أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - منير اسماعيل - نعم عملاء ولانخجل















المزيد.....

نعم عملاء ولانخجل


منير اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3932 - 2012 / 12 / 5 - 08:25
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ما أجمل أن يكون الإنسان حراً، وما أصدق الحر عندما يؤرخ للواقع دون تحريف، ويكتب عنه دون تزييف، ودون خوف من راع أو وصي أو وكيل.

بالمقابل ..
ما أقبح أن يكون الإنسان عبداً مرتهناً أسيراً، وما أكذب هذا العبد عندما تتطاول يده على راية الأحرار فيما هو عاجز عن تحرير نفسه، وما أحطّه عندما يتاجر بدماء بشر دفعوا حياتهم ثمناً لتحرير أمثاله، فيما تأبى نفسه إلا أن تشرب من كأس الذل والإرتهان والمهانة.

بعد يوم واحد من قيام كلينتون بأمر المجلس الوطني أن يحل نفسه وأن يقوم بتشكيل كيان يشمل تمثيل أوسع لصنوف المعارضة السورية أنفقت قطر بضعة ملايين من الدولارات لاستضافة مؤتمر المجلس، فأخضعته للتفكيك والغربلة والغسل ومن ثم أعادت تركيبه مطعماً بمكونات إضافية وزينته وعطرته ليُصار بعدها إلى عرضه مرة أخرى على السيدة كلينتون، آملين أن ينال هذه المرة إعجابها. وقد قامت قطر بكل هذا لدعم قيام كيان معارض "ديمقراطي" يمثل جميع السوريين في الوقت الذي اتخذت فيه كل الإحتياطات لضمان عدم مجاوزة كلمة "الديمقراطية" لحدود قاعة المؤتمر وبالتالي تطرب لها آذان سكان قطر.

بعد ولادة الإئتلاف مباشرة أخذ رئيسه (خطيب الجامع) يطلق الصيحات للغرب كي يعترف بإئتلافه .. أما الشعب السوري فهو غير معني بالأمر .. وكأني بحكام قطر قد أقنعوا أعضاء الإئتلاف أن الشعوب، ثارت أم لم تثر، فإنه لم يكن لصوتها قيمة في الماضي وكذلك لن يكون له قيمة في المستقبل. ويبدوا أن حكام قطر معهم حق .. أعطوني أسم دولة عربية واحدة ثار شعبها على الإستبداد ولم يقع بعدها تحت نير استبداد أعتى وأشد !!

أين هي الحرية والكرامة والعدل والمساواة في مصر؟ أين هي في تونس .. وفي ليبيا .. وفي اليمن؟

إنه يحق لمبارك اليوم أن يشمت بالمصريين على الحفرة الإخوانية العميقة التي أوقعوا أنفسهم فيها.
ويحق لزين العابدين أن يسخر من التوانسة بعد دخولهم نفق التخلف والسلفنة.
ويحق لأولاد القذافي أن يشمتوا بالضياع والتشرذم والتفكك الذي تعيشه ليبيا.
وللأسف كل المؤشرات تدل أن بشار سيضحك مستقبلاً ويسخر مما سنصل إليه.

غريب هو أمر هؤلاء الذين تسلقوا على ظهر ما أسميناه إلى وقت قريب ثورة حرية وكرامة .. صحيح أنه ليس من العدل إغفال من أغرقوهم بالمال وحملوهم على التسلق، لكن هؤلاء المتسلقون يتحملون وحدهم نتائج تآمرهم وارتهانهم للخارج. إنهم وحدهم يتحملون نتيجة ما ستفضي إليه هذه الثورة، والتي كما يتضح، لن تفضي إلا لما أفضت إليه الثورات التي سبقتها. قادة مرتهنون أذلاء أمام الخارج .. وذئاب مفترسين مكممين للأفواه بالداخل.

كلنا مجمعين على معارضة النظام السوري، لكن المعارضة شيئ والحقد شيئ آخر. المعارض المتزن شيئ والمعارض الموتور شيئ آخر. المعارض المتزن ربما يكون وطنياً وحكيماً، أما الحاقد الموتور فإنه ممتنع عن الحكمة حتى لو كان وطنياً، والمشكلة مع الحاقد الموتور تزداد سوءاً عندما يسلم قياده لغيره ويستحيل أداة بيد دول إقليمية تقرر لسوريا مالا مصلحة للشعب السوري فيه .. ولهذا كان لابد لنا أن نطلب من هكذا معارضون أن يتنحوا جانباً لإفساح المجال لأصحاب الحكمة، حتى لو خالف تصرفهم هذا مشيئة أسيادهم في السعودية وقطر وإلا فإنه لايحق لهم الحديث عن الوطنية.

