أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - الطرف الثالث














المزيد.....

الطرف الثالث


حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3930 - 2012 / 12 / 3 - 23:39
المحور: الادب والفن
    


الإهداء
لهبوب ريح عاصفة
لا تعرف من أين أتت .. ولا إلى أين تذهب


اعرف أن الذهب أصبح ذهب لأنه لم يتفاعل مع العناصر الأخرى
لم يقابل شر بشر
وأن اللؤلؤ تكون من الأتربة ولكن بداخل صدفة عرفت كيف تخبئه وتحبه
وتصبح أتربته كنزها .. نبضها .. فخرها
وأعرف أن كوكبنا العظيم المتواضع نتج نتيجة إنفجار عظيم
وفوضى خلاقه بداخلها كيف وكم
وان وراء كل كن مخاض حب سرمدي
وأن للحب مدار إذا اقتربت أكثر لشمسه تحرق كعطارد
وتصير أعمى كلوسيفر لانك كنت ترى ما لم يراه غيرك
بعين متكبرة
وإذا إبتعدت جداً تتوه في الفضاء
بينك وبين المرآة مسافة للروية وللرؤيا
أو مسافة للإلتباس
وأن سر زرعة الحب أن ثمارها ليست فقط على أغصانها
بل سرها أن أجمل ثمارها في جذورها
الحب بقائه ذاتي وله حصاد ذاتي
مثل الأنانية تأكل صاحبها في الصباح إفطار .. وفي المساء عشاء
الفرق بين البقاء الذاتي للحب
والموت الذاتي للأنانية
هو الفرق بين موت حبة الحنطة وحياة جدار اصم
وأقول لكم سر آخر في الحب
الحب لا يحتاج في حضوره لآخر كما يدعون
الحب له مسرحه المستقل ومخرجه المستقل
له عين خاصة وذاكرة خاصة وأحلام خاصة
لا يملك مفاتيحها أحد غير الحب
ولا يملكها حتى الآخر
في هذه الغرفة بالذات الآخر بلا استحقاق
هي وطن الحب المجاني
العطاء غير المشروط
كل براويز صور الكمال
جنة بلا إمكانية سقوط
مصممة بلا أفعى وبلا شجرة معرفة
تخلع فيها نعليك
جبل تجلي الحب الذي بلا لحم ودم
ولكنه أكثر حضور
يدعون أن الحب عطاء فقط
وأقول لهم هذه أفعال الحب .. محتمل
ولكنها ليست هو
يقولون الورود تجسده
أقول لهم احتمال بديهي
لكنها ليست هو
يقولون الوعود تحفظه وترعاه
أقول لهم احتمال منطقي
ولكنها ليست هو
يقولون الرغبة في المعية وفي التواجد معاً مؤشر رئيسي
أقول لهم احتمال تاريخي
لكنها ليست هو
يقولون العيون تفضحه وتعريه
أقول لهم قي كثير الاحيان
ولكنها ليست هو
كل مكان وكل تعبير وكل ظهور
احتمال الإلتباس فيه وارد
ولكن هناك بعيداً عن الأضواء
بعيداً عن مسرح التقييم
بعيداً عن فخاخ الرغبة
بعيداً عن التصفيق الحاد
بعيداً عن معادلة الربح والخسارة
بعيداً بعيداً بعيداً جداً
هناك يقطن الحب
في ذروة الاحتجاب
في وحشة الصمت
في أديرة العشاق العزل
في قلوب الفرسان التي بلا جواد وبلا سيف
كم إيمان بأعمال ومع ذلك ميت
وكم أعمال بلا إيمان ميتة
هل يوجد حب لعظام في تابوت
هل يرى كفيف بلا فعل النظر السطحي العميق
كيف فعلها بتهوفن دون إصغاء
هنا يكمن المستحيل
الحب .. حيث إصغاء لمن لا صوت لهم
نبض لمن لا قلب لهم
تحليق لمن لا روح لهم
هناك يقطن السر
لا يوجد سر في الثنائية
الخير والشر
الأبيض والأسود
الملاك والشيطان
الأنا والآخر
بندول الساعة الغبي
ورتابة دقاته
وباطل تكراره
الناسخ والمنسوخ
الموجب والسالب
الوجود والعدم
الجنة والنار
دائرة الصفر
السر يقطن في الطرف الثالث
بين الأنا والآخر
بين المحب والمحبوب
بين العاقل والمعقول
حبل سُري
متميز غير منفصل
مستقل إلى الدرجة القصوى
متحد ولكنه غير ممتزج
لا تبهت ألوانه
ولا تزول صبغته مهما حاولت
رائحة كالفانيليا مخلدة
وطعمه كطعم المطر الثلجي
ولونه كلون الدم
غير قابل للإختراق
ولا للنسيان كذكرياتك الهشة
ولا يطلب منك أن ترفع يديك بالقسم
وأن تضع عليه زهور الضريح
وأن تجعله قديساً أو مناضلاً أو مسيح
لم يشتهي يوماً فعل المديح
كلي العجز
كلي الضعف
كلي الإحتجاب
هناك الطرف الثالث
بين العاقل والمعقول
بين المحب والمحبوب
بين الأنا والآخر
منطقة لا يقدر أن يهزمها أحد
مد أو جزر
توهج أو فتور
غياب أو حضور
لا أؤمن بالأحادية
ولا بالثنائية
أؤمن بأرض الإحتجاب
وبعنفوان التواضع
وشفرة الكنز
وأعرف أن عبور العشاق والأعداء عليها
عبور يومي
لا من مصغي
لا من فاهم
لا من رائي
فالمختارون فقط هم من اختبروا
ودخلوا أرض الموعد
حيث الوعد لهم ولكل الذين على بعد
وعرفوا السر المخبأ
بين المحب والمحبوب
بين العاقل والمعقول
بين العاشق والمعشوق
بين العابد والمعبود
بين العفوية والمجهود
بين الإيمان والأعمال
بين الأنا والآخر
يسكن السر







#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متلبس بصندوقك الأسود
- أفيون الوحشة
- هرطقة اللامنتمي
- جمهورية العرائس العربية
- الله يسكن في التفاصيل
- ما أجمل الفقراء !!
- ما أجمل العداء !!
- قد جدف .. لأنه قد أحب
- ما أجمل الغرق !!
- عصا الحُب السحرية
- حواريي السر المُحرف
- كفرتي بإيزيس .. وآمنتي بالعذراء بنصف قلب
- مومياوات تحارب ثوار
- كل لعنة تنحت صاحبها
- لماذا ينتصر الظلام ؟
- أغنية إلى نفسي
- المعجزة الثانية
- الطريق إلى الجنة
- مخلص لمشاهد خوفي
- غيب منيع


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - الطرف الثالث