أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - اتشيخوف ونقد المجتمع














المزيد.....

اتشيخوف ونقد المجتمع


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 3931 - 2012 / 12 / 4 - 17:54
المحور: الادب والفن
    


اتشيخوف ونقد المجتمع

يتناول غوركي في المجلد الرابع " صور أدبية " ثلاثة شخصيات لعبت دور حيوي في نقل المجتمع الروسي إلى مصاف العالم المتحضر، وهم اتشيخوف تولستوي ولينين، سنلقي ألضوء على هذه الشخصيات ضمن ما كتبه عنهم غوركي، وسنبدأ حسب الترتيب بانطون اتشيخوف.
أهم مسـألة عان منها المجتمع الروسي هي التعليم، من هنا كانت له أحديث تناولت موضوع التعليم بكل عناية ودقة موضوعية فيقول " لو كنت تعرف مدى احتياج الريف الروسي إلى معلمين طيبين مثقفين أذكياء، في روسيا ينبغي لنا أن نعد للمعلمين ظروفا استثنائية، وان نفعل هذا في أسرع وقت ممكن، باعتبار أننا ندرك انه ما لم يحصل الشعب على ثقافة واسعة فان الدولة تنهار مثل بيت من قرميد لم تشوه النار جيدا، يجب أن يكون المعلم فنانا تيمه علمه إلى ابعد الحدود، في حين أن معلمينا خشنوا الأيدي "، نصف مثقفين، يذهبون إلى القرية لتعليم الأولاد وفي جوانحهم رغبة كما لو كانوا يمضون إلى المنفى... وذلك الموظف الذي رغم تسميته مفتش مدرسة ينهمك في التنفيذ الحرفي لمضمون رسائل التعليمات ... ليس من المسموح بان يتجول مثل ذلك المرء في أسمال مهترئة ويرتعش من البرد في مدرسة رطبة متداعية، وان يغدو في الثلاثين من عمره كتلة من الإمراض التهاب الحنجرة، الروماتيزم، السل ... هذا عار علينا " ص267، الواقع المتخلف للتعليم هو ذاته في كافة الدول المتخلفة، فهذا الكلام الذي قيل منذ أكثر من مائة عام يصلح لنا كفلسطينيين وكعرب، لكي نلحق ببقية الأمم الني سبقتنا، فعدم الاهتمام بالتعليم وبالمعلمين تحديدا سمة لكل الدول التي لا تلقي بال لهذا الموضوع، ورغم الهوة السحيقة يبن ما قاله اتشيخوف إلا أن كلماته تصلح لرفع وإزالة الأفكار الهدامة من أي مجتمع متخلف، فالتعليم هو المفتاح والباب الذي منه يخرج المجتمع إلى عالم جديد أكثر بهاءً وازدهارا، فالاهتمام بهذا الجانب كان احد ابرز الهموم عند اتشيخوف، فلم يتوانى عن طرح المشكلة بهذه الحدة وهذا الوضوح، فهو كأديب لا يقبل لنفسه أن يكون مجرد كاتب فقط، بل عليه أن يطرح هموم ومشاكل المجتمع يكل جلاء ودون مجاملة،
وبعد هذه الشريحة من المجتمع يتناول اتشيخوف الأطباء وأحوالهم فيقول عنهم" وما أن يكتسب الطبيب ممارسة حتى يكف عن مجاراة العلم، ويكف عن قراءة أي شيء فيما خلا " الأخبار العلاجية" وفي الأربعين يمتلئ ثقة من أن الأمراض جميعا سببها البرد" ص282، كـأنا نتحدث عن واقع الأطباء في فلسطين وليس في روسيا في بداية القرن العشرين، المهني أيا كان إذا اكتفى بما تعلم ولم يعد يطلع على كل ما هو جديد سيغدو خاويا من المنفعة، فالأطباء الذين لا يطورون معرفتهم الطبية لن يعدوا يصلحوا لمعالجة المرضى أبدا، وعلى المجتمع استبدالهم بذوي خبرة ومعرفة حديثة،
نعتقد أن أهم شريحتين في المجتمع هما المعلون والأطباء، ومن هنا كان اتشيخوف حازم وصارما في طرح حالة التخلف التي حلت بهما في المجتمع الروسي، أما الشرائح الأخرى فقد تناولها اتشيخوف من المجتمع الروسي فكانت احد وكلاء النيابة " ـ هل تحب الإصغاء إلى الحاكي؟
ـ أوه، اجل أحب ذلك كثيرا، انه اختراع مدهش
ـ وأنا لا اطيق الحاكي
ـ لماذا؟
ـ أنه يتحدث ويغني دون أن يحس شيئا، ويجمع الأصوات التي تخرج منه خاوية لا حياة فيها" ص277و278، النقد الذي تم توجيهه لوكيل النيابة كان مبطنا، بمعنى أن اتشيخوف لا يحب كل من يتكلم ولا يتفاعل مع ما بقول، فالوكيل الذي ينفذ القوانين بدون روح هو مثل الحاكي، وهما ـ الحاكي والوكيل ـ لا يحبهما اتشيخوف،
كما تضمنت الصور الأدبية التي تناولها غوركي الحكم التي جاءت على لسان اتشيخوف أو بتأثيره على الآخرين فيقول غوركي على لسان إحدى تلاميذ اتشيخوف " العظماء أكثر بساطة، وأكثر فهما، وأكثر قربا إلينا نحن الفانين المساكين من جميع أولئك الصغار الذين نعيش بينهم" ص273، فحالة التواضع التي تعامل بها اتشيخوف مع الآخرين فرضت نفسها وجعلت منه شخصية يحترمها ويقدرها كل من تعامل معه، ومن الحكم التي قالها اتشيخوف " وليس من الظرافة، أن تتحدث عن كساء المستقبل المخملي وأنت لا تملك في الحاضر سروالا لائقا " ص274، ضمن هذا القول يكمن الحض على تهيئة الواقع لكي يتمكن الأفراد من التفكير ضمن ظروف تجعلهم مبدعين،
كأديب وكاتب عاش اتشيخوف، فكان حاله كحال الأدباء يعيش حالة من الرفض والاغتراب، لكن هذا الرفض والاغتراب لم يكن سلبيا أبدا بل كان فاعلا، فعندما كان يجد حدث أو حالة غير سوية يندفع بقوة نحو نقدها والعمل إلى توجيهها إلى المسار السوي " وحينما ينزل الظلم بأحدهم في حضوره، فان انطون بافلوفيتش يدافع عنه من دون ريب : ـرويدك الآن فهو رجل عجوز نيف على السبعين .. أو : ـ هو لا يبرح فتيا، وما أتاه كان من غفلته" ص283، شخصية تستحق الاحترام والتقدير أولا لأنه كاتب وثانيا لأنه أنساني في تعامله،

رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الراوي وأحداث قصة الأم
- سلام على الغائبين
- غوركى بين الفرد والمجتمع
- ماذا يحدث في سوريا
- قصر رغدان والقمع الادبي
- مريم الحكايا
- شوقي البغدادي
- قارب الزمن الثقيل
- أخطاء الماضي والحاضر
- الذاكرة الخصبة


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - اتشيخوف ونقد المجتمع