شاهدت للتو شريطاً يظهر دخول عشرات المرتزقة "المجاهدين" الليبيين الفاشلين والعاطلين عن العمل إلى سوريا. جميعهم ملتحين يحفّون الشوارب وقد أتوا البارحة للإلتحاق بكتائب فاروق طيفور الأخونجي وبرهان غليون صاحب الشهادات من أجل قتال الكفار. هذان المعارضان يشكلان نموذجاً مثالياً عن المعارضين الموتورين. وأين حكمة هؤلاء من حكمة ابنتي ذات الأربع عشر ربيعاً التي نادتني لمشاهدة هذا المقطع وقالت لي حرفياً بابا أنظر إلى المجرمين يدخلون سوريا .. !!

لا عجب أن يتحدث أبواق النظام وكتّاب السلطة عن إجرام الجيش الحر دون أن يتحدثوا عن إجرام جيش النظام، فنحن نعلم أن النظام لم يترك وضيعاً مأفوناً في شرفه إلا واستقطبه إليه. لكن العجب كل العجب لشخص معارض يتحدث عن إجرام جيش النظام دون أن يعير أية التفاتة إلى إجرام الجيش الحر ودون أن يثور غضباً ضد ثقافة قطع الرؤوس التي أجتاحت سوريا على أيدي الجماعات الإسلامية الإرهابية، التي قام أئتلافه باستيرادها. فهل قيادة الإئتلاف تطبّق نفس معايير النظام ولا تستقطب إلا المخلوعين من الشرف والمطعونين في الوجدان ؟؟!

كيف نثق بمعارضين على هذه الشاكلة وكيف نطمئن لهم؟ أليس القتلى سوريون؟ أليس كثيراً منهم أبرياء؟ بماذا تختلف هكذا معارضة عن النظام السوري؟ لم نسمع أن أحدهم قام بشجب وإدانة عمليات قطع الرؤوس وتفجيرات السيارت بين السكان الآمنين .. فكيف يمكن أن نثق بقيادات مسلوخة الإنسانية على هذه الشاكلة؟

سوريا تُدمر بكل معنى الكلمة وإذا كان من أسباب معارضتنا لبشار هي كونه لايبالي بحرق البلد فإننا لايمكن أن نرحب بمعارضة تساهم بشكل كبير بإشعال النيران.

- إذا كنا نعارض بشار لإجرامه فإننا لن نرحب بمعارضة ليست أقل منه إجراماً.
- إذا كنا نعارض بشار لفساده فإننا لن نرحب بمعارضة ليست أقل منه فساداً.
- إذا كنا نعارض بشار لارتهانه لروسيا وإيران فإننا لن نرحب بمعارضة مرتهنة للسعودية وقطر وتركيا والكل مرتهن لأمريكا ..!!

من ناحية أخرى، كيف يمكن لي كمواطن سوري أن أعتدّ بشخصية معارضة أو بكيان معارض لايملك قرار نفسه أو قرار كيانه؟ كيف أعتدّ برأي أشخاص ما أن يشتموا رائحة الدولار حتى يغيبوا عن وعي الحقيقة وينتقلوا بروحهم وأجسادهم إلى عالم من الكذب والنفاق؟

بالمحصلة أنا أرى الجميع وحوشاً .. أو على الأقل أرى أنه غير مسموح سوى للوحوش أن يتصدروا المشهد.

إن إعلان دولة حلب الإسلامية الذي أطلقته بعض الجماعات السلفية الإرهابية تم بالترتيب مع قوى إخوانيه في الإئتلاف الجديد، والغاية منه هو وضع السوريين مستقبلاً بين فكي كماشة وتخييرهم بين حكم سلفي شديد التشدد وبين حكم إخواني متشدد نسخة عن حكم إخوان مصر، والطبيعي هنا أن يلجأ السوريون إلى الخيار الثاني كونه أهون الشرّين. هذا هو مخطط الإخوان المسلمين الذين يمكنهم المال القطري والسعوي من التحكم بالإئتلاف .. لكن لمن لايعرف من السوريين ماحل بمصر على يد الإخوان المسلمين فليعلم أن من يتصدرون واجهات الجرائد والصحف والمواقع الإخبارية المصرية اليوم هم أصحاب اللحى الطويلة، واليوم تحديداً كانت عناوين الصحف هي التالي:

