أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - من انجازات النبي ... توحيد القبائل والشعوب














المزيد.....

من انجازات النبي ... توحيد القبائل والشعوب


أحمد القبانجي

الحوار المتمدن-العدد: 3933 - 2012 / 12 / 6 - 00:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحت لواء واحد وعقيدة واحدة بعد أن مزقتهم النعرات العصبية والثارات القبليّة، فكانت الحروب الطاحنة تأتي على الأخضر واليابس ولا ترحم صغيراً ولا كبيراً ولا رجلاً ولا امرأة، وقد كانت الحرب الواحدة تستمر سنوات طوال بين قبيلتين أو أكثر ولا أحد يرغب في ايقافها أو يهتدي إلى الطريق لإطفاء نائرتها، ولعلنا نصيب الحقيقة إذا قلنا بأن سور العصبية القبلية عند العرب كان يعد بالنسبة إلى العربي فوق كل شيء حتى الأصنام التي يعبدها، بل إن الأصنام بدورها كانت عنصراً من عناصر القبيلة ومفردة من مفرداتها، ولهذا كان لكل قبيلة صنم خاص إمّا في الكعبة أو يتنقل معهم حيثما انتقلوا ويرحل معهم أنّى ارتحلوا.
ولا تتصور أنّ ما قام به الرسول (صلى الله عليه وآله) من توحيد القبائل المتباغضة قد يضارعه توحيد آخر مسطور في تراجم العظماء من رجال التاريخ... فليس هو كالتوحيد الإجباري وبقوة السيف كما حصل في الاتحاد السوفياتي المنصرم، أو كما أراد هتلر أن يعمل على تحقيقه في أوربا الذي سرعان ما انهدم على رؤوس أصحابه.
وليس كالتوحيد العرقي الذي وحّد أُمة اليهود مدى قرون مديدة، إلاّ أنّه فصلها عن بقية الاُمم وزرع فيهم روح الأنانية البغيضة والغرور الأحمق.
وليس هو توحيداً اطماعياً كتوحّد السباع على فريسة، أو تآلف الدول الغربية على الاُمة الإسلامية، أو اتفاق القبائل المغولية على نهب الحضارة الإسلامية، فلم يدر بخلد العرب المسلمين آنذاك الفتوحات البعدية، بل
إنّه (صلى الله عليه وآله) حينما بشرّهم بها في الخندق سخر منه المنافقون واستغرب من كلامه المسلمون.
ولم يكن (صلى الله عليه وآله) ملكاً أو رئيس طائفة قوية كما في الاسكندر المقدوني ملك مقدونية الذي وحّد الدويلات اليونانية ضد العدو المشترك وهو دارا ملك الفرس، فلم يكن توحيد العرب مضاداً لأحد من الناس أو معادياً لشعب من الشعوب، بل كان هذا التوحيد منبعثاً من أعماق الروح والفطرة البشرية، ولهذا كان أطول مدى واوسع رقعة وأكثر ثماراً، فلا يأبى أن يضمّ إليه كل راغب في هذا الدين الجديد على أساس عقيدة التوحيد، بل إنه(صلى الله عليه وآله) دعا بقية الأديان إلى الوحدة على أساس المشتركات في العقيدة والإنسانية.
(قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلى كَلِمَة سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاّ نَعْبُدَ إِلاّ اللهَ وَ لا نُشْرِكَ بِهِ شَيئاً...»).
فإن لم تتحقق الوحدة بذلك المعنى السامي والدرجة الرفيعة فلا أقل من الصلح (وَالصُّلْحُ خَيْر) كما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع المشركين في صلح الحديبية والنصارى من أهالي نجران.
وإن لم يتحقق ذلك أيضاً فلا أقل من الهدنة كما أقرّها مع يهود المدينة على أن لا يعتدي أحد الطرفين على الآخر.
وأوّل توحيد أسسه رسول الله (صلى الله عليه وآله) على المستوى الجماعي والقَبَلي هو ما كان بين الأوس والخزرج في المدينة المنورة بعد أن أنهكها النزاع والقتال.
والآخر ما كان بين المهاجرين والأنصار في المدينة أيضاً، حتى أنّ الرجل من الأنصار كان يقسم ماله وارضه وبيته ويعطيه إلى الرجل المهاجر دون مقابل.
والأهم من ذلك أنّه (صلى الله عليه وآله) وضع الأُسس للوحدة الإنسانية من الخالق الواحد والمساواة والهدف المشترك وهي رضا الله تعالى، والطريق العملي إلى ذلك من خدمة الناس وأنّ «خير الناس من نفع الناس» دون التحديد بفئة أو عرف أو قوم أو لون، ولهذا فشل بنو اُمية في محاولتهم تغيير مسير الاُمة وجعلها سلطنة أموية، وفشل الاستعمار وعمّاله في التركيز على عروبة الإسلام وعربية الفتوحات الإسلامية لفصل الأكثرية المسلمة من غير العرب عن الإسلام والعرب، وفشل دعاة المذاهب المضادة للوحدة من قبيل البابية والبهائية والوهابية وغيرها في جرّ المسلمين إلى معارك داخلية وإقامة سواتر وأسوار بين المسلمين، ولم يتبعهم إلاّ من شذّ سلوكه ومرض قلبه وضعف إيمانه وافلس جيبه، وظل المسلمون جميعاً ينظرون إليهم نظرة الاحتقار والاشمئزاز، وبقيت قلوب أكثر من مليارد نسمة تحنّ إلى الوحدة وتدعو إلى التآلف رغم الحدود المصطنعة والعوائق الاستعمارية، بل ظلّ المسلمون يشعرون بالاخوّة والعاطفة الإنسانية مع غير المسلمين وخاصة المحرومين والمستضعفين من شعوب العالم ويقفوا معهم في المطالبة بحقوقهم، والأمثلة على ذلك كثيرة.



#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنهج الجديد في تفسير النص
- اسطورة الفيل وحرب أبرهة الحبشي
- العلاقة المتبادلة بين الدين والأخلاق
- من انجازات النبي ... تشكيل الدولة
- مساهمات الفلاسفة في نشوء علم النفس
- حقوق الانسان من منظور اسلامي
- ابراهيم الخليل وإشكالية ذبح الابن
- الوعد الالهي بالارض المقدسة
- نقد الاعجاز البلاغي في القرآن
- موقف الاسلام من المرأة
- الفلسفة الوجودية


المزيد.....




- 54 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى
- ترامب: اليهود المصوتون للديمقراطيين يكرهون إسرائيل واليهودية ...
- ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ ...
- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - من انجازات النبي ... توحيد القبائل والشعوب