- ورق.. ورق
- عبقريّة معلمة!!
- أرائك الفاكهين!!
- وهمُ البطالة!!
- قرطاسية كلّ عام!
- بشائر النصر.. مقدمات الهزيمة!
- أحوال مدنية!!
- وصايا لتعيش!!
- نحيب الأرصفة
- للموت عشاقه ايضاً!!
- مقابر عمّاتنا
- الهدر.. ثقافتنا!!
- ديمقراطية العم سام!!
- كهرباؤنا الغيورة!!
- شوربة عدس!!
- حوسمة القبور!!
- بؤس...
- ماركة!!
- اقرأ.. تنجُ


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سعد تركي - أمنية ابتدائي!!