الشيخ عبد المقصود: مرسى يأمر بشرع الله وكلامه واجب النفاذ.. وإهانة السلطات كفر
قيادي سلفي بالسويس: الرافضون لقرارات مرسي أعداء للإسلام
الشيخ حسان: الرئيس له شرعية قرآنية ونبوية
الشيخ يحي: سنحرق الميدان على رؤوس الثوار "السبت"

والثوار أخي القارئ هم أولئك الذين رفضوا قرارات مرسي الرامية إلى تمكينه من السلطات الثلاث القضائية والتشريعية والتنفيذية، أي نفس السبب الذي أطلق الثورة ضد نظام مبارك.

هذا مايُراد لسوريا وهذا ماينتظر الشعب السوري .. وطالما الحال كذلك فاسمحوا لنا منذ الآن أن نأتي ببشار الأسد ونقبل يديه وقدميه ونرجوه أن لايرحل ..!!

إن ماتحتاجه أي ثورة عربية اليوم هو قائد حقيقي، قائد ثائر على الإستبداد أينما وجد، وإن أي معارض أو ثائر لاتستطع عيناه رصد استبداد الحكومة السعودية بالشعب السعودي واستبداد الحكومة القطرية بالشعب القطري هو واحد من اثنين، إما ثائر أعمى، وإما ثائر كاذب. فكيف بالله عليكم يصبح حال هذا الثائر عندما يطبخ حرية الآخرين في مطابخ هاتين الحكومتين؟ إنه بلا شك منافق لايمكن ان يكون مخلصاً لمبادئ الحرية والعدل والكرامة حتى لو كتبها على جبينه.

لن أطلب منكم أن ترفضوا وصاية قطر ولا وصاية السعودية لأنكم أجبن وأتفه من أن ترفضوها .. ولكن حين نقول لكم أنكم صعاليك خونة أرجوا أن لا تأخذوا على خاطركم خاصة وأن هذا المقال مثله مثل بقية المقالات الناقدة والبناءة التي كتبها على مدى عشرات السنوات كتّاب على شاكلتي ولم يحدث أن أعارتها شعوب العرب أي اهتمام .. أي أنه علاك مصدّي وسيذهب أدراج الرياح. لذا أرجوا من كل الخونة أن ينغمسوا في خيانتهم، ومن كل الأذلاء ان يثملوا من كؤوس الذل، ومن كل المرتهنين أن يشدوا أرسُنَهُم على رقابهم.

ومع ذلك أيها المعارضون للحرية والأحرار .. لن تهنئوا !! هنالك ثمة مايدعوا للتفاؤل .. فهاهو الشعب المصري قد انتفض ضد من تآمر على ثورته .. وهو مصمم على استعادة زمام المبادرة مهما كان الثمن .. !!

قرأت لافتة ترفعها إحدى السيدات المصريات تقول فيها "مصر مقبرة الإخوان والسلفية" رغم ان هذه السيدة محجبة . ولكن أليس المحجبات هم أدرى الناس بمدى تخلف وهمجية ووحشية هذه النماذج التي تتاجر بالدين؟

لن تهنئوا بها وتذكروا قولي هذا بعد عام من الآن .. الشعب الآن يلعنكم. جلست مع سوري سبعيني منذ أيام .. نظر إلى وجوه أعضاء الإئتلاف بالتلفاز فذكر سلطان باشا الأطرش وابراهيم هنانو وصالح العلي ويوسف العظمة وقال لو كان هؤلاء الرجال موجودون في هذا المؤتمر لرأيتهم يخلعون أحذيتهم وينهالون بها على رؤوس الحاضرين.



#منير_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكوى عبدالحسين ومقال سامي كاب
- عن الديمقراطية وأشياء أخرى
- رسالة مرسي وقضية إلهام شاهين
- طلاس .. مناع .. غليون .. والثورة السورية
- رد على ياسين الحاج صالح.... لماذا فشلت الثورة السورية ..
- لرسول الله رب يدافع عنه ..!!
- القرضاوي يتقن العبرية ..!!


المزيد.....




- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - منير اسماعيل - نعم عملاء ولانخجل